رواية سارة من 1-4
تمنعنى أجى الشركة تانى.
ليضحك صهيب بصوت عالى وهو يقول
بتغير يا بوص ومن حقها الصراحة بس متقلقش أنا هظبطك.
أغلق الهاتف مع والده وطلب مدام سعاد التى حضرت فورا وقال
تحت أمرك يا باشمهندس
ليقف صهيب وهو يقول بلوم
يا مدام سعاد حضرتك زى والدتى وقولتلك قبل كده بلاش الرسميات دى ما بينا كفاية قدام الموظفين والعملاء.
لتبتسم وهى تقول بحنان
يجلس على الأريكة الجانبيه وهو يقول
بقالى سنين بحاول أقنعك بأنك تلغى الرسميات دى ومقدرتش هقدر دلوقتى وأنتى خلاص قررتى تسيبنا
لتجلس على الكرسى الذى أمامه وقالت
أنا خلاص تعبت و مابقتش قادره على الشغل وما شاء الله الشغل بيكتر وبيكبر ومحتاج بقى حد كده شباب.
أكيد يهمنى راحتك .... بلغى الحسابات .... وأعمللنا إعلان فى الجرايد وعلى الموقع بتاعنا وأكتبى بقى المواصفات المطلوبة بس متركزيش على موضوع المظهر أو اللبس أنتى عارفة الحاجات دى مش بتفرق معايا.
هزت رأسها بنعم ووقفت لكى تغادر ليقول وهو يعود إلى خلف مكتبه
لو سمحتى أبعتيلى أستاذ حافظ من الحسابات.
ليهز رأسه بلا وهو يقول بمرح
سعد زغلول قالها ... مفيش فايدة.
لتضحك سعاد بسعادة وغادرت وبعد عدة دقائق كان الأستاذ حافظ يقف أمام صهيب الذى أمره بتجهيز مكافئة مالية لمدام سعاد بجانب مستحقاتها و مكافئة نهاية الخدمة كهدية لها.
كانت بغرفتها ترتدى ملابسها إستعدادا للجولة اليوميةللبحث عن عمل.
ولكن مظهرها الذى يشبه الأولاد لا يجعلها تستطيع إيجاد عمل بسهوله فكل أصحاب العمل يريدون الفتاة الناعمة ذات الشعر الطويل و ألوان كثيرة ترسم ملامح وجههم ولكنها عكس ذلك تماما.
خرجت من غرفتها لتجد والدها يجلس على رأس طاولة الطعام يتناول إفطاره ووالدتها التى تمشى بصعوبة من أثر ضربه لها أمس ككل يوم تضع له كوب الشاى رفع نظره إليها وقال بأستفزاز.
أهو إبنك خرج من أوضته أهو ... رايح يدور على شغل على الله تنجح علشان أنا مش هصرف مليم واحد عليك
هى تكرهه بشدة تتمنى قټله لم ترى منه يوما شىء جيد من يوم وعت على تلك الحياه وهى تراه يضرب أمها بشده ودائما ينعتها بأبشع الصفات.
ولم يعترف بها يوما أنها أبنته دائما يتحدث معها على أنها صبى خاصة بعد تلك الحاډثة
أغلقت عينيها لا تريد أن تتذكر تلك الأيام تحركت نحو الباب دون أن تجيب على كلمة مما قال
بجد آدم نزل أجازة ده وحشنى جدا.
لتقول چورى بعصبيه
والله ده إللى فرق معاكى و مفيش أى إهتمام لأنى بقولك إننا أتخنقنا.
لتضحك فجر من جديد وهى تقول
وأيه الجديد هو أنتوا فى أجازه من أجازات آدم عدت من غير خناق أصلا هتلاقيه بيدور عليكى دلوقتى علشان يصالحك.
لتقول چورى بضيق
كان بيدور بس لما ملاقانيش مشى أنا كمان هروح و أهو كلها بكره ونتجمع كلنا.
أغلقت الهاتف وهى تقف على قدميها وكادت أن تتحرك لتصطدم بشىء ما رفعت عيونها لتجد آدم ينظر إليها بحب وأبتسامة مشاغبة وقال
أنا مريض بالغيرة هو علشان بخاف عليكى من عيون الرجاله ولا علشان بخاف حد يحبك وقلبه يتعلق بيكى أبقى مريض
أخفضت رأسها تنظر أرضا وقالت
أنت مش هتمنعنى عن التعامل مع الناس يا آدم وطالما بتثق فيا يبقى مينفعش كل ما حد يكلمنى تتخانق معايا أنا هالاحق على غيرتك من زمايلى ولا من دكتور محمود
ليزمجر بصوت عالى وهو يقول
ليه تفكرينى أكثر حاجة بكرهها فى التجمع الشهرى ده وجوده خصوصا لما مش ببقى موجود
لترفع حاجبها وهى تنظر إليه بغيظ مخلوط بشړ ليبتسم وهو يقول
المهم انت وحشتينى.
لتضحك بدلال وهى تقول
وأنت كمان وحشتنى قوووى.
أخذ نفس عميق وهو ينظر إليها بسعاده وحب وشوق كبير ثم قال
ياللا علشان أوصلك وهاجى بليل علشان أسلم على عمتو وجوز عمتو و ولاد عمتو.
لتضحك چورى بسعادة وهى تقول
وعمتو هتستناك بليل.
كانت تقف بجانب والدتها فى المطبخ تبتسم بسعادة بسب صوت والدتها وهى تغنى إحدى الأغانى القديمة
قالوا الجمال سمارك أحتار السمر فيك والبيض قالوا النهار أجمل ما فيه عنيك حبيتك أخر الأمر وبحبك طول العمر ... بحبك بأستمرار بحبك طول العمر يا أحلى ما فى البيض يا أجمل ما فى السمر
أقتربت فرح من أبنتها وقالت
عارفة الأغانى دى عالم تانى خالص بتخليكى كده فى دنيا تانيه مش زى أغانى اليومين دول إللى كلها رزع و خبط وماتبقيش فاهمه نص الكلام.
لتضحك زينة بدون صوت وأشارت لأمها أنها معها حق حين دلف زين وهو يقول
أحلى وردتين فى حياتى بيعملوا أيه
لتنظر زينة لوالدها بأبتسامة صغيرة ثم قبلت وجنته حين قالت فرح
أبدا كنا بنتناقش فى موضة الأغانى بتاعة اليومين دول.
ليضم زين أبنته وهو يقول
ربنا يرحمنا من الأغانى دى فعلا حاجةسخيفة
لتضحك زينه من جديد لينظر والدها إليها بشك وهو يرفع حاجبه بأستفهام وقال
انت بتحبى الأغانى دى
لتهز رأسها بلا وحركت أصابعها لتقول
اسر إللى بيحبها ... وجدا كمان
ليلوى زين فمه بأمتعاض وقال
أسر بحس أنه سواق توك توك مش هيبقى ظابط فى يوم من الأيام
لتضحك فرح بصوت عالى وهى تقول
طالع هلس لأمه مش كده
ليضحك زين وهو يسحب أبنته لخارج المطبخ و هو يقول
كويس أنك عارفه
كانت زينه تشعر بسعاده كبيره من داخلها عائلتها رائعه محبه ومتماسكة و جميعهم يحبوها بقوه ويشعروها بأهميتها وتميزها ولكن يبقى دائما بداخلها إحساس كبير بالنقص والعجز
كانت تجلس بغرفتها تراجع بعض دروسها حين دلفت إليها توأمتها تقول بشىء من الڠضب
هو مش أنا طلبت منك تعمليلى البحث معاكى ليه معملتهوش
لتقف ليل تنظر إلى أختها بشىء من الضيق وقالت
أولا المفروض تخبطى على الباب قبل ما تدخلى ثانيا بقى أعملك البحث ليه ما انت طول اليوم ماسكه الفون ومش بتذاكرى أنا أتعب و أذاكر وأنت تفضلى مرتاحه وتنجحى بمجهودى
لتقترب شمس من أختها وقالت بأستفزاز
انت دودة كتب و ممله وزوقك فى اللبس وحش وأنا بساعدك فى ده وكمان ملكيش أصحاب وأنا بعرفك على أصحابى يبقى تعمليلى البحث وأنتى ساكته
تجمعت الدموع فى عيون ليل وقبل أن تجيب على كلمات أختها السخيفه أستمعا إلى صوت أيمن الذى يقف عند الباب وهو يقول
شمس أعتذرى لأختك فورا
نظرت شمس إلى والدها پخوف وقالت بصوت متلجلج
أسفه يا ليل
ليقترب أيمن من أبنتيه وضم الأثنان إلى صدره وقال
أنتوا أخوات وتوأم يعنى بتكملوا بعض وما ينفعش أبدا أنك تبتزى أختك يا شمس ولا تقوليلها الكلام إللى قولتيه من شويه ده
أبعدهم عن حضنه لينظر إليهم وقال
كمان ما ينفعش أختك تعمل واجباتك المدرسيه ولا ينفع أنك تعيريها أن ملهاش صحاب غيرك
قبل جبين شمس ثم جبين ليل وقال
أفتكروا أن ملكمش غير بعض أنتوا الأتنين المفروض تكونوا سند لبعض مش كارهين بعض
أبتسم فى وجه أبنتيه وربت على وجنيتهما وخرج من الغرفه ليخيم الصمت عليهم لعده ثوانى ثم أقتربت شمس من ليل وقبلت وجنتها وقالت
سورى يا ليل أنا مكنتش أقصد
لتبتسم ليل بحب و قالت
أنا عمرى ما أزعل منك انت نصى التانى
دلفت إلى البيت لتجد أختها الصغير تفترش الأرض وحولها كتبها المدرسيه وأيضا كتب التلوين لتبتسم وهى تقول لها بمشاغبه
أفهم يعنى أنتى بتذاكرى ولا بترسمى
لترفع لمى رأسها تنظر إلى أختها الكبرى وقالت
برسم على ما ماما تيجى تقعد معايا علشان أذاكر
لتجثوا چورى بجوار أختها وقالت بهمس
وهى ماما فين
لتقول لمى بهمس مشابه
مع أواب فى أوضته
لتقطب چورى حاجبيها وقالت
أيه إللى حصل يا رويتر
لتعتدل لمى فى جلستها وهى تقول
نفس الموضوع أخوكى خاېف يفاتح خالو فى موضوع فجر
لتنظر چورى إلى أختها بأندهاش وقالت
انت يا بنتى عندك كام سنه
عشر سنين
أجابتها لمى ببرائه لتقول چورى بأندهاش
يعنى مش ستين ... لنا الله من ده جيل
لتلوى لمى فمها وهى تقول
أنا غلطانه أنى بقولك على إللى بيحصل مش هقولك حاجه تانى
لتبتسم چورى وهى تداعب شعرات أختها الطويله ثم أنحنت تقبل رأسها ووقفت على قدميها متوجه إلى غرفتها حتى ينتهى الإجتماع الطارئ بين والدتها وأخيها الأكبر
وكانت چودى تجلس أمام أواب من داخلها تشعر بنفاذ صبرها ولكنها تقدر مخاوفه ولكن أيضا هى ترى بعينيها حب فجر الواضح فى عيونها و متأكده من عدم رفض أخيها أو مهيره للموضوع
أقتربت من أواب وجلست بجانبه وقالت بهدوء
لأخر مره هقولك ... فجر بتحبك وكلنا عارفين دموشايفين ده حتى ابوها و امها مفيش حد منهم عنده إعتراض عليك ... أتشجع وأتكلم بدل ما ټندم طول عمرك
كان يستمع إلى كلماتها وهو يوقن صدق كل كلمه ولكن ماذا يفعل فى ذلك الشعور أنه لا يليق بها
أخذ نفس عميق و اخفض راسه وهو يقول
حاضر يا ماما ... حاضر
وقفت على قدميها وأنحنت تقبل رأسه ثم غادرت الغرفه تاركه له المساحه فى التفكير وترتيب أفكاره ودلفت إلى المطبخ لتجد چورى تمارس هوايتها المفضله فى تذوق الطعام أبتسمت وقالت
المشكله أنه مش بيبان عليكي كل الأكل ده
لتضحك چورى وهى تقول
الله أكبر ما يحسد المال إلا أصحابه يا جوجو
وأقتربت تقبل وجنة أمها وقالت
ابن أخوكى جاى بالليل
لتنظر چودى إلى أبنتها بجانب عينيها وقالت
ابن أخويا يشرف وينور .... بس ده على أساس أنه مش خطيبك يعنى
لتخفض چورى رأسها أرضا وهى تقول بخجل مصطنع
الله بقى يا ماما متكسفنيش
لتضحك چودى بصوت عال وهى تقول
ماشى مش هكسفك أصل أنت وش كسوف أوووى
وقبل أن تقول چورى أى شىء سمعت صوت والدها يقول
سبحان الله ... صدق المثل إللى قال أقلب القدره على فمها تطلع البت لأمها
لتضحك چورى بصوت عال وهى تقول بتحسر مصطنع
يا خسارتك يا دكتور حذيفه عشرتك لينا هاتضيع تعب سنين من مذاكره وسفر وتعامل مع الأجانب وبقيت تقول أمثال شعبيه
ليضم حذيفه أبنته بذراعه وهو يقول
لا متقلقيش عليا خافى أنت بس على نفسك بدل ما أدم يطفش منك
لتلوى فمها كالأطفال وهى تقول
ليه أنا حلوه و زى الفل هو يطول
لتضربها چودى على رأسها من الخلف وقالت
لأ إزاى ده انت چورى حذيفه ربنا يصبرك يا أدم يا ابن مهيره
ليضحك الجميع بسعاده
وصل