الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية سليم من 17-20

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

الهائجة من قبل دقائق عديدة..
لم تفهم سبب صمته الطويل ولم يعجبها عما بدر منه بحقها وحق طه.. ولكن لن تناقشه في ذلك الأمر..لأن النقاش يعيني فتح دفتر قصتهما من جديد وهي قد أغلقته من قبل.
لو سمحت اقف هنا لازم انزل.
قالتها شمس بعنفوان امرأة ذاقت مرارة الخذلان.
لم يقابل ردها بشيء بل تجاهله تماما وكأنها مثلا تهذي وهذا لم يعجبها قط فعادت تكرر جملتها في حنق
بقولك اقف هنا..
لم يعيرها أي اهتمام..بل استمر في قيادته بوجه خالي من أي مشاعر وكأنه أصبح إنسان آليا فجأة.
ابتسمت بتهكم وهي تقول
يعني أنت مش هتقف طيب.
قالتها في توعد وبدأت في فتح مقبض الباب في هياج..جعله ينتفض محذرا إياها
اهدي احسنلك.
التفتت له وهي تصرخ بوجهه غير عائبة له
كفاية صيغة الټهديد دي أنا مبقتش اخاڤ منك يا سليم..مبقتش اخاڤ.
أوقف السيارة جانبا ولكنه أغلق الباب رافضا محاولاتها في الخروج..قائلا بهدوء استفزها
ماشي مټخافيش..ارجعي لبيتك وابنك.
بيتي! أنا معرفش إلا بيت واحد وهو شقة أبويا غير كده معرفش.
قالتها بنبرة تحمل قهرا فعاد وصحح لها بصرامة
بيتك يا شمس هانم...بيتنا.
أشارت نحوه بدموع كادت أن تتساقط من مقلتيها بحسرة
بيتنا اللي انت هديته بطلاقك ليا جاي عايز مني احنا مبقاش بينا حاجة سيبني في حالي.
هرجعك.
قال كلمته سريعا يستعيد بها من قلبت كيانه في ظل غيابها المفاجئ له وأحدثت زالزل قويا داخله كاشفا له كم التصدعات التي كانت تختفي خلف قشرته الضعيفة.
ابتسمت ساخرة تنظر لملامحه التي كانت تصرخ بالاشتياق لها ولكنه كان صامتا يخشى التفوه به فتشدقت بتهكم مرير
بجد هترجعني..ده على أساس ان هوافق.
يعني إيه.
سألها بخشونة فأجابت بكبرياء
يعني لا يا سليم..مش أنا اللي هتنازل تاني انسى شمس القديمة مش هرجعلك.
قالت حديثها وفتحت الباب بالزر في غفلة منه فكان عقله سابحا في بحر عيناها المظلم.
هبطت من السيارة وركضت في الطريق تدخل بين السيارات الواقفة في إشارة المرور..تختفي بعيدا عنه كي لا يحاول اللحاق بها.
التمعت عيناه بشراسة إلى أن اختفت نهائيا أشعل المقود مرة أخرى يمضي بطريقه خلفها وهو يقسم على عودتها له مستخدما كل أسالبيه في كسر عنادها الجديد والذي بالطبع لن يأخذ منه وقت لأنه أمرا جديدا عليها.
بعد مرور عدة ساعات..
استيقظت ليال بتعب حاولت التركيز في ظل التشويش الذي أصاب بصرها فور أن فتحت عيناها..شعرت بآلام رأسها فوضعت يدها على مكان الألم تحاول أن تتحسسه بترو..انتبهت إلى صوت سيف الذي صدح فجأة في الغرفة يقول في هدوء
حاسبي علشان الخياطة.
سيف!.
تفوهت بأسمه في همس تام ولكنه أصاب قلبه بسهام الحب الحاړقة فتأهبت حواسه بشغف إلى ما بعد اسمه..ماذا سيكون! هل سيكون كلمة تكشف هوية مشاعرها اتجاهه..أم سيكون..
إيه اللي جابك ورايا!.
حقا هذا ما ستتفوه به! فظة وستظل هكذا لم يدري ماذا يقول فاكتفى بنظرات الضيق التي أرسلها له ابتسمت باستهزاء
أكيد أنت هتقول أنا اللي غلطانة علشان دخلت الحرامي البيت.
حرامي!!.
كرر كلمته بلا توقف..حتى أنه راح يقول في تهكم واضح من قواها
وطبعا حضرتك رفضتي تصوتي علشان قد إيه قوية ومفيش منك اتنين في البلد..علشان لو كان فيه أصلا كانت خربت.
كان يتوقع
هجومها ولكنها فاجئته حينما أخبرته بنبرة ساخرة يختلط بها الألم النفسي لم ذاقته من خوفا بشع كاد أن يتوقف قلبها بسببه
هو أنا لحقت!...أنا من كتر خۏفي الصوت اتكتم جوايا.
تراجع سيف عن حدته..ولانت نبرته وهو يسألها بهدوء
إيه اللي حصل وشوفتيه ولا لأ.
عقدت بحاجبيها بسبب ۏجع رأسها المتزايد وانكمشت ملامحها وهي تطلب منه
قولهم بس محتاجة مسكن.
ضغط على قلبه كي لا يدفعه كالأبلة ويحتضنها ليخفف الآمها وتظاهر بالامبالاة أفضل من الاعتراف بمشاعره لها وهي غير جاهزة لذلك الآن..حتى أنها من الممكن أن تعترف بحبها أيضا ويكتشف بعد ذلك أنه من تحت تأثير ألم رأسها!.
غادر سيف الغرفة باحثا عن الطبيب أما هي فأغلقت عيناها ولم تمنع ابتسامتها في الظهور حينما لمست خوفه من نبرته رغم جفائه الظاهري لها.
صعد سليم درجات السلم متجها صوب شقة شمس مقررا التحدث معها بطريقة لطيفة تخالف الغاضبة التي كان يتحدث بها لعلمه بمدى تأثيرها عليه..واضعا هدف أساسي أمامه وسيحققه فهو لم يفشل من قبل...ولن يفشل على يدها.
حرك رأسه يمينا ويسارا متحدثا مع نفسه بخفوت
خليك هادي مهما استفزتك.
ثم أطرق الباب..فتحت شمس بوجه جامد وكأنها تعلم أنه لن يتخلى عنها بسهولة تخصرت قائلة بعناد الهب هدوئه
نعم..خير!.
شعر وكأنه عابر سبيل يطرق بابها كي تحن عليه طريقتها الحادة أيقظت الۏحش الكامن بداخله فهتف بشراسة
متنسيش نفسك يا شمس علشان متزعليش مني.
رفعت حاجبيها له بمعنى أحقا! ثم أغلقت الباب في وجهه بقوة صډمتها هي شخصيا وكأنها إنسانة أخرى من أين لها الجرأة في ذلك! يبدو أن صمته هذا سيكون الشرارة التي ينطلق منها ويكسر الباب فوقها مثلا فتراجعت للخلف تراقب الباب بترقب..
وعندما ساد الصمت بطريقة أرعبتها..ذهبت صوب الباب علها تستمع لأي شيء..فالتقطت مسامعها صوت خاڤت يناديها
شمس..
نعم
أجابت بصوت حاولت أن يكون ثابتا كي لا تشعره بخۏفها الذي كان يلعب فوق أوتار تماسكها..
افتحي علشان نتكلم.
لا يا سليم مش هفتح..
ارتفع رنين هاتفه فحاول كتمه ولكن اتصالات يزن المستمرة جعلته يجيب بضيق
في إيه يا يزن!.
سليم بسرعة أنا في مصېبة وتقريبا كده بتجوز ڠصب عني....
إيه..أنت بتقول إيه يا يزن.
قالها سليم بعصبية بعدما داهم القلق قلبه على أخيه المتهور فتحت شمس تقبض حاجبيها پخوف
في إيه ماله يزن!.
تابع حديثه لسليم يخبره بعنوانه وضرورة مجيئه فركض سليم سريعا كي ينقذ أخيه بعدما أخبره بأنه مهددا بالسلاح.
انطلقت شمس خلفه ونست أمر خلافها معه فالأمر يخص يزن وهو بمثابة أخاها..وقبل أن ينطلق سليم كانت تصعد للمقعد المجاور تشير له بالانطلاق..
انزلي واطلعي فوق!.
هتفت بتحد
لا..لازم الحق يزن.
هتلحقيه بإيه بضوافرك ولا بشراسة القطط دي!.
قهقهت بتهكم قائلة بفخر وهي تشير نحو رأسها ترمقه باستفزاز
بعقلي..وذكائي..من الافضل تمشي ومتضيعش فرصتنا اننا نلحقه.
ضغط سليم فوق المقود محاولا كبح جماح غضبه الذي تفاقم مجددا فلم يعد لديه أدنى فكرة في تحجيم المصائب التي تهطل فوق رأسه من جميع الجهات.
طرق زيدان باب شقة عمته ثم انتظر دقائق كان ينظر بها للباب بتحد ممزوج بالضيق لم فعلته.
فتحت الخادمة الباب وما إن رآته حتى فتحت فمها ترحب به فاستوقفها بسؤاله
عمتي فين!
جوا في التراس يابيه.
ونهى!
نايمة اصحهالك.
أجاب برفض ثم اتجه لداخل صوب التراس مباشرة تحت نظرات الخادمة المتعجبة منه 
أنزلت ميرڤت ساقيها من على الاريكة بعدما كانت في حالة استجمام لكسب هدوئها حيث تسرب بسبب أفعال ابنتها الطائشة.
صدمت لوجوده ولكنها رحبت به بحفاوة ترتدي قناع الحب الزائف
نورت يا زيدان اتفضل يا حبيبي.
وضع يده في جيب سرواله متحدثا بنبرة صارمة وبصره ينظر في عمق عيناها الخبيثة
أنا مش جاي اضايف ولا اقعد معاكي هما كلمتين وماشي..أنا واخواتي خط أحمر متحاوليش تقفي قصادنا تاني ولا توقعي بينا..علشان رد فعلي هيزعلك سلام
أنهى حديثه ثم الټفت كي يغادر ولكنها أوقفته بدموع مصطنعه أجادت في التمثيل بها
ليه يا حبيبي بتقول كده ده أنا بحبكوا واتمنى...
رمقها بطرف عينه بكره قائلا
تتمنى نتفرق بس ده مش هيحصل ارتاحي أحسن ليكي ولينا.
غادر زيدان قبل أن يستمع لباقي حديثها المتلون بالبكاء المقهور حتى أنها كادت تقسم أنها لم تفعل شيء..وفور مغادرته نهائيا بصقت على الارض باشمئزاز
داهية تاخدكوا...مش تفرقكوا بس عكرت مزاجي.
اما زيدان فوصل أمام سيارته مطلقا لنفسه العنان للتنفس بعدما حبست أنفاسه رهن وجوده بالأعلى فكم يكره تواجده مع عمته وعائلتها بمكان واحد لم يعتاد على الكذب في مشاعره..لم يكن يوما منافقا..ووجوده معهم من قبل لأجل والده فقط..ولكن إن مس الامر سليم ويزن سيقف أمامها بالمرصاد.
اخرج هاتفه كي يتصل بوالدته يطمئن على صحتها فوجد رسالة من أنس يخبره بها أنها على المشارف الزواج من فتاة في منطقة شعبية عائلتها تعمل بالجزارة حيث اخطأ يزن وتمادى معها في الحديث ولم يكن يعرف أن ذلك مجرد فخ له.
استقل زيدان سيارته واتجه صوب اسكندرية في اقصى سرعة لديه محاولا الاتصال بسليم ولكن هاتفه كان مغلقا. 
وصل سليم بعد عناء منه إلى المنطقة التي وصفها يزن برسالة نصية..اوقف السيارة وتابع حديثه لشمس يأمرها
اياكي تخرجي من هنا!.
فتحت الباب وهي تنظر له بتحد بات يكرهه وهبطت بعنفوان امرأة لن تهزم وتخضع من جديد له وخاصة ان ليس بينهما رابط كي تنصاع لأوامره...هبط سريعا خلفها جاذبا سلاحھ من الدرج الصغير بالسيارة واضعا إياه خلف ظهره..ثم انطلق بجانبه يحميها من نظرات لم تعجبه لمجموعه من الشباب واقفين على جانبي الطريق.
قبض فوق يد شمس بتملك فنفضت يده بعيدا في خفه ترمقه في استنكار وبصوت خاڤت أخبرته
مالكش الحق انك تمسكها احنا مطلقين.
أنهت حديثها بابتسامة واسعة تثير إغاظته رفع حاجبيه معا لشخصيتها التي تبدلت في ظرف أيام قليلة وكأنها تنتظر الشرارة لاشعال الفتيل والانطلاق نحو تمرد لا نهاية له.
وفي لمح البصر ظهر أمامهما رجلا يحمل سلاحا كبيرا لديه ملامح رجولية خشنة وكبيرة مفتول العضلات بطريقة مٹيرة للاشمئزاز..تراجعت شمس پخوف وأصبحت خلف سليم بعد أن كانت تتقدمه بثقة تامه.
ارفع ايدك..وهات اللي معاك من غير شوشرة.
رفع سليم يده لأعلى وبالفعل سلمه متعلقاته عدا سلاحھ واستغل تمسك شمس به من الخلف..همست له شمس بدهشة
سليم انت سلمت عادي كده فين الاكشن.
وانتي معايا ازاي!.
قالها بغيظ وهو يركز ببصره على الرجل الذي كان يعبث بمتعلقاته فقالت هي بسخرية
حجج فارغة.
اعطاه الرجل متعلقاته مرة أخرى وأشار إليه نحو طريق طويل آخره منزل المعلم قدري..وهو أب الفتاة التي سيتقدم يزن بالزواج بها.
سارت شمس خلفه بخطوات حذره والقلق يسود صدر سليم خوفا عليها وعلى أخيه فزفر بحنق وهو يصعد السلم المتهالك معانقا ليد شمس كي لا تتعثر وتسقط أرضا ويصيبها مكروه..
وصل سليم أمام شقة كبيرة فاندلعت الزغاريد ترحب به..اندهش وهو يراقب الجمع الكبير من الرجال والنساء..وتلقائيا عانق أصابعها بيده وسمحت هي بعدما شعرت باضطراب داهم معدتها نتيجة لتوترها.
اخو العريس وصل يا جماعة.
اندلعت الزغاريد مجددا..وبدأت الرجال يرحبوا به بحفاوة..فصاح أحدهم بسعادة بالغة
يا أهلا نورت
ادخل..المأذون زمانه على وصول.
افهم بس يا جماعة مأذون إيه..ويزن فين.. يزن أخويا فين يا جماعة.
ظهر يزن في اخر الصالة جالسا بجانب رجل يبدوا الاجرام عليه متوجها فوق رأسه العديد من الاسلحة وما إن رآه سليم حتى ابتسم له يزن بابتسامة مهزوزة أفرغ سليم غضبه دفعة واحدة
اللي بيحصل ده مش قانوني.
قبضت شمس فوق يد سليم پخوف بعدما انحسرت أنفاسها بصدرها نتيجة لانعدام الهواء بالصالة نظرا لتجمع الأهالي الكبير.
أشار الرجل بصوت حاد وبنبرة لم يخلو منها الإجرام
مين ده يا حلو..
أجاب يزن بتهذيب..فلن يتهور مثلا ويرد بطريقة تثير جنونه الكامن بعينيه الاجرامية حيث لوح له من قبل بعدد چرائمه التى ارتكبها بقصد ودون قصد.
اخويا الكبير.
حك الرجل شاربه

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات