الأربعاء 01 يناير 2025

رواية سليم القصول الاخيرة

انت في الصفحة 6 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


التحمل ولكنه ثابر وأكمل طريقه بالذهاب لسليم بعمله لحاجته الملحة لذلك.. وعندما وصل بعد فترة قصيرة ودخل بعجز طال روحه وكأنه سيفارق تلك الحياة الآن وبعد جلوسه مع سليم لفترة لا يعلم مدتها وكأن روحه تشبع منه ومن صوته وملامحه..راح يملي كلماته عليه في رجاء أحس سليم به بدفا نبرته التي كانت ليست سوى وصية تلقى فوق عاتقه

اخواتك يا سليم خلي بالك منهم خليك معاهم استحملهم واوعى تكرههم فيك خليك سندهم وضهرهم خليكوا ذريتي الصالحة علشان محسش إن فشلت في تربيتكوا.
انقبض قلب سليم فجأة وقال بقلق
انت بخير يا حج!
بخير وكويس...
صمت لبرهة يرسم بسمة صغيرة تنافي آلام صدره المتفاقمة وكأنها تقطع من شراين قلبه وتضغط عليه في قسۏة جعلت من نبضاته وكأنها في سباق للركض ولكنه تحامل على نفسه وراح يهدأ من ذعر ابنه
أنا عارف بحملك فوق طاقتك بس خۏفي عليهم وعليك بيخليني اقولك كده قلبك الابيض ده هيكون هو سكنهم يا بني حاوط عليهم وعلى أمك وحط مراتك في عينك.
مش محتاح توصيني عليهم أو عليك أنتوا عيلتي ليه بتتكلم وكأني هتخلى عنكم هو أنا كنت تخليت قبل كده!.
على قدر ما كان كلامه يحمل جزءا يهدأ به خوف والده البادي عليه إلا أنه كان يحمل عتابا طفيفا فقال محمد في شرود حينما تردد بداخله كلمات ميرڤت القاسېة
العيلة مفيش زيها هتحاوط عليها هتكون سندك زي ما هتكون أنت سند ليهم الدفا منهم بالدنيا وما فيها خليهم حواليك وتحت طوعك حتى لو هتيجي على نفسك.
وبما زاده كلمات والده شيء هذا ما يفعله بالفعل يضغط على چروحه ويدفن قسۏة إهمالهم أحيانا من منطلق عائلته والټضحية الأزلية التي ألقيت فوق كاهله.
وبعد أحاديث جانبية حاول فيها سليم تخفيف القلق المنبعث من والده قرر محمد أن يغادر بعد إصراره بالذهاب لوحده تحت سليم المتعجبة والمتوترة لهيئته التي بثت الخۏف بداخله على والده الذي رفض إخباره سبب مجيئه المفاجيء وتحجج بأمورا لم يقتنع بها.
تزايدت آلام محمد وهو يصعد درجات السلم البسيطة وصولا لشقته الذي فتح زيدان بابها بالصدفة ورأى حالة والده غير المبشرة بالمرة فأمسك به بعد أن كان يستند بنصف جسده على الحائط ممسكا بصدره ضاغطا عليه وكأنه يخفف من آلامه.
مالك يا بابا.
أنا كويس يا بني.
قالها بصوت مخټنق حارب لإخراجه من جوفه.
طب إيه خرجك وأنت تعبان كنت فين.
عند أخوك سليم.
أخبره بصوت صاحب ألم خرج سهوا عنه فتوسعت أعين زيدان پخوف وذعر بينما كان يحاول محمد أن يلقي بوصيته على زيدان هو الآخر فخرجت حروفه متقطعه لعدم قدرته في تخفيف ذلك الألم القاسې الذي كان يقطع عليه أنفاسه منذرا بنهايته لدرجة أنه طول الطريق كان يردد الشهادة
س...سليم..مايس...
وفجأة سقط فاقدا لأنفاسه الأخيرة وصعدت روحه لسماء بين يد زيدان المصعوق مما يحدث لوالده الذي فجأة سكت صوته وأغلقت عيناه في استسلام أيقظ غفلته فصاح بأعلى صوته
يزن...الحق ابوك.
انطلق يزن من غرفته بعد أن كان يبدل ثيابه وحينما رأى والده مغشيا عليه بين يد أخيه وصړاخ منال التي خرجت من المطبخ اندفع يحمله بقوة هربت منه ولكنه تحامل على نفسه مع زيدان ووضع أبيه في الفراش وانطلق سريعا نحو الطبيب المجاور لهم..تاركا منال وزيدان وشمس التي تحاول الوصول لسليم تخبره بما حدث لوالده.
دخل الطبيب سريعا لغرفة والدهم وبعد أن قام بعمله الذي استغرق لدقائق كان سليم بها يندفع للغرفة
بأنفاس لاهثة من فرط قلقه فجأة وقعت كلمات الطبيب فوق رؤوسهم في صدمة جلجلت كيانهم.
البقاء لله إن لله وإن إليه راجعون.
ألقيت عليهم غلالة سوداء حاوطت روحهم المذبوحة لواقع كلمات بشعة لن يستفقوا منها بسهولة بعد أن غاب رب الأسرة وعمود البيت.
قاسې ذلك الزمن حين يرغمنا ويدفعنا في متاهات الحياة الخادعة التي قد تظن أنك حاربت من أجل الوصول لبر الأمان! فتجد نفسك في مواجهة عواصف ثائرة وأنت تقف فوق حافة هاوية مدببة والهلاك يحيط بك في دوامة لم ولن تنتهي إلا بنهايتك اولا.

الفصل السابع والعشرون...
لا فرار من مواجهة تركت رهن زمن قاسې قاټل لراحتنا
شعور قاس اجتاح صدروهم تاركا خلفه خواء مرعب فالأمر يشبه بمكان دافيء فجأة اقتلعت جدرانه وغزت رياح العاصفة أركانه لم يكن هناك ساتر يحتمي به سليم بعدما تمكن الضعف منه فكان ينتقل في إجراءات الډفن كالجسد الألي عيونه خالية من الحياة من الشغف كان يتماسك بطريقة أفزعت شمس وأقلقت والدته عليه ولولا عناق شمس لها لخارت فاقدة للوعي بعد تلك الصدمة الموجعة فألقي فوق عاتق شمس المسؤولية تجاههم جميعا.
عم الصمت المكان..جميعهم غارقون في أحزانهم لقد أصيبت أفئدتهم بالإبتلاء وتجرعوا من كأس الفقد والذي كان مذاقه مر وموجع.
أرجع سليم رأسه للخلف وأغلق عيناه بإنهاك طال روحه الراكضة في سباق لا يعلم جائزته الثمينة حتى أنه فقد الأمل في الحصول عليها بعدما فر حماسه منه ولم يعد للمثابرة مكانا داخله لقد انتهى كل شيء كان يسعى من أجله مع مۏت والده استكانت حواسه في ظل الهدوء المحاوط له ما عدا صوت والدته وهي تردف من بين شهقاتها التي مزقت قلوبهم جميعا
آه يا محمد..سيبتني في لحظة خلاص هبقا لوحدي طب هتكلم مع مين هعيش لمين.
ربتت شمس فوق كتفيها تحاول تهدئتها
اهدي يا ماما ده أجله ولا اعتراض على قضاء الله.
وكأن الكلمات لم تخترقها كفاية حتى صارت تهتف بحيرة
كان كويس فجأة سابني ومشي والله كان كويس.
أشعلت تلك الكلمات شرارة الڠضب لدى زيدان فانتفض فجأة كمن تذكر شيئا لا يمكن السكوت عليه
لا مكنش كويس كان جاي من برة تعبان كان جاي من عندك أنت تعبان.
كانت أصابع الاتهام موجهه لسليم والتي جعلت شمس تتوهج دفاعا عن زوجها الذي في كل مرة تقع فوقه المصائب من العدم وخرج سؤالها الشرس ترفض به ما يلوح له زيدان
قصدك إيه يا زيدان.
هنا انتبه الجميع وفتح سليم عيناه واصطدم بأصابع زيدان نحوه تزامنا مع نظرات الكره والاتهام المنبثقة من عيون أخيه فأصابت قلبه بسهام حادة تنهي ما تبقى لدية من قوة كان يتشبث بها.
قصدي إن هو قبل ما ېموت بلحظة جاب اسم سليم على لسانه وكان تعبان وعينه كلها حزن.
حتى الآن لم يكن الاتهام بقول مباشر بل كان بكلمات متلاعبة خائڼة تخرج من فم زيدان المغيب عن الحياة بسبب صدمة تلقاها فجأة على يديه هزت كيانه وهذا الأمر لم يعجب يزن فقال بصوت مبحوح حزين
أكيد كان عايز سليم.
لا كان عنده كان عايز يقولي حاجة عليه وقلبه مستحملش عملت في إيه أكيد زعلته بكلامك أكيد مستحملش قسوتك وماټ...حتى أبوك مرحمتوش منك.
هتف بها زيدان بشراسة وهو ينثر الشظايا المتهالكة بروحه بقلب سليم والذي أصابه حالة من الخمول غريبة عليه يجلس هادئا يراقب وجوههم وردود أفعالهم وكأنه يشاهد فيلم سينمائي لن يفيده بشيء سوى ذكرى سوداء ستترك في روحه المظلمة.
وفي ظل كلمات زيدان القاسېة كانت ميرڤت وعائلتها تقف على أعتاب الباب المفتوح تستمع في خبث وابتسامة انتصار حلقت على محياها دارت بوجهها نحو نهى التي كانت تقف بجرأة توجه لها نظرات الإتهام فاقتربت منها ميرڤت بخبث شديد تهمس بجانب أذنها بحروفها السامة التي سرت في عروقها وقټلت لديها الحقيقة بل ودفنتها في بئر النسيان
لو عايزه تتجوزيه يبقى تحطي الجزمة في بوقك طول ما زيدان تحت طوع سليم عمره ما يتجوزك أبدا لكن لو سبتيني اعمل اللي أنا عايزاه هخليه يجيلك راكع.
نكست رأسها أرضا وهي
 

انت في الصفحة 6 من 34 صفحات