الإثنين 06 يناير 2025

رواية خالد من 6-10

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل السادس
شريط العمر يمر..كقطار بطئ الخطى محكمة خطواته مدبرة
أرى فيه صورا لى..باهتة..بعيدة قريبة.. مكررة
أحلم ببداية طريقى بأحلام..لأجد فى خاتمة طريقى نهاياتها مقدرة
أحلامى مثلى تائهة.......مغمورة.......مبعثرة
دفنت وواراها الثرى كأناس ماتوا ضحاېا حاډث قطار وانتهوا كخبر فى جريدة..أو أحرف مسطرة
لاندرى فى حياتنا هل أقدارنا بإختيارنا..أم أنها أقدار مسيرة 

كانت جورية تجلس فى شرفة منزلها تحتسى قهوتها بهدوء ناظرة إلى هذا النيل الجارى أمامها متأملة هذا المشهد الهادئ والمريح لأعصابها المنهكة من تدفق الذكريات..تنهدت بعمق..لقد أقسمت على النسيان..ولكن كيف تنسى ما حفر فى الفؤاد..كيف تنسى أول وآخر حب فى حياتها هي حقا لا تدرى.
أفاقت من أفكارها على صوت رنين هاتفها لتترك فنجال قهوتها على الطاولة وتتجه إلى داخل الحجرة ..تمسك هاتفها تنظر إلى شاشته قبل أن تجيب قائلة 
صباح الخير يافراس.
قال فراس 
صباح النور ياجورى.
أحست جورية بالإضطراب يعترى صوته لتقول بقلق 
خير يافراس ..مال صوتك 
زفر فراس قائلا 
عايزك حالا فى المكتب ياجورى.
عقدت جورية حاجبيها قائلة 
بس أنا محتاجة يومين أجازة كمان.
قال فراس بنفاذ صبر 
مش هينفع ياجورى..محتاجلك ضرورى.
تنهدت جورية قائلة 
طيب يافراس..نص ساعة وهتلاقينى عندك..سلام.
ثم أغلقت الهاتف..وهي تتجه بروتينية إلى دولابها تفتحه وتأخذ أول فستان وقعت عليه عيناها..وتتجه إلى الحمام والأفكار تراودها ..تتساءل ماالذى حدث لفراس ولماذا هذا القلق فى صوته لتهز كتفيها فى حيرة..نصف ساعة وستعلم السبب..لتدعو الله أن يكون خيرا.
نهضت جورية قائلة بعصبية 
إنت أكيد بتهزر..إنت عايزنى أروحله برجلية واطلب منه إنه يسيب صوره على أغلفة رواياتى مستحيل طبعا.
قال فراس بهدوء 
أقعدى بس وإهدى ..لو سمحتى ياجورى إسمعينى للآخر .
جلست مجددا وهي تنظر إليه عاقدة حاجبيها ليقول مستطردا 
أنا راجعت مع محامي الدار وضعنا القانونى والحقيقة الوضع ميبشرش بخير أبدا..اللى عرفته عن اللى إسمه خالد نصار مش قليل..ده حوت السوق..معندوش قلب ومبيرحمش..ولما حد بيقف قصاده بيدمره...
صمت فراس وهو يلاحظ ذلك الألم الذى إرتسم على وجه جورية ..لقد نسي للحظات هنا أن من يتحدث عنه هو محطم قلب تلك الفتاة الرائعة..ليزفر قائلا 
أنا آسف ياجورى لو بكلمك فى موضوع حساس بالنسبة لك وبفتح فى چروح قديمة لسة پتنزف..بس الموضوع بجد خطېر وميستحملش التهاون فيه.
تنهدت جورية قائلة 
أنا عارفة الوضع الحرج اللى حطيت الدار فيه لما رسمت أغلفة كتبى وحطيت عليها صورة فهد..قصدى خالد نصار ..بس صدقنى أنا مش هقدر أبدا أنفذ اللى إنت عايزه منى..أنا مقدرش يجمعنى معاه مكان واحد تانى..إنت مش فاهم أنا بحس بإيه وهو قصاد عينى ..عيونه هي هي..صوته هو هو..بس لا دى نظرته ولا دى نبرة صوته..وهو قصاد عينى حنينى لفهد بيقتلنى..ببقى نفسى أترمى فى حضنه وأقوله وحشتنى..بس مبقدرش..إحساسى إنه خلاص مبقاش لية..وبقى لواحدة تانية متجوزها ومخلف منها دمرنى..أنا بجد تعبانة يافراس..مش قادرة أتخيل إن حبيبى فهد اللى عاش ويانا سنة كاملة..حبنى فيها وحبيته ..فهد اللى غاب بعدها سنتين سابنى فيهم للعذاب..يبقى هو خالد نصار المليونير المعروف..مش عارفة إزاي كل ده حصل وليه حصل لية أنا بالذات 
....بس أنا عارفة....
إلتفت كل من جورية وفراس إلى صاحبة الصوت لتطالعهما ليلة بطلتها الرقيقة..تقف فى ثبات تنقل نظرها بينهما بهدوء..لتعقد جورية حاجبيها بحيرة بينما تأمل فراس فاتنته التى أطارت النوم من عيونه منذ أن رآها..ليحمد الله على حسن حظه الذى جعله يراها فى أسبوع واحد مرتين..ليقسم بداخله أن لا يدعها اليوم دون أن يعرف الكثير عنها..نعم..لابد أن يفعل.
إقتربت منها سها تحمل بيدها باقة من الورود الصفراء والتى تكرههم لين وبشدة لتدرك من قبل أن تقرأ هذا الكارت الموضوع بينهم ..من مرسلهم إليها..خاصة وملامح الضيق تبدو على صديقتها سها..وهي تقدمهم إليها قائلة 
شوفى خفة الډم على الصبح..الورد ده جايلك وعليه كارت مكتوب عليه كلام سخيف من محمود عزمى.
أخذت لين تلك الورود وألقتها على المكتب بلا مبالاة وهي تسحب الكارت منهم تقرأه بهدوء 
من النهاردة مش هتكونى غير لية أنا وبس..بدأ العد التنازلى.
نفس العبارة التى وجدتها على زجاج سيارتها بالأمس..إنه هو..مؤيد..تستطيع أن تشم رائحة عطره التى يفوح بها هذا الكارت..وكلماته السخيفة الغامضة..تتساءل بحنق..ماذا يريد منها تود من كل قلبها أن يدعها وشأنها..فمنذ أن عاد لحياتها..وحياتها إنقلبت رأسا على عقب..لم تعد أبدا كما كانت....
أفاقت من أفكارها على صوت سها وهي تجلس قائلة بحنق 
أنا مش عارفة بس عاجبك فى محمود ده إيه ..ده حتى دمه تقيل وبارد.
قالت لين بهدوء 
حتى إنتى ياسها بتقولى زيهم..ما إنتى عارفة إنى قفلت باب قلبى من زمان..ومستحيل هفتحه تانى..صحيح محمود معجب بية وفاتحنى فى موضوع الجواز..بس أنا رفضت..وإحنا دلوقتى أصدقاء.
قالت سها بحيرة 
أمال ليه باعتلك الورد ده..وإيه الكلام الغريب اللى عليه ..ويعنى إيه بدأ العد التنازلى 
زفرت لين وهي تجلس قائلة 
اللى باعت الورد ده مش محمود ياسها.
قالت سها بحيرة 
أمال مين 
نظرت لين إلى عيون سها بثبات قائلة 
مؤيد..مؤيد الحسينى.
لتتسع عينا سها .......پصدمة.
اقتربت منهما ليلة لتتوقف أمامهما تماما وهي تقول برقة خلبت لب فراس 
أولا أنا حابة أعتذر عن دخولى كدة من غير إذن..بس السكرتيرة مكنتش موجودة برة والباب كان مفتوح وڠصب عنى سمعت كلامكم واللى بيفسرلى حاجات كتير جدا منيمتنيش من آخر مرة كنت هنا معاكم..فى نفس الأوضة دى.
رغما عنه أحس فراس بخيبة أمل..فقد ود لو أطارت أفكارها حوله النوم من عينيها مثلما فعلت هي معه وليس سبب قلقها هو غموض ما حدث فى تلك المرة الماضية فقط..أفاق من شروده على صوتها الملائكي وهي تقول 
ثانيا حابة أوضح حاجات كتير متعرفوهاش عن أخويا خالد .
لتنظر إلى جورية قائلة 
وحابة اعرف انا كمان حاجات من الواضح إنها كانت مستخبية عننا لحد ما ظهرتى إنتى ياجورية.
لتصمت لثانية قبل ان تستطرد قائلة 
أنا قريت قصتك أقدار الحب..
لتهز كتفيها تنقل بصرها بينهما قائلة فى حيرة 
والحقيقة الرواية فيها عبارات مكتوبة فى الحوار حسيت إن أخويا هو اللى بيقولها فعلا..هي دى طريقة كلامه..ولقيت فيها أحاسيس إتمنيت لو حس بيها فعلا..أخويا طول عمره محروم من الحب..والحقيقة مجرد إحساسى إنه عاشه ولو لفترة قصيرة..ريح قلبى ..متعرفيش أد إيه..خالد بيظهر للناس كلها على عكس طبيعته لإنه طول عمره بېخاف من الچرح ..من الغدر والهجر..أخويا مش زي ما شفتوه يومها.
لتستقر عيونها على جورية قائلة 
وإنتى أكيد شفتيه على طبيعته وعرفتى إزاي ممكن يكون لو بس نسى چروح ماضيه وآلامها..لو بس نسي إنه خالد نصار.
كانت الحيرة تملأ وجه كل من جورية وفراس..لتتنهد قائلة 
عشان تفهموا كلامى لازم نرجع من الأول ..من يوم ما إتجوز بابا ماما اللى كانت بنت عمه أصلا..بس للأسف مكنوش بيخلفوا..مع إن مفيش مانع يمنعهم من الخلفة..جدتى عرضت عليه يتجوز تانى..بس ماما طبعا رفضت..فجدتى أقنعتها إن ده فى مصلحتها وإنها هتجوزه الخدامة بتاعتها من سكات وأول ما تخلف هتاخد منها الطفل وتديها قرشين وتروح لحالها..إقتنعت ماما بكلامها وفعلا بابا إتجوز طنط تحية..وخلف منها خالد ..رفضت تحية تدى إبنها لماما..أخدوه ڠصب عنها ورموها برة..فضلت فترة تيجى كل يوم تطالب بخالد بس بابا وتيتة كانوا بيمنعوها حتى إنها تشوفه وشوية بشوية طنط تحية إختفت من حياتهم..محدش سأل طبعا هي راحت فين او ايه مصيرها..ومشت الحياة عادى..لغاية ما فى يوم ماما حملت فى اختى الكبيرة لين وهنا بدأت معاملتها تتغير من ناحية خالد..وخصوصا بعد ولادة لين..بس هو كان دايما ساكت ومبيتكلمش ولا بيشتكى حتى لبابا..ولما ماما حملت فية..وإتوفت جدتى..حاولت ماما تقنع بابا يرجع خالد لمامته..بس بابا رفض طبعا وخصوصا لما جيت انا للدنيا..وعرف إن خالد هيكون إبنه الوحيد..حقد ماما على خالد كان بيزيد وهو ياحبيبى ساكت ومتحمل..لغاية لما عرف ان مامته ماټت..لما سمع ماما وبابا بيتكلموا عنها..مجرد معرفته إنها كانت عايشة وهو مشفهاش ولا يعرف عنها حاجة دمرته ..خلته واحد تانى ..بارد قاسى مع الكل إلا إحنا..أنا ولين..عمره ما إتغير من ناحيتنا بالعكس إهتمامه وحبه لينا كان دايما بيزيد..لكن بالنسبة للكل بقى خالد نصار اللى مبيرحمش..ولما بابا ماټ حاولت ماما تخرجه برة حياتنا بس وكأن بابا كان حاسس بنواياها..كتب نص الشركة والبيت لخالد بيع وشړا..ماما مقدرتش تتحمل الصدمة جالها أزمة قلبية وماټت..ومن ساعتها وخالد مبقاش فى قلبه وعقله غير الشغل وبس..وإحنا..ومبقاش فى حياته مكان للمشاعر والأحاسيس.
تألمت جورية لماضى خالد القديم والذى أضنى قلبها..شعرت بوحدته.. بعڈابه..بألمه وكتمانه..وإظهار القوة رغما عنه..والبرود والعزوف عن البشر والمشاعر لتجنب الألم..كم كانت تتمنى لو كانت بجواره فى هذا الوقت..لتمنحه كل ما إفتقده..الحب..الإهتمام..والأمان.
أفاقت جورية على صوت ليلة وهي تنظر إليها قائلة 
حتى لما جه يتجوز..كان عرض شغل مع جواز من شاهيناز نفسها..دمج البيزنس مع الأمور الشخصية وبحسبة بسيطة خالص إنتصر البيزنس..وإتجوز شاهيناز وخلف منها ريم ..بس الحياة بينهم جامدة ..مفيهاش مشاعر..كلها مشاكل وأقدر أأكدلك إنه مش مبسوط معاها ولا بيكنلها أي مشاعر.
لم تدرى جورية أتفرح لهذا الخبر وهي تدرك أن حبيبها لا يحب زوجته أم تحزن لعدم جدوى معرفتها تلك..فعلى كل حال لن يفيدها إن كان عاشقا لزوجته أم لا..ففى النهاية يظل متزوجا ويظل عليها الإبتعاد عنه كلية....
أفاقت على صوت فراس وهو يقول بهدوء يخفى إضطراب مشاعره 
طيب ممكن من فضلك تقعدى وتستريحى إنتى بتقولى منمتيش وأكيد بتكونى تعبانة.
نظرت إليه ليلة تتأمله لأول مرة ..كم يبدو وسيما..رصينا تماما كبطل من أبطال رواياتها..وكم بدت نبراته حانية لتمس شغاف قلبها وتزيد دقاته..إبتلعت ريقها بصعوبة وهي تومئ برأسها تنفض أفكارها تلك وتجلس بهدوء قائلة 
شكرا.
..بينما أبعدت عينيها عن سحر عينيه وهي تنظر إلى جورية التى ودت لو حثتها على الكلام مجددا ولكنها كانت تخشى أن تعلم عنه المزيد..فيكفيها ما عرفته حتى الآن....
قالت ليلة بهدوء 
من حوالى ٣ سنين كان خالد مسافر فى رحلة عمل لروما ..إتقطعت أخباره عنا..وآخر حاجة سمعناها إنه خلص صفقته بدرى عن ميعادها وإنه عمل شيك آوت من الفندق وكان جاي على مصر فى طيارة خاصة واللى طبعا مفيش أي معلومة وصلتنا عنها..ولمدة سنة كاملة مخليناش حاجة معملنهاش عشان نعرف خالد إختفى فين..بس للأسف موصلناش لأي حاجة..لحد ما فى يوم..لقيناه داخل علينا..كان الشكل هو هو بس اللبس مش لبسه خالص.. أصل خالد كلاسيك اوى فى لبسه..مبيلبسش غير بدل..كانت اول مرة نشوفه كاجوول..بس مش ده اللى صدمنا ..اللى صدمنا إنه مش فاكر أي حاجة عن السنة دى وإن آخر حاجة هو فاكرها..ركوبه الطيارة الخاصة..ورجوعه على مصر وإنه فاق لقى نفسه فى مستشفى حكومى وقالوله إنه جه فى حاډثة عربية..وإنه الحمد لله ماإتصابش غير فى دماغه وإصابته كانت طفيفة وإنهم بس هيخلوه ٢٤ ساعة تحت الملاحظة..وفعلا

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات