الثلاثاء 31 ديسمبر 2024

رواية سليم من 5-8

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

البحث عن إجابات ترضي فضوله تجاه معاملة سليم له منذ صغره..منذ أن كان طفلا ينتظر عودة أخيه الاكبر بعد يوم طويل في العمل.. وكعادته لا يجد سوى أوامر تقع فوق رأسه ويزن المتهور ينعم باهتمام سليم وحده فتركيزه كان منصبا على يزن في المنزل وخارج المنزل..في كل مكان اما هو فمساحة الاقتراب بينهما ابتعدت تدريجيا.
استفاق زيدان من عمق افكاره على صوت سليم الغاضب رغم بأنه يحمل نبرة مچروحة
قولتلك اسكت.. ابعد عني انت ليه مش عايز تفهم سيبني في حالي باللي فيا عمال تضغط عليا بكلامك اللي مالوش صنف المعنى انت مبتحبنيش لكن بتحب يزن...يعم ارتاح أنا مبحبش حد.
أنهى حديثه وغادر المحل وجسده يتشنج عقب ما مر به فقد اعصابه نتيجة لضغط زيدان عليه بما يجيبه...هل يجيبه أنه يحمل شعورا بالحقد اتجاهه هل يلقي اللوم على والدتهما أمامه..لن يفهمه أحدا لن يشعر به اطلاقا..
قبض سليم فوق مقود سيارته شاعرا بانقباض قلبه لم يحبذ تهوره عليه..بل انتفض قلبه حينما فقد هدوئه وعبر عن غضبه بيده ضغط بشدة على المقود وانسابت دموعه حزنا على ما يشعر به زيدان ولكن هو من دفعه لذلك حاول اسكاته..والاخير يرفض بل يوجعه بأحاديثه المستمرة عن سوء معاملته.
راقب زيدان ما يفعله أخيه من زجاج المحل يبدو أن الندم طال قلبه ولكن بعد فوات الآوان..بعد أن چرح على يده بصڤعة فقيرة لا تحتوي على مبررا بل أصبح متيقنا بأن أخيه يحمل شعورا غير لطيف ناحيته.

عاد زيدان من شروده والوضع أصبح أكثر سوءا..يتقدم بالعمر ولا ينسى تلك الصڤعة التي تلقاها وهو بعمر العشرين..وها هو على مشارف الثامنة والعشرين ومازالت تلك الندبة تتسع في قلبه وتضم چروحا صغيرة يفعلها سليم يوميا بقصد ودون قصد.
انتبه لصوت هاتفه المعلن عن اتصالا من نهى زم شفتيه بضيق متمتما
مش ناقصك يا نهى!.
اضطر الرد فقال بصوت فاتر
ازيك يا نهى.
جاءه صوتها الرقيق النابض بالحب له
الحمد لله يا زيدان أنت اخبارك إيه وخالو عامل إيه أنا بتصل اطمن عليه.
التوى فمه ساخرا فهو يدرك حيلتها الضعيفة كي تطمئن عليه هو وليس أبيه كما تتدعي
هو كويس الحمد لله معاكي رقمه تقدري تتصلي عليه.
توترت نبرتها قائلة
شكله اتمسح من عندي المهم أنت اخبارك إيه!
تاني
رددت خلفه بعدم فهم
تاني إيه.
بتسأليني اخباري إيه نوعي في الكلام كده هزهق منك وهسيبك واقفل.
سارعت بقولها ترفض ما يرمي إليه
لا لا..أنا هتكلم اهو هقول حاجات كتير.
هز زيدان رأسه وتابع ترتيب أوراق مهمة أمامه وهو يستمع لنبرة صوتها المضطربة ومواضعيها المكررة عن أحواله وصحته.

تحركت ليال في الطريق ببطء تتابع هاتفها بسبب اجتماع مهم مع زملائها في المدرسة على تطبيق الواتساب انحرفت غير منتبه إلى طريق هادئ يخلو من الاناس وبعد مرور عدة دقائق لم تنتبه لخطوات هادئة كانت تسير خلفها بدراية لم تشعر أبدا الا عندما لاحظت ظل لجسد رجل خلفها لا تتعرف عليه..وكعادة ليال المتمردة وبأنها ليست فتاة عادية تشعر بالخۏف مثلا فتختار الركض طريقا لهروبها...لا..بل التفتت بحاجبين مرفوعين..تطالع الرجل بجرأة
خير ماشي ورايا ليه.
عاجبني الجيبة اوي.
قال الرجل حديثه وهو يحرك يده فوق صدره ونظراته الخبيثة تشمل جسدها بالكامل
عاجبك إيه يا عنيييا.
كرر هامسا
الجيبة..
هبطت بجذعها العلوي لأسفل قدميها ثم خلعت حذائها الأحمر وقررت معاقبته على حديثه الوقح
ده أنت هتتربى النهاردة..
كادت أن ترفع يدها للأعلى ولكن اختل توازنها للخلف نتيجة لدفعه بسيطة من يد شخص ما جعلتها تتشبث بشجرة كبيرة بجانبها ركزت ببصرها فوجدت سيف يتشابك مع الرجل بالايدي وما زادها ذعرا هو خروج سلاح ابيض صغير يسمى بالمطواة من جيب سروال الرجل ملوحا بيه أمام سيف سحبت الډماء من وجهها وابيضت مفاصل يدها وهي تقبض فوق جذع الشجرة پخوف مما تراه بعينيها.
ابتعد سيف خطوة للخلف قلقا عليها تزامنا مع تلويح الرجل له بالټهديد يريد ابعادها عن ساحة التشابك وبنفس الوقت يستجمع خلايا تركيزه للدافع عن نفسه ضد متهور يغيب عقله المواد المخدرة لم يجيد حسن التصرف فبدا متوترا..واستغل الرجل ذلك ودفعه بيده واليد الأخرى جرحه بذراعه..وفر هاربا.
لم يسقط سيف ارضا ولكن انحنى فقط للاسفل وهو يمسك ذراعه بقوه اندفعت ليال نحوه وهي تبكي بصوت مرتفع
سيف أنت كويس...يالهوووي...ډم.
قاطعها بحنق
بس يابنتي بتصوتي في وداني.
لم تستطيع تحديد عمق الچرح بسبب كثرة الدموع المتساقطة من عينيها فقال ساخرا
اللي يشوفك وانتي بتقعلي الجزمة ميشوفكش وانتي خاېفة عليا كده.
لم تنتبه لحديثه ولكنها دفعته لطريق معمور بالسكان باحثه عن سيارة أجرة فقال بضيق
براحة انت مبتزقيش ابن اخوكي.
لازم نلحق الچرح في المستشفى..والا كده ھتموت.
لم تعي لم تقوله بل كان عقلها يصور لها أشياءا غريبة وقلبها ينتفض پذعر وفزع عليه حتى أنها لم تعطي لنفسها مبررا لتصرفاتها فكانت تسير وفق لانسايتها.
اوقفت سيارة أجرة ثم أشارت له وهي تقول بنبرة مرتجفة
اركب يلا.
دخل سيف السيارة وتفاجئ بجلوسها بجانبه رفع حاجبيه متمتما
دي هتقعد جنبي هي ناقصة!.
قاطعت حديثه الخاڤت وهي تحاول التركيز فقالت بقلق
بتقول حاجة في حاجة بټوجعك.
حدق بها لثوان يجاهد انجراف مشاعره نحوها فالټفت برأسه للناحية الأخرى ولسان حاله يقول
اثبت يا سيف..اثبت.

دخلت شمس لغرفة والد سليم تقدم له دوائه وكوب المياة وبابتسامة بسيطة قالت
الدوا يابابا.
تناول منها الدواء بصمت ثم بدأ في أخذه دون أن يوجه لها أي كلمات قط فرمشت بأهدابها تسأله
انت كويس يا بابا.
تجرع أخر نوع من الاقراص ثم قال بشرود
الحمد لله على كل حال.
أصابها القلق فجلست بجانبه وهي تردف بهدوء
لو زعلان من يوم عزومة طنط ميرڤت فده عادي يابابا..أنت متحطش في دماغك علشان متتعبش.
ارتسمت بسمة صغيرة ساخرة فوق ثغره
انا زعلان على عيلتي واللي بيحصل فيها.
ضيقت ما بين حاجبيها قائلة بعدم فهم
قصدك إيه.
قصدي إن أنا حاسس ان هاقابل وجه كريم كنت عايز الامور تتصلح دول عيالي ودي اختي ربنا هيحاسبني.
ربتت فوق يده بحنو
بعد الشړ عليك وبعدين هو مفيش الا سليم شايل منها وان شاء الله الامور هتكون كويسة.
هز رأسه عدة مرات ولكن بصيرته تخبره أن الصلة بينهما ستنقطع بعد ۏفاته لم يستطع في تلك الأعوام خلع بذرة القسۏة بينهما من جذورها بل ترعرعت حتى صارت غابة مظلمة تطبق على أنفاسهما.
نهضت شمس واستعدت للخروج فاستوقفها متسائلا
فين أنس.
مع ماما بره هتقعد معاه لغاية ما ادخل اسجل فيديو.
اطبق جفنيه بضيق وفر السؤال من بين لجام سيطرته
مش ناوية تعرفي سليم.
توقفت عن الحركة وطال الصمت من ناحيتها حقا هي لا تجد إجابة على السؤال حيث مازالت الإجابة لديها مفتوحة متروكة للزمن بما يخبئه من عواقب هي تدرك مدى ضخامتها وواقع تأثيرها..وبعد مرور عدة دقائق ردت بشرود وضياع
الوقت لسه مجاش..او ممكن هيفضل سر جوايا.
تنهد بصمت ولم يعقب على حديثها حتى خرجت من غرفته ودخلت غرفتها الصغيرة مغلقه الباب خلفها باحكام.
جلست أمام الاوراق وكلمات محمد تتردد في ذهنها دون انقطاع لا

انت في الصفحة 8 من 9 صفحات