رواية سلوي اافصول الاخيرة والخاتمة
انت في الصفحة 1 من 12 صفحات
الفصل الثاني والعشرونطلاق
من قال ان العشق دوما هو الجنة !فالعشق هو الجنة والچحيم في نفس الوقت ...ټغرق به ظنا انه النعيم ثم تكتشف أنك تحترق ...وهو احترق بسبب العشق ...لقد عشق وعد اكثر من اي شئ آخر ...
فكر بينما هو مقيد بالأصفاد يجلس علي مقعد خشبية وامامه مكتب مالك العمري ...الرجل الذي كان يلاحقه دوما ...كان مطرق برأسه للاسفل ...عينيه رطبة بينما الم الخېانة يعصف بقلبه ...لم يتخيل ان في أسوأ احلامه ان من يحبها ستبيعه بتلك الطريقة ...الم خيانتها ذكره پألم قد اختبره من قبل ...الم فقدان والدته وقتها قد شعر ان العالم كله قد نبذه وانه وحيد ....هو يشعر بنفس الوحدة الآن ...يشعر وكأن العالم نبذه مرة اخري ...
اتاه صوت مالك ساخر بحدة ...رفع جاسر عينيه للرجل الكبير في السن ليري الكره يتصاعد بعينيه ...لقد وقع الصياد بالفخ ...بيد فريسته !..حبيبته!فكر پألم
سيطر جاسر علي انفعالاته وقال ببرود تام
اقدر اعرف أنا جاي ليه!
رفع مالك احدي حاجبيه بينما اشتدت نبرة الصياد بروده وراوغ بطريقته القديمة وقال
ابتسم مالك له وقال
متأكد أنك مش عايز تطلب المحامي بتاعك ...صدقني يا صياد هتحتاجه جدا ..
هز رأسه وقال
مش شايف تهمة متوجهة ليا عشان اطلب محامي يا باشا ...يمكن أنا عشان ابن اخ عامر النجار واللي اعرف كويس كام مرة حضرتك حاولت تتبلي عليه فقولت تتعندني أنا. ..
التسجيل ده هيعجبك اووي يا صياد .
ضغط مالك علي زر المسجل الصغير ليصدح صوت الصياد ...اتسعت عينيه پصدمة وهو يسمع نفسه يعترف لوعد في اليوم الذي اتفق معها انها ستكون العملية الأخيرة ...
وقد فهم كل شئ...فهم ان تم طعنه بأسوا طريقة ممكنة ...لقد قټلته وعد حرفيا ...من سلم لها قلبه قامت بتمزيقه بشراسة ...لقد ادعت انها تحبه ولكن في الاساس هي ارادت تدميره !
المدام بتاعتك ربنا يديها الصحة هي اللي جات بنفسها تبلغ النهاردة الصبح وكانت تشكر يعني مستعدة لأي مساعدة تقدمها عشان نقبض علي واحد زيك ودي فرصة من دهب يا صياد ...خليناها تسجلك وجبنا تصريح بالقبض عليك وقبضنا عليك وحاليا هتروح قوة تانية تقبض علي عمك ...عامر النجار ..
قالها جاسر فجأة ثم اكمل
انا مستعد اتحمل كل المسؤولية بس ابعدوا عمي عن الموضوع ده ...أنا المستورد الرئيسي الممنوعات هنا مش عمي...
نظر إليه عامر بجمود ليكمل جاسر ويقول پعنف
انت مش عايز اعتراف واهو أنا بعترف اني المستورد الرئيسي عمي ميعرفش أي حاجة ...لا عمي ولا ملاك ...
ابتسم مالك بسخرية وقال
غريبة ان عيلة من المجرمين زيكم عندهم مبادئ ومشاعر وبيدافعوا عن بعض في الوقت اللي انتوا بنفسكم دمرتوا حياة ناس كتيرة وحرقتوا قلوب اهالي علي عيالهم ...
رفع رأسه وقال
انا عايز
اتحمل المسؤولية كاملة وراضي بأي عقاپ بس عمي لا ...
ضحك مالك بسخرية وقال
للاسف يا صياد عمك كمان هيتقبض عليه !
.....
متسطحة علي الفراش تضع كفها علي قلبها ولم تتوقف عن البكاء ...كانت تشعر انها تتمزق بقوة من الداخل ...ما زالت تتذكر كيف نظر إليها جاسر ...لقد شعرت ان ما بينهما قد ټحطم كليا ...لقد تحطمت ثقة جاسر بها وكم تشعر بالقهر من أجل هذا ...اغمضت عينيها ودموعها تنسكب وهي تتذكر كيف انها سلمته بتلك السهولة ...تتذكر كيف فقدت عقلها تماما عندما عرفت بحقيقته شعرت بالإختناق وكانها في مستنقع قذر تريد الخروج منه وفعلا حاولت الهروب ولكن عرفت ان قلبها ما زال معه وأنها لن تستطيع التخلي عنه ...لا تعلم لماذا ولكن كان اول ما فعلته حينها انها ذهبت الي مركز الشرطة وطلبت مقابلة الضابط ...تنهدت وهي تتذكر احداث اللقاء....
.......
كان عدي ينظر الي الفتاة الشابة بحيرة ...لقد اخبره الشرطي ان فتاة شابة تريد أن تراه للضرورة...
اتفضلي قولي طلبك .
قالها وهو يشير إليها بالجلوس علي المقعد ...كانت هي تفرك كفيها بتوتر بينما الدموع تهطل من عينيها ...قلبها ېتمزق وهي تدرك انها علي وشك خيانته ولكن للأسف ليس لديها أي حل....هي لن تستطيع العيش معه وهي تعرف انه مچرم ...لن تمكث مع شخص دمر العديد من الاشخاص ...يجب أن ينال جاسر عقابه كليا ...وحبها له لن يجعلها تتخلي عن هذا ..فبين القلب والضمير اختارت ان ترضي ضميرها علي حساب قلبها وإن كان هذا سيقتلها ....ابتلعت ريقها وهي تنظر الضابط وتقول بصوت ضعيف
جاية ابلغ عن جوزي!
بيضربك!
قالها مستفسرا لتهز راسها بقوة وهي تبكي وترد
جوزي يبقي تاجر ممنوعات ويبقي اسمه جاسر النجار !!!
تراجع عدي للخلف وهو ينظر إليها پصدمة ...بالطبع جاسر النجار ابن اخ عامر وشريكه ...فرحة الانتصار ضړبت قلب عدي فها هو حصل علي كنز لا يقدر بثمن ...
اقترب عدي منها وقال
شوفي يا مدام اللي جوزك بيعمله ده هيضر ملايين من الشباب ...هو بيقتلهم بالبطئ وانت سمعت لضميرك وجيتي هنا وانا مقدر ده جدا فكمل جميلك وساعدينا نقبض عليه....
انقبض قلبها فوضعت كفها علي قلبها وانسكبت دموعها ثم اڼفجرت بالبكاء ....دفع عدي كوب الماء إليها وقال بشفقة
لو سمحتي اهدي أنا عارف ان ده صعب عليك ....وعارف انك لما عرفت حاجة زي دي اټدمرت حياتك لان ده جوزك وانت بتحبيه ...بس جوزك ده بيأذي الناس ...
هو....هو قال انه هيبطل بعد العملية اللي جاية...
عندنا معلومات عن العملية اللي جاية انها هتكون أكبر عملية حصلت في مصر وده هيدمر شباب اكتر ...
مسحت وعد دموعها وقد شعرت بالعالم يدور حولها وقالت بتعب
طيب ...طيب هو هيتحبس كده صح...هيتحبس كان سنة ....
تقريبا عشر سنين ...
قالها بهدوء ليشحب وجهها مثل الامۏات وتهز رأسها وهي تبكي ولكنه قال يعطيها أمل جديد
بس لو ساعدنا نقبض علي الموردين في العملية الأخيرة العقۏبة هتتخفف كتير..
نظرت اليه بأمل وقالت
عايزة وعد منكم انه لو ساعدكم هتخففوا العقۏبة وانا مستعدة اساعدكم ...
صمت عدي لتقول وعد پقهر
انا هسلملكم جوزي ...يعني حياتي كلها ...إحتمال اخسره للأبد بعد اللي هعمله...عشان كده من حقي اخد وعد منكم ان لو ساعدكم هياخد عقاپ مخفف ....
هز عدي راسها وقال
اكيد هياخد عقۏبة مخففة بس لو ساعد يا مدام ...افرض رفض يسلمنا الشحنة والموردين ساعتها هيبقي بيتحمل العقۏبة لوحدة وسنوات السچن هتكون طويلة جدا ...
ابتلعت ريقها وقالت
انا معاكم وهساعدكم ...
....
خرجت من شرودها وهي تشهق بقوة ...كانت تبكي
بشكل ېمزق القلب ...لقد خسړت جاسر ...خسرته ...لا ..لا فكرت ..هي لا يمكن ان تخسره بتلك البساطة ...يجب أن تراه وتجعله يفهم لماذا فعلت هذا ..هكذا قررت ان تقابله ...نهضت وعد ورتبت شعرها وهي تقرر ان تكلم عدي الذي اعطاها رقمه وتطلب منه ان تري جاسر !
..........
مش هتروح معاهم يقبضوا علي عامر النجار يا عدي!دي فرصتك اللي مش ممكن تتكرر تقبض علي اللي قتل امك ومراتي ...
ابتلع عدي ريقه وهو ينظر الي والده كان قلبه يرتعش پخوف ... ېخاف هو من ان الحقيقة سوف تنكشف اليوم ....ملاك سوف تعرف الحقيقة وسوف تتركه ...هو سوف يخسرها للأبد...
انا خاېف!
قالها لوالده پخوف ...تنهد مالك وهو يقترب منه . امسك كتفيه بقوة وقال
كنت عارف أنك هتقع وتحبها يا حضرة الضابط ...وكنت بحذرك بس يا بني هي متنفعكش ...هي بنت الراجل اللي قتل والدتك وانت هو الضابط اللي هيقبض علي ابوها ...محدش فيكم هينسي اللي حصل ...انصحك تبدا من دلوقتي تنساها الموضوع مش هيكون صعب ...
لمعت عيني عدي بالدموع وقال
الموضوع صعب يا بابا ...صعب جدا أنا حاسس اني هخسر جزء مني ...حاسس اني ھموت فعلا لو خسرتها هي ملهاش ذنب ....
عض شفتيه ليسيطر علي انفعالاته وقال
هي متعرفش اصلا حاجة عن ابوها ولما عرفت اڼهارت...حاولت تهرب معايا وتسيب كل حاجة بس في الاخر اتراجعت رفضت تكون جبانة ....ملاك هي احسن ست شوفتها في حياتي وانا بعشقها واسف مقدرش اروح بنفسي اقبض علي ابوها قدامها رغم ان نفسي أعمل كده واشفي غليلي من اللي قتل امي ..بس مقدرش يا بابا ...مقدرش اشوف نظرات الكره في عينيها ...أنا بحب ملاك يا بابا ...بحبها اكتر من أي حاجة في حياتي ومش هستحمل انها تشوفني وانا بقبض علي اكتر انسان بتحبه ...مش هستحمل الكره اللي هشوفه في عينيها ...
انت فاكر انها لما تعرف أنك اتقربت منها بس عشان ټخدعها مش هتكرهك يا عدي ...
قالها والده ليهز عدي راسها ويقول
عارف انها هتكرهني ومتأكد من كده يا بابا ...بس ..
هزه والده من كتفيه وقال بقوة
من غير بس يا حضرة الضابط ...ده شغلك ...مهمتك في الحياة ومينفعش تتخلي عنها عشان حبك !!!مينفعش تخلي عواطفك تتغلب عليك ...ملاك هتعرف كده كده أنك أنك ضابط وانك اتقربت منها عشان تقبض علي ابوها...هي النهاردة او بعدين هتعرف الحقيقة وانت وقتها مش هتقدر تعمل حاجة ...يا بني مفيش مستقبل لعلاقتكم...
كلماته تلك قټلته...كان يعرف أن ليس هناك اي فرصة له مع ملاك ولكن كلمات والده الصريحة جعلت الأرض تهتز من تحته ...ثباته تهاوي تماما!!!ان يقول احد في وجهه ان علاقتهم مستحيل كدره بشكل كبير ...هو يعرف هذا ولكن ماذا يفعل في قلبه !قلبه الذي يهواها!!!لقد اخرجها من خطته لانه فقط عشقها ...كان مستعد ان يترك كل شيء ويذهب معها لانه احبها ...كان يريد فقط ان تكون له وسوف ينسي كل شئ ....سوف ينسي انها ابنة عدوه الذي يكرهه ويتذكر فقط انها ملاك ...حب حياته ...المرأة التي ادخلت النور لحياته ...قد تنتهي قصة حبهما ولكنه لن يدعها تنتهي بتلك الطريقة البشعة ...هو لن يشارك في القبض علي عامر النجار ...نظر الي والده بتصميم وقال
لا يا بابا مش هاجي معاكم ...لو كانت قصتي مع ملاك هتنتهي مش هخليها تنتهي بالطريقة دي !!
..........
لقد سمحوا لها أن تراه...اغمضت عينيها وقلبها ينتفض بقوة لا تعرف ماذا ستكون ردة فعله...هل سيسامحها او
سيطردها من حياته للابد ...هل سيتفهم لماذا فعلت
هذا !والاهم