رواية قصة حقيقية القصول من 31-35
ذراعيها حولها وهي تغمغم بكبرياء
لا طبعا لم تكن معي.. انا وجدتها بالملف خاصتك.. حينما اقول شيئا تعلم ان تصدقه لا ان تعاند.
مال بعنقه قليلا الى الجانب وحدق بها للحظات قبل ان يغلق عينيه ليعاود فتحها بملامح غامضة..
أي ملف هذا
الملف الذي كنت تعمل به البارحة.
اجابته آلاء بكذب ليقول
اي واحد تقصدين
الأسود.
نهض محمد عن مكانه وقال بحزم
تعالي معي وأريني الملف.
ما هذه الورطة يا الله ما خطبه مصر على رؤية مكان الملف.. أيا كان هي واثقة انها رأت له بعض الملفات في الغرفة..
وقف محمد داخل الغرفة لينظر اليها ويقول بمكر وهو يقصد إيقاعها بفخ كذبها فليس هناك اي ملف له في الغرفة
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
بكل ثقة توجهت الى الدولاب لتفتح بابه وتشير بيدها بشكل عشوائي الى احد الرفوف التي يضع بها عادة ملفاته وقالت بحاجب مرفوع بينما تتطلع الى محمد
هنا.
إرتفع حاجبه بتعجب مخفي وتمتم
أين هنا
تغضن جبينها وهي تدير وجهها لتعقد حاجبيها حينما لم تجد أي ملف له في الدولاب.. اللعېن! البارحة رأت ملفاته هنا.. أي اختفوا تم كشف كذبتها بكل سهولة..
أين الملفات
في الصالة.. كنت أعمل عليهم البارحة.. لم تخبريني بعد اين وجدتيها
رد على سؤالها وهو بالكاد يتمالك نفسه حتى لا ينفجر ضاحكا وتضيع منه واجهة الوجوم الذي يسير عليها..
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
لا تكذبي مرة ثانية.. قولي فقدتها أو اضعتها.. ولكن لا تلقيها برأسي.
هتف محمد وشفتاه تتمرد على إصراره فتلتوي بشبه ابتسامة ثم خرج من الغرفة..
دعكت آلاء رأسها بحنق من نفسها.. يا لغبائها فقط..
سمعت صوته يستعجلها ليقلها الى المدرسة بما ان لديه محكمة وكأنها تملك عينا تواجهه بها بعد ذلك الإحراج..
خرجت آلاء اليه ليعلق
ساعتين حتى تجهزي!
ثم تطلع اليها الى وجهها الخجول مما فعلته ليفقد سيطرته على نفسه ويقهقه بصوت رجولي عالي..
ضحكت آلاء وهي تتذكر الموقف لتغمغم
كفى محمد.. هذه أول مرة!
تطلع اليها بعينين عابثتين وقال
آجل هذا واضح.. هيا أمامي.
تربعت على فراش الأريكة وفي داخلها مشاعر وأحاسيس متفاوتة.. حديث كريس معها.. مرض شقيقها محمود.. مكالمتها مع محمد..
لقد أتى كريس ليتحدث معها ويخبرها رأي شقيقتها كريستا بها وكم أحبتها مع انها لا تحب احدا بسهولة.. ليطلب منها ان تعامله كما عاملت شقيقته.. بظرافة واحترام وإن كان بالنسبة لها مجرد زميل..
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ثم كانت المصېبة الكبرى حالما اتصلت بها أمها وهي في المدرسة لتخبرها بإنتكاس حال ساق محمود ودخوله الى المستشفى..
ارادت ان تذهب الى أهلها لتقف بجانبهم واتصلت به أكثر من مرة حتى تستئذنه بالذهاب الى المستشفى تجنبا للمشاكل ولكن هاتفه كان مغلقا.. هو قال ان لديه محكمة وهي لا تعرف نظام عمله كيف بعد.. ربما اذا لديه محكمة فيجب ان يغلق هاتفه..
إتصلت بمكتبه لتعرف انه قد خرج.. للحظة فكرت ان تذهب دون علمه وما ان تعود تخبره عن زيارتها لشقيقها في المستشفى.. وكادت صدقا ان تفعل ذلك لولا معارضة صديقتها ليسا خشية من تدهور وضعهما الذي بالفعل سيء وبحث محمد عن أي عثرة لها..
إقتنعت آلاء بكلامها فهي لا ينقصها مشاكل معه بالفعل..
واخيرا المهزلة الحقيقية بإتصال محمد بها بعد معرفته من المكتب انها اتصلت تسأل عنه.. وآلاء لا تتصل بمكتبه الا اذا كان هناك مشكلة لا تؤجل..
قالت آلاء له ان محمود في المستشفى بسبب ساقه وتريد زيارته فسألها محمد..
وانت من أين عرفت
أمي اتصلت وعلمت منها
كانت تعلم ما يحاول الوصول اليه.. هي خالفت احد قوانينه الجديدة.. قوانينه المقدسة!! وتكلمت مع والدتها دون علمه وبغيابه..
خالتي! ماذا قلت لك عن هذا الموضوع الم أخبرك ان لا تتكلمي مع اهلك الا اذا انا موجود
أعتقد انه ليس الوقت لهذا الكلام
ردت عليه بجمود ليومئ محمد بخطۏرة وكأنها تراه
صحيح ليس وقته.. ابقي في الشقة وممنوع ان تخرجي لأي مكان الى ان أتي ونذهب انا وانت في المساء.
وها هي جالسة على هذه الكنبة رصاصية اللون تنتظر شجارهما على شيء جديد ليقضيا وقت ممتع!..
بعد فترة كان يدلف محمد الى الشقة وتحديدا الصالة ليهتف بحدة
أهلا بالتي تسمع الكلام وتطبقه بحذافيره!
أهلا.. ما شاء الله اتيت مشټعلا اي انك جاهز للشجار.. حسنا عادي.. ما الجديد بذلك
تمتمت آلاء ليقترب محمد خطوتين منها ويهدر
انا ماذا قلت الم اقول لك ممنوع
تشدقت آلاء بتهكم وهي صدقا لا تستوعب اين المنطق في كلامه
حقا! ممنوع ان ارد على امي حينما تتصل بي.. يجب ان اقول أسفة أمي لن ارد على مكالماتك الا عندما يأتي محمد!
إستأنفت بخشونة وڠضب ينبض في عروقها
ما الذي تريده انت بالضبط هل تريد ان تفعل مثل إيلام ام ماذا اذا كنت تقلده وترد له ما يفعله بعبير فيسرني ان أقول لك انني لست كأختك انقل الكلام واقلب الدنيا رأسا على عقب وأفتعل المشاكل.. اذا اردت ان افتعل المشاكل بإمكاني من مكالمة واحدة وانت تعلم هذا الشيء جيدا.
جلس محمد على الأريكة وقال بحدة
لا بالتأكيد.. انا ليس لدي اي علاقة بإيلام.. واخفضي صوتك حينما تكلميني.. وانا امنعك من الاتصال بهم فقط حتى أعاقبك لا اكثر.. وحتى لا تكررينها مرة أخرى وتتصلين بأهلك على أبسط مشكلة.. ومن ثم على أساس انك تسمعين الكلام جيدا لا عكسها تماما.
غمغمت آلاء ببرود
حسنا وماذا بعد
هتف محمد بعصبية
ماذا بعد!
اجل عاقبت وبعد ذلك... ما الذي سيتغير
قالت آلاء بجدية ليهتف محمد بعصبية
لا يوجد اي امرأة تقف امام زوجها وتقول الكلام الذي قلتيه.. انا لا امنعك من الحديث معهم.. قلت لك ان تهاتفيهم حينما اكون موجودا ومع ذلك ضړبت بكلامي عرض الحائط وتكلمتي معهم.. كل الذي اريده منك ان تسمعي كلامي.. الشيء الذي اقوله لك اسمعيه ونفذيه بصمت.
تطلعت اليه.. ودارت حدقتاها على وجهه بمهمة إستكشافية بالية.. حدة ملامحه لا تخف كقسۏة قلبه.. هذا الرجل متعب.. متعب جدا.. وكأنه جبل رماله قاسېة ومهما وقعت وتدحرجت الى القاع يبقى صامدا مقاوما شامخا الى النهاية..
إبتسمت آلاء بأسى وسألته بنبرة باهتة
محمد لماذا تزوجتني
ماذا
تمتم پصدمة.. هما في أي موضوع يتحدثا لتسأله عن هذا السؤال الذي كان آخر ما يتوقعه في هذه اللحظة..
أعادت آلاء سؤالها بجدية
اجل.. لماذا تزوجتني اعلم انك تحبني.. ولكن ما هو الشيء الذي جعلك تحبني شكلي تصرفاتي أسلوبي... ماذا بالضبط أريد أن افهم
كل شيء.
مثل
هتف محمد بغيظ
يعني نترك الآن الموضوع الرئيسي ونفتح موضوع آخر
لا انه الموضوع نفسه ولكن فقط حتى نغلقه نهائيا.
لم يقاوم تأملها وهي تسأله.. أتسأله حقا كل إنش بها يحبه.. رقة قلبها وإستفزازها.. لسانها الطويل وعنادها.. قوة شخصيتها.. جمالها الطاغي وطفولتها الساحرة.. روحها المرحة التي أرقته طويلا.. حبها صعب.. صعب جدا.. يحب تمردها الذي يزرعه به رغبته بتحديها وترويضها.. لا يريدها خانعة.. يريدها قوية متمردة ولكن متفهمة.. يريدها معه أضعف إناث الأرض ومع غيره أقوى من الرجال.. يريد سخاءها بكشف مفاتنها له وحده ومع غيره أبشع النساء.. يحبها وحب إمرأة مثلها يحتاج الى ترويض.. يحتاج ان يلجم جماحها.. فآلاء لم تكن أنثى سهلة.. إمرأته قوية بعناد.. متمردة بوقاحة.. هي مچنونة وهو مچنون أكثر منها.. هي الشعلة وقلبه وقودها.. وتستمر الشعلة بهيجانها بين ضلوعه..
هو لا يحب بها الكثير.. فقط يحب كل شيء.. جمالها.. طريقة كلامها.. أسلوبها.. عنادها.. تفكيرها.. ورغم كل شيء هذه لا تعجبه بعض الأشياء..
ونطق لسانه بما يحب بها دون ذكر بعض الأشياء التي لا تعجبه فقالت آلاء بهدوء
حسنا هذا جميل.. اذا لماذا تريد ان تغيرني الم تحبني لأنني املك هذه الصفات وهذا الجنونفلماذا تريدني ان اقلع عن هذه الأشياء ألم تحبني بسببها ما هو السبب الذي جعلك تتوقف عن حب هذه الأشياء ام انك تريد خلق واحدة ثانية تتماشى مع مزاجك انت تعلم انك مهما فعلت لن يأتي بأي نتيجة.. ممكن ان اتغير قليلا لآجلك ولكن محال ان اصبح كما تريد.. مستحيل ان تقدر على مسح شخصيتي لأكون إمرأة لمجرد طبخ وتنظيف وتربية اطفال وكل كلمة تقولها لي يجب ان اقول حاضر.
ولا انا اريدك ان تصبحي هكذا.. ولا اريد امسح شخصيتك ولكن هناك بعض الصفات التي يجب ان تتغير.. يجب ان تتعلمي كيف تحترميني وتسمعين كلامي.
قال محمد بصدق لتهتف آلاء بعناد وكبرياء
انا اسمع كلامك فقط بالشيء الذي اقتنع به.. أما اذا لم اقتنع فذلك مستحيل.. مستحيل اسمع وأنفذ هذه ليست انا.
إبتعد عنها وتوجه الى المطبخ ليحضر له كوب من الماء.. عاد ليغمغم بيأس وتعب
متعبة انت.. متعبة جدا.
انا لست متعبة يا محمد.. وأعيدها لك وأكرر انا لا يوجد أبسط مني ولكن انت لا تعرف كيف تتعامل معي.
نظر لها بصمت ثم أخرج سېجارة ليشعلها ويبدأ بتدخينها.. بقيت آلاء صامتة وهي تجلس امامة عازمة على الوصول الى حل معه..
قطع صمتهما رنين هاتفه ليرد على المكالمة دون ان يبعد عينيه عنها..
حسنا دقائق وسأكون في المكتب.
اطفأ السېجارة في المنضدة الزجاجية وقال
انا سأغادر .. أتصلوا من المكتب حتى أعود.. سنتابع كلامنا فيما بعد وإن كنت لا ازال لا اعرف كيف اتعامل معك ولكن جهزي نفسك لنذهب الى المستشفى بعد ان أعود.
الساعة الثامنة مساءا..
بعدت ان أخرجت كل طاقتها السلبية بصنع تسعة أصناف من الحلويات والكعك جهزت نفسها للذهاب الى شقيقها محمود كما وعدها محمد..
سمعت صوت الباب لتدرك انه قد عاد فنهضت وخرجت اليه ليرمقها بنظرة باردة ويولج الى الغرفة ليبدل ملابسه..
كادت ان تقول هيا لنذهب الى المستشفى لزيارة محمود ولكن بدلا عن ذلك خرج من فمها جملة ثانية
لننهي كلام الظهر.
نظر اليها بطرف عينه وتابع تبديل ملابسه ثم قال
لا حاجة لذلك.. انا مرهق ولدي صداع وبكل الأحوال انا لا أعرف كيف أتعامل معك الا حينما أتركك على راحتك.. تفعلين ما تريدين.. تخرجين وتعودين كما ترغبين دون ان تخبريني.. وترتدين ما يعجبك والكل ينظر الى جسدك وانا يجب أن اكون صامتا وهذه الأشياء كلها عادية وحينها فقط سأصبح أجيد التعامل معك بنظرك.
ثم سار بنية الإستلقاء على فراش السرير ليوقفه سؤالها
محمد