رواية سوما الجزء الاخير
أخرى خصوصا وان ما جرى يندرج تحت بند المتوقع نظرا لظروف زيجتهم
همت حوريه ان تتجاوزه باتجاه مصلى السيدات ليوقفها قائلا
حوريه
وقفت دون ان تعطيه وجه حديث الشيخ كان داعم لهواجسها هو كل الحق عليه فهمس
هتديني فرصه يا حوريه أنا مش عارف أعيش من غيرك لدرجة بقيت اسأل طب انت كنت عايش من قبلها ما تحاول تعمل كده بس مش عارف ومش عارف إزاي فعلا كنت عايش من قبلك
بتلك اللحظه أبصرتها رنا أخيرا وتقدمت تقول
حوريه كنتي فين!
نظرت حوريه على زيدان نظرة غير محددة المشاعر ثم الټفت لرنا قائلة
مافيش أنا رايحه شغلي عشان كنت مستأذنه ساعتين بس لازم أتحرك
فوقفت رنا تسأل بغباء
شغل هي رنا بقت بتشتغل! بتشتغل ازاي وهي لسه بتدرس!
الټفت لترى زيدان وقد ظهر التعب والإرهاق على ملامحه فأشفقت عليه قليلا وسألت بشك
هو انت بتحبها فعلا ولا جوازة والسلام
نظر أرضا بحرج وكأنه يستكبر على الأعتراف فقالت بغيظ
رفع عيناه فيها وقال بإندفاع
الله هو كل واحد فيكم هيقطع فيا ده بدل ما حد يتدخل ويساعدني
إذا كنت انت مش عايز تساعد نفسك هي كلت ايه تشرب عليه مايه! بذمتك انت وقفتها قدامك وقولت لها يا حوريه أنا بحبك! جربت!
فردد بغباء
طب شوفت خليك واقف بقا محتار كده
ثم تركته وذهبت باتجاه مصلى السيدات تلحق بخالتها وأمها وهو غادر مشغول الباب بكل ما قيل له
انتفض جسده فجأه من صړاخ صالح عليه
ينصر دينها البت رنا دي جابتها كانت تايهه عني فين دي
هي ايه دي
ضيق صالح عيناه مرددا
حوريه وباين عليها هتيجي سكه بس عايزة شويه محايلة مع حبة رومانسيات كده لكن ده هيطول والعده قربت تخلص وكمان حماتك معصلجه يبقى الحل اييييه عشان نكسب وقت
إييييه!
ڤضيحه
إيييه! تاني يا اخي حرام عليك اسكت خالص وبلاش افكار تاني الله يكرمك
جذب صالحه يده يحسه على الجلوس وقالت بمهادنة
أقعد بس وأسمعني دي ڤضيحه كده وكده ڤضيحه لذيذه يعني
ازاي!
هي مش بنت خالتها نصحتك تعترف لها بأد ايه بتحبها وأد ايه مش عارف تعيش من غيرها
اه
يبقى انت محتاج تعمل ده بس نعمله بحرفنة يعني ورد بدله شيك وتطلع لها من على المواسير
طب وقسما بالله جامده جدا وهتشوف انت هتخش على أرضتها تثبتها بكلمتين وتاخدها في حضنك على دخلة أمها هووووب فتصلح انت غلطتك
نظر له زيدان بتردد فشجعه صالح
اسمع مني
لأ لأ بلاش
ياض اسمع الكلام طب بذمتك مش وحشاك
وحشاني قوي بس
مابسش بقولك اطرق على الحديد وهو ساخن قوم نجهز الورد وهديه حلوة انت الليلة لازم تبقى عريس قووووم
جلست حوريه على مكتبها تحاول الإنشغال عن التفكير بزيدان مقرره أنها لابد وأن تمضي قدما ولا توقف حياتها عنده
لكنها شعرت وكأن أحدهم يراقبها لترفع عيناها وتبصر فتاة ترتدي بذله عمليه أنيقة جدا تقف مكتفه يديها حول صدرها و عيناها مثبته على حوريه التي ابتسمت بتوتر مرددة
صباح الخير
رفعت الفتاة حاجبها الأيسر هاتفه بترفع
قصدك مساء الخير الساعه عدت واحدة بس صحيح هو بالنسبه لك صباح اصلك لسه جايه الشغل
وقفت حوريه تردد
أنا استأذنت من مديري على فكرة
بجد وأنا مديرة مديرك ومش موافقة وعايزة أعرف أصلا أنتي خريجة ايه عشان تشتغلي معانا هنا
فوقفت حورية بتوتر تقول
لأ أنا لسه ماخلصتش كليه
كماااان
ارتفع صوتها عاليا پغضب فاقترب مدير حوريه يسأل بقلق
خير يا أستاذه منه ايه الي حصل
الي حصل مين الأنسه دي وإزاي اشتغلت هنا وهي لسه أصلا من غير أي سي ڤي أو شهادات مين شغلها هنا
دي أوامر مسترعاصم
عاااصم ده حلو قوي الكلام ده أنا ليا كلام تاني معاه
كل ذلك تحت أنظار كل الموظفين من ضمنهم الفريق صاحب السفريه الاخيره لتهمس أحداهن
أموت واعرف بتجيب القدر ده منين امال لو ماكنتش راجعه من سفريه متكلفه الشئ الفلاني من غير أي نتايج وكمان مضيعه واحده من الفريق
ليرد أخر
البت دي لو ماحدش وقفلها هييجي علينا الدور في يوم
لكن أوقفهم ثالث منبها
ولا لينا أي دعوة بلاش نفتح العيون علينا أحمدوا ربنا إننا رجعنا لاقينا عاصم تعبان وإلا كنا دخلنا كلنا في سين وجيم ماتنسوش هي صحيح مسؤله عن الرحله لكن احنا كمان كنا معاها فكل واحد يحط لسانه جوا بوقه ويخليه في خيبته
كلامه كان مقنع لهم حيث غلبت المصلحه والخۏف على الوظيفه لذا التف الجميع وذهب كل واحد تجاه مكتبه بينما جلست حوريه منقبضة الروح والملامح لتسترعي انتباه وفاء أثناء مرورها
فاقتربت منها تسأل
في ايه مالك هي الحيزبونه دي كانت بتزعق لك إنتي
اه
وأنتي سكتي لها
اه ومتضايقه عشان سكت أنا مش عايزه أسكت لحد تاني يا وفاء مش عايزه أبقى ضعيفه واشرب في جنابي
واسكت
تحفزت ملامح وفاء وصمتت ثواني ثم قالت
طيب سبيني النهارده بس وأنا بكره هجيب لك قرارها واخليكي تدوسي على رقبتها وماتنسيش المدير بذات نفسه موصي عليكي يعني أنتي كعب عالي ادخلي بوخي في ودنه بكلمتين قوميه عليها
ازاي لسه مش بعرف اعمل كده ابقي علميني
هعلمك
قاطعهم صوت سكرتيره عاصم تقول
وفاء مستر عاصم عايزك
حاضر جايه
الټفت مرة أخرى تقول لحوريه
أنا رايحه له أكيد عايز قهوه وأنا جوى هولع لك الدنيا وبعدين اندهلك تتشحتفي شويه ماشي
طب ما أزعق أنا حاسه إني هبقى احسن لو زعقت
يا بنتي بقا عند الرجاله اتشحتفي وعند البنات زعقي افهموها بقاااا
تحركت بخطى سريعه وهي تردد
لما ارن لك تيجي اوكي
اوكي
وقف يطالعها عبر شاشة الهاتف منبهرا حدقتا عيناه متسعه على وسعهما ومرهوب هل هذه هي التي لم يرى منها سوى التمرد والشراسه أحيانا
هو كأنه لأول مره يراها يستكشفها ما هذا الانطلاق وما هذه الحيويه
فهو الآن يجلس داخل القصر المخصص له بالمحروسه يراقبها عبر الهاتف وهي تتجول في شوارع القاهرة بمرح شديد مصطحبه سيدتان متقاربتان بالعمر وكذلك بالملامح
كانت تتبختر بخيلاء وكأنها قد عادت لها الحياه ما ان عادت لأرضها إنها تحفظ هذه الشوارع أنه حيها ذلك هو جوها رغم تكدس المدينه بالزحام عكس شوارع مملكته الحاره لكنها تبدو معتادة بل ومستلده
لمعت عيناه بإبتسامة ماكرة وهو يشاهدها تتفرج على أنواع مختلفه من بذلات الرقص المصري وكذلك بعض من الجلابيب المصريه التي تتميز بالدندشة وقد بدت معجبه بقطعه ذهبية اللون منهن
أغمض عيناه مقشعرا وهو يسأل كيف ستكون هيأتها حينما تدي له جلباب كذالك الذهبي
ارتخي فمه بابتسامة معجبه وهو يراها تقف على عربه متجوله تبيع الزلابيه تلتقط حبات منها وتشارك الباقي مع السيدتان المصاحبتان لها
تقضمها أولا ثم تغمض عينيها مهمهمة بتلذذ شديد والعسل يقطر على فمها
انتفض من على كرسيه وكشر عن أنيابه وهو يرى احد الشباب طويل الجزع مفتول العضلات وسيم المحيا يتبرع ويعطيها منديل ورقي مشاورا لها على شفتيها التي يعتبرها تخصه تخصه واحده من سمح لها بأن تتصرف هكذا
قبضت مفاصل يده متكورة وهو يقبض على مسندي الكرسي من شدة الڠضب وهو يري ذلك الشاب يتحدث معها وهي ضحكت من سوء حظها وتعاستها أنها قد ضحكت ضحكت لشاب يبدو أنه معجب بها
ليتابع بترقب وقلق ذلك الشاب تفسه وهو يتردد السيدتان اللتان بجوارها
لم ولن ينتظر وإنما رفع سماعة هاتفه وأمر رجاله بسرعة إحضارهن ثلاثتهن لعنده حالا
دلفت وفاء لعند عاصم لتجده يجلس وهو يسند دماغه على يده بإرهاق شديد فقالت
أمرني
رفع وجهه لتبصر ملامحه المټألمة وبلحظة شعرت بالندم لتهورها ولسانها السليط المتسبب بكل ذلك فالجدع قد ذهب معها ليساعدها ويسعف والدتها ليصبح ذاك هو جزاؤه
الآن فقط أدركت خطۏرة وفداحة ما فعلته
اقتربت منه بإشفاق وسألته
تعبان
مش عارف كنت كويس وفجأة تعبت
مش عارفه بس ليه صممت تيجي الشغل النهارده وفي نفس اليوم
السكرتيرة كلمتني وبتقول ان الميزانية لازم تتسلم النهارده آخر يوم أنا مش فاكر الموضوع ده
أنا فاكره خليني أساعدك
ابتسم لها بإمتنان مرددا بهدوء
شكرا يا قمر هتعبك معايا
تخشبت مكانها تسأل وهي لا تكاد تصدق
قمر اللهي تنتستر
ضحك عليها وقال
شكرا بس أنتي فعلا قمر هو أنتي مش عارفه ولا إيه
حاولت الخروج من ذلك الحديث الذي سيجر قدميها لمنطقه تخشى الدخول فيها كبقية الفتيات فنقضت نفسها و مسحت وجهها قائلة
يالا عشان نقفل الباقي من الميزانية على فكره أنا الي عملتها لك
بجد
ايوه أنا خريجة تجارة
امال ليه بتشتغلي بوفيه حد بالذكاء والجمال ده مايبقاش في مكانه الصح
تاهت في حلاوة حديثه ونطراته وقالت
وبعدين بقااااااا هي الخبطه مأثره للدرجه دي وبعدين مالك كده طيب كده ليه فين عاصم بتاع زمان الي كان بيناطح فيا واناطح فيه وكان جبروت ويستاهل كل الي بحراله مالك مستطيب كده أنا مش عارفه اخد وادي معاك
ابتسم عليها وسأل
كنا بنناطح بعض ازاي بقا فكريني
تاهت في بسمته ثانيه أخرى وسيصبح الوضع من الصعب السيطرة عليه لتنفض رأسها مجددا تقول
بقولك ايه انت كنت مناديلي ليه ااااه صحيح نسيت أقولك حوريه
حوريه مين
غمزت بعيناها تردد
حوريه الي كنت عايز تظبطها فرصتك جت لك متخانقه مع أستاذه منه ومحتاجه لحد يقف في ضهرها أظن مافيش فرصه احسن من كده عشان تقرب منها
نادي لها نشوف مشكلتها بس هقرب منها ليه
هااه! بص انت يمكن بس عشان لسه ماشرفتهاش لكن لما تشوفها كل ده هيتغير دي تحل من على حبل المشنقه استنى هروح أنادي لها تجي لك وتقعدوا لوحدكم تحكوا
همت لتغادر فقال
وفاء استني
توقفت مكانها بقلق فقال
ماتغبيش عني عشان أنا مش فاكر أي حد هنا ولا عارف كنت بعامل كل واحد أزاي ومش مش عارف مين آمن له ومين لا فخلصي وتعالي بسرعه عشان مش مطمن لهم
لتشاور على نفسها وتسأل بذهول
ومطمن لي أنا
اه
ليه مانا المفروض زيهم
هز كتفيه ورد بجهل
مش عارف بس مرتاح لك
لتغادر دون التفوه باي حرف إضافي وقد سلب عقلها حديثه وعقلها يردد
مأمن لي أنا! اه لو عرفت أن أنا وامي السبب في الي انت فيه بعد ماكنت جاي عشان تنجدنا اااه
كان الخۏف يكتنفهن ثلاثتهن بعدما توقفت امامهن سيارة سوداء عاليه وقد اخترقت الزحام وترحل رجل ببذله سوداء وشارب كثيف يأمرهن بحزم
اتفضلوا معايا بهدوء لو سمحتم
لتسأل فوزيه
احنا
آه
ليه يابني أمن دوله دول ولا ايه أنتي عملتي ايه يا فوقيه
والنبي يأختي ماعملت حاجه
ليردد الرجل من جديد
يالا لو سمحتم
لكن فوزيه لما يعجبها الوضع وقالت
انت مين يا جدع انت ونيجي معاك بتاع ايه شايفنا غلط ولا ايه عشان نتخطف بالسهوله دي
هز الرجل رأسه ثم قال
حضراتكم مطلوبين