الثلاثاء 07 يناير 2025

رواية خالد من 11-15

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

الرأس تستطرد بحزن
بس انا كمان عشت مع صاحبتى مأساتها.
لترفع إليه عينان دامعتان أصابتاه بغصة فى قلبه وهي تستطرد قائلة
صاحبك خان صاحبتى..وهي شافت دليل خيانته بعينيها.
ليعقد نبيل حاجبيه بشدة وهو يجلس مجددا..يستمع فى ذهول إلى ما ترويه له سها.
ضړب خالد مقود سيارته بحنق..يتساءل ماذا يفعل هنا وماالذى جاء به إلى هذا المكان مجددا..يجلس فى سيارته كالمراهقين أسفل بنايتها ينتظر ربما ظهورا لها من شرفتها..أو ربما يحالفه الحظ وتخرج فيراها..تبا..ما الذى يحدث له..ولماذا تشغل باله إلى تلك الدرجة..يشعر انه ليس خالد نصار الذى يعرفه الجميع ..بل هو شاب يعيش مشاعر جديدة لأول مرة..ربما كان السر فى أنه لم يعش مراهقته..وربما لأنه يشعر أنها مختلفة عن كل النساء اللاتى مررن بحياته..تشبه أخواته إلى حد كبير..تكاد تماثلهم وهو الذى ظن بأن مثيلاتهن إنقرضن منذ زمن بعيد..لا يدرى حقا..ولكن ما يدركه هو شعور بداخله قوي تجاه تلك الجورية..يجذبه بإتجاهها بشدة..يقاومه بكل قوته ولكن لا فائدة..إنه شعور طاغ..يغمره بكل ذرة فى كيانه..قاطع أفكاره ظهورها فى شرفتها..ياالله..هل يجب أن تكون بهذا الجمال..إستندت بيديها على سور الشرفة ونظرت إلى السماء برقة..تطايرت خصلاتها مع النسمات فبدت كأميرة أسطورية لإحدى الروايات..تطلع حوله بسرعة يرى إن كان هناك غيره شاهدا على هذا الجمال..فلم يرى أحدا من المارة..زفر براحة ولكنه مالبث أن عقد حاجبيه بقوة..هل يغار عليهانعم يغار وبقوة..نظر إليها مجددا فى صدمة....
فرآها تطالعه بحيرة..أغمض عينيه يقول فى نفسه..سحقا لقد رأتنى..ماذا أفعل الآنوماذا ستقول عنى فتح عينيه وقد إكتستا بالتصميم..ليدير سيارته على الفور ويبتعد تاركا إياها وسط حيرة لا حدود لها..تتساءل..هل كان هو حقاأم أنه خيالها الذى إستدعاه الآن ليتجسد أمامهاإنها سيارته ..وملامحه التى تحفظها عن ظهر قلب..ولكن ما الذى جاء به إلى هناهل جاء من أجلها حقاهل تذكر
إنتابها الأمل ولكنه سرعان ما إنطفأت شعلته..وهي تدرك أنه إن كان حقا قد تذكر..ماتركها وهرب مجددا..أم أنه معتاد دوما على الهروب
قال نبيل پصدمة
مستحيل أصدق الكلام ده عن مؤيد..ولو شفته حتى بعينى..إنتى متعرفيش لين كانت بالنسبة له إيه..دى كانت روحه وقلبه وحياته كلها..كانت كل حاجة بالنسبة له..ستات كتير حاولوا يوصلوا لقلبه بس محدش فيهم قدر ..والكلام ده كان أدامى..كان يشاورلهم على صابعه اللى فيه دبلة جوازه ويقولهم..آسف أنا متجوز ملكة إزاي بس هبص لجواريها..مؤيد كان قبل الجواز دنجوان صحيح وبيحب الستات..لكن وهو مع لين وبعد ما حبها..مبقوش يهموه أبدا..حتى بعد ما سابته مبصش لمخلوقة غيرها طول السنين اللى فاتت دى.. تفتكرى واحد زي ده يعمل اللى إنتى قلتيه ده
شعرت سها بالدهشة من كلمات نبيل..لتقول بحيرة
لو إفترضنا إن كلامك صح..تفسر بإيه شهادة ال ..واللى شافت فيها لين تطابق الحمض النووى لمؤيد مع طفلته.
هز نبيل كتفيه قائلا
حاجات كتير..تمثيلية إتعملت عشان تفرقهم مثلا..أو غلطة قبل الجواز..من قبل حتى مايعرف لين..وإنتى قلتى بنفسك إنها ماشافتش الطفلة ولا تعرف سنها الحقيقى..ولا حتى شافت مامتها..كل اللى شافته شهادة عبيطة ممكن حتى تتزور..أنا حقيقى مستغرب..إزاي لين كانت بالغباء ده ..إزاي صدقت إن مؤيد ممكن ېخونها
هزت سها كتفيها فى حيرة قائلة
لما الحب بيزيد..الغيرة بتزيد وممكن تعمى..ده غير إن اللى قالها الكلام ده كانت إنسانة هي بتثق فيها جدا..رغم إنى مبطيقهاش..بس برده مستحيل أنا كمان أشك فيها..ومعتقدش إن لها مصلحة فى إنها تفرقهم.
قال نبيل وهو يعقد حاجبيه 
ومين بقى البنى آدمة دى
قالت سها 
مرات أخوها خالد..شاهيناز .
تراجع
نبيل فى مقعده وقد لاحت له الحقيقة واضحة كالشمس..شاهيناز اللعېنة الحقود..هي السبب وراء فراقهما..كم من مرة حذر مؤيد من شرها..ولكنه أبي أن يصدق أنها من الممكن أن تضره فى شئ..وهاهي قد فعلت أكثر من الضرر..لقد آذت مؤيد وآذت حبيبته..وفرقتهم طوال تلك السنوات..ولكن لابد أن يجد مؤيد ويخبره بكل ما يعرف..ربما قبل فوات الأوان.
قال لها البواب
الباشا نزل من الصبح بدرى ولسة مجاش.
قالت شاهيناز بعصبية
وهييجى إمتى
هز البواب كتفيه قائلا
مش عارف ياهانم..الباشا ملوش مواعيد..نبيل بيه بيركن عربيته هناك أهو ..ممكن حضرتك تسأليه.
أخفت شاهيناز وجهها بياقة معطفها وهي تقول بتوتر
لأ ..مش مهم ..بعدين.
وأسرعت بالإبتعاد دون أن يراها نبيل..متجهة إلى سيارتها ومنطلقة بها بأقصى سرعة..بينما ضړب البواب كفا على كف قائلا
آه يابنت المچنونة.
قال نبيل الذى إقترب من البواب
بتكلم نفسك ياعم صالح
نظر إليه صالح قائلا
ڠصب عنى يانبيل بيه..فيه ناس كدة تخليك تكلم نفسك زي المجانين.
إبتسم نبيل قائلا
سلامتك من الجنان ياراجل ياطيب.
قال صالح
تسلم يابيه.
كاد نبيل أن يغادر صاعدا إلى شقة مؤيد حين إستوقفه صوت البواب وهو يقول
بالحق يانبيل بيه..الست اللى كانت هنا من شوية كانت بتسأل على مؤيد باشا..والحقيقة انا مرتاحتلهاش خالص.
عقد نبيل حاجبيه قائلا
إسمها إيه الست دى
قال صالح
مقالتش.
قال نبيل
طب شكلها إيه
قال صالح
هي ست حلوة..وبنت ناس..مش قصيرة ومش طويلة ..شعرها بنى ووشها مدور وعينيها رمادى..وعندها شامة على رقبتها.
أومأ نبيل برأسه بهدوء..فهو يعرف سيدة بتلك المواصفات بالفعل..ليتأكد من ظنونه ويصمم على إيجاد مؤيد وإخباره بكل ما يعرفه بدوره...على الفور.
الفصل الثانى عشر
يرونك وحش قاس مخيف..بارد القسمات..
ترتعد قلوبهم لمرآك..ترتجف من الخۏف الدقات..
وأراك أنا كما أنت ..تعجز عن وصفك الكلمات..
أراك بريئ كطفل فى المهد..رائع الضحكات..
تخفي روحك عن من حولك..تخشى نفوس تملؤها الظلمات..
تحيط نفسك بهالة من الثلج..تختفى خلف الغيمات..
ترهب الجميع لكنك لاترهبنى.. فقد سبرت أغوارك وأدركت السمات..
تخبرنى نافذة روحك عن ما تخفيه عن الجميع..أتعمق فى النظرات..
فأرى سحر يجذبنى..وأنا لطلاسم السحر من القارئات..
كان خالد يمشى فى طرقات المدرسة الخاصة بريم ينظر إلى ساعته التى تشير إلى أنه قد وصل قبل ميعاد الحفلة بوقت كاف جدا ليراجع معها دورها..ليبتسم وهو يدرك كم سيسعدها وجوده..ثم مالبث أن إختفت إبتسامته وهو يدرك أنها سوف تفتقد والدتها..لا يعلم كيف تفوت شاهيناز حفلة إبنتها الأولى بتلك السهولة..توقف متجمدا وهو يراها..أغمض عينيه ثم فتحهما مجددا ..ليتأكد من أنه لا يحلم أو يتوهم ذلك..ولكنه لم يكن كذلك..لقد كانت هناك..تجلس على ركبتيها أمام طفلة صغيرة تعدل لها فستانها..بينما تنظر إليها الفتاة الصغيرة بحب..أصابته غصة فى قلبه..يتساءل پألم..هل تلك هي إبنتها الصغيرةهل هي متزوجةأم مطلقةوربما أرملة..هو حقا لا يدرى..لقد ظنها عزباء..إقترب منهما بهدوء..ليستمع إلى صوتها الرقيق وهي تقول
كدة بقى كله تمام ياروجي..عايزاكى بقا تقولى البارت بتاعك فى المسرحية وتشرفينى.
إبتسمت روجينا قائلة 
أوعدك يامامى.
توقف قلبه تماما وضاعت خفقاته..إذا هي إبنتها حقا..تبا..لما يؤلمه ذلكتوقف خلفها تماما..لتنظر إليه الطفلة الصغيرة فى فضول..إنها رائعة ولكن ملامحها لا تشبه جورية..ترى هل تشبه أباهاأصابته غيرة حاړقة..لم يستطع السيطرة عليها ..بينما إلتفتت جورية لتنظر إلى مايلفت إنتباه صغيرتها..لتتجمد كلية وعيونها تقابل عيناه..ظلت هكذا لثوان ..لا تحيد بنظرها عنه..ثم نهضت ببطئ تطالعه بصمت..ليقطع هو هذا الصمت قائلا ببرود
إزيك يامدام جورية.
عقدت حاجبيها فى حيرة من دعوته إياها بلقب مدام..لتصحح كلماته قائلة
آنسة..آنسة جورية ياأستاذ خالد.
تصدعت وجهته الباردة وهو يعقد حاجبيه بشدة منقلا بصره بينها و بين الطفلة ..لتفهم جورية سبب دعوته إياها بهذا اللقب لتقترب منه هامسة بهدوء
روجينا ..بنت كاتبة زميلة لية فى الدار..للأسف مامتها مټوفية..وأنا هنا بدالها..ربنا يرحمها.
رغم أنفاسها التى لفحت بشرته..ومافعلته به من زلزلة لكيانه بالكامل..ورغم بذله كل قوته ليحافظ على ثباته..إلا أنه لم يستطع أن يمنع ملامح السعادة التى ظهرت

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات