الإثنين 06 يناير 2025

رواية خالد من 16-20

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السادس عشر
أتدرون من أنا..أنا أحلام تلك الفتاة..مشاعرها التى تخفيها عن الجميع..أحاول أن أدفعها الى الأمام..فلا أستطيع..تقاومنى بضعفها..بخضوعها..فأخشى أن تضيع..أحاول من جديد..أستميت..أحركها خطوة..فتتراجع ..تشعرنى بالصقيع..أخشى أن أختفى يوما..أن يزول عالمى البديع..فخنوعها يقتلنى..وأنا فى سن الصبا..سن الربيع 

أسرع نبيل إلى حجرة مؤيد وعلى وجهه تبدو ملامح السعادة وهو يقول
مصدقتش البواب لما قاللى إنك......
ليتجمد تماما فى مكانه وهو يرى الحجرة محطمة عن آخرها ومؤيد يجلس فى أحد الأركان على الأرض يضع كفاه الداميان على وجهه يخفى ملامحه..ليسرع نبيل إليه يجلس القرفصاء أمامه وهو يجذب يدا مؤيد بين يديه يتفحصهما بقلق..فزفر حين رأى أنها فقط بعض الخدوش..ليقول بلوم
إيه بس اللى إنت عامله فى الأوضة وفى نفسك ده يامؤيد..إيه فى الدنيا يستاهل تإذى نفسك بالشكل ده عشانه
نزع مؤيد يداه من يدي نبيل وهو يقول پألم
دبحتنى پسكينة تلمة يانبيل..حاكمتنى وحكمت علية ..كانت القاضى والجلاد..وبقيت مذنب فى نظرها من غير أي ذنب أنا عملته..ظلمتنى بماضية قبلها..ماضى كان ڠصب عنى وانت عارف..ما أنا إتربيت على ايدين أب مستهتر وطلعت زيه...بس إتغيرت لما عرفتها.
لتقطر المرارة من صوته وهو يستطرد قائلا
بس تعرف ذنبى إيه بجد
لم يتفوه نبيل بكلمة ..ليقول مؤيد وهو يضرب قلبه
ذنبى إن قلبى ده حبها..قلبى اللى عمره مادق لحد غيرها ولا عمره هيدق لحد تانى بعدها..قلبى اللى لسة باقى عليها وبيحبها لغاية اللحظة دى رغم إن عقلى مصمم إنها متستاهلش الحب ده..ليه يانبيلليه الحب عڈاب أوى بالشكل دهليه ميبقاش زي الروايات والأفلام..كله فرح وسعادة ومفيهوش ۏجع.
قال نبيل بهدوء حزين على صديقه
إنت قلتها بنفسك..الكلام ده بيحصل بس فى الافلام والروايات..لكن فى الحقيقة..الحب زي الدنيا..فيه الحلو وفيه المر..عايز تعيشه يبقى تحلى مره..وترضى بيه.
أسند مؤيد رأسه إلى ظهر الحائط وهو يغمض عينيه قائلا
قال نبيل بحزن
إنت عرفت
فتح مؤيد عيونه وهو يحدج نبيل بنظرة فاحصة قائلا بحدة
وإنت كنت عارفصح
قال نبيل بهدوء
لسة عارف من يومين بس..لما إختفيت..ربطت إختفائك بإختفاء لين..وكلمت صاحبتها سها اللى كانت قلقانة عليها أوى و حكتلى كل حاجة.
لمعت عينا مؤيد وهو يعتدل قائلا
قالتلك كل حاجة
أومأ نبيل برأسه ليقول مؤيد
وقالتلك على إيه كمان..ها قالتلك إسم الأفعى اللى بخت السم فى ودنها.
أومأ نبيل برأسه مجددا..ليمسك مؤيد بذراعه قائلا برجاء
هي مين يانبيل..قوللى وريحنى.
نظر إليه نبيل بنظرة ذات مغزي قائلا
هتكون مين يعنى..اللى ياما حذرتك منها وقلتلك إنها مش سهلة أبدا..اللى وقعتك فى ألاعيبها قبل كدة وبرده ما إعتبرتش ولا خدت حذرك منها..وأهى فى الآخر لعبت لعبتها صح..وفرقت بينكم بخطة جهنمية.
إتسعت عينا مؤيد فى صدمة قائلا
إنت قصدك....
وترك جملته معلقة ليقول نبيل بتقرير
أيوة هي..شاهيناز .
ليعقد مؤيد حاجبيه بكره وقسۏة ..تتحول ملامحه المصډومة لملامح باردة صقيعية..وهو يقول بوعيد
بقى كدة..إن ما وريتك ياشاهيناز..إن ما دفعتك التمن غالى..مبقاش أنا..مؤيد الحسينى.
كانت ليلة تتجه إلى سيارتها مطرقة الرأس بحزن..ستعود إلى المنزل..فلقد اعتذرت عن حضور باقى المحاضرات.. لتنوى أن تطلق دموعها الحبيسة داخل مقلتيها فى حجرتها..رافضة عرض صديقتها لبنى القلقة عليها لمصاحبتها إلى المنزل..وهي تلاحظ حالة ليلة الغريبة تلك من الصمت المطبق والشرود الحزين..فحاليا ليلة لا تبغى سوى الوحدة..والوحدة فقط..بعد ان علمت بخطبتها لإبن عمها دون علمها..وإستحالة أن يسحب خالد موافقته على هذا الزواج ويرضخ لرغبتها فى الزواج من فراس..من يدق القلب فقط لذكر
إسمه..فما بالها بمرآه والإستماع إلى كلمات الحب من بين شفتيه..رفعت رأسها فحانت منها نظرة إلى سيارتها لتتجمد فى مكانها وهي ترى فراس يقف أمامها مستندا إلى سيارتها فى كسل ..يتطلع إلى هاتفه بتركيز..ليبدو كنجوم السينما تماما..كبطل من أبطال رواياتها..قد خرج منها وتمثل أمامها..تبا..ياله من رجل وسيم..ذو أخلاق ..شخصية رائعة جذبتها على الفور..لم تجذبها شخصيته فحسب بل دق لكيانه قلبها..وبقوة.
رفع عيناه فى تلك اللحظة إلى حيث تقف تماما فإعتدل على الفور وهو يبتسم تلك الإبتسامة الخلابة التى تسارع من دقات قلبها..لتنفض جمودها وتنحى مشاعرها جانبا وهي تقترب منه بهدوء..لتختفى إبتسامته ويحتل القلق ملامحه..ليبادرها على الفور ما إن وقفت أمامه قائلا
إحكيلى ..فيكى إيه..حد ضايقك
إهتزت دقات قلبها مع شعورها بقلقه فى نبرات صوته وكلماته المهتمة..لم تدرى بما تجيبههل تخبره الحقيقةأم تدعى المړضلتفضل أن تكون صريحة كما كانت دائما..فلا فائدة من إخفاء الحقيقة عنه..فرغما عنها سيعرفها..آجلا أم عاجلا..حين يطالبها بقرار أخيها فى إرتباطهما..لتتطلع إلى عينيه اللتين تجذبانها دائما بنظرتهما الهادئة القوية والتى تبث الأمان فى نفسها..قائلة پألم
مش هينفع نتجوز يافراس.
عقد فراس حاجبيه قائلا
قصدك إيهليه بس مينفعشإنتى لغاية إنبارح بس كنتى موافقة..إيه اللى غير رأيك فجأة
أغروقت عيناها بالدموع قائلة
أنا مغيرتش رأيي..صدقنى ڠصب عنى..خالد رفضك.
تراجع فراس خطوة للوراء وهو ينظر إليها پصدمة يردد قائلا
رفضنى
نزلت دموعها على وجنتيها قائلة
إنبارح كنت أسعد بنت فى الدنيا..والنهاردة أنا أتعسهم..حياتى بقت سودة أوى يافراس..ومش لاقية لسوادها ده حل.
تمالك فراس نفسه وهو يراها بتلك الحالة اليائسة تزرف دموعا تقطع نياط قلبه..ليمد يده إليها قائلا
طب إهدى متعيطيش وتعالى معايا نقعد فى مكان هادى تحكيلى فيه على كل حاجة..وإن شاء الله ليها حل..طول ما أنا معاكى مش عايزك تخافى او تقلقى.
نظرت إلى يده الممدودة إليها فى تردد دام ثوان قبل أن تحسم رأيها وتمد له يدها ليلتقطها ويضم كفها بيده بقوة ..تمتزج بالرقة..يخبرها أنه معها وأبدا لن يتركها مهما حدث..لتنظر إلى عينيه وقد إنتقل عزمه وإصراره إليها..ليسيرا متجهين إلى سيارته..بينما تابعت عينان غاضبتان ما يحدث..ليرفع صاحبهما هاتفه يطلب رقما ما..قبل أن يرد عليه محدثه..ليقول بغل
خالد بيه..أنا دكتور وليد..الدكتور اللى بدرس لليلة أختك فى الجامعة واللى سبق وطلبت الآنسة أختك من حضرتك ورفضت.
إنتفض وبدا أن رد خالد الجاف أجفله ليقول بحدة
أنا عارف إنها مخطوبة زي ما حضرتك قلتلى وإن الموضوع خلص وأنا أكيد مش بفتح فى مواضيع إنتهت..أنا بس حابب أنبه حضرتك إن الهانم أختك لسة ماشية حالا مع واحد أنا متأكد إنه مش ابن عمها خالص ولا يبقى خطيبها..سلام.
ليغلق الهاتف وهو يقول پغضب
إيه العيلة دى..الحمد لله إنى مناسبتشهاش..بس برده..مش أنا اللى أترفض ياست ليلة..ويتنفضلى وتفضلى علية الحيوان ده..إشربى بقى..وبالهنا والشفا مقدما.
كانت جورية تربت على عنق مهرة بحنان..تقول بحزن
مش قادرة أنساه يا مهرة..مش قادرة أطوى صفحته من حياتى زي ما خالتى جليلة قالتلى..مش قادرة أمحيه من قلبى وعقلى..إنتى كنتى شاهدة على قصة حبنا يامهرة..أنا مخبتش عنك حاجة ..كنت بقولك على مشاعرى أول بأول..وهنا ومعاكى كان وداعنا..يومها قاللى أدامك إنى حياته وإنه مش هيرجع غير ومعاه اللى يخلينى ويخليه مع بعض للأبد..هنا كانت أول وآخر لمسة لمسهالى..فاكرة يامهرةفاكرة
............
نزلت دموع جورية وهي تقول بضعف
قلبى بيوجعنى يافهد..مش متطمنة..دى أول مرة تبعد عنى من يوم ما شفتك.
مد يده يمسح تلك الدموع المتساقطة على وجنتيها وهو يقول بحنان
متعيطيش ياجورى..مش حابب أسيبك ودموعك على خدك وتكون دى آخر صورة ليكى فى قلبى..أنا عايزك جورى المليانة بالأمل والحياة ..جورى اللى إديتنى الطاقة
اللى قدرت بيها أتغلب على كل اللى حصلى..جورى اللى إبتسامتها بتنور حياتى كلها..يلا بقى ..عايز أشوف الإبتسامة دى قبل ما أمشى..ووعد منى مش هتأخر عليكى أبدا.
إبتسمت إبتسامة مهزوزة لم تصل لعينيها الحزينتين..ليستسلم فهد لمشاعره التى قاومها كثيرا.. 
هش..مټخافيش منى ..أنا مش ممكن

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات