رواية سلوي من 16-21
قالت دون وعي حتي
موافقة ...
.... .......
في المساء ...
كان يقف بجوار فيلتها ....لم يصدق أنها سوف تعود لعاصم هذا ...مستحيل أن يصدق هذا ...منذ أن أخبرته وقد اڼفجرت براكين غضبه ونسي كل شىء إلا هي ....ماذا تفعل إن كانت نارين تشتعل بك ...ڼار الاڼتقام وڼار العشق والغيرة...كلاهما مؤلمين للغاية وهو احترق بالاثنين ...تائه هو بين انتقامه وعشقه ...لا يستطيع التخلي عن. انتقامه ولا التخلي عنها ..ماذا يفعل الان ...كلما قرر أن يقاوم تأثيرها عليه يجد نفسه يغرق بها أكثر ...يفكر بها أكثر هي احتلته وانتهي أمره ...عرف أن وضعه ميؤوس منه عندما رآها مع عاصم اشتعلت نيران الغيرة به وكاد أن ېقتل هذا الرجل لانه يحاول سرقتها منه ...
........
كانت ملاك متسطحة علي الفراش ...دموعها تتساقط...تشعر پألم كبير في قلبها ...يا الهي لماذا احبت مرة أخري إن كان سيكون جزاءها الالم
والعڈاب ...لقد انكسر قلبها مرة أخري والاسوأ أنها ما زالت تحبه ...ما زالت تفتقد وجوده ...هي لم تعشق أحد كما عشقته هو ...حتي عاصم لم تتألم هكذا عندما تركته ...رغم أن وجودها مع عاصم مدة أطول من عدي ولكن تأثير عدي عليها كبير ... لقد تسلل الي روحها حتي أصبح هو الحياة لها وبدونه هي ضائعة ...حزينة ومحطمة....صوت رسالة علي تطبيق الواتس اب أخرجها من شرودها...دق قلبها پعنف وهي تشعر أن تلك الرسالة منه هو ...بلهفة أمسكت هاتفها ودموعها تساقطت وهي تري المرسل ...أنه هو ...ابتسمت من بين دموعها وفتحت الرسالة بلهفة لتتسع عينيها الرمادية بدهشة وهي تقرأ رسالته
بلهفة فتحت التراس وأخذت تبحث عنه لتجده فعليا يقف تحت المنزل بجوار سيارته ينظر إليها بيأس والحزن يرسم خطوطه علي وجهه ...تألم قلبها وهي تراه بتلك الحالة ...شعرت ولأول مرة الضعف يتسلل إليها ...لأول مرة قلبها يقودها بذلك التهور ولم تشعر بنفسها الا وهي تستدير وتركض خارجة من غرفتها ...نزلت الادراج بسرعة وهي تلهث ثم فتحت باب الفيلا ثم البوابة وخرجت إليه دون أن تهتم أنها ترتدي بيجامة النوم ...توقفت وهي تلهث عندما رأته كان ينظر إليها وهو لا يصدق أنها أتت ...أخذ قلبه يدق پعنف وابتسامة مرتجفة ترددت علي شفتيه ولم يشعر بنفسه الا وهو يفتح ذراعيه لها وبالفعل دون تردد ركضت ملاك ثم اندفعت بين ذراعيه وهي تبكي ....
افتكرت ان هقضي طول حياتي اطلب منك السماح يا ملاك ...فقدت الامل انك تسامحيني ...أنا مش قادر اصدق انك اخيرا سامحتيني..
لم تتكلم هي وبقت تضمه إليها بصمت ودموعها تنكسب...مرت لحظات وهي بين ذراعيه...ثم ابتعدت عنه اخيرا بينما وجنتيها مخضبة بلون الډم من شدة الخجل ...أخذ عدي يداعب شعرها بينما عينيه رطبة بسبب الدموع ...هو سعيد الان ...سعيد أكثر مما يتخيل....لقد انتهي الأمر وهو يعترف أنه يعشقها هي ...هي فقط ...لم يعشق أحد مثلها وسيفعل المستحيل من أجل أن تبقي معه...ولكن فجأة شعر بغصة في حلقة وقال
هزت راسها وهي تمسح دموعها وتقول
مرجعتش ليه ...كنت بكدب عليك عشان تبطل تلحقني ...وقتها هو قابلني في النادي صدفة وكان حابب يتكلم معايا بس انا ...
احتوي عدي وجهها بين يديه وقال بغيرة
اوعي في يوم تتكلمي معاه حتي انت فاهمة ..
دفعته هي وقالت بقوة
دي اخر فرصة يا عدي لو غلطت في حقي تاني والله ما هسامحك انت فاهم ...
......
في منزل والد عدي ...
ولج عدي للمنزل وقال فجأة
هدور علي طريقة تاني عشان اقبض علي عامر النجار ...بس خرج ملاك برا حساباتنا !
.........
في احد القاعات ...
كان حياة تتألق وهي تتأبط ذراع يوسف ...يوسف حبيبها الذي اخيرا أصبح لها ...بعد أن حطمها كثيرا ...حاولت أن تمنع دموعها من الظهور وهي تتذكر هذا ...أنبت نفسها لأنها تجعل الشيطان يتلاعب في عقلها في هذا اليوم السعيد .....قررت أن تكون سعيدة الليلة ...لن تجعل أحد يعكر مزاجها ...ستنسي الجميع وتبقي مع الشخص الذي كاد ېموت من أجلها. ...جلسا علي الكرسي المخصص للعروسين اخيرا ..بينما قلب حياة كان يقفز بسعادة ...كانت عينيها تلمع بسعادة كبيرة ...الليلة خطبتها علي من تحبه ...الليلة هي ليلتها فلتسعد قليلا ...
الليلة أنت
اجمل واحدة شوفتها في حياتي يا حياة ...
ضحكت بخجل وهي تنظر إليه وتنظر الي فستانها الكريمي الرقيق الذي اختارته مع عقد مع فصوص كريمية اللون يلائمه تماما ...بدت بسيطة ولكن جميلة للغاية ...هزت رأسها وقالت بخجل
شكرا ...
ابتسم لها وهو يفكر أنه كاد أن يخسر حياة بسبب غباؤه ولكن الله أعطاه فرصة اخري ليصلح الوضع معها وهو بالتأكيد سيستغل تلك الفرصة ...لقد عرف الان أنه يحب حياة ...يحبها بقوة ليس مشوش ولكن بالفعل يحبها ويريدها في حياته ...يريدها زوجة له ...ام لأطفاله ....يتخيل حياتهم سويا كيف أنها سوف تشاركه كل شئ ...
قبض يوسف علي كف حياة. وقال
انا بحبك فعلا يا حياة ...بحبك اكتر مما تتخيلي
كادت تذوب من الخجل ...وابتسمت له وقالت بخفوت
وانا كمان بحبك ..
ابتسم يوسف بسعادة بينما اقتربت والدته ووالدة حياة ومعهما الخواتم ....وتذكر اول مرة خطب فيها حياة ...وقتها كان يشعر بالضيق لا السعادة ...كان يشعر أن يوجد هناك شيئا خاطئا ولكن الآن يشعر بسعادة لم يشعر بها من قبل ولا حتي عندما خطب ...
هز رأسه وهو لا يريد التفكير بها ....يكفي ما فعلته به ...لا يريد حتي استحضار صورتها ...لا يريد أن يفكر بها ...فمجرد التفكير في وعد خېانة لحياة
...ابتسم وهو يمسك الخاتم ثم وضعه في اصبع حياة برقة ...ابتسمت حياة وهي تنظر لقيده الذي وضع بيده ولم تعترض إذ أن قيود عشقه وضعت منذ زمن علي قلبها !!!
.......
انتهت الخطبة وجلسا حياة ويوسف سويا في منزل حياة ليتكلما بمفردهما....كان يوسف ينظر إلي حياة بإفتتان وقال
ايه رأيك نقدم الفرح شوية !
ضحكت حياة برقة وقالت
احنا خطوبتنا كانت من ساعة وانت بتفكر في الفرح ..لا انسي انا عايزة خطوبتنا تطول
عشان ادرس اخلاقك
تدرسي أخلاقي !!ده انا كنت ھموت بسببك
قالها بإستهجان ...لتضحك هي برقة ولكن فجأة ملامحها أصبحت باهتة ولمعت عينيها بالدموع
حياة مالك يا حبيبتي !
قالها يوسف بقلق ...
انت لسه بتحب وعد!
قالتها حياة فجأة وقلبها يقصف داخل صدرها ...لا تعرف ما الذي يجعلها تفتح الدفاتر القديمة وتذكره بها ولكن نيران الغيرة في قلبها لا ترحمها وهي تتذكر تلك الفتاة التي بسببها تركها يوسف ...لقد کرهت وعد حتي دون أن تتعامل معها حتي ...نظرت إليها دوما علي انها المرأة التي خطفت حبيبها وهي لا تحبه من الأساس ...
نظر إليها يوسف بحيرة ورد
ايه اللي جاب سيرة وعد دلوقتي !وليه افتكرتيها فجأة!
وانت ليه مش راضي ترد !
قالتها بتحدي ثم أكملت
ولا تكون لسه بتحبها ...
نهض يوسف وزعق بها
لا أنت مش طبيعية النهاردة يا حياة ...مالك!ليه مصرة تنكدي علينا! ...
تصاعدت الدموع في عينيها وقالت بصوت مخټنق
عايزة اتأكد أنها لما تظهر تاني في حياتك متسبنيش وتجري وراها!
تنهد هو وجلس بجوارها وهو يمسك كفها ويقول
عمري ما اعمل كده ...وعد خلاص خرجت برة حياتي بس أنت في حياتي يا حياة وانا عمري ما هزعلك وهثبتلك اني بحبك أنت وبس ..
انا مش مصدقاك ..
قالتها پألم وذكري تركها من أجل اخري تلاحقها لينهض هو ويقول
يووه هي طالبة معاك نكد فعلا وانا راسي ۏجعاني ..
ثم تركها وذهب بينما هي اڼفجرت في البكاء
.......
بعد اسبوع
في مستودع الصياد ...
كان يجلس علي كرسيه ينفخ سيجارته بعمق بينما احد رجال موردي الممنوعات جالس بجواره وهو يعرض عليه بضاعته قائلا
ده نوع جديد يا صياد ...مستر جاك عرف أنك رفضت بضاعة المرة اللي فاتت بس ده نوع معتبر وهو موصي جدا اراضيك واتفق معاك ...
امسك الصياد الكيس وهو
يعاينه وللمرة الاولي يشعر أنه متضايق لتلك الدرجة ...صحيح أنه كل مرة يشعر بالضيق ولكن تلك المرة يشعر بشئ ثقيل يقبع علي صدره يمنعه من التنفس ...يشعر بالقرف والاشمئزاز ولكنها تلك ستكون صفقته الأخيرة عندها سوف يتوب من هذا العمل .....
تنهد وهو يفتح الكيس ويتذوق البضاعة ...هز رأسه برضا تام وهو يقول للرجل
جميل احنا هنأخد ضعف الكمية المرادي لأن دي هتكون اخر صفقة لينا معاكم ....
ابتسم الرجل وهو يقترب منه ويقول بخبث
عرفت أن عمك ناوي يبطل تجارة وعنده حق هو كبر دلوقتي ..لكن يا صياد انت لسه صغير ...ومستر جاك معجب بيك جدا ...انت اكتر واحد تقدر توزع البضاعة داخل البلد بإحترافية ومن غير ما يتقبض عليك ...ايه رأيك تبقي انت المستورد الرئيسي للبضاعة بتاعتنا والربح كله هيبقي ليك ...
ابتسم له الصياد بسخرية وقال
للاسف أنا كمان دي اخر صفقة ليا ...
بهت الرجل وقال
مش عايزين نخسر واحد زيك ...مستر جاك بيحب التعامل معاك اوووي ...
قاطعه الصياد وقال
وانا مقدر مستر جاك والله بس انا وعمي اخدنا قرارنا ...احنا هنبطل ...قول لمستر جاك طلبي وحددوا معاد الشحنة تمام !
هز الرجل رأسه بالإيجاب .
..........
برافو يا صياد ...
قالها عامر وهو يعطيه كأس اخدته الصياد منه وشكره بخفوت ...
جلس عامر بجواره وقال
حرفيا دي هتبقي اكبر عملية في تاريخنا يا صياد ...هتكون العملية الافضل لينا ...هنكسب دهب من وراها بعدها نعتزل الشغلة دي ونخلص ... وبعدين اقضي الباقي من حياتي اراعي لملاك واجوزها من انسان يستحقها ...
ابتسم الصياد وقال
هنجوزها لواحد محترم اكيد يا عمي ....
نظر إليه عامر وقال
لسه بتحبها ...بتحب ملاك ..
تفاجئ الصياد بهذا السؤال وقال
ايه مناسبة السؤال ده دلوقتي!!
هز عامر كتفه وقال
عايزة اتأكد انك لسه مش زعلان ...
هز الصياد رأسه وقال بصدق
لا متقلقش مش زعلان !...
ضحك عامر وقال
طبعا هتزعل ليه انت دلوقتي عريس جديد واكيد مبسوط مع مراتك
ابتسم الصياد عندما اتي بذكر زوجته ...ارتعش قلبه والسعادة طفت علي وجهه ...
شكلك مبسوط اووي معاها يا صياد ...شكلها دي اللي هتغير الصياد وتخليه جاسر وبس ...
هز رأسه وقال
انا فعلا مبسوط اووي معاها ...اول مرة اكون مبسوط للدرجادي ...مكنتش اتخيل أنها هتأثر فيا للدرجادي ...محدش اثر فيا بالشكل ده بعد أمي غيرها ...
امسك عامر كف الصياد وقال بصدق
انا فعلا مبسوط عشانك يا جاسر ...مبسوط انك لقيت الحب الحقيقي ...لقيت الإنسانة اللي قدرت تأثر فيك بالشكل ده ...لقيت هدف تعيش عشانه ..
ربت الصياد علي كف عمه