رواية سلوي اافصول الاخيرة والخاتمة
بسيارات عديدة تقترب منه ...كان عددهم كبير ودعا الله أن يتم الامر علي خير...خرج الرجل الذي يتعامل معه وهو اليد اليمني لمستر جاك يدعي مروان ومع رجال عديدة من سياراتهم في وقت واحد ...اقترب الرجل وقال
في ميعادك بالضبط يا صياد ...دايما انت احسن مننا في مسألة المواعيد ...
ابتسم جاسر وقال بثقته المعتادة
دي عادة مقدرش اغيرها ...
زعلان اووي أن ده اخر تعامل ليك معانا ...
وانا كمان يا مستر مروان بس خلينا ندخل في المهم ...البضاعة فين !
هز الرجل رأسه ثم صفق بيديه ليقترب بضعة رجال بحقائب كبير ثم يفتحوها أمامه لتظهر كمية من الممنوعات ضخمة ...اضخم كمية رآها جاسر من قبل ... ابتلع ريقه وهو يعطي إشارة المتفقة مع الشرطة ... لحظات ودوي إطلاق الڼار في المكان ...
خنتنا يا صياد !!!
اخرج رجال مستر جاك أسلحتهم وتبادلوا إطلاق الڼار مع الشرطة ...حاول جاسر أن يبتعد عنهم ويحمي نفسه إلا أن مروان ضربه بالړصاص من الخلف مصيبا ظهره ...صړخ جاسر پألم ثم ركض لاهثا ولكن شعر بالضعف يغزوه ووقع علي الأرض ليتقدم مروان ويرفع سلاحھ مصوبا علي رأسه وقال
ثم كاد أن يضغط علي الزناد إلا أن رصاصة اندفعت لتصيبه ويسقط مېتا ...نظر جاسر الي من أطلق الړصاص ليجده عدي !
اقترب عدي بسرعة من جاسر وقال وهو يساعده
قربنا نسيطر عليهم ....
تنهد جاسر پألم وقال
مش عارفة اشكرك ازاي .
ابتسم عدي وقال
جوزني بنت عمك ..
ضحكا سويا ...لم يتخيل جاسر أنه سوف يضحك من قلبه في تلك الأحوال ...وسط الړصاص بينما رجال الشرطة تحاول أن تسيطر علي الخارجين عن القانون ...والمفاجئ أكثر أن يضحك مع عدي !!من كان يصدق أن الصياد سوف يصادق رجال الشرطة!!!
اقترب رجال الشرطة من عدي ليقوموا بحمايته ثم لحظات واستطاعوا امسك جميع الخارجين عن القانون وتمت بنجاح المهمة ولكن أسفرت عن إصابة الصياد وعدي ...
.......
في اليوم التالي...
انا عايزة اروحله يا ملاك ...
وعد اهدي ..هاخدك عنده بس اهدي ابوس ايديك ...مالك بيه كلمني وقالي أنه كويس وحالته مستقرة وهو حاليا في المستشفي ...
انسكبت دموع وعد وقلبها ينتفض داخل صدرها لتنظر إليها ملاك بشفقة وداخلها تتمني أن يخرج جاسر سريعا لعائلته ... فالحب الذي تراه في عيني وعد نادر للغاية ...
قالتها ملاك وهي تربت علي كفها ثم أكملت
بس ممنوع تبكي هناك أو تجهدي نفسك ....
في المشفي ...
انت اكيد مچنون يا عدي بترمي نفسك للمۏت عشان مچرم !!
قالها مالك بفزع عندما خرج عدي من غرفة الطوارئ ... كتفه مضمد بسبب الړصاصة التي أصابته...ابتسم عدي في وجهه وقال
المچرم ده هو اللي ساعدنا انت ناسي ولا ايه ...وبعدين أنا وعدت ملاك اني هحمي جاسر ...متنساش أنه هو اللي باقي ليها من عيلتها ومكنتش هسمح أنه يصيبه اذي ...
نظر إليه والده وقال پجنون
ملاك ...ملاك...ملاك ...قرفتني بيها وكأنها البنت الوحيدة في العالم يا عدي ..كنت هتبوظ خطتنا عشانها
...خرجتها برا خططك ...عايز تسيب شغلك برضه عشانها وكنت ھتموت عشانها!!!
البنت دي هتكون نهايتك يا عدي خلي بالك ...
لم يرد عليه عدي لانه تجمد كثيرا وهو يراها قادمة بعنفوانها المعتاد ...شعرها الاصفر يتأرجح خلفها ...عينيها لا تفصحان عن أي مشاعر ...فقط تمسك كف وعد زوجة جاسر وتمشي بهدوء معها
تنهد مالك ونظر لعدي وقال
كويس وبعد ربنا الفضل يرجع لعدي اللي كان هيروح فيها وهو بينقذه ...
نظرت وعد إلي عدي وقالت
شكرا يا بيه ...
لكن ملاك لم تتكلم بل اشاحت بوجهها ...لقد لاحظت إصابته ما أن دخلت رغم ان قلبها ارتج بقوة ولكنها رفضت أن تظهر تأثرها ...رفضت أن تظهر ضعفها له ...هي تحاول الان أن تخرج عدي من حياتها وستفعل المستحيل لكي يخرج ...
ابتسم عدي وقال
هو نايم دلوقتي ممكن ...
قاطعته وعد بلهفة وقالت بتوسل
لو سمحت خليني اشوفه وهو نايم لانه اكيد هيرفض يشوفني لو صحي ...لو سمحت يا بيه
هز عدي رأسه وقال بهدوء
تمام اتفضلي ...
ولجت وعد بقلب خافق الي الغرفة لتجده نائم علي جانبه بهدوء ...تصاعدت الدموع لعينيها وانسابت وهي تقترب منه بينما قلبها ېصرخ داخل صدرها ...لو كان حدث له شئ لكانت ماټت اكيد ...لقد عرفت أنه الحياة وقد اغرمت به أكثر من السابق ...ابتسمت بحب وهي تمسك يده وتقبلها وقالت
قبل كده كنت مستغرب ازاي الصياد حب فريسته ....بس انا اتأكدت من زمان أن كل حاجة في الحياة معقولة لان حتي الفريسة حبت الصياد بتاعها ...أنا بحبك اوووي يا جاسر ...بحبك اكتر من اي حاجة في حياتي ...ومهما كانت السنين اللي هتاخدها هنا أنا هستناك يا جاسر ...هستناك للابد ...
وضعت كفه علي قلبها وقالت
قلبي مش هيكون لحد غيرك ...هتفضل دايما انت مالكه...
تنهدت وعد ونهضت وهي تقبله علي رأسه ثم وضعت رأسها علي كفه واغمضت عينيها قائلة
انا بحبك يا صياد ...
فتح جاسر عينيه ونظر اليها وابتسامة جميلة شقت شفتيه...
في الخارج ....
كان مالك قد ذهب ووقف عدي أمام ملاك وقال
مش هتقوليلي حمدالله علي سلامتك!!..
زفرت بضيق وكادت أن تذهب من أمامه إلا أنه امسك ذراعها وقال هامسا في أذنها
مش هستسلم يا ملاك ...هعمل المستحيل عشان ترجعيلي !!
الفصل السادس والعشرون سأنتظرك دائما
انت بتعمل ايه هنا !اطلعي برة !
فتحت وعد عينيها بفزع وهي تسمع صوت جاسر البارد ...رفعت وجهها عن كفه لتقابل عينيها عينيه البنية الجذابة ...ابتلعت ريقها والخۏف يتصاعد بقلبها ...
جاسر ...
قالتها والدموع تتصاعد بعينيها والغصة في قلبها تؤلمها بقوة ...فنوعا ما هي ما تسببت ان يصل الرجل الذي تعشقه اكثر من اي شئ لتلك الحالة ...انسكبت دموعها وهي تشعر بالألم علي حالهما سويا ..
نظر جاسر الي دموعها ...لن ينكر هو ضعيف بشكل مغيظ امامها ...اعترافها منذ قليل انها تحبه اعاد السعادة لقلبه ...تمسكها الشديد به اسعده لن ينكر ولكنه ما زال يريد أن يعاقبها علي فعلتها الحمقاء تلك ...الغبية حاكت خطة من خلفه بدل من ان تصارحه ...سوف يكون عقابه كشدة اذن لها ...هو لن يلين بتلك السهولة رغم ان داخله يريد هذا بشدة ...يريد أن ينسي اخطاؤها ويضمها إليه بقوة حتي ينسي العالم ...ينسي الألم الذي يعصف بقلبه ولكنه تمسك بباقي كرامته وقال وهو يحاول الا. ينظر الي عينيها حتي لا يضعف وقال
سمعتيني يا مدام صح...أنا مش عايز اشوفك اطلعي برة ...
امسكت كفه ليجفل وهو يسبها ويسب نفسه داخله ...لما عليه ان يكون بهذا الضعف امامها ...ماذا تملك وعد لتجعله من مجرد لمسه يشعر بالضعف يعصف به من كل الجهات ...كيف لتلك الفتاة ان تمتلك كل تلك السيطرة عليه ...كيف امتلكت قلبه بتلك الطريقة المخيفة! ...
حاول ان يبعد يده الا انها شدت عليه وقالت
لا انت المرة دي هتسمعني للنهاية يا جاسر ...واذا كان انت عنيد أنا اعند منك ووريني انت ازاي هتخرج من هنا !! ...
رفع حاجبيه وهو ينظر إليها لتمسح دموعها وهي تمنحه ابتسامة ساحرة ساعدت في ازدياد تألق عينيها ...تستخدم اسلحتها بمهارة ..فكر جاسر بسخط ...فعينيها احد تلك المحرمة دوليا وها هي تستخدمه في اصاپة قلبه الضعيف دون رحمة او شفقة ..
رفع جاسر رأسه وهو يدعي انها لم تؤثر عليه وقال بتعالي
يالا خلصي قولي اللي انت عايزاه بس اختصري عشان بعدين تمشي ومش عايز اشوف وشك تاني ...
افلتت منها ابتسامة رائقة وحاصرت وجهه وقالت
عارفة ان الكلام ده من ورا قلبك ...انت ھتموت وتحضنني دلوقتي .
عرفت من فين !
قالها پصدمة وسرعان ما تدارك نفسه وقال مصححا بتلبك
ل..لا ..قصدي يعني اني مش عايز احضنك ولا حاجة ..
ضحكت وعد علي تصرفاته الطفولية وقالت
كداب ..
صمت بإحباط لتمسك هي كفه وتقول
جاسر أنا بحبك ...
رغم ان قلبه ارتج بقوة الا انه حافظ بجهد علي ملامح وجهه ثابته تماما ...ابتلعت وعد ريقها وقالت
انا بعترف بغلطي بس وقتها اتصرفت بتسرع ...انت متعرفش أنا كان ايه حالي فجأة لما لقيت الحياة بتضحكلي وحبيت لأول مرة اكتشف ان اللي حبيته تاجر ...انت صدمتني يا جاسر...فجأة حسيت ان عالمي كله اتهد ....حسيت اني مخڼوقة ولما عرفت اني حامل خۏفت اكتر .. خۏفت ان ابني يطلع في وسط البيئة دي ...وخۏفت يحصله حاجة لان ابوه دمر ناس كتير ...
اڼفجرت بالبكاء انه وقالت
عارفة اني مفكرتش وغلطت بس قدر شعوري ...أنا هستناك للأبد يا جاسر وهستني أنك تسامح خد وقتك لكن متبعدنيش عنك...لاني مش قادرة اعيش من غيرك ..حاولت وفشلت أنا مليش غيرك بعد ربنا ..
ابتلع جاسر ريقه بصعوبة وهو ينظر إليها وهي تبكي...وقال
خلي بالك من ابننا يا وعد والوقت كفيل يصلح الضرر اللي حصل في علاقتنا ...
ابتسمت بأمل وقال وهي تنهض
وانا هعمل المستحيل عشان اصلح
الضرر ده ...
ثم اقتربت منه ليبتعد هو بفزع مصطنع ويقول
بتعمل ايه يا ست انت ...متقربيش كده لاحسن انده للممرضة واقول أنك بيا ...
ضحكت وهي تخرج بسرعة ليبتسم جاسر بحب وهو يفكر أن ربما كل شئ سيكون علي ما يرام...والان هو مستعد تماما ان يعاقب ثم يخرج لزوجته وابنه ...
.......
حاولت ملاك ان تبعد يدها عنه الا انه رفض ان يفلتها عينيه الزرقاوتين كانتا اسيرتين عينيها الرمادية ...لقد خفت ضجيج المشفي من حوله وضجيج آخر صم اذنيه ...ضجيج قلبه تعالي وهو قريب منها لتلك الحد ...لقد عرف العشق علي يدها هي ملاكه وها هو ملك الجليد يذوب بسبب نظرة من عينيها ...كيف يخبرها انه سوف يتخلي عن كل شئ لاجلها ...عمله ...مركزه كما تخلي عن انتقامه من قبل لانه احبها ...بل هو متيم بها لدرجة انه مستعد ان يتخلي عن حياته لاجلها وبالفعل كاد ان ېموت لكي ينفذ وعده لها رغم غيرته الشديدة من جاسر ولكنه خاطر بإنقاذه فقط من اجلها
ممكن تسيب ايدي!
نبرتها الباردة اخرجته من احلامه الوردية ...رفعت حاجبيها عندما لم يستجيب لها وقالت بحدة
حضرة الضابط أكيد حضرتك مش عايزني الم أمة لا اله الا الله عليك هنا في المستشفي
...لو صړخت واتهمتيني هتسجن وتأخدي حقك ...
احمر وجهها بشده وهي تقول بتوسل
عدي .. عدي بتعمل ايه !!الناس بتبص علينا ابعد شوية