رواية سارة من 5-7
وقال مباشرة
ايه الى فى رقبتك ده !
وضعت يدها سريعا على عنقها و هى تفكر انها وضعت عليها الكثير من ادوات التجميل عكس وجهها الخالى منه حتى لا تظهر فكيف لاحظها ذلك السمج كان ينتظر اجابتها و هو يراقب كل حركه منها ولاحظ توترها من سؤاله ليقرب وجهه من وجهها وقال بهدوء
ايه مسمعتش اجابه على سؤالى
لتنظر اليه بتحدى وقالت
ظل ينظر اليها طويلا ثم ابتعد و هو يقول
تقدرى تتفضلى على مكتبك وربع ساعه واللى طلبته يكون قدامى
غادرت دون كلمه اخرى وبعد مرور ربع ساعه دلفت اليه وبين يديها الملف الذى طلبه منها اعطته اياه وظلت واقفه امامه بهيئتها الرجوليه التى تثير فضوله وتجعله يرغب فى ان يكتشفها و يكشف اسرارها وايضا معرفه سبب تلك العلامه على عنقها كان يتأملها دون ان يتكلم لتقول ببرود
ظل ينظر اليها بتفحص ثم قال
لا تقدرى تروحى على مكتبك
وتحركت خطوتان لتغادر المكتب فى نفس الوقت الذى يفكر فيه هو كيف يحرجها كما احرجته منذ قليل ليقول سريعا
بقولك صحيح
وقفت مكانها تنفخ بضيق دون ان يلاحظها ثم التفتت اليه وقالت بابتسامه سمجه
خير يا فندم
وقف على قدميه وتحرك من خلف مكتبه ينظر اليها بتفحص ثم قال
لتقول ببرود وخاصه بعد جملته اشتغلتى عندى
اتفضل اسأل
ليقول بوقاحه
هو انت كنتى ولد وبقيتى بنت ولا دى خلقه ربنا
قطبت جبينها بضيق وقالت باستهجان
نعم
ليرفع حاجبه وقال ببرود
يعنى انا عايز اعرف بس انت يا واد يا بت ولا بنت بمېت راجل
قال الاخيره بغمزه موحيه لتظل تنظر اليه طويلا وكان هو ينظر الى عمق عينيها بابتسامة تشفى ليصدم حين لاحظ بعيونها كل ذلك الحزن العميق والالم الحاد و ايضا وحدة قاټلة وانتفض قلبه مع كلماتها حين قالت
و غادرت سريعا حتى لا تبكى امامه و ظل هو ينظر الى الباب پصدمة والم قوى فى قلبه لدرجة ان عينيه تجمعت بها الدموع
كان يجلس على احدى الكراسى الموجود فى غرفة نومهم يبتسم لما يحدث فمهرته قد اغلقت الباب رافضه تماما ذهابه الى اى مكان حتى تعلم ما حدث فبعد ذهاب خديجه لجامعتها وخروج فجر وأواب معا احتفالا بخطبتهما وذهاب آدم لرؤية چورى صعدت خلفه حين قال انه سيبدل ملابسه ليذهب لعمله و اغلقت الباب وتجلس امامه الان ترفض تماما خروجه من الغرفة قبل ان تعرف ما حدث منذ يومين وما يشغل باله و يضايقه
ليضحك بصوت عالى وهو يقول
يبقا عمرى ما هقول حاجة ... ده احلى حاجه فى الدنيا انى افضل انا ومهرتى فى الاوضة كده لوحدنا
ظلت تنظر اليه ثم وقفت على قدميها وسارت باتجاهه ثم چثت امامه وهى تقول بابتسامه ناعمه
فاكر اول يوم دخلت فيه بيتك
_ طبعا فاكر ودى حاجه تتنسى
لتبتسم وهى تقول
فاكر كنت بخاف منك قد ايه
ليقطب جبينه فى نفس اللحظة التى تعود فيها الى عقله ذكرى ذاك اليوم وكل ما حدث فيه خاصة بجلستها تلك
لتضع يدها فوق حذائه لينتفض و يحاول ابعاد قدمه لكنها قالت ما جعل قلبه رغم مرور اكثر من عشرون عام على زواجهم وحبهم الذى يزداد يوم بعد يوم يرتعش و يقفز فرحا
على قد وقتها ما كنت خاېفه منك و على قد ما كنت حاسة پقهر وذل على قد ما انا دلوقتى بقيت اقدر افرق بين نبرة صوتك واعرف اذا كنت كويس ولا فى حاجه ضايقتك وبدارى عليا .
رفعت يديها لتمسك يديه وهى تكمل
وعلى قد ما كنت عديمة الثقة فى نفسى وفيك وفى حبك على قد دلوقتى ما انا مستعدة اقطع اى حد يضايقك بسنانى ... وكمان عندى ثقه ان انا وانت اى حاجة نقدر نغلبها ومتقدرش تغلبنا
كانت نظرات عينيه المنبهرة بكل كلمه قالتها تلمع بقوه وخضارها المميز يشتعل من سعادته بكلماتها وضع يديه على كتفيها ليوقفها واجلسها على فخذه لترفع يديها تمرر اصبعها فوق چرح عينيه ليقول هو بحب
لو قولتلك انى اسعد راجل فى الدنيا دلوقتى هتصدقينى
لتهز راسها بنعم وهى تقول
مصدقاك لانى انا كمان اسعد ست فى الدنيا
ليقبل وجنتيها ثم انفها وختم تلك القبل بمعشوقته شامتها التى تأسره منذ اول يوم وتعمق فى تلك القبله حتى يرتوى ولا يظن نفسه يرتوى يوما ثم ابتعد عنها لحاجتهم للهواء وظل يضمها بقوه ثم قال بصوت قلق
هحكيلك
وبدء يقص عليها كل ما حدث مع روان الشامى وما فعله هو وآدم وصمت لينتظر ردة فعلها
ليجدها تبتسم ثم الابتسامة تحولت لضحكة عاليه مرحه وسعيده وقالت بعدم تصديق
انت بتتكلم جد آدم عمل فيها كده
ليهز رأسه بنعم وهو مندهش من رده فعلها لتكمل هى بتعجب
وانا هستغرب ليه ابن ابوه
هو انت مضايقتيش !
قالها بتعجب لتهدء ضحكاتها وقالت بهدوء وثقه وحب كبير
اضايق من ايه واقلق من ايه انا واثقة فى سفيان وعارفة ومتاكدة ان قلب سفيان مفيهوش غيرى ولا هيبقا فيه
صمتت لثوانى ثم قالت
انا بس عايزاك تخلى بالك من نفسك لانها ممكن تعمل اى حاجه علشان ترد الايهانه الى اتهانتها على ايدك وايد ابنك
ليقبل راسها بحب وحنان وقال
حاضر يا قلب وعمر سفيان ... ممكن تفتحى الباب بقا علشان الحق شغلى
لتهز رأسها بنعم وهى تقف على قدميها وتوجهت الى الباب تفتحه وهى تقول
هكلمك اطمن عليك
هز رأسه بنعم ثم قبل على رأسها وغادر ورغم ابتسامتها الواسعة الا ان قلبها يشعر ان القادم سىء
كانت تقف بجانبه امام السياج الذى يحاوط إسطبل الخيل بالنادى وهى تتذكر بالأمس بعد ان تمت قراءة الفاتحة وتحديد موعد الخطبة سمح لها والدها ان تجلس معه قليلا بعيد عنهم كم كانت سعيدة وهى تستمع لاعترافه الاول بحبه لها
تعرفى يا فجر انا قلبى اتعلق بيكى من اول مره شفتك وانت فى اللفة
لتضحك بصوت عالى بسعادة حقيقية وهى تقول
بجد يا أواب يعنى مش انا لوحدى الى حبيتك من وقتها
نظر اليها باندهاش وهو يقول
انا اسف يا فجر على ترددى الفترة الى فاتت بس انا عايز اطلب منك طلب
لتظل تنظر اليه بتركيز وهى تقول بحب
انت تأمر مش تطلب بس
اخفض راسه بخجل قلبه لا يتحمل كل تلك السعاده ولكن ذلك الهاجس الذى يملىء رأسه انها حين تقترب منه وتواجه به المجتمع كخطيب لها وزوج المستقبل انها لن تتحمله وسوف تتركه وترحل انه حقا لا يعلم مقدار حبه بداخل قلبها ..... اخذ نفس عميق ثم قال
فتره الخطوبه اساسها علشان نشوف هنقدر نكمل مع بعض ولا لا فارجوكي لو حسيتى انك مش قادره تكملى قولى على طول متعمليش حساب العيله ولا القرابه
لتهز رأسها بنعم هى تعلم جيدا كل هواجسه وخوفه وتعلم ايضا ان عليها مسؤليه كبيره الفترة القادمة لكى تثبت له انه يملىء عينها وعقلها وقلبها ابتسمت ابتسامه صغيرة ثم قالت
حاضر اتفقنا ... بس انا كمان عندى طلب اظهر اليها باهتمام لتقول هى بجديه شديده
انت كمان خد كل وقتك وفكر كويس وشوف كده فى فتره الخطوبه انا انفع اكون زوجه ليك ولا لا
ليقطب جبينه برفض لكلماتها و صمتت هى لثانية واحده واكملت قائله
هو فى الحقيقه مش ده طلبى الى قولته ده البديهي لاى حد انا طلبى بقى اننا نروح النادى الصبح انا وانت وبس ... ممكن
ظل ينظر اليها كثيرا بصمت ثم هز راسه بنعم
وها هى تقف بجانبه تشعر بالسعاده وكأن الدنيا بكل من فيها يعلموا الان انها اصبحت خطيبته خرجت من افكارها
حين قال
تعرفى يا فجر الحصان اكتر حيوان بحبه مسالم وهادىء وصاحب صاحبه كمان لما بيصاحب خياله تحسيهم هما الاتنين بقوا واحد
كانت تستمع لكلماته وعلى وجهها ابتسامة سعادة و اعجاب كبير وقالت
ايه رايك يوم فرحنا نتزف على حصان
نظر اليها بنظره غامضه ثم ابتسم ابتسامه صغيره وهو يقول
افهم من ده انك شيفانى خيال وفارس فوق حصانة .... كان نفسى محبطكيش انا مش فارس ولا خيال يا فجر ولا انفع اكون حتى
قطبت جبينها و هى تقول بصدق وحب حقيقى
انت فارس احلامي من وانا صغيره يا أواب ... انت حلمي الكبير و كفايه انك تكون خيالي
قالت كلمتها الاخيره وهى تغمز له بمرح ...... اخفض رأسه واخذ نفس عميق ثم نظر الى الأمام بإتجاه الحصان وقال
طول عمرى نفسى افهم انتى ازاى شيفانى و عمرى ما تخيلت انى اكون كده بالنسبه ليكى انا ابسط من كده بكتير
ابتسمت وهى تمسك يده ټحتضنها بيدها الاخرى وقالت
انت اغلى و اعلى واكبر مما انت متخيل وشايف نفسك ... لاول مره هقولهالك انا بحبك يا أواب بحبك
وقبل ان يجيبها اقتربت تلك الفتاه الشقراء السمجه ووقفت خلفهم وقالت ببرود
هاى فجر ما تيجى تركبى معانا خيل
ثم نظرت الى أواب وقالت بطريقه موحيه مستفزه
ولا ملكيش فى الخيل والفروسيه
شعرت فجر بالڠضب وخاصة مع اخفاض أواب راسه وهو يفكر وها هى المواجهه بدأت من الان ولكنه لم يكن يتخيل ما حدث حين قالت فجر
مش كل من ركب فرس خيال ... فى خيال بقلمه و فى خيال بريشته و فى خيال برجولته وشخصيته مش لازم اكون بركب خيل علشان اكون خيال لازم يكون عندى اخلاق الفرسان الاول
نظرت الى تلك الشقراء نظره ازدراء ثم ابتسمت لأواب ابتسامه صغيره بادلها اياها حين حاوطت ذراعه وقالت بحب حقيقى
يلا يا أواب علشان انا جوعت اوووى وكمان الجو هنا بقا ملزق كده وشكل الدبان هيتلم
وغادروا متعانقى الايدى تاركين تلك الفتاه فارغه الفاه پصدمة ارادت احراجهم فتم قصف جبهتها بنجاح
خرج صباحا على اساس ان لديه اجتماع مهم فى الجامعه وايضا محاضره هامه ولكنه يجلس الان فى عياده الطبيب حتى يعرف ما به .... تنهد بتثاقل انها المره الاولى من يوم زواجهم ېكذب عليها ولكنه لا يريد ان يقلقها فليطمئن اولا ثم يطمئنها
حين دلف الى الطبيب قص عليه كل ما يشعر به من إرهاق شديد