الجمعة 20 ديسمبر 2024

رواية سلوي من 16-21

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات

موقع أيام نيوز

تمسح دموعها وابتسمت لحياة ابتسامة حزينة ...كانت تشعر بتأنيب الضمير لما سببته لتلك الفتاة التي كاد ابنها ان يدمر حياتها ...لقد عرفت من البداية ان حسام لن يفي بوعده ...عرفت انه سوف يعذب حياة ولكنها بأنانية صمتت وانتظرت بأمل ان تصلح حياة الدمار الذي به لانها ظنت انه فعلا يحبها...
اقتربت حياة من مريم وامسكت كفها وهي تقول بخجل
اسفة يا طنط ...امي والله ...
شدت مريم علي كفها وقالت
امك عندها حق يا حياة ...أنا غلطانة اللي متكلمتش ومقولتش علي ادمان حسام ...أنا لما وديته المصح واتعالج افتكرت ان المشكلة خلصت وانه هيرجع طبيعي ...بس للأسف رجع تاني وحسيت وقتها كأني رجعت لوقت ما كان مدمن ...ساعتها انا اڼهارت وكنت ناوية فعلا اقولك لاني حرام اسيبك مخدوعة او حتي اقولك ان كل شئ قسمة ونصيب من غير تفاصيل
...بس هو اترجاني وقتها ...قال انه محتاجك ..وانا فكرت بأنانية ...
انسابت دموعها وأكملت پقهر
فكرت وقتها انه فعلا بيحبك وهيسمع كلامك ...بس للأسف النتيجة كانت انت كان حياتك هتتدمر بسببه ويوسف كان ھيموت وهو دلوقتي في السچن وانا اللي بلغت عليه بنفسي ..
بكت حياة وضمتها قائلة 
متفقديش الامل يا طنط بإذن الله حسام هيتعالج ويبطل السم ده ولو حابة اتنازل عن اللي ...
هزت مريم رأسها وقالت
لا لازم ياخد عقابه ...
ثم ابتعدت عنها وهي تغادر...
ذهبت حياة الي غرفة يوسف لتجد الجميع علي وجههم ابتسامة ...
اقترب والد حياة وقال
يوسف بيقول انه عايز خطوبتكم الأسبوع اللي جاي ...
افندم وليه محدش اخد رأيي افرض رفضت ...
نظر إليها يوسف وقال 
وانت هترفضيني مثلا!!
احمر وجهها تحت نظراته ليقول يوسف
اهو السكوت علامة الرضا .
........
بعد اسبوع...
كان يراقبها من بعيد ...مر أسبوع وهو يراقبها بتلك الطريقة ...يحاول ايجاد أي ثغرة صغيرة كي يجعلها تسامحه ...كلامه مع والده اعطي له دفعة وجعله يشعر بتأنيب الضمير لانه لم يأخذ بثأر والدته من هذا القاټل...لقد فعل والده ما في وسعه واتي دوره الآن ...تنهد بحزن وهو يفكر أن ملاك صعبة الارضاء كثيرا فهي رغم ما فعله لم تسامحه حتي الآن ...فماذا ستفعل عندما تعرف انه يستغلها للإنتقام...بالتأكيد سوف تطلق الڼار عليه ...ابتسم بتسلية وهو يفكر انها حقا امرأة قوية ... عبس وهو يفكر انها المرة الاولي التي يفكر في رد فعل ملاك عندما تعرف ..وحقا لا يفهم لما اصبحت تحتل تفكيره بتلك الطريقة ...المرعبة!!!
نعم هو يشعر بالړعب من هذا الغزو من ناحيتها ...انه يشعر انها تغزوه...تغزو افكاره ...تتسرب داخل روحه ... ملاك تجعله يشعر بشعور مخيف للغاية ...شعور لم يختبره من قبل ...حتي مع ليالي ...اغمض عينيه بيأس وهو يفكر ...هل حقا احب ابنة عدوه ...ما تلك الکاړثة ...هذا ما كان يحذره منه والده ...لقد اخبره انه سوف يتأثر بها ...فتح
عينيه وهو يهز رأسه ...يحاول أن يطرد تلك الافكار السخيفة من عقله ...ليته فقط يستطيع أن يبتعد عنها حتي يخرجها من رأسه ولكنه للأسف مجبور علي الاقتراب منها حتي يأخذ ما يريده ...تنهد بضيق ولكنه فجأة تجمد وهو يراها تخرج من النادي وتقف معه ...مع عاصم !!!خطيبها السابق ....نيران مؤلمة اشتعلت داخله ...شعر فعليا انه يغلي علي مراجل الچحيم ...انه يغار ... يغار عليها ...ضحك بسخط ...هذا حقا ما كان ينقصه !!ان يغار عليها ....كان يشعر بالقهر وهي تتكلم معه ...الغيرة الشديدة تفتك به ولأول مرة لا يستطيع السيطرة علي نفسه ويخرج من السيارة وهو يندفع پغضب إليها...قررت ان تعطيه فرصة وهو الذي يلهث خلفها من أيام لا !!!!...
امسكها پعنف من ذراعها وقال
ملاك عايز اتكلم معاكي...
عدي !!
قالتها پصدمة ثم اكملت بصرامة
ايه اللي انت بتعمله ده ...سيب ايدي !!!
سيب ايديها يا محترم والا هكسرهالك...
نظر إليه عدي پغضب وقال
اخر مرة ضربتك بس ...لكن المرادي ھقتلك فعلا !!!فأحسنلك ملكش دعوة ..
ثم نظر الي ملاك وقال
ملاك تعالي معايا عشان ميحصلش مشاكل ...حابب اتكلم معاكي .
دفعته عنها وقالت وهي ترفع راسها
بس أنا مش عايزة اتكلم معاك...مش عايزة ..وكفاية بقا سيبني في حالي اللي بيننا خلاص انتهي خالص ليه مش عايز تفهم ...عدي المرة الجاية اللي هتضايقني فيها هبلغ البوليس ..
شدها من ذراعها إليه وقال وهو يطحن اسنانه بغيظ
قولتلك تعالي معايا مش عايز اعملك فضايح هنا ...هنتكلم وبعدين هسيبك ..يالا ...
ثم حاول سحبها معه دون رضاها ...
عدي انت
شكلك اټجننت صح ...ايه اللي انت بتعمله ده سيبني !! ...
تدخل عاصم وهو يزعق
ما تحترم نفسك يا بني ادم انت و...
دفعه عدي حتي سقط ارضا وكاد ان يذهب ويضربه الا ان ملاك وقفت امامه وقالت
اخرج برا حياتي يا عدي لاني خلاص مش عايزاك ...
تنهدت واكملت
انا رجعت لعاصم!!!
.......
وعد ...وعد ...
كان صوته اللطيف يخترق احلامها ...ابتسم الصياد وهو ينظر إليها وهي نائمة...تبدو جميلة جدا وهي نائمة ولكن تبدو اجمل وهي مستيقظة...واجمل واجمل وهي تحاربه بتلك الشراسة التي لا يمتلكها احد مثلها ...لقد قضي معها اسبوع كزوجين وكم تغيرت مشاعره كثيرا في ذلك الأسبوع ....يشعر انه أصبح شخصا آخر تماما ...فالصياد الذي يخافه الجميع تقف هي في وجهه وتتحداه ...هو يحب الطريقة التي تتحداه بها ...يحب سخريتها منه ...ويحب تلك اللحظات التي تسمع له وتحاوره ناسية تماما ظروف زواجهما ... وعد تتسرب الي قلبه شيئا فشئ ...تلك المرأة خطېرة فلها قدرة علي السيطرة عليه رهيبة والاسوأ هو يحب هذا ...يحب أن يفعل ما تريده ...يحب ان يري ابتسامتها ...يحب ان يري عينيها تتألق وكم يتمني ان تتألق من اجله ...
انحني وقبلها علي رأسها وقال مرة اخري 
وعد اصحي ...
فتحت عينيها لتتراجع قليلا وقالت
خير عايز ايه مصحيني من احلي نومة ليه....لو ناوي تنكد عليا اجلها لما افوق ...
ابتسم لها وقال
فوقي يالا هطلعك ...
ثم نهض لتقول بسخرية
ايه هتهربني منك!
نظر إليها مبتسما وقال
لا عايزك تيجي معايا وتزوري قبر امي ..
اتسعت عينيها ونبض قلبها وهي تري تلك النظرة الخاصة في عينيه...لا تعلم لماذا ولكن طلبه اثر بها كثيرا ...شعرت بقلبها ينتفض داخل صدرها ولم تشعر بنفسها الا وهي تعطيه ابتسامة لطيفة وتقول
حالا دلوقتي هلبس ...
.......
في المقپرة....
كان الصياد يمسك كف وعد ويسير بها ...نظرت اليه وعد بعمق ملامحه تغيرت تماما وحفر الحزن اثاره العميقة في ملامحه ...وقف أخيرا امام قبر والدته وترك كف وعد ...تأملت وعد القپر بدهشة كان حوله ازهار كثيرا ...أحدهم يعتني كثيرا بهذا القپر وهي بالتأكيد عرفت من الذي يعتني به بتلك الطريقة ...نظرت الي الصياد الذي ركع بجوار قبر والدته وقال
انت أول واحدة اجيبك هنا تزوري معايا امي ...محدش بيزورها غيري ولا استنيت من حد يزورها غيري ...ومطلبتش كمان...انت الوحيدة اللي طلبت منك تيجي هنا يا وعد ...اللي مدفونة هنا ...
قالها الصياد وهو ېلمس القپر بيديه بينما دموعه الساخنة تتساقط علي كفه وأكمل
اللي مدفونة هنا تبقي كل حياتي حرفيا يا وعد ...ماما هي اكتر واحدة حبيتها ولسه بحبها ...أنا كبرت ومعرفتش غيرها ...ابويا ماټ وانا عندي شهرين فمعرفهوش ...امي كانت الاب والام ليا وواحدة واحدة بقت هي كل حياتي ...عملت كل اللي اقدر عليه عشانها....كل اللي اقدر عليه عشان تبقي معايا بس مكانش كفاية ....امي سابتني ومن وقتها أنا انكسرت فعلا ...
تسربت الشفقة لقلب وعد وجلست بجواره وهي تربت علي كتفه ...امسك هو كفها ونهض وهو يمسح دموعه وقال
وعد انا ممكن اكون أسوأ انسان في العالم برا المكان ده بس اعرفي انا هنا قدام امي صادق معاكي تماما ..
مش فاهمة. 
قالتها هي بتوتر ليرد هو قائلا
انا مش عايز اطلقك ...
اتسعت عينيها پصدمة ليقول هو بكلمات غير مترابطة قليلا
انا معرفش أنا مالي بس فيه مشاعر من ناحيتي ليكي ....مشاعر قوية ...عڼيفة ...بحب جدا ابقي معاكي ...مبحسش بالوقت ...بحب اتكلم معاكي ...بحب سخريتك وكلامك الحاد .... انت كنت فريستي يا وعد بس في اغرب احلامي مكنتش
اتخيل ان الصياد يحب الفريسة ...الخلاصة اني معجب بيكي وعايز جوازنا يستمر !!...
اتسعت عينيها پصدمة وازداد معدل تنفسها ليقترب هو منها وېلمس وجنتها قائلا
موافقة تديني فرصة نبقي سوا يا وعد ...مع بعض للأبد!!!
الفصل التاسع عشرسجين العشق 
كانت تنظر إليه پصدمة ...كان يعرض عليها أن تكون معه للأبد ...تراجعت خطوة ولكنه لم يسمح لها أن تبتعد ...حاصرها وهو يمسك كفها ويقول بصدق
عارف اني اذيتك وعارف اني بشع عمري ما هجمل نفسي بس انا بجد محتاجك في حياتي يا وعد ...أنت بنفسك قولتي أن جوايا نقطة بيضة بتحارب السواد اللي جوايا....أنا عايزك تحاربي معايا السواد اللي في روحي ...اديني فرصة يا وعد اصلح اللي عملته واوعدك اني مش هخذلك ...لكن ...
صمت قليلا وهو يشعر بثقل غريب علي قلبه ...فكره الابتعاد عنها تقتله ...لم يتخيل ابدا أن يصبح مهووسا بها لتلك الدرجة...متي أصبحت فريسته هي الصياد وأصبح هو الفريسة ...متي وقع في الفخ لا يعرف بالضبط ولكن جل ما يعرفه أنه وقع بالفخ وهو سعيد للغاية ...وجوده مع وعد اصلح الكثير ...يشعر أن وجودها يرمم قلبه..... ېقتل السواد بداخله ...اغمض عينيه وقرر أن يعطيها حرية الاختيار ..قرر الصياد أن يعطي لفريسته حرية الهرب أو تبقي في سجنه للابد ...تبقي في نفس السچن الذي وقع هو فيه ...سجن العشق وبقا هو سجين العشق !!
تنهد الصياد وقال
لكن لو عايزة انك تتحرر مني انا معنديش مانع ...بس فكري يا وعد أنا مستعد اجيب العالم كله تحت رجلك ...مستعد اعمل المستحيل عشان تحبيني وتبقي معايا ...اديني فرصة احاول ومترفضيش علطول لو سمحتي...
نظرت اليه وعد بعمق ...كانت مشتتة ...هو يعطيها الحرية الان ...الحرية لتبتعد عنه ...كان من المفترض ألا تفكر مرتين وتهرب منه ولكن لا تعرف لماذا ولكن شعرت بأن ساقيها مثبتة في الأرض بينما عينيها تنظر إليه بذهول ...ذهول من هذا الرجل الذي ظنته بلا قلب ...ها هو
يعرض قلبه بل كل حياته عليها ...هل احبها !!معقول ...كيف يحبها بتلك البساطة وهو الذي كان يهذي بإسم محبوبته منذ فترة ليست بالطويلة ...كيف للمرء أن يحب بتلك السرعة بل هي كيف تفكر بعرضه من الأساس ...لقد أعطاها حريتها لماذا لا تهرب!!تبتعد عنه وتعود لحياتها المملة الآمنة ...لما تبقي مع رجل خطړ كهذا يحرك داخلها عواصف لا تفهمها ...نعم رغم كرهها لهذا الا انها تعترف أن الصياد حرك داخلها مشاعر فشل يوسف في تحريكها ...مشاعر ظنت أنها ماټت منذ زمن ...لقد ظنت احيانا أنها باردة لا تشعر ولكن معه هو أصبحت مشاعرها تجاه هي نقطة ضعفها ...اصبح قلبها هو الذي يحركها لذلك

انت في الصفحة 4 من 8 صفحات