رواية مريم القصول 36-37-38
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
36
نحن نهدف لإرضاء سيدتي سيدة قلبي و حبيبتي !
أدهم
كانت الشمس دافئة على ظهرها المكشوف فأيقظتها من حلمها الحلو على واقع أكثر حلاوة كانت تعرف أين هي و مع من.. إنها مع حبيبها.. مع زوجها في أكثر الأماكن التي تمنت زيارتها معه
مستيقظة لكنها لا تود أن تفتح عيناها بهذه السرعة تشعر بذراعيه تحيطان بها و بجسده الصلب يلامسها مباشرة دون أن تكون بينهما غرزة خيط واحدة !
تذكرت عندما أوقظها خلال وقت لاحق من الليل كانت متعبة جدا من جراء السفر و لحظات الوصال التي نجح بفرضها عليها منذ وصولهما لكنها استجابت له عندما ذكر صلاة الفجر قامت معه و اغتسلا سويا ثم أدت الفريضة ورائه و رغم تثاقل جفنيها لكنها طاوعته حين طلب وصالها مرة أخرى
صباح الفل و الورد على عيون حبيبتي !
دغدغ صوته الهادئ اللطيف أذنها فجأة فابتسمت برقة و لا زالت لم تفتح عيناها إذن فهو قد استيقظ قبلها و كان يعلم بأنها مستيقظة للتو ...
اصحي بقى يا سلاف. أنا فكرت هقعد مستنيكي طول النهار عشان تصحي. إيه النوم ده كله !
تنهدت سلاف بعمق و هي تتمطى بكسل كقطة راضية بعد تناول وجبة دسمة فتحت عينيها أخيرا فشع بريقهما الفيروزي يسحره بجمالها الذي اكتمل الآن
صباح الخير ! .. تمتمت سلاف بصوت ناعس
رد عليها بقبلة سطحية على ثغرها ثم قال ماسحا بكفه على مقدمة رأسها
تحبي تفطري هنا و لا على البحر
عقدت حاجبيها ترنو إليه مرفرفة ثم قالت بحماسة مبتسمة
لأ ننزل السوق و نبقى نفطر في أي مطعم يقابلنا. أنا هاتجنن و أشوف الأسواق هنا سمعت إنها روعة. و كمان عشان نشتري هدايا !
حافظ أدهم على تعبيره اللطيف و هو يقول بصرامة في نفس الوقت
سلاف. مافيش نزول من هنا لحد ما نرجع على المطار. أنا وافقت نيجي لما رتبت إننا هانكون في مكان لوحدنا بعيد عن الناس إللي هنا تماما. هانقضي اليومين في المكان ده و هاسيبك تعملي كل إللي نفسك فيه. الشاليه بعيد و الواجهة الخلفية منها للبحر مافيش حاجة قصادنا. ف تقدري تلبسي إللي يعجبك و تخرجي تحت الشمس. براحتك. لكن نزول أسواق و مطاعم لأ. آسف !!
لاحت على فمها شبح ابتسامة و هي تقول برقة
حاضر. إللي تشوفه يا أدهم !
جاش الإرتياح من أعماقه الآن عندما قالت ذلك ابتسم لها من جديد و تمتم و هو يدنو من شفتيها
روحي. الله يقدرني و أسعدك دايما. انتي الوحيدة إللي على راس أولوياتي. خليكي واثقة إن مافيش حد أهم منك عندي. انتي قبل حتى ولادي !
قضيا فترة بعد الظهر خارج
الشاليه بالواجهة الخلفية التي ذكرها ارتدت سلاف أحد الفساتين المكشوفة التي دستها عمتها بأغراضها امتثالا لطلبات أدهم و قد اختارت لها أمينة مجموعتها المفضلة بالفعل كان فستان من قطعتين أبيض ناصع مفتوح من أعلى الفخذ يظهر ظهرها و منطقة البطن و الخصر كاملة و اعتمدت تسريحة جديدة لشعرها حيث غسلته و تركته نديا و رطبته بالزيوت العطرة ليثبت على هذا الشكل أطول فترة ممكنة لم تضع الكثير من مساحيق الزينة بوجهها إنما مورد الخدين و حمرة شفاه ورية و القليل من الكحل لتحديد سعة عينيها
خرجت معه بهذا الشكل و هو يرتدي الأبيض مثلها خرجت معه و هي لا تصدق نفسها هي تظهر بهذا العري تحت أشعة الشمس مع زوجها الملتزم و المتشدد أحيانا كثيرة إنه يسمح لها صحيح أن لا أحد ممكن أن يراها غيره هنا لكن مجرد التفكير بالأمر يثيرها ...
مبسوطة يا روحي
إلتفتت سلاف نحو زوجها كان يجلس فوق الرمال البيضاء الرطبة ممدا ساق و الأخرى يثنيها مسندا مرفقه عليها يراقبها بتأمل مبتهجا لسعادتها الطفولية و هي تروح و تجيئ أمامه مستمتعة بصفاء الجو و أحيانا متراقصة مع إيقاع النسمات بينما الهواء يعبث بشعرها و تنورة فستانها فيكشف أكثر عن عريها بقدر ما كان الوضع يثيرها فهو أيضا يثيره بشدة حتى عندما كانا ينتزهان بالساحل في الوطن كان يسمح لها بأن تمارس حريتها ما داما وحدهما لكن هذه المرة غير
هذه المرة هي جائعة لإظهار أنوثتها مثارة للتمرغ في رجولته و كأن الحياة سړقت مباهج عديدة منها لسنوات و قد استيقظت للتو من سباتها تريد أن تأخذ ما سلبته منها الأيام تريد السعادة و الحب بجشع ...
مافيش حد في الدنيا دي مبسوط زيي ! .. جاوبته و هي تركل مياه البحر المزبدة بقدميها العاړيتين
و استدارت بكامل جسدها تجاهه و لكنها بقيت بمكانها رفعت يديها تشير له في حركات متراقصة لأناملها أن يأتي إليها ...
البحر مش واحشك تعالى !
لم يستطع أدهم إلا أن يلبي ددعوتها مبتسما بينما جسمه يتأوه بالفعل شوقا لملاقاة جسمها خاصة و هو يرى منها جانب تريده أن يراه لم تعد تلك الفتاة اليافعة التي أغرم بها قبل سنوات و تزوجها و عشقها هي لا تزال هي لكنها الآن أعتى مما مضى تفاصيل أنوثتها قد أعلنت عن كمالها بشكل صارخ يجعله يستصعب فكرة ابتعاده عنها مهما كانت الأسباب ...
كان قد حل أزرار قميصه و أزاحه عن كتفيه ليسقط فوق الرمال المبتلة و قام بخلع السروال القطني ليبقى بسرواله القصير فقط أعجبت سلاف بمرآى جسده مفتول العضلات في ضوء النهار و لأول مرة تمتن للأيام التي خصصها لإرتياد الصالة الرياضية للحفاظ على رشاقته و لياقته البدنية
إنه لا يزال جذابا وسيما لا يزال أدهم عمران الذي عرفته حبيبها ...
تضاحكا بمرح ما إن اخترقا المياه العميقة كانت تجيد السباحة و كان بارعا فيها تعلم لأنه ذكر لها أن والده كان مهتما بتعليمه العديد من المهارات و النشاطات خلال فترة نشأته و حتى شبابه و كانت السباحة من ضمنها
قضيا وقتا ممتعا هناك حتى اكتفت سلاف و طلبت منه الرجوع متعلقة به خرجا من البحر هو يحملها بين ذراعيه ليضعها فوق الرمال بجوار ثيابه الجافة تمددت سلاف هناك و هي تتشبث بكتفيه ما دفعه أن يغطيها بجسمه بينما تتشابك عيناهما لتقول الكلمة التي أثرت عليها بصدق المشاعر التي منحها إياها
شكرا !
ارتفعت زاوية فمه
و هو يحلق بنظرات والهة فوق ملامحها ثم يتمتم ممسكا بيدها و يخلل أصابعهما معا
أنا عاوز رضاكي.. بس !
و لو أنه حدد بالفعل و لكنها حقا منحته أكثر من رضاها بمجرد أن عادا إلى الداخل مثل البحر الذي إرتميا بأحضانه منذ قليل رحبت به بين أحضانها قدمت له كنوزها و أسخت عليه بفيض مشاعرها
كانت واثقة هذه المرة بأنها قد حققت غايتها.. ستعوض قريبا عما فقدته ...
أمام الموقد منذ عشر دقائق تقوم بتحضير الفطور قبل أن تذهب لتوقظ كلا من مراد و لمى.. و لكنها أثناء ذلك كانت مشغولة أيضا بالتحدث إلى أمها عبر الهاتف ...
يعني أدهم و سلاف في المالديف دلوقتي ! .. تساءلت إيمان مرة أخرى مذهولة
جاء تأكيد أمها لمرة لا تحصى حتى الآن
أيوة يابنتي. قلت لك مرات أخوكي حالتها كانت كرب خالص بسبب الإچهاض و المشاكل إللي كانت بينها و بين أدهم. خليها تفك عن نفسها شوية
و أدهم رضي مش معقول. مش مصدقة !!
و مايرضاش ليه بس. طب على فكرة هو من نفسه إللي حجز الرحلة و قالي أحضر لهم الشنط في ليلتها و مشيوا تاني يوم علطول !
ارتفع حاجبي إيمان أكثر من الدهشة لقد طرأ تغيير ملحوظ حقا في سياسة أخيها أن يقبل بأشياء كان يرفضها بشدة و لكن دهشتها لم تدوم طويلا لأنها تعرف كم يعشق زوجته بالتأكيد سيفعل كل شيء ليرضيها و يسعدها فهي بالأخص التي لا يطيق رؤيتها حزينة أو مكروبة كما قالت أمها ...
ربنا يسعدهم و يعوضهم ! .. رددت إيمان بلا مبالاة الآن
دعمت أمينة تمنيات إبنتها بحرارة
اللهم آمين يا رب. ربنا يهدي سلاف و يبرد قلبها. اليومين إللي فاتوا كانوا كرب بجد علينا. طول ما هي في الحالة دي أنا و أخوكي و العيال مكناش عارفين نعيش اليوم بيومه خالص. ربنا يرجعها مهدية البال و رايقة كده
تنهدت إيمان قائلة بفتور
آه صحيح انتي بقى يا ماما قاعدة بالعيال لوحدك بالتلاتة !
أيوة يا إيمان. و فيها إيه يعني !
مش تعب عليكي يا ماما. التلاتة مع بعض و بعيد عن الأم و الأب أكيد مش هايسكتوا ..
ياستي على قلبي زي العسل. أهم حاجة عندي سعادة أدهم و راحته. انتي عارفة طول ما سلاف زعلانة هو كمان زعلان
انتي هاتقوليلي. طول عمره يهمه زعلها !!
و انجرف عقل إيمان لذكرى طرد أخيها لزوجها الراحل سيف و هي برفقته ذلك عندما أخبرته زوجته بتحرش الأخير بها و محاولته إبتزازها ليقيم معها علاقة فاحشة لا تنكر قذارة سيف في جميع الأحوال لكن يخيفها تاثير سلاف على أخيها فماذا لو وشت به عنده !
صباح الخير !
ابتهجت إيمان لسماع صوت مراد يمر من خلفها تتبعته بناظريها إذ كان يسير تجاه الثلاجة و آثار النوم تبدو عليه سارعت بلإنهاء مع أمها
طيب يا ماما هاقفل معاكي دلوقتي. شوية و أكلمك.. سلام
و أقفلت معها ثم استدارت نحو زوجها هاتفة
تعالى هنا. العصير بتاعك جاهز أهو. لسا فريش !
و أشارت لدورق عصير البرتقال الذي قام باعتصاره للتو أومأ مراد لها لكنه مضى إلى طريقه المحدد كأنه يريد شيئا بعينه
أمسكت هي بعصير البرتقال و سكبت لنفسها كوبا ثم استندت إلى منضدة المطبخ تراقب تحركاته مقابلها إنه يتطلع إليها بدوره هي ترتدي قميص بيجامته و هو لا يرتدي سوى السروال يقف أمام الثلاجة أمسك بزجاجة من الماء فتحها ثم شرب طويلا و هو يمتصها بعينيه من رأسها لأخمص قدميها
كانت
تقف حافية مثله