الإثنين 06 يناير 2025

رواية عشق افعي من 13-18

انت في الصفحة 1 من 20 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الثالث عشر
تقف في شرفتها تتأمل السماء الصافية والبدر المكتمل ينسدل شعرها الأسود الطويل على كتفيها وظهرها لتتطاير منه خصلاتها بين الحينة والأخرى بفعل الهواء ليشكل فوضى محببة حولها ليزيدها سحرا وجمالا كانت رشيقة ومميزة بملامحها الهادئة ولكن ما إن تتمعن بها تلاحظ إرهاقها واحمرار إحدى وجنتيها وحزنها المفرط الذي يملأ عينيها ...

نظرت الى شاشة هاتفها لترى هناك رسائل عديدة منه ومكالمات لا تحصى ولكنها لم ترد ولا على واحدة منهم ...لم تحظره بل ستدعه هكذا يبعث ويبعث وهي تنظر فقط ولن ترد عليه ابدا ...وكلما زاد بإعتذاراته وتبريراته لها زادت هي حقدا عليه ...كيف يتجرأ على ضربها ...من يكون ليفعل هذا بها وېهينها بهذه الطريقة
فاقت من ما هي فيه والتفتت ودخلت الى غرفتها ما إن وجدت سيلين تدخل عليها وهي تزم شفتيها بزعل ...وهذا ماجعلها تتنهد بۏجع فعلى على مايبدو بأن الاخرى ليست بأحسن حال منها ومن دون أن تنطق بحرف حتى فتحت ذراعيها لها
لتركض لها سيلين وترتمي بأحضان اختها الكبيرة التي استقبلتها بترحاب وهي تحاوطها بحنان ثم أخذت تمسد على شعرها بحب وبعد مرور ثواني مرت عليهم سألتها ميرال بخفوت
مالك
ماتشغليش بالك فيا...مافيش حاجة جديدة زي العادة يعني مخڼوقة من كل حاجة حوليا ولسه متأقلمتش ع الوضع اللي انا فيه ...وأنتي ...قالتها وهي تبتعد عنها ولكن سرعان ما شهقت وهي تمسك وجهها وتقول
ماله وشك !!! مين اللي ضړبك كده
ابتسمت لها ميرال بهدوء وهي تقول بعدما أبعدت يديها عنها والله يا سيلين عليكي حاجات ...
قاطعتها سيلين بأعتراض بلاش طريقتك دي وقوليلي وشك أحمر كده ليه !
أنا انضربت بباب العربية النهاردة الصبح بس هي دي الحكاية كلها وحطتلها مرهم لحد بكرة هتبقى تمام ماتكبريهاش بقا لحسن ماما تسمعك وتعملي تحقيق
لم تقتنع الأخرى بما قالت لذلك اڼفجرت بها پغضب 
وهي تقول باب إيه وعربية إيه ...!!!! ميرال أنتي كدابه ...بتكدبي عليا ..قوليلي مين اللي عمل فيكي كده احسلك يا اما هروح وأقول ل بابا واخليه هو يعرف بطريقته ووقتها انا هروحله و اكسرلك دماغه واديله بدل الكف ده عشرة
ضحكت ميرال على رد فعلها هذا لتقول بعدها 
حيلك حيلك ....إيه الفيلم ده كله ...صدقيني محدش يقدر يضربني ولو حصل أنا بعرف آخد حقي كويس من اللي عمل كده
ياسين مش كده ...ما إن قالتها حتى نظرت لها أختها بعتاب وهي تقول سيلين وبعدين بقى ما قولتلك اللي حصل ...وبعدين سيبك مني أنتي بقالك مدة مش طبيعية وانا واخده باللى من ده كويس اوي بس قولت اسيبك على راحتك لحد ما تيجي وتقوليلي كل حاجة من نفسك
ذهبت سيلين وجلست على الأريكة وهي تقول بتهرب مافيش حاجة
نظرت لها ميرال من طرف عينيها ثم ذهبت نحوها وهي تقول و دلوقتي مين فينا اللي كداب
التفتت لها سيلين وقالت يضحك احنا الاتنين
رفعت ساقيها بعدما جلست على الأريكة بحماس وهي تقول اممممم كنت عارفة ...يالا هاتي اللي عندك
سيلين بتذمر كده غش كل مرة بتعملي كده اعترف أنا وأنتي ماتقوليش حاجة ....
ميرال بصرامة مصطنعة 
سيلي بقولك هاتي اللي عندك
تأفأفت منها الاخرى فهي لا تستطيع الهروب منها لتقول بصراحة كده من يوم ما جينا هنا وشاهين بدايقني ومش راضي يسبني بحالي أبدا
ميرال پصدمة شاهين مين
هيكون مين يعني ...شاهين اللداغ أخو ياسين
فتحت عينيها وقال بذهول بتهزري صح 
لاء
غريبة 
اي الغريب في كده
الراجل ده تقيل بشكل مزعج ومش بينطق حرف 
بتسمعي صوته نادرا ...على عكس أخوه تماما ميعرفش يسكت نهائي
...عايزة تقنعيني إن ده بيزعجك !!!
كرمشت سيلين وجهها بضجر وقالت
هو ده اللي لفت نظرك ياميرال بس من كل اللي بيحصل حولينا
ميرال بجدية ممزوجة بترقب قصدك ايه
سيلين بشك كبير مين دول اصلا ياميروا ...دخلوا حياتنا فجأة ليه ...فكري فيها كده وهتلاقي إن أكيد في مغزى من كل ده وسر كبير كمان
لتقول ميرال باستغراب ومنطق طبيعي لأي انسان نقي من داخله لا يستوعب وساخة العالم الذي حوله
إيه التفكير ده شوفي يا حبيبتي الذكاء حلو آه بس لما يقلب خيال تبقى النتيجة مش حلوة ولا واقعية
ليه بتقولي كده ....ما إن قالتها سيلين بأحباط حتى اوضحت الأخرى رأيها بمنتهى الهدوء
لأنه كلامك ده غير منطقي يقلبي ....يعني هيكونوا عايزين مننا إيه مثلا ... بالكتير يعني يلعبوا علينا 
بس ده بيعتمد على تربيتنا وأخلاقنا إن كنا هنسمح بده أو لاء ...وبعدين بالزمن اللي احنا في ده مش هتلاقي راجل عدا التلاتين بيجري ورا وحدة عشان غريزة او رغبة معينة لأن ده متوفر بطرق سهلة اوي في أيامنا دي مش محتاج يتعب نفسه
سيلين بأصرار على شكها بس أنا حاسة إن في حاجة أكبر من كده وراهم
ميرال بمسايرة خلاص ياستي و عشان احساسك ده زيدي حرصك على نفسك وما تبقيش معه بمكان واحد وبكده هتلاقيه زهق وبعد
أومأت لها وهي تقول بقلة حيلة هعمل اللي قولتي عليه وأما نشوف أخرتها ايه مع رجالة عيلة اللداغ دول
أخرتها كحلي يقلب أختك
أسود وأنتي الصادقة ...قالتها بضجر وهي تحرك يدها بلامبالاة لټحتضنها الأخرى وهي تضحك عليها و على تعابير وجهها
...حرفيا لايوجد به شئ سليم ...حتى أصابع يده مصاپة ومتورمة من ضړب الهجين له
ليقول رامي بضجر من هزيمتهم النكراء هذه 
يعني بعد مابعولنا بضاعتهم بسعر اضعاف السوق احنا هنسيبهم كده يعلموا علينا مرة ورا التانية و مش هنعمل حاجة ناخد بيها حقنا منهم
لاء طبعا هناخد ...مستحيل أسيب حقي من الهجين بس المرادي محتاج وقت عشان أكسره عشان أشفى فيه وبكده هخليهم يطمنه من ناحيتي ويصدقو نفسهم بأنهم قدرو يكسروني و وقتها مش هيركزوا معايا و نيجي نديهم الضړبة اللي هي ....بس أنت أوعى تتسرع وتعمل أي حاجة من ورايا
لاء اطمن مش هعمل حاجة ....بس أنا مش هيهدالي بال غير لما ادبح يحيى وأشرب من دمه ...و وقتها بس هترجعلي غالية وتبقى ليا زي ما كانت ...قال كلامه الاخير مع نفسه بشړ وهو يتوعد بالمۏت لذلك الذي سرق منه خطيبته وفتاته التي كان يحلم بها
في وقت متأخر جدا بالتحديد الساعة الرابعة فجرا أي قبل شروق الشمس بساعة دخل شقته وهو يترنح قليلا بخطواته ليتوجه نحو غرفته وهو يمسد على صدغه بتعب شديد فهو يشعر بثقل برأسه فظيع كل ما يريده الآن هو أن يصل الى السرير ليرمي نفسه عليه
ولكن ما إن فتح الباب واقترب من هدفه حتى توقف بمكانه باستغراب عندما وجد تلك المتطفلة تستحل مكانه وكأنه ملكها بالوراثة ...
وبرغم شعرها المنكوش وخدها المحمر المطبوع عليه أثر الوسادة ..إلا أنها كانت آية من الحسن والجمال بنظره هو.. فوجهها بالنسبة له كالشمس المشعة 
تضيئ حياته المعتمة ومع هذا كله لا يكتمل جمالها إلا عندما يراها تغتاظ منه بشعرها الغير مهندم دائما ...يا الله كم يحب ان يغضبها ويستفزها ليرى حدة نظراتها
له أما ابتسامتها الهازئة وشماتتها العلنية به فهذه حكاية أخرى
نظر لها وهو يتنهد بعدم رضا فهي كسرت قاعدته التي تنص على أن الجمال أمام الغباء ...ولكن عن أي غباء نتكلم

انت في الصفحة 1 من 20 صفحات