رواية خالد من 6-10
تساعدنى وافقت..ثالثا بقى وده الأهم..هو إنتى مش عندك مديرة مكتب..ليه بتحملى مديرة مكتبى شغل مكتبك
جلست شاهيناز تضع قدما فوق الاخرى قائلة بسخرية
هي لحقت تشتكيلك
تراجعت لين فى مقعدها قائلة بهدوء
أنا صاحبة سها يعنى من الطبيعى أعرف عنها كل حاجة..زي ما هي تعرف عنى كل حاجة.
إبتسمت شاهيناز بسخرية قائلة
نظرت إليها لين ببرود قائلة
مش إنتى اللى فجأة مبقتيش تاخدينى معاكى الحفلات اللى بتروحيها..وبقيتى بتروحى مع ميراج..ليه انا كمان معملش زيك
إتسعت إبتسامة شاهيناز الساخرة وهي تقول
رمقتها لين بضيق قائلة
وسونيا تبلغك أخبارى ليه ولا إنتى موصياها يكون عينها علية
قالت شاهيناز بإرتباك
ها..لأ طبعا وهخلى عينها عليكى ليه بس ..المهم مقولتليش مين الراجل اللى كان معاكى ده
مؤيد..مؤيد الحسينى.
لتتسع عينا شاهيناز ....فى صدمة .
قالت ليلة بسرعة
بس ياخالد....
قاطعها خالد بإشارة من يده قائلا
خليكى برة الموضوع ده ياليلة..الكلام بينى وبين الآنسة .
لتصمت ليلة بحنق بينما نظر خالد إلى جورية قائلا
قلتلك المرة اللى فاتت..وجود صورتى على أغلفة رواياتك يضر بسمعتى وسمعة الشركة..ده غير إنه هيثير الأقاويل علينا وأنا مش مستعد لثانية واحدة يرتبط إسمى بإسم حد تانى غير مراتى..الكلام ممكن يأثر على شغلى وعلى بنتى وأنا مش مستعد أجازف بالإتنين.
نهضت جورية فى ثبات..تقاوم بكل ذرة من كيانها إنهيارا تاما فى مشاعرها..وهي تقول بنبرات هادئة
كدة خلص الكلام..أنا قلت لحضرتك طلبى وحضرتك رفضت..تقدر تاخد إجراءاتك القانونية وإحنا بإذن الله هنكون مستعدين ليها..بعد إذنك.
يعنى إنتى عايزة تفهمينى إن مؤيد رجع .
تنهدت لين وهي تومئ برأسها قائلة
أيوة رجع..وياريته بس رجع..ده رجع ومش ناوى أبدا على خير.
عقدت شاهيناز حاجبيها قائلة
قصدك إيه
نهضت لين وإستدارت حول المكتب وهي تقول
قصدى إنه راجع مخصوص علشانى ومش ناوى يسيبنى فى حالى أبدا.
رفعت شاهيناز حاجبها الأيسر قائلة
وإيه بس اللى مخليكى متأكدة من الكلام ده.
إستندت لين إلى مكتبها قائلة
هو بنفسه قاللى الكلام ده..تصرفاته غريبة وكلامه أغرب ياشاهى..وبجد بدأت أقلق منه.
قالت شاهيناز بحدة
وناوية تعملى إيه يالين
تعجبت لين من حدتها لتنظر إليها عاقدة الحاجبين فقالت شاهيناز بإرتباك
قصدى يعنى..ناوية ترجعيله بعد اللى عمله فيكى يالين
قالت لين بنفي سريع
لأ طبعا أرجعله إيه بس..إنتى إتجننتى..أنا مستحيل أرجعله..وإنتى من بين الناس كلها عارفة إن رجوعى ليه من رابع المستحيلات.
زفرت شاهيناز براحة قائلة
طمنتينى بجد..أنا قلت يعنى ممكن تكونى ضعفتى عشان بتحبيه أو يعنى...
قاطعتها لين قائلة بحزم
أنا مش ممكن أضعف ولا أخلى مشاعرى تتحكم فية من تانى..الكلام ده مش ممكن يحصل ابدا.
لتقول شاهيناز وهي تتفحص ملامحها تستشف أفكارها
طب وناوية على إيه يالين
قالت لين
هسافر..هسافر ياشاهى.
ناداها صوته من مكان بعيد..ليسحبها بقوة من تلك الهوة السحيقة والتى تسحبها إليها بدورها..لينتصر صوته بالنهاية وتبدأ فى فتح عينيها بضعف لتراه أمامها..ينظر إلى عينيها بقلق ..لتقول بهمس ضعيف
فهد.
قست قسماته وهو يقول
خالد..إسمى خالد نصار.
فتحت عينيها بقوة وإدراكها يعود إليها بسرعة..لتنتفض معتدلة وهي تقول بإرتباك
آه آسفة..أاااه.
أمسكت رأسها بقوة وقد عاد إليها الدوار ربما لإعتدالها المفاجئ ذاك..ليظهر القلق مجددا على عينيه وهو يقول
ياريت لو ترتاحى شوية كمان..إنتى شكلك تعبانة وبعدين إنتى لازم تشوفى دكتور..إغمائك المتكرر ده غريب ومش طبيعى على فكرة.
قالت فى مرارة
لأ طبيعى..أنا كدة ..متعودة عليه من صغرى..آسفة بس لازم أمشى دلوقتى.
قالت ليلة المتابعة لحديثهم بصمت
يبقى هوصلك البيت..مش هينفع أسيبك فى الحالة دى ياجورى.
أومأت جورية برأسها فى ضعف..ونهضت ببطئ لتسندها ليلة ..ليحسم خالد هذا الڼزاع مابين عقله وقلبه على الفور وهو يقول
إستنوا.
إلتفتا إليه سويا لينظر إليهما قائلا بهدوء
أنا جاي معاكم.
إتسعت عينا ليلة فى دهشة..بينما أحست جورية بالإضطراب ممتزجا بقليل من الجزع وهي تقول
مفيش داعى..أنا....
قاطعها وهو يشير إليها بالصمت قائلا
ده قرارى الأخير ومش هرجع فيه..هوصلكم يعنى هوصلكم.
ليأخذ هاتفه ومفاتيحه من على المكتب وهو يسبقهم إلى الخارج بخطوات حازمة لتنظر جورية إلى ليلة التى هزت كتفيها لتتنهد جورية وقد أيقنت أن ما يحدث معها الآن هو تقريبا أسوأ مخاوفها.....على الإطلاق.
قال مؤيد لهذا الشخص الذى يحادثه فى الهاتف
يعنى كل شئ تمام
صمت قليلا ليقول بعد لحظات
لأ كويس أوى كدة..إبعتلى إنت بس المفاتيح وملكش دعوة بأي حاجة تانية.
ليصمت لثوان ثم يقول
بكرة او بعده بالكتير..تمام يامعتز..سلام.
ليغلق الهاتف ثم يلتفت ليتجمد تماما حين رأى نبيل أمامه يقف صامتا يحدجه بنظرة غير راضية على الإطلاق ..ليشيح بوجهه عنه..وهو يتجه إلى حجرته ليوقفه نبيل قائلا
إنت ناوى على إيه يامؤيد
إلتفت إليه مؤيد يحدجه بنظرات غامضة قبل أن يقول
بلاش يانبيل إنت بالذات تعرف..لإنك مش هتوافق على اللى هعمله.
قال نبيل بحدة
مادام عارف إنى مش هوافق يبقى اكيد عارف إنه غلط.
قال مؤيد بحدة مماثلة
واللى عملته فية مش غلط..أهو غلط بغلط والبادى أظلم.
قال نبيل بحزن
إنت إتغيرت اوى يامؤيد..مبقتش مؤيد صاحبى اللى عرفته.
لينظر إليه مؤيد نظرة طويلة قبل أن يقول بهدوء يوارى به مشاعره المحطمة بالداخل
انا فعلا مبقتش مؤيد بتاع زمان..بس هي السبب وعشان أرجع مؤيد لازم أشفى غليلى من اللى باعتنى وډمرت حياتى وفى الآخر رايحة تتجوز بكل برود..لازم أخليها تبوس رجلى عشان أرحمها وساعتها بس..ساعتها بس هرجع مؤيد اللى إنت تعرفه.
قال نبيل
بس كدة إنت...
قاطعه مؤيد وهو يقول بحزم
لو سمحت يانبيل ..سيبنى على راحتى..أنا رضيت تيجى معايا مصر.. مش عشان تكون رقيب علية..أنا رضيت لإنك صاحبى وحاسس بية وأكيد هتدعمنى ولو مقدرتش تدعمنى..يبقى على الأقل متمنعنيش.
ليتركه ويتجه إلى حجرته..مغلقا الباب خلفه بهدوء..يتابعه نبيل فى حيرة إمتزجت بالحزن..وقد أيقن ان مؤيد ينوى بلين شړا..وهو لن يقف هكذا مكتوف الأيدى يشاهد صديقه وهو يودى بنفسه إلى الهلاك..لن يفعل هذا مادام حيا.
الفصل الثامن
لا بأس أن تبكي أوراق قلبك اللينة
لابأس أن تميل أغصان روحك الهينة
أنت ماء عذب لتراب الأرض المېتة
وتظل الدموع نقاء من الأوجاع النيئة
لا بأس بضباب يجتاح الأفكار السيئة
فما خبأت منك إلا الذكريات الشقية
بقلم..نور محمد
كانت شاهيناز تجوب الحجرة جيئة وذهابا فى غيظ..تتساءل بحنق..لماذا عاد مؤيد من جديد..وماذا يريد من لين هل حن لها هل إشتاق إليها هل نسي كل ما حدث بينه وبين لين ترى ماالذى قد تفعله لتحول بينهما مجددا
توقفت فى مكانها فجأة..تتساءل..ترى أين هو الآن وماذا يفعل هل عاد لشقته القديمة ربما ستذهب إليه الآن لتراه..تتأكد من نواياه..أو ربما تخبره كم إشتاقت إليه....
نفضت أفكارها..تعرف النتيجة مسبقا..فلا داعى لخيبات الأمل المتكررة..هو لن يرضخ لها فهو مازال عاشقا لتلك اللين..وكل ما سينالها منه هو التقريع..وربما تلك المرة أخبر خالد بمحاولاتها الدائمة معه..لذا فالأولى لها الآن أن تحاول التفريق بين لين ومؤيد..يجب أن تمنع لقائهما..يجب أن تحول بينهما بأي ثمن..أما البقية..فستدع الأيام تقرر خطواتها التالية وقراراتها بهذا الشأن..الآن ستذهب إلى خالد تخبره أنها عائدة إلى المنزل فلديها صداع شديد يكاد يفتك برأسها..ستخلد إلى الراحة قليلا كي تستطيع التفكير بهدوء..نعم هذا ما ستفعله تماما.
إتجهت بخطوات حازمة إلى مكتب زوجها لتهز رأسها بهدوء تحيي صفاء مديرة مكتب خالد..قبل أن تكمل طريقها ليوقفها صوت صفاء التى قالت بإحترام
خالد بيه مش فى المكتب يامدام شاهى.
إلتفتت إليها شاهى عاقدة حاجبيها وهي تقول
أمال راح فين ياصفاء
قالت صفاء
مشي من شوية مع آنسة ليلة وصاحبتها.
ليزداد إنعقاد حاجبي شاهيناز وهي تتساءل عن سبب رحيله المفاجئ..ومن تلك الصديقة التى رافقتهم لتومئ برأسها محيية السكرتيرة بهدوء .. وهي تغادر حجرة المكتب متجهة إلى خارج الشركة .. تمسك هاتفها و تتصل برقم زوجها خالد..مرارا وتكرارا ....لكن للأسف ..لا مجيب.
قالت ليلة
ماترد على التليفون ياخالد.
لم يجبها خالد وهو يتجاوز تلك السيارة التى أمامه بصعوبة .. يسرع بسيارته حقا..يود أن يطوى الأرض طيا ويوصل تلك الجورية التى قلبت حياته رأسا على عقب وشغلت أفكاره بأسرع وقت ممكن..يود حقا لو أغلق صفحتها للأبد..فبينهما بابا يحمل إليه رياحا عاتية..هو مواربا حتى تلك اللحظة وأضراره بسيطة ومحتملة ولكن إذا إتسع أكثر من ذلك ستقتلعه تلك الرياح من الجذور..وستودى به إلى حتفه بالتأكيد.
رن الهاتف مجددا لتحمله ليلة تنظر إلى شاشته وهي تقول
دى شاهى ياخالد..ما ترد عليها ..أكيد فيه حاجة مهمة عشان متبطلش رن عليك بالشكل ده.
قال خالد فى لا مبالاة
لأ عادى..ده الطبيعى بتاعها.
أغمضت جورية عينيها پألم..ترفض سماعه وهو يتحدث عنها..عن غريمتها التى حظيت بكل ما حلمت به جورية ..حظيت بحبه..بدفئه..بحنانه..بإسمه..بطفلته..أما هي فلم تحظى منه سوى بعذاب الحب فقط..وياله من عڈاب.
فتحت عيونها تنظر إلى الأمام..لتقع عيناها على مرآة السيارة..تتقابل عسليتيها مع عينيه الزرقاوتين..رغما عنها لم تستطع الإشاحة بناظريها..لتجمعهما نظرة طويلة..حبست أنفاسهما معا..ليكون هو أول من يشيح بناظريه عنها مركزا على الطريق مجددا ورافضا هذا السحر الذى يجذبه إليها..يجعله ضعيفا خاضعا ..يود فقط لو كان هو وهي وحدهما..يزيد هذا السحر من رغبته فى ان يتعرف عليها أكثر..أن يعرف تفاصيلها..ماتحب وماتكره..يود فقط لو إقتربت منه وأسكنها صدره.. يشعر بأن هذا هو مكانها الطبيعي..تبا ..إلى أين تودى به أفكاره..حقا إلى چحيم لا قبل له به....
أفاق من شروده على صوتها الرقيق وهي تقول
العمارة اللى جاية دى لو سمحت.
توقف خالد بالسيارة..لتترجل منها جورية على