الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية نور بارت من 4-7

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

ولكنه لم يستطيع التركيز مهما حاول ...إنحنى ومسك رأسه بۏجع من شدة التفكير
رفع نظره بلهفة ما إن سمع صوت طرق الباب ليليه دخول إحدى الممرضات وهي تدفع عربة الفطار ليجن جنونه من هذا المنظر لينهض ويقترب منها وهو يقول 
بهدوء خطېر
من سمح لكي بالدخول ...أين نور
المعذرة ...سأناديها حالا ....قالتها الممرضة پخوف من هيئته ثم فرت إلى الخارج دون ان تعطي فرصة أن يتكلم
على الجهة الأخرى كانت ماتزال مستلقية على فراشها بوضعية الجنين لتتفاجئ بإحدى الممرضات ټقتحم غرفتهم منذ الصباح الباكر وهي تقول
أنا أسفة حقا على دخولي هكذا ولكن المړيض رقم ٣٦ يريد نور ...
إااياد صحي ...قالتها نور بلهفة وهي تنهض لتتوجه نحو الحمام لتغسل وجهها ثم خرجت وهي ترفع شعرها وتربطه بإهمال وما إن إرتدت مأزرها حتى خرجت مسرعة لتلبي نداء من تحب
نظرت سارة إلى أثرها بنعاس ثم نظرت الى الساعة لتتفاجئ بأن الوقت مازال مبكرا جدا فهي لم تتجاوز الساعة 7 صباحا بعد ...وساعة العمل تبدأ من ال
سحبت الفراش عليها لتغطي رأسها وتنام بعمق فهي حقااا تعشق النوم
أما نور كانت تمشي بسرعة نحو غرفته لكي لايغضب 
نست كل شئ إلاحبها له....فتحت الباب ودخلت بإبتسامة واسعة وهي تقول بنعومة
صباح الخير ...أنا جيت ...
إتأخرتي ليه .......... قالها بعصبية وهو يدخل من الشرفة الى غرفته ...أما الأخرى تجاهلت كلامه وإقتربت منه وهي تقول بإستفسار
إنتا كويس ...!!
يهمك يعني ....قالها إياد بعينين حمراويتين كأنهم جمر
همست له نور بصدق نابع من القلب 
طبعاااا 
ليه ....قالها وهو يقترب منها خطوة واحدة
نور بقوة مصطنعة تحاول أن تهرب بها من سؤاله 
من غير ليه ...هو كده وبعدين ليه مافطرتش لحد دلوقتى..
قالتها وهي تتخطاه لتنظر إلى الطعام الذي لم يمسه أحد ...
ماليش نفس ...بس أنتى شكلك  تعبانة أوي كده ليه ...قالها وهو يتمعن النظر في وجهها الشاحب وعينيها الحمراء والمنفوخة
رفعت نظرها له بتوتر
ماله وشي 
شكلك معيطة وتعبانة  ....في حد مزعلك ..
قالها إياد پخوف أن يكون قد جرحها ما إن همس بأسم ليله بليلة أمس ...فهو فعل هذا لكي يهرب من المواجهة
نور بكذب وتوتر وهي تتوجه نحو عربة الطعام  
لا بس كنت عيانة شوية ....
نظر لها إياد بعدم إقتناع ليقول بتنهيدة
سلامتك ..
الله يسلمك ...تعالى يلا نفطر سوا معلش النهاردة ماعملتش فطار هناكل من أكل المستشفى ...قالتها وهي ترتب الأطباق وتسكب الشاي
إياد بإستغراب من تصرفها فهي تتعامل معه وكأنه لم يحدث شئ ..ليشعر بغيظ الشديد من هذا فهو توقع بأنها ستتأثر مثله تماما وأكثر مما حصل إلا أنها فاقت كل توقعاته لينطق بضيق
مش عاااايز ....
مش هينفع أنا عرفت إنك إمبارح كمان نمت من غير عشا ...كده غلط إنتا محتاج تتغذى ...يلا تعالى معايا
قالتها وهي تمسك يده وتسحبه معها نحو الطالة
وجعلته يجلس رغما عنه لينظر هو لها پغضب أسود من تحكماتها به وما زاد الطين بلة  انها حين رفعت يدها له لتقدم الطعام نحوه مثل كل يوم.. ولكن لم تكن تعرف بأن مزاجه  الآن ليس مثل كل يوم وما إن كررت طلبها حتى شهقت بخفة ما إن وجدته يقبض فكها بقوة وهو يقول من بين أسنانه
قولتلك مش عايز اااااااايه ما بتفهميش ...
اياد ...عشان خاطري ..قالتها پألم وهي تقرب الآكل من فمه لتلمع الدموع بعينيها فأخذ يكز على أسنانه ولكن الحنية التي إستشعرها من بين حروفها الناطقة جعلته يترك فكها بهدوء ثم مسك معصمها وقربه من فمه ليأكل ما تقدمه له ليرجف قلب الأخرى من حركته هذه فهي توقعت سيحب منها الاكل مثل المعتاد ولكنه فاق كل توقعاتها ...
إبتسمت له بحب وشوق وهي تراه يأكل بصمت ولكن رفعت حاجبيها بإستغراب ما إن وجدته يرفع يده هو ايضا لأطعامها إبتسمت له بخجل وما إن كادت ان تلتقطها بيدهامنه حتى رفض وقربها نحو فمها من سكات وبمعنى واضح يا الهي كأنه طفل يقلد والدته بكل شئ ..فتحت له فمها بإحراج 
مما جعل نور تنهض بتوتر كبير وهي تقول
أنا لازم أروح عشان عندي شغل وااا
إياد بصرامة لأول مرة تراها مافيش خروج من الأوضة دي
يعني إيه ...ماينفعش طبعا أنا عندي شغل ...قالتها نور بعدم إستيعاب لما سمعت الآن منه
ليكمل الأخر كلامه غير أبه بإستغرابها 
من اللحظة دي شغلك أنا بس ...أنا كلمت الأدارة وطلبت إنك تكوني ممرضتي الخاصة بشكل رسمي ..ممنوع تعالجي غيري أو تهتمي فيه حتى ولو بكلمة أنا وبس ..
فتحت نور فمها ببلاهة وهي تنظر  له بإستغراب شديد من أفعاله و نبرته المتملكة هذه
تملك اااايه بس هو انت لسه شفتي حاجة 
........................................
على الجهة الأخرى
إرتفع رنين الهاتف للمرة الألف هذا الصباح أخذت تتقلب على فراشها بنعاس شديد وضعت الوسادة على رأسها ما إن إرتفع الصوت أكثر ..
رفعت رأسها بانزعاج بعدما رمت الوسادة على الأرض بتأفأف وسحبت الهاتف وأغلقته بضيق فهو لم يكون سوى قدرها الأسود ...يونس الهلالي الذي لايكف عن مطاردتها أبدا ولا يفرق بين ليل ونهار ...
نهضت بكسل ودخلت الى الحمام وهي تفرك عينيها لتنعم بدوش منعش 
بعد نصف ساعة خرجت وهيا ترتدي بيجامة حريرية منزلية بسيطة من اللون البنفسجي الغامق أخذت تجفف شعرها بالمنشفة الصغيرة لتقف امام المرآة وبدأت تصفف خصلاتها السوداء وما إن إنتهت حتى رفعته الى الأعلى بإهمال لتنزل بعض الشعيرات المتمردة حول 
نظرت إلى هيئتها برضا وهي تضع عطرها المفضل على أماكن النبض ثم خرجت نحو المطبخ وهي تقول تنادي على عمتها
ندووووش ...إااانتى فين ياعمتو ...
صباح الخير ...
صمتت بتفاجئ ما إن دخلت المطبخ و وجدت يونس يجلس أمامها يحتسي قهوته الصباحية وهو يبتسم لها بحب ويقول 
صباح الخير ياقلبي 
خير إيه بقا اليوم باظ طالما إصطبحت بوشك ..
قالتها وهي تستند على الباب ولم تدخل
ريهام عيب كده ده ضيف عندنا ...قالتها نادية وهي تحضر الفطور
شوحت ريهام يدها بلامبالاة
ضيف غير مرحب بيه
نهض يونس وهو يقول بإستئذان
ممكن ياندوش اتكلم معاها على إنفراد
نادية بتردد 
بس اااء
قاطعها بضحك 
اوعي تكوني ياندوش خاېفة عليها مني ده انت لازم تخافي عليا أنا ...بنت أخوكي راجل
شهقت نادية من كلامه لتقول بذهول وڠضب مضحك
راجل في عينك هي بنت و ست البنات كمان قال راجل قال انتا إنطسيت  فى نظرك ولا إيه
نظر يونس إلى ريهام ثم إلى نادية ليغمغم بإبتسامة صفراء نفس الطينة .. تعالي معاياااا ...قالها وهو يخرج من المطبخ وسحبها معه من معصمة نحو الصالة
لو عملك حاجة بس صوتي وأنا هربيهولك ...قالتها نادية بصوت عالي وهي تنظر الى الباب الذي خرجوا منهم
سمعها يونس ليبتسم بسخرية وهو يقول مع نفسه بصوت خاڤت
كنتى ربيتي بنت أخوكي الأول
توقفت ريهام وهي تسحب يدها منه وتقول بعدما عقدت ساعديها أمام صدرها
مالها بنت أخوها يابن الهلالي
نظر يونس إلى شكلها المنزلي المحتشم بأثارة ليتنهد بحرارة وهو يدفعها نحو الحائط الذي خلفها وهو يقول
بوقاحة
بنت أخوها دي فرتيكة ....تحل من على حبل المشنقة ..توديك البحر وترجعك عطشان ...ياويل قلبي معاها ....كرباااااج
بيئة ....هو إنت متأكد إنك دكتور ...قالتها بشمئزاز مصطنع وهي تبعده عنها ...الا ان حركتها هذه جعلته يلتصق بها أكثر وهو يقول بضحك وإستغراب
هو ماله البيت ده محدش مصدق ليه اني دكتور أوريكم الشهادة بتاعتي ...دي  حتى مختومة من الوزارة .. عقبالك ياقمر ..ياااااه تصدقي ده يوم المنى ..قال الأخيرة بمعني وقح وهو يغمز لها من طرف عينيه لتغتاظ الأخرى من معنى كلامه الساڤل وهي تقول بصوت عالي
تبقا بتحلم ..على چثتي الكلام ده يحصل عمري ماهكون ليك ...إفهمها بقااا
يونس بهدوء مصطنع 
صوتك ميعلاش قدامي أحسلك ياقلبي ده اولا ...ثانيا بقا سبيني أحلم دلوقتي بس أوعدك بكرة أو بعده هيبقى حقيقي ...وبعدين تعالي هنا ماتوهنيش ممكن اعرف يا هانم مكنتيش بتردي على مكالماتي ليه ...أوعي تقولي ماسمعتيش ...
ريهام بإستفزاز 
لا سمعت طبعا الكدب خيبة ...بس بصراحة النغمة اللي أنا مخصصاها ليك فيها معاني كتير فكنت بسمعها ...عارف كانت بتقول إيه ...ناس واطية وكدابة ومالهمش أمان ..ياسبحان الله كأنها بتوصفك
بلاش طولة لسانك دي عشان نتيجها مش هتعجبك ...قالها بتحذير صريح لترفع الأخرى حاجبها وهي تقول بتحدي هتعمل إيه يعني
مابلاااش تتحديني إنتى  مش قدي ...قالها وهو يقرص فخذها بقوة كادت ستصرخ الا إنه وضع يده على فمها ليكتم صوتها ولكنه صعق بها ما إن وجدها تحمل فازة الزهور التي بجوارها لتضربه بها مسك يدها وهي مرفوعة بسرعة وثبتها على الحائط وأخذ ينظر الى إنعكاس صورته بعينيها پغضب وهو يتنفس من أنفه ويقول بتوعد ..
حظك حلو معايا ...تعرفي لوغيرك كان عملها كنت دفنته بمكانه ...بس إنتى  عندي غيرهم ...
حررت ريهام فمها منه وهي تبادله النظرات بقوة وتقول بإستفزاز
بس إنتا بالنسبالي زيك زيهم بالضبط ويمكن أقل كمان
بلاااااااش يابت الصعيدي تدوسي جامد هاااا ....عشان إنتى مش قد الدوس ده ....قالها بحدة شديد وڠضب متفاقم وهو يضغط على عضديها بقوة ....
زاد ضغط أنامله عليها أكثر وأكثر وهو يراها ټقاومه سحبها نحوه وهو يكمل ...إسمعيني كويس أوي يابنت الناس لما أكلمك ردي عليا عشان المرادي إكتفيت إني أدخل بيتك ...مرة تانية ممكن تلاقيني في سريرك ساااامعة ..وانا من رأي إنك تسمعي الكلام أحسلك عشان رد فعلي المرة الجاية مش هيكون متوقع وهتزعلي مني جامد ...فعشان كده خدي بالك ياحلوة ....اللهم بلغت اللهم فاشهد ....
قال الأخيرة وهو ينفضها عنه بعيدا ثم خرج من المنزل 
بسرعة وكأن شياطين الجن والإنس تجري خلفه لتتوجه هي الأخرى بسرعة إلى غرفتها لتهرب من مواجهة عمتها التي كانت تقترب منها بتساؤل
وقفت نادية بالمنتصف وأخذت تنظر الى أثرهم بحزن بعدما أغلقت إبنتها الروحية الباب عليها من الداخل بزعل ..لتقول بصوت عالي بعدما تنهدت بقلة حيلة 
طول ما العناد والغرور والكبرياء واقف بينكم عمركم ماهتوصلوا لبعض ...وهيبقى ده حالكم ...
تصدقي ياندوش ان كلامك صح جدااا 
إستلقت على فراشها والدموع تملئ عينيها ولكنها تحاول أن لا تبكي يااالله حتى مع نفسها تعاند
اخذت تتلمس عضديها پألم ...وهي تهمس بغيظ
بربري .... هتوقع منه ايه يعني ....
مرت ساعة على وضعها هذا لفت انتباهها صوت جرس الباب الرئيسي ....وماهي سوا ثواني حتى إرتفع صوت طرق الباب على غرفتها ...تجاهلته ولكنها نهضت بتعب وكسل ما إن سمعت عمتها تناديها من الخارج
ولكنها تسمرت بمكانها ما ان فتحت الباب و وجدت يونس يقف أمامها وهو يقول بحب وهدوء على عكس ماخرج به ماهنش عليا أروح الشغل و أسيبك زعلانة مني كده يانور عيني ....فنزلت وجبتلك القطة دي عشان أصالحك بيها ..واهو زي مابيقولوا قلب الأنثى قطة
كادت ان تغلق الباب بوجهه ولكن ما جعلها تبتسم بحب كبير وسعادة

انت في الصفحة 2 من 9 صفحات