الثلاثاء 07 يناير 2025

رواية خالد من 11-15

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

هي مخدوعة ..ولا تعرف أي نوع من البشر هو مؤيد..لا تعرف سوى انه زوجها وحبيبها وتوأم روحها..هذا فقط..و لا شئ غيره..رجعت بذاكرتها قليلا للوراء ..
وقتها.......
.....إستيقظت لين على صوت المنبه لتمد يدها وتطفئه وقد أزعجها صوت رنينه..لتعتدل وهي تنظر إلى جانب السرير الخالى من مؤيد بحيرة..ليفتح الباب فى تلك اللحظة ويدخل مؤيد منه يحمل صينية الطعام..لتلوح البسمة على ثغرها..بادلها إياها على الفور قائلا
صباح الفل على عيون ست الكل.
قالت لين برقة
صباح الخير ياحبيبى..شكلك صاحى من بدرى.
أومأ برأسه وهو يجلس على السرير ويضع صينية الطعام ثم يناولها شريحة من الخيار فى فمها لتلوكها برقة وهو يقول
أعمل إيه بس..حبيت أفاجئ مليكتى وأعملها فطار يليق بسموها.
تأملت لين الصينية وقد حملت عليها كل ما تحبه ..إبتداءا من كريب الموز الذى تعشقه إلى جانب توست الجبن المختلط ..والسلطة المفضلة لديها والتى تعشقها من يده فقط..ولم ينسى عصيرها المفضل عصير المانجو اللذيذحتى زهرتها المفضلة التيوليبوضعها فى فازة صغيرة بالوسط تماما ليمنح إفطارها طعما آخر..إنه طعم مؤيد..لتمرر لسانها على شفتيها بطريقتها التى يعشقها وهي تقول بإستمتاع
كل ده علشانى
إبتسم قائلا
طبعا..بألف هنا ياحبيبتى.
نظرت إليه بعشق
إنت أحسن زوج فى العالم.
قرصها فى وجنتها بخفة قائلا
وإنتى أحلى زوجة..يلا بقى كلى ولا أكلك بإيدى
إبتسمت ومدت يدها لتأخذ قطعة توست
ولكن يدها توقفت فى الهواء وهي تنظر إليه بنظرة ذات مغزى وهي ترفع حاجبها المنمق قائلة
مؤيد..كل ده لله والوطن ..مش عشان حاجة تانية ..صح
إبتسم قائلا
هو لله وللوطن..بس لو حبيتى تهادينى بحاجة تانية..فأنا معنديش مانع ..ده النبى قبل الهدية.
لم تستطع لين منع ضحكاتها ثم قالت من بينهم 
عليه الصلاة والسلام..انت ملكش حل يامؤيد.
نظر إلى عيونها بعشق وهو يبتسم قائلا
كل ألغازى وحلولها وكل مفاتيحى بين إيديكى إنتى ياحبيبتى ومستحيل يكونوا فى إيد حد غيرك أبدا..لين لمؤيد ومؤيد للين..للين وبس.
أفاقت من ذكرياتها عند تلك النقطة تردد بمرارة
كدبت علية يامؤيد..وكنت لغيرى كمان..إديتك كل نبضة فى قلبى ومخدتش غير الألم والۏجع..وبعد ما إفتكرت إنى خلصت من ذكرياتى معاك وخلصت من وجعك..رجعت لحياتى ورجعت معاك الۏجع..وأنا قلبى ضعف ..مبقاش يقدر يستحمل زي زمان..يارب..خفف عنى وريح قلبى ..تعبت بجد.
أغمضت عيناها پألم..ثم فتحتهما ..لتنظر إلى تلك الصينية التى ذكرتها بالماضى الأليم..ولكن هيهات لما شعرت به فى الماضى وما تشعر به الآن..لتبتعد بإتجاه النافذة مجددا..تنظر إلى الخارج..تتأمل هذا المكان..الذى أصبح منفاها ..وسجنها...على الأقل فى الوقت الحالى.
صفق الجمهور بقوة لهؤلاء الأطفال الذين عرضوا مسرحيتهم بشكل رائع يخلب الألباب..نظر خالد إلى جورية التى كانت تصفق بفرحة شعت من عيونها ليتأملها قليلا..تخلب لبه ملامحها التى شعت بالضياء..حانت منها إلتفاتة إليه..لتتوقف عن التصفيق وهي تتجمد كلية ..
تجذبها عيونه بقوة ليتوقف الزمن وكلاهما لا يحيد بعينيه عن الآخر..لتكون جورية هي أول من قطع تواصلهم وهي تتنحنح قائلة
إحمم..مسرحية حلوة.
أومأ برأسه بهدوء دون أن ينطق بكلمة ..لتشعر جورية بالخجل فإستطردت قائلة
هي..إحمم..مامة ريم فين
أشاح بوجهه وقد قست ملامحه فجأة قائلا
وراها ميتنج هتخلصه وتيجى.
لم تود جورية أن تتعمق فى الحديث عن غريمتها ..فمن الواضح أن خالد على خلاف معها..لذا قالت بهدوء
أستاذ خالد..هو حضرتك لسة مصمم على إننا نغير أغلفة الروايات
نظر إليها للحظات دون أن يتحدث ..شعرت أن جسدها كله ينتفض من تأمله الصامت لها..قبل أن يقول
هتصدقينى لو قلتلك مش عارف.
نظرت إليه بحيرة ليستطرد قائلا
جوايا شخصين..واحد رافض الفكرة ومصمم على التغيير والتانى بيقول وفيها إيه يعنى ..متكبرش الموضوع ياخالد..ومابين الإتنين أنا حيران..ومخڼوق.
صمتت جورية تشعر بخالد يفتح لها قلبه لأول مرة منذ أن وجدته ثانية..لم ترد مقاطعته بل تركته يبوح بمكنون صدره وبالفعل تنهد خالد وهو ينظر إلى الأمام قائلا بهدوء
تعرفى كمان أكتر حاجة محيرانى إيه
ظلت صامتة..لينظر إليها يتأمل ملامحها الرقيقة قائلا 
إنتى.
كلمة واحدة ولكنها هزت كيانها بالكامل لتقول بحيرة
أنا
أومأ برأسه قائلا
أيوة إنتى..مش عارف أفهمك ..كل حاجة تخصك محيرانى وقالبة كيانى كله.. شخصيتك اللى مبقتش مناسبة للزمن اللى إحنا عايشين فيه..يعنى واحدة زيك إيه اللى يخليها تهتم بطفلة مش طفلتها لمجرد إحساسها بيتمها وإنها محتاجالها فى حين ان بعض أمهات دلوقتى مبقاش يهمهم أطفالهم وبقى البيزنس عندهم أهم حاجة .
أدركت جورية أنه يتحدث عن زوجته الآن..ليزفر قائلا
مش بس كدة..حكاية أغلفة رواياتك والصدفة الغريبة اللى جمعتنا..مش صدفة واحدة..لأ.. صدف كتيرة.
ليشرد قائلا
وكأنه قدر ومصمم إنه يجمعنى بيكى .
قالت جورية بحزن
مش قدر..لإن سكتنا مش واحدة ..إحنا عاملين زي اتنين ركبوا قطرين وفى نقطة معينة إتلاقوا..وبعدين كل واحد هيكمل طريقه للنهاية وفى الأغلب مش هيشوفوا بعض تانى.
نظر إليها قائلا
تفتكرى
أطرقت برأسها دون أن تنطق..لتنتفض حين أمسك كفه بيدها يتخلل أصابعها وهو يقول بحنان
طب تفسرى بإيه إحساسى الأكيد دلوقتى ..إن إيدك مكانها الطبيعى جوة حضڼ كفى
نظرت إليه بحيرة ..يرتعش جسدها بأكمله من نظرته إليها ..ويدها القابعة بيده..يضغط بأصابعه على أصابعها مؤكدا كلماته..لم تدرى بماذا تجيبولم تقوى
على سحب يدها من يده ..تشعر بأن يدها مكانها الطبيعي أن تكون فى يده بالفعل..ولكنها إضطرت لأن تتركها حين إندفعت ريم بإتجاه أبيها تحتضنه وهي تقول فى سعادة
بابى ..الناس مبسوطين ..وأنا كمان مبسوطة.
لتحتضن روجينا جورية قائلة بدورها
انا قلت البارت بتاعى زي ما حفظتينى بالظبط يامامى.
ليحمل كل منهما طفله يضمه بحنان بينما تلاقت أعينهما..يدركان بكل قوة ..أنه لا مهرب من مشاعرهم بعد الآن..وأن مصيرهما واحد..ولكنهما مضطران الآن للإفتراق..ولو مؤقتا.
بينما تابعت عينان كل ما حدث ليرتسم فيهما حقد و قسۏة ..تنوى صاحبتهما أن تزيح تلك الجورى عن طريقها تماما..فهي تهدد زواجها بالكامل..ربما لا تهتم بهذا الزواج حقا ولكنها لن تدع لتلك الحقېرة فرصة بأن تفوز عليها ابدا..ربما ستترك خالد يوما ما إن إستطاعت إقناع حبيبها بوصلها والزواج منها.. ولكنها بالرغم من ذلك.. ستحرص على أن لا يكون خالد لتلك الجورية أبدا..فما لم يمنحه لها ..لن يمنحه لغيرها أبدا ..ستفعل المستحيل لتحقيق ذلك.
خرج خالد بصحبة ريم من المدرسة وبجواره جورية وروجينا ليقول بهدوء
تسمحيلى أوصلك
قالت جورية 
معايا عربيتى...
لتصمت حين رأته يحدق بنقطة ما خلفها وقد تغيرت ملامحه..إلتفتت لترى ما ينظر إليه فوجدته ينظر إلى سيارته التى تقبع بها زوجته تحدقهما ببرود..أصابتها غصة فى قلبها ..لتنظر إليه مجددا قائلة
عن إذنك يا أستاذ خالد..وأشوفك بخير.
أومأ لها برأسه بينما قالت ريم
مش هتيجى معانا ياطنط جورى
مالت جورية تربت على رأسها قائلة بحنان
مش هينفع ياريم عشان ورايا مشوار مهم ولسة هوصل روجي كمان.
اومأت الطفلة برأسها ببراءة..لتنظر جورية إلى خالد مجددا تومئ له برأسها محيية قبل أن تغادر ومعها روجينا..بينما اتجه خالد والطفلة إلى سيارته وما إن أدخل ريم إلى المقعد الخلفي وجلس هو خلف المقود حتى بادرته شاهيناز قائلة بحدة
البنى آدمة دى إيه اللى جابها هناوإزاي تسيبها تلمس بنتىها
نظر إليها خالد قائلا فى برود
أظن لا هنا مكان الكلام ده..ولا ده وقته..والمفروض قبل ما تسألى أسئلة ملهاش معنى..تتطمنى على بنتك وتشوفى عملت إيه فى حفلتها..ولا إيه
حدقته بحنق..ثم أشاحت بوجهها ولم تنطق بكلمة..فهز رأسه يأسا..قبل أن يشغل سيارته ويتحرك بها متجها بهدوء إلى منزلهم..حيث سيبدأ ما إن يدخلون حجرتهم شجارا..يدرك أبعاده منذ الآن
الفصل الثالث عشر
دعني أجرب معك جميع الحماقات المكبوتة داخلي..
دعني أكون

انت في الصفحة 4 من 9 صفحات