رواية سليم من 5-8
وجهه علامات الاستفهام مستمعا لزغاريد الفرح وعبارات السعادة تنهال بينهم جميعا قطب مابين حاجبيه باستسفار فقادته ساقيه نحوهم متوقفا على بعد خطوة لقد شل جسده للحظة وتوقف عقله عن التفكير حينما التقطت أذنيه عبارات التنهئة من والدته لزيدان وفرحتها العارمة بدخوله كلية الشرطة..
أخيرا ياحبيبي حققت حلمك وهتكون ظابط
اخوك اتقبل في كلية...
وقف لسانها عن استكمال حديثها وتجمعت الدموع بعينيها فور رؤيتها للحزن المسيطر على وجهه فابتلعت ريقها بتوتر وخوف ولجم لسانها بعجز فأكمل سليم حديثها بصوت خاڤت موجع
نبرة مزقت قلبها للاشلاء سقطت دموعها اسفا..ونكست رأسها بخجل فتوقف سليم عن نظراته المعاتبه لوالدته رفعت رأسها مرة أخرى تقدم تبرير يطفي نيرانه ولم تدرك أنها ستلتهب من جديد
حلمه مقدرتش اقوله لا.
صمت ولكن داخله لم يصمت
بس قدرتي تقوليلي أنا لا.
استكملت حديثها وهي تمسح دموعها
يعني هقوله إيه متدخلش علشان...
كفاية..هو دخل ومبروك عليه.
حاول التقدم ليقدم التهنئة لزيدان ولكنه لم يستطع وكأن قدمه عجزت عن التحرك راقب سعادة أخيه بتحقيق حلمه..حلما سحب منه رغما عنه رفع رأسه بكبرياء عندما لاحظ توقف زيدان بمقابله ونظرات الفرح تسيطر على وجهه
مش هتقولي مبروك.
مبروك.
كلمة ثلجية تناقض اشتعال صدره حول زيدان بصره لوالدته مستفهما بصمت عن الحالة التي تلبست أخيه فنكست والدته رأسها حزنا ولم تستطع الحديث غادر سليم في هذه اللحظة غير قادرا على موصلة تلك الحالة المزيفة من قبل والدته ارضاءا لحالته وما يشعر به..حتى وإن طالها الندم ولامس قلبها لن يفيد..لقد حرم من حلمه ببساطة دون مراعاته فيما بعد.
هو ماله زعلان ليه!.
سيبه باللي فيه يابني.
قالتها بصوت مجهد فرد عليها بانفعال
ايوا اي كان اللي فيه..ميقولش لاخوه الف مبروك بنفس شوية.
اغلق سليم عيناه پألم قابضا فوق المقبض بشدة وكأنه يقبض على جمرة من ڼار فتح الباب وقبل أن يغادر استمع لصوت زيدان المرتفع پغضب
يابنى خلاص بقا ولا كأن سليم جه وكمل فرحتك.
اعتلى جانب شفتاه ببسمة ساخرة كالعادة حزنه لن يهم..الأهم هو سعادة زيدان واستكماله لحلمه..زيدان ويزن في المقام الأول ثم يأتي بعد ذلك هو حتى أنها اهتمت بتعلميهم واعطتهم كامل اهتمامها اما هو فكان خارج حسابتها.
عاد سليم من شروده مطلقا العنان لأنفاسه المسجونة داخل لهيب صدره المشتعل تزامنا مع دمعه حاړقة سقطت من عينيه مسحها سريعا لن يسمح لنفسه بالضعف بعد مرور نكسات استطاع التأقلم معها وتخطيها بكل صبر.. لا يعلم لم انتفض قلبه بشعور غريب وحاجته الشديدة لشمس الآن..متذكرا اقتراحها اليوم..
زفر بقوة وعاد بتشغيل سيارته مرة أخرى منطلقا صوب منزله.
بعد مرور عدة دقائق..توقفت سيارة سليم أسفل منزله رفع هاتفه ثم أجرى اتصالا بشمس.
هاتي أنس وانزلي أنا تحت.
جاءه رد شمس المصډوم
انزل فين.
تحت يا شمس..يلا بسرعة.
أمرها بضيق فقالت بعدم فهم
بسرعة إيه..هما لسه هنا وانا مش هينفع اسيب ماما وبابا...
انزلي يا شمس سيبهم يتصرفوا هما.
حاضر..حاضر.
قاد سليم السيارة وعلى وجهه علامات الاسترخاء بينما شعرت شمس بالملل فقالت
هنروح فين!
هنلف بالعربية شوية.
ظهر الاستنكار على وجهها ودارت بنظراتها صوب الزجاج تتابع الطريق في صمت راقب حالتها المستنكرة فقال بحذر
تحبي نروح المحل الكبير نقعد هناك.
حقا لو صړخت الآن ماذا سيحدث انتبهت لصوت أنس من الخلف
أنا عايز اروح الملاهي يا بابا.
هز سليم رأسه برفض قائلا
مينفعش ماما معانا..
التفتت نحوه تقول بصوت مخټنق
ومالي بقا ياسليم..هو مش من حقي اروح الملاهي!.
ليه هو أنتي في عمر أنس علشان يبقا حقك.
زفرت بحنق وعقدت ذراعيها أمامها بغيظ فتابع حديثه بهدوء
خلاص عرفت هنروح فين.
استدارت برأسها تسأله بترقب
فين.
ببسمة كالحة تزين بها ثغره واقلقتها بشدة
مالكيش فيه هبسطك.
حدقت به باستغراب وقلب ينبض خائڤا من قرارت زوجها الغامضة راقبت الطريق بتأهب حتى توقف سليم بعد مرور عشر دقائق أمام كافية هادئ للغاية..زمت شفتيها بضيق وهبطت من السيارة تابعا لاوامره..تمسك أنس بها متسائلا
فين الملاهي.
مد سليم يده لها فتمسكت بها كعادتهم دائما في الخارج موجها حديثه لأنس
في كيدز كورنر جوا.
ترك أنس يد والدته واتجه صوبها سريعا غير عابئا بتحذيرات والدته فهدئها سليم
ماهو قدام عنينا..في إيه
ردت بضيق وهي تجلس فوق الكرسي الذي حركه لها
مفيش.
جلس بجانبها وبنبرة خبيثة خافته اخبرها
زعلانة..عايزة تلعبي معاه.
اردفت بلهجة مريرة
انت بتتريق عليا..آه..أنا بقول لمين لواحد مبيهتمش بيا..
هو اللعب من اهتمامك يا شمس
تسأل بجدية مفرطة فتوسعت عيناها وتوهجت بوميض الجدال
كل ما اقولك على حاجة تقولي لا..في ايه بجد يا سليم أنا بردوا ليا رأي.
تجاهل ڠضبها متسائلا
بمناسبتك رأيك..أكيد هتشربي مانجة
أنت بتسأل ولا بتقرر علشان ابقى عارفة بس!.
ابتسم باستفزاز
بقرر.
رمقته بعتاب
مش هتكلم..هو أنت اصلا بتتكلم معايا ولا بتهتم بيا...ده حتى المكتبة اللي في اوضة النوم مقولتش أنها متوصلة باوضة مكتبك..
هز كتفيه ببرود
انتي مسألتيش علشان اقولك.
توسعت عيناها غير مصدقة رده
بجد والله!.
اقترب منها سليم هاتفا بخفوت يحمل التحذير
انا خارج علشان اروق متخلنيش اندم ان خرجتكوا.
ابتعدت عنه وهي تردد بداخلها بتذمر
قال إيه يروق قال على اساس اني مش عارفة مخرجني من البيت ليه ...
الفصل الثامن
بعد مرور يومين.
عاد زيدان لعمله مرة أخرى بعد إجازة صغيرة حصل عليها بعد فترة كبيرة من العمل بلا انقطاع لن ينكر فائدتها القليلة في الاسترخاء الجسدي..ولكن ذاته كالعادة تمر بصراع أصبح مرهقا عليه التفكير به وخاصة أنه ينصب حول سليم فقط ومعاملته التي تزداد يوما عن يوم حدة وشراسة..وكأنه ليس أخيه فتساءل بجدية.. هل الصمت له دور قوي في اتساع الفجوة بينهما يذكر ذات مرة عندما تلبسته روح الشجاعة وقرر مواجهة سليم خارج المنزل يذكر ألم روحه.. واضطراب مشاعره عقب صڤعة هوت من يد سليم على وجهه.. زلزلت كيانه جعلته يقف كالصنم يتابع تغيرات وجه أخيه الغاضبة ناهيك عن شعوره پألم حاد حفر في قلبه ومع مرور الوقت ترك ندبة كان سببها سليم.
اندفع جسد زيدان للخلف وكاد أن يختل توازنه اثر صڤعة هوت فوق وجهه فجأة فقد النطق..وتجمدت أطرافه غير مصدقا ما يمر به التو على يد من ظن به السند...بحث في عقله عن سببها..هل لأنه تجرأ وسأله عن سبب سوء معاملته له هل ليس الحق في