الثلاثاء 07 يناير 2025

رواية خالد من 11-15

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

على ملامحه لإدراكه أنها ليست إبنتها وأنها ليست متزوجة..لتتراجع جورية وقد علت وجهها حمرة الخجل وقد لاحظت مدى قربها من خالد فى تلك اللحظة التى إستدار لها بوجهه فيها..ينظر إليها بعينين مسرورتين..لا تدرى سببا لذلك السرور البادى بأعماقهما..
أفاقت من أفكارها على صوت روجينا وهي تقول بفضول
مين ده يامامى
لتقول بهدوء تظاهرت به لتخفى خجلها
سلمى على آنكل خالد ياروجي..ده يبقى..يبقى....
مال خالد يمد يده إلى الطفلة قائلا بحنان
أنا أبقى صديق مامى ياحبيبتى..وكمان أبقى والد الطفلة ريم نصار..لو تعرفيها.
قالت روجينا بسعادة وهي تضع كفها الصغير داخل كفه الكبير
عارفاها طبعا..دى صاحبتى فى الكلاس..ومعايا فى المسرحية كمان..انا وهي الساحرات الطيبات.
إبتسم خالد وهو يقرص وجنتها بخفة قائلا
أجمل ساحرات.
إبتسمت جورية وهي تتابع تعامله مع تلك الفتاة الصغيرة بحنان..يذكرها فى تلك اللحظة بفهد ..حبيبها فى الوادى..لتتشابك نظراتهما فى تلك اللحظة..إعتدل ببطئ لا يحيد بنظراته عنها..لتتنحنح قائلة 
إحمم ..طيب إحنا هنستأذن عشان.....
قاطعها صوت ېصرخ بمرح
بابى.
إلتفتت جورية لترى طفلة صغيرة رائعة الجمال..تراها كثيرا فى فصل روجينا حين تحضر إلى المدرسة فى يوم الأربعاء..تمنحهم بعضا من وقتها وتمارس هوايتها فى رواية الحكايات وتقليد أصوات الأبطال..أدركت الآن أن تلك الطفلة إبنة خالد فهي تشبه والدتها إلى حد كبير..تسرع إلى خالد ليجثو على ركبتيه يستقبلها بين أحضانه..لتقول بسعادة
فرحانة أوى إنك جيت يابابى..فين
مامى
نهض خالد وهو يحملها قائلا بإبتسامة أدركت جورية أنها مفتعلة
مامى عندها ميتنج مهم ياريمو..هتخلصه وتيجى علطول.
إنتفض قلب جورية من خيبة الأمل التى ظهرت على وجه الطفلة وهي تقول
يبقى مش هتيجى..ومش هتراجع معايا البارت بتاعى.
قال خالد
هتيجى ياقلبى..متقلقيش.
حاولت جورى الخروج من هذا الموقف المحرج وإلهاء الطفلة عن حزنها لتقترب من الفتاة وهي تمد يدها إليها قائلة
إيه رأيك تيجى معايا أنا وروجي ياحبيبتى عشان نعمل بروفة نهائية على المسرحية قبل العرض
نظرت ريم إلى جورية ثم إلى روجينا التى أومأت لها برأسها مشجعة..لتمد يدها إلى جورية وقد إرتسم على ثغرها إبتسامة خلابة..لينزلها خالد وهو ينظر إلى جورية بإمتنان..لتومئ برأسها بهدوء ثم قالت
عن إذنك هنروح مكان هادى عشان نتدرب.
أومأ برأسه موافقا..فكادت أن تغادر مع الفتاتين..ولكن إستوقفها صوته وهو يقول
إستنوا.
إلتفتت إليه جورية والفتاتان ليقول بإبتسامة
أنا جاي معاكوا.
علت البسمة ثغر جورية وظهرت الفرحة جلية على وجهها ..لتخفيها بصعوبة ولكن ليس قبل ان يدركها خالد..ليبتسم بداخله..وهو يشعر بالراحة..وشعور آخر لم يحاول تلك المرة أن يقاومه..فقط تلك المرة.
رن هاتف ليلة برقم فراس..ليدق قلبها بقوة وهي ترى إسمه على شاشة هاتفها..لتفتحه وهي تحاول أن تتمالك أنفاسها بصعوبة..قائلة
ألو.
قال فراس بإبتسامة إرتسمت على وجهه فور سماعه صوتها وظهرت فى صوته وهو يقول بهدوء
صباح الخير ياليلة.
قالت ليلة بإبتسامة إرتسمت على شفتيها
صباح النور يا أستاذ فارس.
قال بهدوء
قلنا إيه..فراس بس.
صمتت بخجل ليشعر هو بخجلها ليستطرد قائلا
فاضية دلوقتى تيجى الدار
قالت بحيرة
دلوقتى
قال بسرعة
لو مش فاضية..خلاص.
قالت بهدوء
أنا ورايا محاضرة بس ممكن أكنسلها..أنا كدة كدة ..كنت جاية بعدها.
قال فراس
أنا عارف..بس الحقيقة كنت حابب أتكلم معاكى شوية..قبل ما جورية تيجى.
قالت ليلة 
تمام..أنا جاية علطول..سلام.
قال فراس بهدوء يحاول أن يخفى به فرحته الطاغية بقبولها الحضور على الفور
هستناكى..سلام.
أغلقت الهاتف لتقول لها لبنى بعيون ثاقبة
ممكن أعرف بقى إيه حكاية فراس دى كمان
قالت ليلة بإضطراب
ولا حكاية ولا حاجة..أنا وهو بس بنحاول نجمع بين خالد وجورية زي ما قلتلك..متكبريش الموضوع.
رفعت لبنى حاجبها الأيسر قائلة
علية أنا ياليلة..ده إنتى وشك كان فراولاية حمرا طول ما إنتى بتكلميه..وأول ما قالك تروحيله..سبتى محاضرة دكتور جمال اللى مبتفوتيهاش أبدا..وهتجرى جري عشان تقابليه.
نهضت ليلة تلملم أشيائها من على الطاولة وتضعها بحقيبتها قائلة بإرتباك
مفيش حاجة من اللى فى دماغك دى خالص يالبنى..كل اللى بينى وبين فراس هو موضوع خالد اخويا وجورية وبس..لو فيه اكتر من كدة هقولك..سلام بقى عشان متأخرش.
غادرت بسرعة لتنظر لبنى فى إثرها..وهي تقول
لأ فيه ياليلة..لهفتك اللى مش قادرة تخبيها..و رجليكى اللى طايرة من على الأرض وإنتى رايحاله..إنتى بس اللى مش عايزة تعترفى بمشاعرك..بس قريب أوى هتجيلى وهتقوليلى ..أنا بحب فراس أوى يالبنى..أنا بس بتمنى إن فراس ده يكون حد كويس..ويكون بيحبك ..عشان إنتى بجد تستاهلى قلب يحبك ويقدرك ويحافظ عليكى.
لتتنهد وهي تنهض ..تأخذ كشكول محاضراتها وهاتفها متجهة إلى محاضرتها ...بهدوء
كانت لين تقف بجوار النافذة تتطلع إلى هذا المكان المقفر المحيط بالمنزل..تتساءل فى حيرة كيف ستستطيع الهرب من هنا..لقد إختار مؤيد مكان حپسها بعناية..زفرت بقوة..تبغى فرارا لن تناله..تود لو كان كل ما مرت به منذ الأمس هو كابوس ستفيق منه بعد لحظات..ولكنها تدرك أنه واقع..أحضر مؤيد مجددا إلى حياتها..ويبدو أنه لن يغادرها بسهولة مجددا.
أفاقت من أفكارها على صوت الباب يفتح ودخول مؤيد بصينية طعام..تأملته ببرود ثم أشاحت بوجهها بإتجاه النافذة مجددا..شعر بالغيظ ولكنه تقدم منها بهدوء..يضع صينية الطعام على السرير قائلا
مش هتيجى تاكلى
لم تجبه..ليخطو بإتجاهها بخطوات سريعة يسحبها من ذراعها قائلا بحنق
لما أكلمك تبصيلى..
إرتطمت بصدره..فتمسكت به كي لا تقع..ليرتعشا سويا
للحظة قبل أن ينتفض مؤيد تاركا ذراعها لتبتعد عنه على الفور ..وقد إستعادت توازنها لتنظر إليه پغضب قائلة
لو مسكتنى كدة تانى مش هيحصل طيب يامؤيد..مفهوم
نفض مشاعره التى ثارت فى قلبه وهي بين ذراعيه وهو ينظر إليها بتحدى قائﻻ
هتعملى إيه يعنى يالين
قالت بقوة لا تشعر حقا بها
هعمل كتير..قلتلك إنى مبقتش لين بتاعة زمان..إتعلمت أجرح وأعلم بچرحى كمان.
نظر لها لثوان ببرود ثم قال
وياترى جرحتى حد غيرى يالين
نظرت إليه ببرود قائلة
ملقيتش حد غيرك يستاهل الچرح يامؤيد.
كتف ذراعيه وهو يقول
والهانم شافتنى أستاهل الچرح بقى ليهشفتى إيه من منى من يوم ما إتجوزنا يخليكى تقولى الكلام ده.
أشاحت بوجهها عنه ولم تجبه..كم كانت تتمنى لو قالت له ما إكتشفته عنه بالماضى..ولكنها لن تستطيع..فقد وعدت شاهيناز أن لا تبوح بما اخبرتها به لأحد..إلى جانب كرامتها كأنثى والتى أغتيلت على يده وليس فى نيتها أبدا أن تجدد الإغتيال أو أن تستمع مجددا لأكاذييه ..فلن تصدقها..فلقد رأت دليل خيانته بعينيها..أفاقت من أفكارها على صوته المحتد وهو يقول
قوليلى أنا عملت فيكى إيه يخليكى تطلبى الطلاق..وتصممى عليه..تجرحينى فى رجولتى وتقوليلى انك نفسك فى أطفال وإنى مش هقدر أحقق حلمك..ده انا لو كنت عقيم فعلا وبتحبينى ولو شوية ..كنتى متخليتيش عنى بالسهولة دى..أد إيه كنت ساذج زمان وسيبتك..فضلت سعادتك على سعادتى..مرضيتش اكون أنانى وأربطك بية..بس للأسف لما جينا وقت الجد ولقيتك هتكونى لغيرى مقدرتش أتحمل الفكرة..وصدقينى يالين..لغاية لما تعترفى إنك غلطتى فى حقى..لغاية لما تركعى أدامى وتقوليلى سامحنى..مش هتخرجى من هنا ولا هتشوفى الشارع تانى.
نظرت إليه لين ببرود قائلة
بتحلم ومسيرك فى يوم هتصحى من الحلم ده وتعرف إنى مستحيل هعمل كدة..أنا لين نصار اللى مش ممكن حد يقدر يذلها أو يلوى دراعها وإن كنت ساكتة على المهزلة دى..فعشان بس أثبتلك إنك متهمنيش ومتهزنيش يامؤيد ياحسينى.
نظر إليها بوجه خال من المشاعر..ولكن لين أدركت مدى تأثير كلماتها عليه من خلال إختلاجة بسيطة فى وجنتيه..لم يكن غيرها ليلاحظها ..ولكنها لين..من تحفظ خلجاته وسكناته عن ظهر قلب..تبادل كل منهم نظرات التحدى لثوان..قبل أن يلتفت مؤيد مغادرا الحجرة بخطوات سريعة..لتقترب لين من السرير تنظر إلى صينية الطعام..شعرت بحنين..لأيام كانت هانئة فيها..لا تدرك كم

انت في الصفحة 3 من 9 صفحات