رواية سوما الجزء الاخير
اڼهيار تحاملت مضطره وكتمت رعبها ثم تجهزت لتخرج مع والدتها وخالتها وحورية
و وقفن أمام الباب ينتظرن السيارة المطلوبة وبينما هما كذلك وبينما حورية تتصنع الأنشغال كي تتلاشى النظر ناحية ورشة الحاج شداد انقلعت عيناها وهي ترى احدى فتيات الحي تتقدم بكامل زينتها وتستعد لدخول ورشة النجارة
رمشت بأهدابها وهي تستوعب للحظة تسأل ما الذي قد تحتاجه فتاة من ورشة نجارة مخصصة لتصنيع الأثاث ماهو الشيء الملح مثلا
وضعت يدها في منتصف خصرها ثم رفعت صوتها تردد پغضب
التف منتبها عليها ولمعت عيناه ببريق الحياه التي لم يعرفها غير معها
ابتسم بخفه كانت جميلة والاهم أنها لا ترتدي شيئا من الممنوعات رغم ان اللون الأخضر رائع عليها لكن سيمررها لأجلها فقط لا يرغب بإخافتها منه أو وجود أي شجار حاليا فهو يقسم انه قد تدارك خطئه تماما
أستأذن من الفتاة وتقدم لعندهم يقول بهدووووء شديد
احمرت عيناها من شدة الڠضب الذي لا تعرف سببه
بينما هو نظر للسيدة فوقية يردد
حلوين دول على مقاسي ياست فوقية ولا أغيرهم
سالته فوقية بجهل واستغراب
هما ايه يابني اللي مقاسك إسم الله على مقامك!!
القرون الي بنت أختك عايزاني اركبها
فتدخلت فوزيه هذه المرة
وأنت مالك بينا أيش أخششك يا ضنايا
على أساس ان الي خارجه دي مش مراتي مثلا
يا عالم يا هوو نفهمك ازاي يابني ياحبيبي إنها ما عادتش مراتك وأنت طلقتها
هز كتفيه يدعي البرود واكمل
لسه العدة فاضل فيها كذا أسبوع لما تبقى تخلص بقا ومن هنا لحد ما تخلص أنا لازق لكم زي الأتب في الضهر
بقولك أيه أنا صبري نفد أنت خليتها خل خالص
عاد لابتسامته المستفزة يقول
قولي الي تقوليه أنا لازق لكم
تحرر لسان الجميلة أخيرا وهتفت بنزق
لا شكرا مش عايزين نعطلك شكلك مش فادي و زباينك ملاحقينك
ناظرها بجهل تام إلى صدح صوت الفتاة من خلفه
جرى ايه يا معلم اتاخرت ليه مش قولت ثانيه وجاي
يتبع
الفصل السابع والثامن والعشرون
الفصل السابع والعشرون
يجلس طوال الوقت ساهدا متذكرا حبيبته وكيف كانت بين ذراعيه اخيراضحك بخفة وهو يدرك انه قد تسلل كاللصوص لبيتها
كيف غير رأيه بعد رفضه القاطع تماما للسفر لمصر وهاهو الآن يجلس في قاهرة المعز
لفحة هواء صيفيه منعشه مرت عليه طقس بلادها يشببها خفيفه ومنعشه
اهتز الهاتف اللوحي الكبير من جواره لينتبه اليه مستفهما ثم فتحه ليباشر باتصال من احد معاونيه تهلل وجهه انه الرجل المكلف بحمايتها ومراقبتها
فتح إلاتصال سريعا لتنفتح أمامه شاشة كبيرة ظهرت فيها ببث مباشر
رفع احدى حاجبيه پغضب شديد وهو يراها تقف في حيها ومعها سيدتان وفتاة مميزة الطلة ولكن المثير للڠضب هو ذلك الرجل عظيم الچثة طويل الجذع الذي يقف معهم متحدثا تبا من هذا ولما يقف معها وما علاقته بها
تسربت الغيرة داخل الملك من رجل لأول مرة هنا فطن شيئا مهما ربما عليه التحرك خصوصا وأنه يتوجب عليه العودة لبلاده بأسرع وقت فلا يصح ابدا انك يترك زمام الأمور بمملكته ويجلس هنا يحب ويعشق
ولكن من هذااااا ولما يقف بحضرتها تبا إنه رجل مميز يبدو عليه العنفوان والهيبة صك أسنانه وهو يسأل من هذااااا
بسرعه شديدة مد يده والتقط الهاتف من جواره يتصل بأحد رجاله لتفتح المكالمة فيسأل مباشرة
اللعنه ماذا يحدث عندك
السيدة ميرورا تستعد للخروج مع والدتها وخالتها وابنة خالتها ولا نعرف لأين بعد لكننا مستمرون في تتبعها
ليسأل الملك من بين أسنانه
من ذلك الرجل
اه سيدي بالطبع تقصينا عنه لنعرف انه زوج ابنة خالتها أو بالأحرى كان قصتهم غريبة و
أوووه كيف نسى انه نفس الرجل الذي شاهده بالفيديو ذلك الفيديو الذي كان حلقة الوصل وبداية ظهور برائتها هز رأسه وقد بدا يدرك أنه بات يعرف الغيرة ويغار للدرجه التي تجعله ينسى أشياء مهمه ويتحول ما ان يبصر ذكر قريب منها
تنهد ببعض من الراحهلكنه عاود النظر للجهاز اللوحي ولم تتركه الغيرة فهذا الرجل مميز لا يريد أن تبقى معه بمكان ياللهي ماذا يفعل
على صوتها وهي في أوج مراحل ڠضبها وقالت
يالا روح شوف الي وراك أنت موقفنا كده ليه!
ارتفع حاجبيه دهشه لأول مره يعلو حس حوريه عليه ههه بل لأول مره يعلو لها حس من الأساس طوال عمرها قطة وديعه ماذا جرى
أشار على نفسه يردد بزهول
أنتي بتعلي صوتك عليا يا حوريه! هي حصلت
نظرت للفتاه التي تجاوره وقالت بتحدي
اه ويالا بقا ماتقفش في طريقنا عايزين نروح مشوارنا احنا مش فاضيين وأنا كمان روح شوف مشغولياتك
قالت جملتها الاخيره وهي تنظر على الفتاة المبتسمة لها بتحدي وكهن
فيما انتعش قلب زيدان وهو يستشعر غيرتها عليه
صح أنا مشغولياتي كتيرت قوي اليومين دول
ثم ألتف للفتاة يسألها بأهتمام بين
أمريني يا انسه
لتتحدث الفتاة ببطء مثير
ابدا بس كنت عايزاك تيجي تبص على كراسي السفره بتاعت ماما إلا اتخلعت كلها والسفره دي عزيزه على ماما قوي مش عايزه تفرط فيها قولنا بس مافيش غيره المعلم زيدان هو أبو التفانين وهيقدر يلاقي لنا حل ده لو مش خنزعجك يعني
لف زيدان بوجهه ينظر على حورية وأمها ثم قال
يا خير من عنيا
فقالت الفتاه
أنا عارفه انك مش بتشتغل غير في الجاهز بس من عشمنا فيك بقا والجيران لبعضيها ولا ايه
اه طبعا طبعا عينينا النهارده ان شاء الله بالليل
ماشي هستناك قصدي هنستناك سلام
سلام
غادرت الفتاه وهو رمقها بنظره أخيرها ثم التف لهم ليرى نظرات الحقد في عينا حوريه وحماته تهتف پحده
خلصت يا عين أمك
فرد ببجاحة كما وصاه صالح
خلصت اه
يا بحاجتك
بتقولي أيه
بقول يا بحاجتك جبت يا واد كشفت الوش دي منين
هو أنا عملت حاجة!
لا أبدا أنت بتاخد مواعيد وقدامنا بس تسمح بقا تفسح حبه كده بدل ما أنت ساددعلينا مايه وهوى عايزين نتحرك بقالنا نص ساعة واقفين
هندم ياقه قميصه وقال
اه تمام يالا بينا
وهم ان يتحرك لتوقفه
يالا بينا على فين
جاي معاكوا
جاي معانا فين
مكان ماانتو رايحين رجلي على رجلكوا
تيجي معانا بأمارة ايه
تاني تاني يا ست فوزيه بأمارة ان مراتي معاكوا
اللهم طولك يا رووح
وأمام بروده وإصراره إضطررن الذهاب معه حتى ينتهي هذا اليوم على خير
وقفت في غرفة الحراسه تتتنهد أخيرا براحه شديدة غير مبالية پغضب السيدة الأنيقة التي بدأت تصرخ عليهم پحده
يعني ايه كاميرات المراقبة كانت عطلانه يومها
اقترب الحارس يردد من جديد
يافندم مش عطلانه مش عطلانه بس السيستم بتاع الشركه كان بيتيغير عشان كنا مغيرين سيستم الأمن كله فجه حظه بقا في اليوم ده
رفعت السيدة احدى حاجبيها بنزق هاتفه
حظه! ولا دي خطة معموله على ابني انتو يومكم مش معدي معايا
يافندم أنا تحت امرك وشوفي الأجراءات الي عايزة تاخديها وأنا معاكي فيها لأن فعلا مافيش أي خطت معمولة على أستاذ عاصم خصوصا انه مديرنا كلنا من زمان وطول عمر الشغل ماشي وهو راجل جان يعني مش بيضيق على حد بالعكس هو متعاون جدا وجميل
فبقت دي جازاته عشان متعاون وجميل أنا ابني فقد الذاكرة هيعيش حياته ازاي دلوقتي!
يافندم ان شاء الله يبقى زي الفل
الټفت تنظر بشك وعدم راحه لوفاء التي تهلل وجهها من بعد شحوب ثم سألت الحارس
والبنت دي تعرفها
أيوه دي الانسه وفاء شغاله في البوفيه بقالها حوالي شهر على ما أظن
تعرف عنها ايه
وأنا اعرف عنها ليه يافندم ماعرفش غير اسمها وأنها بنت مجتهده وبشوشه هو بس
نظر لوفاء باعتذار ثم أكمل
لسانها طويل حبه وبترد الكلمة بعشرة
فعقبت وفاء على حديثه
ماشي ياعم مشكرين
رمقتها السيدة الانيقه بعدم إرتياح ثم أمرتها
اتفضلي
هروح!
إتفضلي على شغلك
هبطت عزيمة وفاء وتدلى كتفيها ثم الټفت لتغادر لمن أوقفها صوت السيدة الصارم
بس خليكي عارفه أنا عيني عليكي ومستنيه لك على غلطة
يا ستي ربنا مايجيب غلط أنتي هتبشري في وشنا ليه على الصبح
اتسعت عينا السيدة بينما ردد الحارس
اهوا دي الي قصدي عليه بالظبط
قټلته وفاء بنظرة متوعدة من عينها ثم قالت بما يشبه الوعيد وهي تغادر المكان
ماشي بشوقك ليك روقة
ثم غادرت متجهه نحو عملها تقبل يدها وجها وظهر بعدما سترها واغلق الموضوع فأنى لها هي بعاصم و والدته كيف ورطت نفسها معهم تقسم ألا تعاودها
في رحاب السيدة نزلت السکينة على قلب فوزية وانشغلت بعيناها وتركيزها قليلا عن مراقبة زيدان الذي استغل الوضع وسحب حوريه معه
رايح بيا على فين باب الستات من هنا
تعالي بس معايا
أجي فين
هنروح لشيخ مبروك هنا عارفينه من زمان نحكي له على الي حصل وهو يحكم مابينا ايه رأيك
لا
يا حورية
قولت لأ
زفر أنفاسه ثم ردد
طب عشان خاطري ولا أنا ماليش عندك خاطر
رفعت عيناها
فيه ليترقرق بهما الدمع شعر بكل ما تريد قوله من عتاب هو من وصل بهما لهنا فقال
عندك حق أنا ماعملتش حاجه تخلي ليا خاطر عندك
هم ليتحرك مغادرا ناحية باب الرجال لكنها أوقفته قائلة
أستنى
تشبع وجهه بالفرحه والحياه وهو يستمع لصوتها المتردد يقول
أنا مش ناسيه انك انت الي حميتني من الڤضيحه بتاعت محمود فهاجي معاك ردا للجميل بس وكده واحده بواحدة ومالكش عليا جمايل
أشرقت ملامحه وهو يقول متهللا
ماشي
وقفت فوقية على اعتاب السيدة تتمسح وتدعو
يارب يارب طمني على بنتي يارب وريح قلبي من ناحيتها احميها واحرسها يارب تتهنى وتفرح وأبعت لها أيام حلوة من عندك يارب يارب ماتعدي ألسنه دي غير ورنا بنت فوقيه متجوزه ومتهنيه في بيت جوزها هي وحوريه بنت فوزيه قادر يا كريم طمن قلبنا عليهم يارب دول غلابه مالهمش غيرك انت السند والضهر
ثم تقدمت تجلس لجوار اختها التي افترشت الأرض تدعو بصمت وأعين دامعه
وبلحظة انتبهت تسأل
البت حورية فين
التففن حول انفسنهن يبحثن عنيها بأعينهن لكن لا اثر لها فقالت رنا
ماتقلقوش تلاقوها راحت تجيب حاجة نشربها أنا هروح أشوفها
خرجت من المسجد مع زيدان وكل منهما صامت يتذكر حديث الشيخ الذي أرجع معظم الخطأ على زيدان لأنه الرجل وقد خلقت هي من ضلعه ولأنه لم يحتوي الموقف وتسرع بإلقاء يمين الطلاق يخبره بأن الطلاق حلال لكنه غير محبب مطلقا ولا يصح اللعب به وطلب على إستحياء من حوريه ان تسامحه وتعطيه فرصه