رواية مريم الفصول من 36-40
الشكل و ربما تلك عظمة لا هي عظمة صغيرة تشبه إلى حد كبير عظام الإنسان !!!
و المنتصف صحن من الخشب تطحن في أوراق عشبية و تحرك شفتاها بأشياء غير مسموعة أمسكت اللباس و مزقته إلى نصفين وضعته داخل الصحن و سحبت مطرقة صغيرة ثم إنهالت فوق العظمة تكسيرا حتى صار فتاتها ناعما كالتراب لملمته و نثرته بالصحن ثم سكبت سائل ما و أشعلت كل هذا بالنيران أمام نظرات لمى المذعورة
تشبثت بأحضان جدتها أكثر و هي لا تزال ترى السيدة تواصل فعلتها حتى خمد الحريق الصغير جمدت الډماء بعروق الصغيرة ما إن رفعت تلك السيدة رأسها و نظرت صوبها و علا صوتها المتحشرج مخاطبا الجدة
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ارتعدت لمى عندما سمعت الكلمة الأخيرة إنها تريدها.. لماذا !
لأ يا تيتة ! .. غمغمت لمى بصوت باكي
أنا مش عايزة !!
جاء صوت السيدة صارما
لو ماحصلتش الخطوة دي يبقى انسي كل إللي عملناه منغير فايدة.. لازما وصلة بين الماضي و الحاضر. و إلا مش هايتلاقى. حفيدتك بيمشي ډم ابنك في جسمها. قطرة واحدة من ډمها كفاية !
تجعد وجه راجية بقساوة و هي تنظر بعيني رفيقة السوء تلك المرأة التي استعانت بها على مدار سنين عمرها لقضاء كل الأمور المحرمة و الشعوذة التي خربت بها حياتها و حياة الآخرين.. أحاطت حفيدتها بذراعيها و هي تخاطب الأخيرة في نفس الوقت
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
علت زاوية فم السيدة و هي تجاوبها و الثقة ملء صدرها
لو اجتمعت سحرة فرعون نفسه. مش هايعرفوا يفكوا إللي إتعمل. دي سكة مالهاش غير طريق واحد. و إللي بيخرج منها بالمۏت !!
أحست راجية بارتعاش الصغيرة أشد بين يديها فزجرت رفيقتها بتحذير من نطق كلمات كهذه أمامها ثم أخذت تهدئها
ماتخافيش يا لمى. مش هايحصل حاجة. أنا مش فهتمك
أومأت الصغيرة و لا تزال مختبئة بأحضان جدتها
أيوة. و أنا سمعت كلامك و جبت هدوم من عند مامي. بس أنا مش عايزة مامي ټموت يا تيتة !!!!
قلت لك ماتخافيش. مش هاتموت. هي بس هاتتعب شوية لحد ما جوزها يزهق منها. أول ما يطلقها هاترجع كويسة تاني. انتي مش عايزة أمك ترجع ليكي لوحدك
أومأت لمى أن نعم فاستطردت راجية مبتسمة بتشف
خلاص. يبقى تسمعي كلامي. أنا جدتك أم أبوكي. أبوكي إللي لو كان عايش مكانتش أمك قدرت تعمل فيكي كده. أبوكي الحقيقي
مش الراجل إللي راحت جابته ليكي أمك. أبوكي هو إللي بيحبك. هو بس إللي تقوليله بابا.. مش حد تاني يا لمى سمعاني
سامعة ! .. قالتها الصغيرة تحت تأثير الضغط النفسي الرهيب الذي تتعرض له
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
مش هاتحسي بحاجة. مجرد شكة بس. يلا !
أذعنت لمى لأمر جدتها في الأخير إذ لا قبل لها بصد الأوامر و خاصة منها هي مشيت بخطوات مترددة ناحية السيدة المخيفة ما إن صارت في متناولها حتى قبضت على كف المسكينة إنكمشت لمى مشيحة بوجهها بعيدا و لم تشعر إلا بوخزة قاسېة على إصبعها السبابة إنتزعت منها صيحة ألم أشبه بعواء ظبي جريح ...
أمسكت السيدة بيد الصغيرة و قطرت الډماء المنهمرة من إصبعها داخل الصحن في قطرتين كبيرتين ثم تركتها لما بلغت مرادها
ركضت لمى عائدة إلى أحضان جدتها و لم ينقطع بكاؤها بينما تواسيها راجية و هي تنظر إلى النتيجة النهائية التي صنعتها المشعوذة.. في هذه القنينة الصغيرة
دمار أرملة إبنها ! .........................................................
40
أكان هذا كله.. مجرد حلما لعين !
_ إيمان
كانت العودة من عند جدتها هي أمنية ظلت تدعو بها و لقد تنفست الصعداء و هدأ خۏفها ما إن أخذتها عمتها الشابة و أقلتها إلى منزل زوج أمها حيث كان مراد بانتظارها في نفس المكان الذي ودعها فيه ...
نزلت لمى من سيارة مايا محتضنة حقيبتها الصغيرة بكلتا يداها و لأول مرة تقبل نحو مراد بكل هذه اللهفة ارتمت دون تردد بين ذراعيه إذ فتح أحضانه على مصراعيها في استقبالها لدهشته ضحك بسعادة و هو يشعر بمحبتها لأول مرة
ضمھا إليه بأبوة خالصة و هو يقول
حمدلله على السلامة. وحشتيني يا حبيبتي. وحشتيني أوي يا لمى !
لم ترد عليه الصغيرة فلم يأبه و تحرك بها عائدا إلى الداخل ما حتى قبل أن تنطلق سيارة مايا مغادرة ...
حبيبة مامي ! .. استقبلتها إيمان بابتسامة جذلى
كانت بالمطبخ تعد المائدة الصغيرة هناك في أبهى شكل لها و هي ترتدي منامة زرقاءو تضع القليل من زينة الوجه و الكثير من حمرة الشفاه و كانت رائحتها الزكية تفوح في المكان كله في تجانس مع روائح الطعام و الحلوى الشهية التي قامت باعدادهم في الساعات القليلة الماضية بعد قضاء بعض الوقت برفقة زوجها ...
تعالي في حضڼي يا روحي !
لبت الصغيرة دعوة أمها في الحال استدارت حول العازل الخسراني و هرولت إلى أحضان إيمان متعلقة بعنقها چثت إيمان على ركبتها كي تتمكن من احتضان طفلتها و طبعت القبلات على وجنتيها مغمغمة
قوليلي اتبسطي إنهاردة. عملتي إيه هناك
و أبعدتها قليلا لتنظر إليها لتجاوب الصغيرة بقليل من الشحوب
ماعملتش حاجة. مايا عملت لي نودلز و تيتة جابت لي شوكولاتة. و مالك ماكنش هناك تيتة قالت لي مسافر !
كان مراد يتحرك بارجاء المطبخ حولهما بصعوبة تمالك نفسه و هو يستمع إلى اسم ذلك الوغد الحقېر الذي نال من حبيبته للأسف هو لم يتجاوز تلك الحاډثة حتى الآن و لكنه يتجاهلها من أجل زوجته
أحست إيمان بتوتره فغيرت الحديث مع ابنتها و أمرتها بالصعود إلى غرفتها و تبديل ملابسها ثم النزول لتناول العشاء نفذت لمى أمر أمها و عندما تأكدت إيمان من انسحابها التام إلتفتت نحو مراد ...
رأته يهتم بصحن الخضروات يضيف القليل من عصير الليمون عليه و بعض الزعتر سحبت نفسا عميقا ثم مشت إليه مادة يديها صوبه عانقت ظهره متمتمة
حبيبي !
رد عليها مهمهما
همم. عايزة حاجة
شعر بهزة رأسها على كتفه ثم سمعها تقول
حسيت إنك اضايقت فجأة.. لمى قالت حاجة ضايقتك !
يترك مراد ما بيديه في هذه اللحظة تسمعه يتنهد بقوة ثم تمتد يده مبعدة إياها قليلا ليتمكن من الإلتفات إليها رأت وجهه جامد خال من التعابير و هو يقول ممسكا بكتفيها
لازم تعرفي إني مش حجر. و إن أي سيرة يكون فيها اسم سيف أو مالك بتيجي أوي علي. و أنا صريح معاكي و عارف إني غلطت في حقك كتير. لكن بردو و مهما حصل. دي حاجة في دمي. مقدرش أنسى إللي عمله فيكي مالك بالذات. لأني كنت معاكي. و مقدرتش أحميكي !!
شعر بارتجفاتها تحت لمساته و هو يسمعها ترد باضطراب واضح
انت ليه بس بتفتكر و بتفكرني. احنا مش اتفقنا هاننسى الماضي كله !
مراد بجدية عشان ننسى فعلا. و أنا عارف إن كل إللي مرينا بيه
مايتنسيش. لكن عشان