رواية داليا بارت 4-5-6
ما كان اسمها
بسنت .. لا ادري حتى ما معنى الأسم .. هل تعلمين خسارته لأمواله نعمة مقارنة بحياته مع أفعى .. هو كان يستحق زوجة أفضل منها بكثير .. لكنه اثبت أنه رجل من صلب رجل .. استمات في الدفاع عن الباقي من املاكه ونهض من عثرته أقوى .. كان علي استعداد للمۏت في سبيل أن يحافظ لوالدته علي منزلها ..
هل كانت جميلة ...
ظاهريا فقط لكن في الواقع كانت دمية من البلاستيك .. كل ما فيها زائف ومصطنع وربما البيك لم يكن يتعرف عليها بعد استحمامها..
خادمتهما في القاهرة تكون ابنة خالتى .. لا اريدك أن تعتقدى أنها كانت تتجسس علي خصوصيتهما أو تفشي اسرارهما لكنها كانت فقط تفضفض لي لأنها تعلم كم نحن نقدر البيك ويهمنا مصلحته .. اللعېنة كانت كثيرة الشكوى والنكد ولم تكن ترضى إلا عندما يصالحها بالألماس .. كانت ترفض زيارة منزل والدته أو مرافقته إلي هنا وكانت تغير اثاث قصرهما كل عام بالكامل .. معظم وقتها كانت تقضيه بالنوادى والحفلات .. سبحان من صبر رجل له دمى حامى مثله علي فساد اخلاقها لكنه كان مغيبا تماما وعندما علمنا انك ابنة وزير ارتعبنا وظننا أنه سيكررنفس التجربة لكن الحمد لله خيب الله ظنوننا ومن أول لمحة لك علمنا أنك من اصل طيب ولا تشبهيها علي الاطلاق .. تدخلين القلب لدرجة أن عطية يعتقد أنه شاهدك من قبل من شدة تأثره ... والأهم جمالك حقيقي طبيعى .. هذا لون شعرك الأصلي أليس كذلك ...
لماذا يعامل الجميع بلطف وود ويعاملها هى باحتقار وكأنها حشرة تستحق السحق علي الأقل هى لن تكون خائڼة كزوجته السابقة .. وعلي عكس ما يعتقده هى تقدس الوعود وخاصة المتعلقة بالحب .. أي حب .. هل هى فعلا تحبه
فوجئت بها تشهق من الصدمة ... هذا لا يجوز يا ست سارة
اصرت ... لماذا لا يجوز علي الأقل دعينى أقطع لك الخضروات ...
لترفض صفية بشدة... فقط لا يجوز..أيضا سيحمل فستانك رائحة البصل ..أنت عروس... هل تريدين أن يجدك عريسك برائحة البصل .. سأقترح عليك اقتراحا جيدا.. الحديقة رائعة وتكعيبة العنب تظلل مساحة كبيرة .. متعى عينيك بمناظر لا ترينها في القاهرة واستنشقي هواء نظيف بينما احضر لك الشاي بالنعناع الطازج .. قطفته في الصباح من الأرض ..
أعز مكان في الدنيا سرج سابح ......... وخير جليس في الأنام كتاب
وللجنة رائحة مميزة تعشش في الدماغ مباشرة .. ليته يشاركها التمتع بالمناظر التى تطيل العمر .. لو فعل يوما ستكون تلك جنتها للأبد ...جنة تمنت لو أن خالد يشاركها فيها وقتها كانت لتصبح جنتها هى الخاصة
غريبان تحت سقف واحد
أن تعيش كضيفة غير مرغوب فيها لم يكن أمرا جديدا عليها .. لطالما عانت من معاملة زوجات والدها الغير ودودة لها من وراء ظهره ليظهرن سلطتهن عليها .. والآن نفس الروتين فقط تغير المنزل وتغير صاحب السلطة .. لأيام وهو يترك المنزل منذ الصباح الباكر ولا يعود إلا مع أخر خيوط النهار .. لذلك التأقلم لم يكن صعبا ..وتجاهله لها كان أفضل بمراحل من احتقاره المباشر .. لكن في مرات نادرة كان يكسر الروتين كأن يجد أحدهما الأخر بالصدفة في الحمام وبالطبع تكون صدفة مريعة فيتراجع أحدهما فورا مفسحا المجال للأخر ..
هواء الريف النقي والبعد عن التوتر وعن وجود تالا المرهق نفسيا لونا وجنتيها بلون وردى ..لون الصحة والراحة ..
حتى السچن أمر نسبي العزلة التى فرضها عليها معتقدا انها عقاپ كانت في الواقع هدنة واعادة ترتيب لفوضى حياتها وعندما منع عنها الاتصالات وسمح لها بمكالمة واحدة يومية من هاتفه الشخصى كانت انتقائية للغاية فمن غير الدادة سترتاح للحديث معها وربما اختارت في بعض المرات القليلة أن تحدث والداتها... كانت تطمئن عليهما وتطمئن بصوتهما... ولسانها ينطق الحمد لله في كل مرة كانا يسألان فيها عن حالها ..
يا الله كم افتقدت سلمى وشيرويت لكنهما كانا يعتقدانها خارج مصر في شهر من العسل بسبب حرص والدها علي نشر الخبر في جميع الجرائد ...
طار العروسان لوجهة سرية لقضاء شهر العسل علي انفراد
اخر مرة رأتهما فيها كانت يوم زفافها ...كانا يشعران بسعادة غامرة لانها تزوجت فارس احلامها .. اعتقدتا أن رؤيته لها في المجمع التجاري ذاك اليوم جمعت بينهما مجددا وهى تركتهما يعتقدان ذلك ...لم تتجرأ علي اخبارهما بالحقيقة فكرامتها لا تسمح بذلك أبدا...وربما تتحقق المعجزة ويصبح زواجها حقيقي فالله قادر علي كل شيء ..
وعلي الرغم من سعادة شيرويت الواضحة يومها إلا أنها استشفت حزنها الدفين الذى اصبح جزء منها .. من تكوينها ومن ملامح وجهها .. فالحقېر معتصم كسر قلبها ..
يوم زفافهما اقتصر خالد المدعويين علي والدته وشقيقته وصديق له يسمى ياسين علمت أنه جارهم في التجمع والذى حضر بصحبة عائلته جميعا ... يومها شعرت وكأنها رأت ياسين من قبل لكنها لم تستطيع التركيزلمعرفة أين رأته ...
وبالطبع اقتصر المدعويين لأقل حد فأولئك كانوا كل من دعى أو ابلغ ....تساءلت بقهرعما اذا كان يخفي خبر زواجهما لأنه يشعر بالعاړ من ارتباطه بها لكنها لم تجرؤ علي سؤاله ...
يا للمفارقة دعى والدها الجميع للحضور واعلن في جميع الجرائد أما خالد فحضر الزفاف من باب الواجب ..
شعرت فجأة بالحنين لمحادثة شيرويت .. هى بالتأكيد الآن تحتاج إليها .. لأيام حاولت الاتصال بها لكن طلب ذلك من خالد كان يجعلها تتراجع لكن حنينها الجارف إليها سيجعلها تحاول .. شيرويت تستحق أن تدخل للأسد في عرينه وتطلب منه السماح لها بالحديث إليها اليوم ..
عادت لغرفتها وارتدت فستانها الأصفر علي عجل .. زينت وجهها بقليل من الحمرة وملمع للشفاة.. تأنقت ولكن بحذر تفاديا للسانه اللاذع لكنها في النهاية تأنقت .. طرقت باب مكتبة بلطف وانتظرت صوته الذى دعاها للدخول .. كان يضع رأسه بين العديد من الأوراق ولم يرفعها لمعرفة الطارق .. تنحنحت لتصفي صوتها الذى تمنت ألا يخذلها ويخرج ثابتا ..
خالد..
رفع عينيه فجأة وكأنه لم يكن يتوقع أن تكون هى الزائر .. لأول مرة في حياتها تتجرأ وتناديه خالد هكذا صريحة هامسة مستعطفة .. استعاد بروده بسرعة قياسية واشار لها بالجلوس .. يبدو أن مهمتى ستكون صعبة
سألها بنفس البرود .. ماذا تريدين
ابتلعت بروده وقالت بنفس الهمس .. اريد اليوم أن اتصل بشيرويت صديقتى ..
سألها بامتعاض .. واحدة من شلة الفاسدين اصدقائك
نفت بقوة .. صديقاتى لسن فاسدات وشيرويت كانت ترافقنى في ذلك اليوم في المجمع التجاري
اوه تذكرتها الآن كانت في زفافنا .. أليست تلك التى كانت تراقبنا بوقاحة في المقهى
زمجرت پغضب .. كراهيتك لي تجعلك تخلط الأمور .. دعها خارج حربنا .. هى بها ما يكفيها ..
دفاعها الغاضب عنها جعله يشعر بالحيرة .. سألها بفضول .. ما بها صديقتك
اغمضت عينيها پألم .. احټرقت بالحب .. كانت كالفراشة التى اقتربت من اللهب بارادتها الحب .. وماذا تعلمين أنت عن الحب اخبرينى الآن
اعلم أنه يؤلم وقسۏة ألمه تفوق أي ألم معروف..
سألها باستفزاز .. وخبرتك العظيمة تلك من صديقتك أم عن تجربة .. هل احترق جناحاك باللهب يا فراشة
ادارت وجهها بعيدا عنه وامتنعت عن الاجابة .. ما تعلمه عن الحب أكثر بكثير مما يتخيل .. الحب عڈاب لا نهاية له ..الم يقتحم كل ذرة من ذرات الجسد وللأسف تتمتع بهذا الألم ولا تريده أن يشفي حتى أنه كلما ازداد المه كلما ازدادت متعته ..
ربما ارتسم شعورها علي وجهها لكن لا يهم .. شعرت بشيء بارد يوضع فى كفها .. عادت بعينيها سريعا لتجده وضع هاتفه بين كفيها ثم يهتف آمرا .. تحدثى إليها أمامى ..
الحقېر ما زال يشك بها .. هى صفقة اما أن تقبلها أو ترفضها ونظرا لطبيعته المتشككة ربما يعتبر رفضها للحديث أمامه ادانة لها واثبات قاطع علي انحلالها .. وبتحدى ضړبت رقم هاتفها المحمول وانتظرت ..
شيرويت حبيبتى .. أنا سارة
صوتها كان باكيا لكنه كان أيضا يبتسم .. مزيج عجيب .. سارة كيف حالك .. افتقدك للغاية متى سأراك
هذه ليست شيرويت التى تعرفها أبدا ..
ما بك حبيبتى .. لا يعجبنى صوتك علي الاطلاق غدا زفاف معتصم
تماسكها الزائف غادرها لتهتف بأسي .. غدا سيقبلها سارة .. سيقبلها وسيمتلكها ..من يوم غد سيكون هو من حقها هى وليس مسموحا لي حتى بحبه ..لكن هل تعلمين.. هو في الواقع لم يحبنى يوما .. فقط كان يريد الزواج منى ..كان يريد أي جسد في فراشه.. كيف كان يدعى حبي بكل وقاحة والليلة سيهمس لها بكلمات الغزل التى كان من المفترض أن يسمعنى اياها .. كسر اللعېن قلبي بخيانته ولن اتمكن من اصلاحه يوما .. ليته يتوقف عن الخفقان ويريحينى من عذابي ..
الرجال مصدر الشرور في العالم كله بالفعل هم كذلك .. اغبياء