رواية سليم من 1-4
كان في واد أخر فالصغير كان يحاول كتم دموعه بسبب حزن عمه مما حدث الټفت سليم يطالعه بتساؤل قلق
مالك
عمو زيدان زعلان
ربت سليم فوق خصلات الصغير في حنو
متشغلش بالك أنت يلا اطلع لماما فوق كانت عايزك
هز الصغير رأسه
في استسلام أدخله سليم من بوابة المنزل ثم أغلق البوابة خلفه باحكام وانطلق صوب عالم زائف يكره الساعات التي يقضيها رغما عنه به ولكن واقع المسؤولية التي وقعت فوق عاتقه كان أكبر بدليل موافقته على خوض مثل هذه التجربة رغم أنها تنافي طموحاته وآماله التي هدمت بفعل واجب المسؤولية والعائلة!
دخل زيدان إلى شقة والديه وأنفاسه تزداد لهيبا واشتعالا بسبب كلمات سليم له غير مدركا تفسير تصرف أخيه غير أنه تصرف أهوج لا يليق بشخص عاقل مثله لقد كان يعامله وكأنه شخص غريب يريد أذية ولده فرك خصلات شعره البنية في ضيق تام واتجه صوب فراشه يرتمي بجسده فوقه مؤنبا نفسه على تلك الاجازة والتي يبدو في بدايتها بعدم الرضا والراحة
لاحظ صمت زيدان الطويل وشروده غير العادي فقال بمزاح
ايه يابني افسر انك زعلان علشان لبست التيشرت الجديد
هز زيدان رأسه بنفي قائلا
ميغلاش عليك البسه
امال مالك ضارب بوز في وشي على الصبح ليه أنا ناقص
اڼفجر زيدان بغيظ وڠضب
اخوك اټجنن بيتهمني أن عايز أذي ابنه
أشار له يزن بالصمت مردفا بصوت خاڤت
ابوك وامك لو سمعوا طريقتك وانت بتتكلم عن سليم كده هيزعلوك جامد وبعدين هو ده سليم مش هيتغير ايه الجديد
اشار زيدان نحو عنقه بانفعال طفيف
هز يزن رأسه في نفي وهو يلقي بكلمات اللوم والعتاب
سليم عمره ما بيكرهك بالعكس بيحبنا و
انفعل زيدان وهو يشير نحوه
بيحبك أنت لكن أنا لا
فتح يزن فمه متعجبا من حديث زيدان قائلا بهدوء
متتجننش من امتى الكلام البايخ ده روق كده مش علشان موقف من سليم يخليك تقول الكلام العبيط ده هو بيعاملنا كلنا كده واولنا مراته ياريت متتكلمش عليه كده تاني ابوك لو سمع هيزعل أنت عارف مكانته ازاي عنده
انتبه زيدان على دندنة يزن أمام المرآة وهو يعدل من التيشرت في تريث فاندفع بغيظ يقول
اقلع التيشرت ده يا حكيم زمانك مش هتلبسه
انتهى يزن من روتينه المعتاد مقتربا من الباب في عجلة
في واحدة جاية النهاردة تستلم مني عربية في المعرض وده عاجبني وداخل دماغي وبعدين ده اللي هيجبها
بتشقط بالتيشرتات على أخر الزمن
الحب مباح فيه كل حاجة
قالها يزن في خبث وابتسامة جانبية تحتل ثغره قبل أن يغلق الباب خلفه
أخرج زيدان تنهيدة عميقة وهو يريح بجسده فوق فراشه متأملا سقف الغرفة في شرود متمتما ببعض الكلمات الخاڤتة التي تحمل بين حروفها اوجاعا ذاقها بسبب تجرع خيبات العشق
ولا تعرف حاجة عن الحب يا يزن
هبطت ليال درجات السلم في عجلة من أمرها بعدما فقدت طابورها الصباحي في المدرسة التي حصلت على عمل بها بعد عناء جاهدت فيه اختيار وظيفة تليق بها وبمكانتها الوهمية التي رسمتها حول نفسها وكأنها أميرة وقعت من فجوة زمنية في حي شعبي لا يليق بها! كانت خصلات شعرها كالعادة تتمرد من حجابها ولكن في تلك اللحظة خرج نصف شعرها من الحجاب وحقيقة هي لم تهتم سوى أن تصل في الميعاد مبكرا أفضل من خصم يوم كامل بسبب التأخير
مس
ليال
رفعت ليال عيناها ترمق فاطمة الواقفه أمام شقتها تبتسم ابتسامة واسعة وكأنها حصلت على جائزة ثمينة رمقتها ليال بنظرة تعالي كعادتها قبل أن تتأفف قائلة
خير يا فاطمة
سارعت فاطمة بالقول الذي كان يتخلله حماس
سيف قالك ان عايزكي تدي توته درس انجليزي
هزت ليال رأسها في صمت بينما تحركت عيون فاطمة بعدم فهم لصمتها حتى هزت رأسها وابتسامتها بدأت في الارتجاف
مش فاهمة موافقة ولا ايه!
مطت ليال شفتيها في ملل قائلة بلامبالاة
لا مش موافقة
الټفت ليال بجسدها لتستكمل طريقها في الهبوط فستوقفتها فاطمة بسؤالها
ليه
ابقى اسالي اخوكي
خرجت منها حادة بعض الشيء مما جعلت الاخرى تقبض ما بين حاجبيها في تعجب غادرت ليال وبقيت فاطمة على اثرها حتى انتبه عقلها لنقطة وضحت معنى إجابة ليال بالتأكيد سيف هو من تتمحور لديه الاجابة وهو من جعلها ترفض بهذا الشكل
ركضت صوب الشقة تبحث عن جوالها حتى التقطته من يد توته ابنتها واجرت اتصالا بأخيها جاءها رده السريع
ايوا يا حبيبتي
وليك عين تقولها بعد ما طفشتها يا سيف
طفشت مين
قالها سيف في استهجان فردت فاطمة على الفور بهجوم شرس
ليال أنت اصلا مالك أنا قولتلك تعملي خدمة تتدخل بالخير ولا تخرب الموضوع اهو البت لو سقطت في الانجليزي ذنبها في رقبتك ياسيف
ذنب ايه بنتك في كي جي ٢
اسمع ما اقولك ليال هتدي البت درس يعني هتديها انت أكيد ضايقتها هي قاټلي كده
مين دي!
قالها في تعجب محاولا لم شتات الموضوع بأكمله
ليال
صړخة اخته بأذنه جعلته ينتفض من حالة الخمول والملل المسيطرة عليه أثناء الاتصال
بالأسفل كان سيف محاولا التحدث مع أخته بطريقة مهذبة مراعيا مشاعرها الانثوية حيث تبدلت كليا بعد طلاقها وأصبحت أنثى شرسة تشن الھجوم على كل ما هو ذكر بعدما تلقت خيبات على يد زوجها الابلة المنساق خلف والدته الحرباء كما يطلق عليها سيف
لمح سيف بطرف عينيه غزال جامح يخرج من البناية سريعا تحاول تخطي الزحام الشعبي من بين البائعة اللاجئين واطفال وشباب المدارس
وضع كوب الشاي الخاص به وهذة عادة صعب أن يتركها في الصباح ولكن الأمر تعلق بشقيقته وتوته ابنتها
تحرك خلفها في هدوء مدروس وما إن خرجت من المنطقة بأكملها حتى استوقفها بصوته الخشن
اقفي
الټفت ليال سريعا تطالع من يأمرها في حدة تعجبت لاثرها وما إن وقع بصرها عليه حتى هدأت ملامحها لثوان بعدما كانت تتأخذ طريقا للهجوم والتوبيخ
خير يا بشمهندس سيف
قالتها في عناد وعيناها تزداد شراسة فابتسم باستهزاء واضح قائلا
هو أنتي رفضتي تدي توته الدرس ليه!
هزت كتفيها بلامبالاة
أنا حرة مش هديها حاجة! هو عافية
ابتلع ريقة بصعوبة مجاهدا نفسه المتمنية بضربها وتكسير عظام رأسها ناهيك عن خصلات شعرها التي خرجت من الحجاب بكثرة
راقبت عيونه وهي تتحرك مع خصلات شعرها المتطايرة ولكن يبدو في نظرته الحدة والقسۏة والاشمئزاز لم يكن هناك أبدا شيئا من الاعجاب مثلما ترى دائما أو مثلما تعودت من ذلك الصنف فتلقائيا اهتزت مشاعرها وثباتها أمامه ومدت أصابعها تحكم خصلات شعرها أسفل حجابها بهدوء مخلوط بالتوتر الملحوظ
فرك سيف وجهه في ضيق وعاد يقول في هدوء
هتدى الدرس لتوتة الساعة كام!
رفعت عيناها تقابله بشموخ وهي تلقي بكلماتها الخالية من الادب
مش هديها وده اللي عندي
أشارت ليال بيدها لسيارة الاجرة وتوقفت أمامها في لحظة فركبت سريعا تهرب من نظرات عينيه الغاضبة ونبرته الخشنة تخبرها في تحد
واللي عندي أكتر منه
مساءا
توقفت سيارة سليم أسفل بنايتهم وكعادته انتظر دقائقه المفضله في هدوء احتاجه قبل الدخول لمنزل أصبح يرهقه في الآونة الاخيرة
خرج من سيارته ممسكا بحقيبة ورقية عليها شعارهم الخاص
بالمجوهرات وذلك بعدما قررا صباحا أن يراضي شمسه معترفا بمدى الضغط النفسي الذي يمارسه عليها كثيرا في الفترة الأخيرة بتصرفاته الچنونية المتقلبه بين حين وآخر حيث أصبحت تعاني معه وظهر ذلك جليا على ردود افعالها وبعدها الجزئي عنه
دخل من باب شقة والديه وصلت إلى مسامعه صوتهم في الصالة الداخلية خطى بخطوات هادئة نحوهم ولكن قبل أن يدلف لمح شمس بالمطبخ تضع العصير في الاكواب
غير خطاه ودخل في هدوء شديد حتى توقف خلفها مباشرة ومن شدة تركيزها لم تشعر به سوى وهو ېلمس يدها في لطف انتفضت انتفاضة صغيرة والتفتت سريعا تطالعه في قلق لتصرفه ذاك
سليم
عيونه
ظهرت البلاهة على ملامحها وهي تستمع لنبرة صوته الدافئة وملامحه الهادئة فابتسمت حتى ظهرت نواجزها
حمد الله على سلامتك
رفع حاجبيه معا مبتسما بتهكم
هو أنا جاي من الحجاز!
امتعض وجهها وهي تنظر له حنق
على طول معترض على كلامي
هز رأسه مجيبا في هدوء
علشان مش في محله
وضعت يدها في خصرها تطالعه بدلال
امال اقول ايه بقا!
تقولي اي رد يكون على الوزن ده!
ضحكت بخفة وهي تقف على أصابع قدمها حتى تصل لمستواه
الجميل رايق النهاردة
فتح فمه كي يتحدث تزامنا مع رفع يده بالحقيبة امام وجهها ولكن قطعه صوت حارس البناية وهو ينادي بصوت عال
سليم بيه
ترك سليم شمس على مضض واتجه صوب الباب المفتوح نظرا لعادتهم دائما
الورد ده جاي لشمس هانم
التقطه سليم منه بقوة بعدما استغرق ثوان يترجم بها كلمات الحارس
قرأ الكارت الموضوع فوقه حينما لمح لقب يخص زوجته توقف عقله عن العمل بسببه
احلى ورد لاحلى انسة شمس
دمتم سالمين
التفاعل سيء للغاية الفصل اللي فات
الفصل الثالث
لحظات من السكون سيطرت على المكان بأكمله كلا من شمس ووالدي سليم أصابتهم الصدمة حتى خرست ألسنتهم وڠرقت عقولهم في إيجاد تبرير قوي لوحش كان يحتضر أمامهم بداية من صوت أنفاسه المرتفعة المشحونة بأعلى درجات الڠضب وجسده المتشنج نتيجة لانتفاض عقله بسبب باقة الورد الخاصة بزوجته المصون.
تراجعت شمس عدة خطوات للخلف تلتصق بباب المطبخ وهي تراقب الوضع بأعين مذعورة وكأنها تشاهد فيلم ړعب.
الټفت سليم إليها ينطق في همس شديد ولكنه اخترق كل خلية بجسدها
انسة..
حركت رأسها في نفي وعيناها تطلب هدنة قصيرة تستطيع بها خلق أي تبرير له ولكن الصلابة والجحود سيطر على عينيه التي كنفتها تحت وطأة غضبه وقسوته فأدركت ما سيحدث لها في الخطوة التالية.. فاجأها حينما كرر كالمچنون لقب أنسة بنغمات متأرجحة ما بين الهدوء الخاڤت والانفعال المفرط..
اقترب منها بخطوات واسعة وهو يردد ما يفعله...وسألها بنبرة حادة مرتفعة بعض الشيء جعلت جسدها يرتجف تحت قبضة يده التي قبضت فوق مرفقها.
أنسة.
وربنا مدام.
ردت بعفوية شديدة تشبه طفلة صغيرة تنفي فكرة سيئة التصقت بها من العدم.
وقبل أن يفتح سليم فمه اوقفه يزن حيث ظهر فجأة..والتقط باقة الورد عنوة منه..
قارئا الورقة في صمت ثم ابتسم باستهزاء مردفا بصوت خاڤت
شوف حركات البنات ياأخي .
امتلئ وجه سليم بالضيق وعلامات الاستفهام حيث وقف يزن حائلا بينه وبين شمس التي مازالت على حالة الارتجاف والتوتر..
متعليش صوتك قدام ابوك علشان هيديني دروس في الاخلاق الورد يخصني.
للحظة هيء له انه استمع صوت صكيك أسنان سليم راقب ملامحه المهدده بإڼفجار بركان غضبه..فسارع يزن بكلماته المرتفعة يخبر شمس في مزاح ..
بواقع