الأحد 17 نوفمبر 2024

رواية مريم الفصول من 36-40

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

عنها. بنتي ردة فعلها هاتبقى إيه معايا يا مراد !
ظل صامتا حتى بعد أن فرغت لدقيقة.. و لعل كلماتها امتصت شيئا من غضبه ...
تنهد بعمق ثم فرك جانب وجهه بقوة قائلا 
طبعا شيء مايزعلنيش أبدا إهتمامك ببنتك. لكن أنا مش بالع قصة أي علاقة بينك و بينهم. قلت لك محدش فيهم يقدر يقرب لك طول مانا عايش. لا راجية و لا ولادها و هما عارفين أنا أقدر أعمل إيه.. مش عايز خضوعك المفاجئ ده يكون سببه خۏفك منهم. ساعتها أزعل منك جدا !!!
هزت رأسها و فتحت عيناها تقابل نظراته القوية تنفست على مراحل متساوية ثم قالت 
أنا عمري ما أخاف و انت معايا. صدقني. الموضوع زي ما قلت لك. عشان لمى.. بس !
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
لوى مراد شفتيه مقنعا نفسه بما تقول و حاول إصراف عقله عن الأفكار السلبية فغير مجرى الحديث 
طيب. تحبي نعمل إيه دلوقتي. لسا بدري على ساعة رجوع لمى.. عاوزة نخرج و لا نفضل في البيت 
ابتسمت له و قالت بحب 
لأ. خلينا في البيت.. أنا هقوم أعمل لك غدا حلو. و بعدين نجيب فيلم حلو و نتفرج عليه سوا... الكلام ده مش بيفكرك بحاجة !
ابتسم على الفور فقد ذكرته بلمحات ماضيه معها و الذي لا ينساه أبدا ...
تلك الذكرى التي أشارت لها كان هو بطلها إذ كانا ينتزهان خلال نهار الدوام الدراسي بعد أن هربت إيمان و قابلته أخذها إلى مكانهما السري منطقة نائية من اكتشافه على ضفاف النيل لطالما جلسا هناك و تسامرا و تحابا يومها كانت أمامه كالعادة لا تسمح له بلمسها و كان سيموت لو لم يمسك بيدها على الأقل و هو ما فعله رغما عنها
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
قبض على يديها يعتصرهما في قبضتيه غير عابئا باحتجاجها ...
سيب إيدي يا مراد. قلت لك 100 مرة مابحبش كده لو ماسبتش إيدي هقوم أمشي !!
كان يبتسم قبالتها مراقبا باستمتاع تعبيراتها الغاضبة و قال فب غثر ټهديدها ضاحكا 
هاتمشي تروحي فين و لسا باقي 3 ساعات على خروجك من المدرسة ماينفعش ترجعي المدرسة بعد ما زوغتي. و ماينفعش تروحي البيت. هاتقوليلهم إيه !
زفرت بحنق هاتفة 
طيب أنا غلطانة إني سمعت كلامك. ماكنش لازم أرضى بكده و أجي أقعد معاك هنا. و ممكن أصلا حد يشوفنا و بابا ېقتلني !!
طمأنها على الفور 
ماتخافيش. محدش ممكن يشوفنا هنا. و بعدين لو حد شافنا مش مشكلة. أنا هاتصرف. و هاخلي ماما تدخل كمان و هاقنعها تقول إنها راحت لك المدرسة لأي سبب و انا كنت معاها. ماتخافيش يا إيمان.. محدش يقدر يئذيكي طول مانا معاكي !
قاومت ابتسامة تتراقص على ثغرها عبست أكثر مواصلة رفضها الواه 
بردو سيب إيدي يا مراد. مش كفاية بعمل غلط و بقابلك من ورا بابا و ماما. أسيبك تمسكني كده و يبقى غلط و حرام. انت عايز مني إيه !
عايز أحبك !
.. رد في الحال
فصمتت عاجزة ليردف مزحزا نفسه فوق السور الخرساني ليكون أكثر قربا إليها 
معقول مستكترة حتى إني أمسك إيدك المفروض يحصل بينا أكتر من كده !
شخصت عيناها پصدمة فأصلح جملته مسرعا 
تفكيرك مايروحش لبعيد. مش قصدي إللي فهمتيه.. أنا عارف إن تربيتك صعبة. و مش عارف إزاي ده حصل. بس أنا من أول ما شوفتك اتشديت لك. حبيتك. و انتي كمان بتحبيني صح 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أومأت له مرتين و قد رقت نظرتها فتابع مشددا على يديها أكثر 
أنا مابقتش مكتفي إني اشوفك و نقعد لوحدنا بس.. نفسي أقرب منك أكتر. أنا بحبك. عايز أعبر لك عن الحب ده. و إنتي مش سامحة لي. سيبي لي نفسك شوية بس. أنا إستحالة أضرك. خليكي واثقة فيا. أنا مش غريب عنك. أنا حبيبك 
يا لكلماته التي تكاد بالفعل تخضعها له لولا هاجسها بأبيها و التعاليم التي تلقتها منه أفاقت من غيبوبة الأحلام الوردية تلك و قالت برفض مجددا 
لأ. لأ يا مراد. مش هايحصل بينا أي حاجة من دي. احنا إتفقنا قبل كده. ليه ماعندكش صبر. مش قولنا هانتخطب لما نخلص المدرسة. و بابا مش بيسمح بخطوبة بس. هاتبقى خطوبة و كتب كتاب. ساعتها هابقى ليك قصاد كل الناس و مش هقولك لأ على أي حاجة. ليه مش قادر تصبر 
يترك مراد يديها الآن و يبتعد قليلا مطلقا زفيرا حارا و هو يشيح بوجهه عنها للأمام يحدق بمياه النيل الصافية ...
انت زعلت مني ! .. تمتمت إيمان پخوف حقيقي أن تكون ضايقته منها
رد عليها دون أن يحيد بناظريه عن المنظر الخلاب 
أبدا. مازعلتش.. بس بفكر في كلامك. حلوة فكرة إننا مع بعض قصاد الناس. لو كنتي اتولدتي في عيلة تانية. أو لو كان باباكي مش متشدد كده. كانت علاقتنا بقت أحسن ...
و نظر إليها ثانية و قال 
تعرفي بفكر في إيه دلوقتي 
هزت رأسها تحثه على إخبارها فابتسم مفصحا لها 
أنا و انتي في بيت لوحدنا. بتطبخي لي الأكل إللي بحبه. و بعدين نقعد نشوف الرومانسية إللي بتحبيها انتي. و مانكملهاش. عشان و انتي جمبي مش هقدر أفوت ثانية منغير ما أشبع منك !
تخضبت وجنتيها بحمرة خلجة و لم تستطع إلا أن تبتسم و هو يروي لها هذا الحلم الجميل لم تكن تتمنى وقتها سوى أن يتحقق و في أسرع وقت ...
انتي فاكرة كل حاجة ! .. تمتم مراد 
كانت قد تكومت ترفع رأسها ناظرة في عينيه فتشعر بأنفاسه الدافئة على بشرتها و تجاوبه مبتسمة 
عمري ما نسيت. ياااه يا مراد. حبك تعبني أوي.. بجد. تعبت !
لم يكن يرى أمامه في هذه اللحظة إلا صورة الفتاة التي عشقها أول و آخر عشق بحياته فتاة في الخامسة عشر بريئة جميلة صعبة المنال و هو الذئب الذي ساومها بالحب و قد أعماها الحب و جعلها بلا حول و لا قوة أمامه 
أنا آسف ! .. ردد بصوت خاڤت و هو يمسك بذقنها
كان يعنيها حقا و قد بان الندم في عينيه كالنهار عيناها اللامعتين جلبت الدموع لعينيه يفكر في ذكرياتها السوداء التفاصيل التي حكتها أمامه عند الطبيبة كل شيء مفجع صار لها كان هو سببا فيه ...
أنا سامحتك ! .. قالتها بهمس كأنما قرأت أفكاره
كسرت قلبه أكثر بهذا التصريح سقطت دمعة من عينه فوق خدها فتبعتها دمعة من
عينها أيضا انزلقت لتندمج مع دمعته في خط طويل حتى حافة فكها ...
سحبت نفسا مرتعشا و هي تحاول النهوض حتى لا يسهبا في الذكريات المحزنة أكثر لكنه لف ذراعيه حول كتفيها ممسكا بها في مكانها لم تفكر مرتان أحاطت عنقه بذراعيها وضع راحة يده على خدها
همس مراد 
أنا لسا مش مصدق إنك
رفرفت بعينيها و الحمرة تكسو وجهها كله الآن على ضوء الشمس المنبعث من نافذة الشرفة
دنى نحوها من جديد
كان يمحو آثار معاناتها الأثر تلو الأثر و بلا رجعة ...
جلست الصغيرة بين أحضان جدتها تعتريها رجفة خوف من حين لآخر و هي ترى على مقربة من سرير الجدة تلك السيدة المسنة ذات العباءة السوداء تجلس فوق الأرض تفترش بعض الأغراض غريبة

انت في الصفحة 6 من 9 صفحات