رواية خالد من 11-15
انت في الصفحة 1 من 9 صفحات
الفصل الحادى عشر
هناك على نور مصباحي
أو على ضوء القمر
بين بسمة خجولة
وضحكة من ذاك الثغر
كان يحلو جلوسي
بقربك و يحلو السمر
هناك أسبح بأحلامي
وأطيل فيك النظر
أرى القمر في عينيك
بدرا قد تجلى وظهر
فقد كنت حبيبتي
دونا عن كل البشر
كان نبيل يجلس على تلك الطاولة ينظر إلى ساعته التى تشير إلى أن تلك المرأة قد تأخرت على ميعادهما نصف ساعة كاملة..شعر بالغيظ..وكاد أن ينهض ويذهب إلى الشركة مباشرة حين سمع رنين هاتفه..ليرد قائلا
تناهى إلى مسامعه صوتها الآسف وهي تقول
أنا متأسفة جدا ..إتأخرت على حضرتك ..بس كان لازم أخلص الأوراق بتاعة الشغل قبل ما أنزل وأسلمها للإدارة.
زفر نبيل قائلا
ولا يهمك..إنتى فين دلوقتى
قالت سها
أنا داخلة من باب الكافيتريا حالا.
إنتقلت نظرات نبيل إلى باب الكافيتريا فى تلك اللحظة ليراها على الباب..تبحث بعينيها عنه بين الحضور..ليتجمد تماما فى مكانه..لا يصدق ما يراه..إنها هي..السندريلا خاصته..أمامه مجددا..والأدهى من ذلك أنها هنا للقاءه..إستمع إلى صوتها القلق وهي تقول
إبتسم وهو ينهض واقفا مشيرا إليها وهو يقول
أنا أدامك أهو.
وقعت عيناها عليه فى تلك اللحظة لتتجمد بدورها وتتسع عيناها فى دهشة..إتسعت إبتسامته وهو يشير إليها بالإقتراب بعد أن أغلق هاتفه..لتقترب كالمسحورة..حتى توقفت أمامه تماما..ليتأمل ملامحها الجميلة الرقيقة قائلا
وأخيرا لقيتك.
قالت بحيرة
مد يده إليها قائلا
نبيل نور الدين..مهندس معمارى وإنتى
مدت يدها إليه قائلة
سها صبرى..مديرة مكتب لين نصار.
سها..ياله من إسم جميل يليق بها..ظلا هكذا لثوان ..ينظران إلى بعضهما البعض..تتشابك أيديهم ونظراتهم..لا يود أحدهما أن تنتهى هذه اللحظة السحرية..ولكن كانت سها أول من أفاق منها وهي تترك يده وتتنحنح قائلة
قال بسرعة
لأ طبعا..إتفضلى أقعدى.
جلست ليجلس بدوره يتأملها بطريقة أخجلتها ..لتحاول أن تخرج من دائرة الخجل وهي تنظر إليه قائلة بجدية
ممكن تقولى يا استاذ نبيل ..تعرف إيه عن موضوع لين
إبتسم قائلا بمزاح
اولا أنا إسمى نبيل وبس..ده إحنا بينا حفلة وكعب مكسور ولا نسيتى
إبتسمت رغما عنها..فهي ابدا لم تنسى ذلك اليوم ولم تنساه هو بالتأكيد..ليعتدل قائلا بجدية
عقدت حاجبيها فى حيرة قائلة
شاكك فى إيه بسوإيه اللى ممكن يقلقك
قال نبيل بهدوء
فى الأول لازم تعرفى إنى أبقى صديق مؤيد الحسينى.
إتسعت عيناها فى دهشة ليبتلع نبيل ريقه وهو يستطرد قائلا
وللأسف أنا حاسس إن مؤيد خطڤها.
لتتسع عينا سها ....فى صدمة
ها ..إخترتى إيه يالين
بادلته بروده للحظات قبل أن تقول
هات تليفونى لو سمحت.
إبتسم بسخرية وهو يمد يده يرجع خصلة شعرها إلى ما وراء أذنها قائلا
ياخسارة..كان نفسى ترفضى يالين.
أبعدت لين يده عنها بقوة وهي تنهض قائلة پغضب
على فكرة ..أنا مش خاېفة منك..مش هتقدر تيجى جنبى طول ما أنا رافضة..هقاومك ولو كان التمن حياتى.
آلمته كلماتها..ونفورها تجاهه حتى أنها تفضل المۏت على أن يلمسها هو..ولكنه أبعد هذا الشعور جانبا وهي تستطرد قائلة
انا بس مش عايزة خالد يقلق علية..ولا عايزة مشاكل ..أنا معاك فى لعبتك اللى قررت تلعبها معايا وصدقنى واثقة من فوزى فيها..انا حابة أوريك إن لين بتاعة زمان مبقتش موجودة..إنى بقيت أقوى..وحقيقى اللى
بتعمله ده..بيثبتلى اكتر إنى
كنت صح لما قررت أنفصل عنك.
شعر بالڠضب ..ولكنه قبض على يديه بقوة..يبعد تلك الأفكار عنه..سيجعلها تخضع له وتعلن إستسلامها..ولكن رويدا رويدا..ليقول ببرود وهو ينهض مناولا إياها هاتفها قائلا
هنشوف يالين..هنشوف.
أخذت الهاتف من يده بحدة..وإتصلت بأخيها دون أن تحيد بنظرها عنه..ليرد عليها خالد قائلا بلهفة
إنتى فين يالينومجيتيش الشركة ليه
كادت أن تضعف و تخبره بوضعها ولكنها تراجعت فى اللحظة الأخيرة ..لتقول بهدوء
خلصت الميتنج وحسيت إنى مخڼوقة شوية ياخالد..طلعت على شرم..هقضى يومين هناك وهرجع تانى.
قال خالد
إنتى كويسة
تنهدت قائلة
آه كويسة متقلقش علية.
قال خالد
طيب أجيلك
قالت بهدوء
لأ..أنا محتاجة اقعد شوية لوحدى.
قال خالد
أنا خاېف عليكى ..ممكن الحالة ترجعلك وإنتى لوحدك.
قالت بإرتباك وقد خشيت أن يسمع مؤيد كلمات خالد
لأ متقلقش..باخد الأدوية فى ميعادها.
عقد مؤيد حاجبيه..بينما قال خالد
طيب ..طمنينى عليكى علطول..ومتقفليش تليفونك..إتفقنا
قالت بهدوء
إتفقنا ..سلام دلوقتى.
ثم أغلقت الهاتف .. ليقول مؤيد بهدوء يخفى ذلك القلق العاصف بكيانه
أدوية إيه دى
قالت لين بإضطراب
كنت آخدة نزلة برد جامدة وبيفكرنى بإنى مهملش العلاج عشان متعبش تانى.
قال مؤيد بشك
بس شنطتك مفيهاش أدوية
حمدت ربها على هذا الجيب السحرى فى حقيبتها والتى تخفى فيه أدويتها فلم يراها مؤيد..لتقول لين بهدوء مفتعل
مبقتش آخدهم..أنا بس بطمنه .
هز مؤيد رأسه متفهما وهو يمد يده إليها قائلا
التليفون.
ناولته إياه قائلة
إنت هتفضل حابسنى هنا كتير
نظر إلى عينيها قائلا
لغاية ما آخد حقى منك وأخليكى تعترفى إن بعدك عنى كان أكبر غلطة فى حياتك يالين.
نظرت إلى عينيه قائلة بقوة
يبقى بتحلم يامؤيد..لإنى عمرى ما هقول الكلام الفارغ ده.
إبتسم بسخرية قائلا
هنشوف يالين..وأنا وإنتى والزمن طويل.
إبتعد بخطوات هادئة مغادرا الحجرة..تتابعه بنظراتها القوية المتحدية..قبل أن يغلق الباب..ليظهر الضعف بهما...جليا .
نهضت سها قائلة بحدة
يعنى إيه مؤيد خطڤهاهي سايبة..ده أنا أقلب الدنيا عليه..هو مش عارف لين تبقى مين
قال لها نبيل منبها
إهدى بس وأقعدى ياآنسة سها..الناس بتتفرج علينا.
نظرت سها إلى محيطها لترى فعلا بعض رواد الكافيتريا وهم ينظرون إليها..لتجلس وهي تنظر إليه بحنق قائلة
أدينى هديت أهو ..ممكن بقى تفهمنى مؤيد خطڤ لين ليه وعايز منها إيه
مال نبيل إلى الأمام وهو يعقد أصابع كفيه أمامه..قائلا
أنا مش متأكد من كلامى..انا شاكك بس..مؤيد رجع من فرنسا مخصوص عشانها..كان هيتجنن لما عرف إنها هترتبط بمحمود عزمى..وأكيد حابب يمنع إرتباطهم.
قالت سها بحدة
وهو يتجنن ليه..عايز إيه منها تانىهما مش سابو بعض وخلصنا من الموال ده.
تراجع نبيل فى مقعده وهو يحدقها بهدوء قائلا
مؤيد عمره ما هينسى إن لين إتخلت عنه فى وقت ضعفه لمجرد إنها تشبع رغبتها فى إنها تكون أم..للأسف رغم إحساسه ده بس مقدرش يكرهها ولسة حبها ساكن فى قلبه..وده اللى تاعبه.
كانت سها تنظر إليه فى صدمة..وما إن أنهى كلماته حتى قالت
لين متخلتش عن مؤيد عشان تخلف والدليل على كدة مرور كل السنين دى من غير ما تتجوز..لين اللى جواها أكبر من كدة بكتير..إستحملت اللى أنا مقدرش استحمله كزوجة ..متحاولش تطلع صاحبك الضحېة وهي المچرمة فى حقه..لإن اللى حصل هو العكس تماما..وإذا كان هو فهمك غير كدة فآسفة..صاحبك ضحك عليك..أما لو كنت عارف الحقيقة وبتستهبل ف....
قاطعها نبيل قائلا فى صرامة
من فضلك ياآنسة سها..أنا رغم إعجابى بيكى فمش هسمحلك أبدا تشككى فية أو تقللى منى..أنا لو جيت أقابلك النهاردة فده علشان خوفى على صاحبى وإهتمامى بيه..أما صاحبتك فمتهمنيش أبدا..لا صاحبى ضحك علية ولا أنا بحور عليكى..اللى حصل من صاحبتك أنا عشته مع صاحبى سنين طوال..شايف عڈابه أدام عينى
ومش قادر أعمله حاجة..أقولك حاجة..الظاهر
إن غلطت لما جيت هنا النهاردة ..عن إذنك.
ونهض لتوقفه كلماتها الحزينة وهي تقول
أنا آسفة..أنا مكنش قصدى أقلل منك.
رآها مطرقة