الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية سليم من 21-25

انت في الصفحة 3 من 23 صفحات

موقع أيام نيوز


بيضاء اللون..
اندفع خلفها بخفة بعد أن اغلق باب ورشته وما إن دخلت البناية حتى جذبها لأسفل السلم..لغرفة مهجورة تقبع في الأسفل مستغلا عتمة النور في مدخل البناية.
شهقت ليال پصدمة وهربت أنفاسها من صدرها أخبرها بهدوء خاڤت
اهدي...أنا سيف.
صمتت للحظات تستجمع تركيزها الذي فر هاربا منها ثم عادت تستعيد قوتها وهي تبتعد عنه فابتعد قليلا رافعا يده للأعلى تزامنا مع تشغيل إضاءة هاتفه حينما أغلق الباب بقدمه.

طالعته على الضوء البسيط حتى تتأكد من وجوده وكأن عقلها يرفض تواجده من الأساس فتصرفات حمقاء مثل هذه لن تصدر منه أبدا.
أنت مچنون...ازاي تعمل كده.
أعمل إيه..مش هعرف اتكلم معاكي على السلم.
قالها بلامبالاة وهو يرفع كتفيه لأعلى فردت بحنق
تقوم تاخدني تحت السلم!.
زم شفتيه بضيق وهو يعقد ملامحه موجها حديثه لها بجدية
أنا عايز اعرف انتي رافضني ليه!.
ردت بعفوية ندمت عليها فيما بعد
انا مرفضتش أنا طلبت مدة افكر.
ومدتك بتطول وخنقتني!.
أشار نحو عنقه بضيق فرمشت بأهدابها تطالعه بعدم تصديق
دول يومين يا سيف وبعدين أي بنت في الدنيا محتاجة وقت تفكر في موضوع زي ده.
رغم أنها حذفت تلك الألقاب التي كان يكرهها حينما تضعها بإصرار قبل اسمه إلا أنه تجاهلها مردفا بمكر جعلها تعود للخلف خطوتان
ده لو مكنتش بتحب اللي متقدم ليها لكن انتي بتحبيني زي ما بحبك.
أشارت نحو نفسها باستهجان واضح
أنا بحبك..
قاطعها وهو يقترب منها مردفا بهمس محمل بعواطف الحب والغرام
وأنا بمۏت فيكي.
لا كده كتيير...بجد كده كتير.
قالتها بانفعال واضح حينما انحسرت أنفاسها بين ضلوعها وهي تستمع لاعترافه المزلزل لكيانها المسكين الذي كان يحاول التماسك منذ أن وقفت معه في غرفة صغيرة جدا تسمح لمسافة صغيرة للغاية بينهما.
وضع يده فوق الحائط من خلفها وظل محافظا على المسافة بينهما سائلا إياها بعيون تتوق لإجابة يثلج بها صدره الملتهب بنيران العشق والهوى.
ليال..هسألك سؤال واحد ومن بعده إجابتك هي اللي هتحدد مصيرنا..موافقة تتجوزيني!
اندفعت الحروف من جوفها وتشابكت حيث لم تعد تعلم أي منهما الإجابة الصحيحة لقد وضعها في مأزق لا فرار منه فكانت تتهرب منه بحجة المدة التي طلبتها للتفكير بشيء قد حسمته بقلبها ولكن عقلها يرفضه..يرفض الانصياع خلفه أصابتها الحيرة مجددا ما بين الاعتراف بحبها له والابتعاد بعيدا عنه تعيش عڈاب فراقه بإرادتها..فالحسم داخل عينيه يخفيها بل يجعل لسانها مربوط أمام نظراته لها حتى أنه تحفز جسده وملامحه في انتظار إجابتها التي يقسم أنها بمثابة الروح له إن وافقت ستعيد قلبه للحياة مجددا وإن رفضت سيقع قلبه في قاع الظلام..فاقدا لأنفاسه التي كان يتشبث بها كالمتسلق فوق جبل عالي ممسكا بصخر بيديه المتعرقة نتيجة لارتفاع درجة حرارته حينما انقطع حبل النجاة فجأة.. وحقا لقد ارتفعت درجة حرارة هذه الغرفة وهو يقف ينتظر إجابتها التي خرجت سهوا عنها حينما انهزم عقلها في معركة خاضها مع خصم تتحد معه كل الأطراف..
موافقة.
كان همسها خاڤت للغاية ولكنه أصاب قلبه ومسامعه وكل خلية بجسده..مما ارتسمت البسمة فوق وجهه يطالعها بارتياح اجتاح صدره كراكض لمسافة طويلة بصحراء جرادء باحثا عن المياة كي يرتوي صدره المتعطش للحياة.
اخفض يديه وفك حسارها أخيرا مردفا بحماس طفيف وهو يرى تورد وجنتاها
بكرة بإذن الله هنجيب المأذون وعمك هيجي.
هزت رأسها باستسلام تام وهي تتحرك باتجاه الباب ولكن كعادته الخارجة عن إرادته قال بمزاح أغضبها
لما أنتي واقعه فيا كده ما تقولي من الاول لازم تعب القلب ده!.
قبضت فوق الباب تحاول
 

انت في الصفحة 3 من 23 صفحات