الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية نور بارت من 4-7

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات

موقع أيام نيوز

فصل الرابع
إبتسمت سارة بسعادة وهي ترى لهفته على نور وجنونه الغير متوقع بها ...إنسحبت من بين الهرج والمرج هذا لتتوجه نحو الأسفل فقد إنتهى وقت عملها وأثناء خروجها من بوابة المستشفى حتى أخذت تتصل على صاحبتها التي ما إن فتحت الخط حتى قالت لها بحماس نوررررررررر ......!!!
في إيه مالك يا سارة صوتك عالي كده ليه ...قالتها بصوت باهت لا حياة فيه وهي تحتضن ساقيها وتريح رأسها على ركبتيها فقد كانت تجلس بغرفتها المظلمة عند النافذة وتضم ساقيها نحو صدرها وتراقب حركة الناس بعيون حزينة

سارة بسعادة وحماس مفرط لإخبارها بما حدث
تعرفي إني عندي ليكي خبر بمليون دولار ...
خدي المية دولار اللي حيلتي وحلي عن سمايا أنا مش طايقة نفسي ومش قادرة أتكلم بجد مخڼوقة
قالتها بصوت مخڼوق وغصة وهي تبعد الهاتف عن أذنها وتغلقه تزامنا مع نزل دموعها للمرة الألف لهذا المساء كانت دموعها تتساقط على وجنتيها واحدة تلو الأخرى بسرعة وكأنها تتسابق مع بعضها وهي تتذكر كلامه بأنه لن ينسى معشوقته ولم يحب بعدها أبداااا
إحتضنت نفسها أكثر ودفنت وجهها بين الوسائد وهي تبكي بصوت عالي ېمزق نياط القلوب مرت عليها دقائق طوال وهي تحاول أن تفرغ كل ما بجعبتها من أحزان لتستطيع أن تكمل طريقها بشكل طبيعي في الغد ..
رفعت وجهها الأحمر المغطى بالدموع الحارة عندما سمعت صوت جرس الباب يرتفع حاولت أن تتجاهل الطارق ولكنها لم تستطيع وبالأخص ما إن إرتفع رنين الهاتف أيضا بإسم سارة ...
نهضت وأخذت تتحرك بجسدها بلا روح لتمسك رأسها بۏجع لا يوصف ولكن هذه ستكون النتيجة بلا شك بعدما قضت ساعات طويلة من البكاء المستمر ...فتحت الباب لصاحبتها بإهمال وتركتها ودخلت دون أن تنطق بحرف واحد ...
دخلت سارة خلفها و فتحت فمها بذهول وهي
تنظر إلى أرجاء الشقة لتقول بضيق وهي تتوجه
نحو مقبس الإضاءة
إيه الكآبة دي يا ضنايا مضلمة الشقة كده ليه ...
إلتفتت لها لتنظر إلى هيئتها پصدمة لتقترب منها وهي تقول بعدم تصديق
عاملة في نفسك كده ليه يابت كل ده عشان المچنون بتاعك ..
ماتقوليش عليه مچنون ...أنا بس اللي أقول عليه كده
قالتها بزعل لترفع الأخرى حاجبها ثم مالبثت حتى إبتسمت لها بحب وإقتربت منها و أحتضنتها بحب وهي تقول
أختي حبيبتي ...والله مافي حد يستاهل تمحي إبتسامتك الحلوة دى عشانه ...
بادلتها الإحتضان وهي تقول پبكاء ممزوج پقهر على نفسها ڠصب عني يا سارة ماكنتش أعرف إني هحبه أوي كده ..
أبعدتها سارة عنها وهي تقول بمزاح 
يابت كفاية دموع يخربيتك إااايه مجاري عنيكي إتفجرت ولا إيه ..
وبعدين تعالي هنا إيه  الجديد اللي حصل عشان تعملي كل ده ...
سمعته بيقول لصاحبه إنه مستحيل ينسى ليلة ومافيش ست هتاخد مكانها أبدا وعمره ما هيحب بعدها
قالتها وهي تجلس ع الأريكة بضيق كبير
جلست الأخرى إلى جانبها وهي تقول بتهكم
وإيه الجديد في اللي قولتيه ماهو من يوم ماعرفتيه وهو بيعيد وبيزيد بالكلمتين دول ...
أيوة بس أنا قولت مع الوقت هيحصل وهينسى بجد وكل ما أقول خلاص هوصله ألاقي نفسي برجع لنقطة البداية ...قالتها والإحباط أخذ يزين ملامحها
سارة برفض لما تقول 
لاء مرجعتيش نقطة البداية ولا حاجة شكلك نسيتي إياد لما جيتي هنا كان عامل إزاي ...انتى اللي تعبتي معاه جسديا ونفسيا مش حد تاني لحد ماقدرتي تعالجى ولو جزء بسيط منه ...
أوعي يا نور تتراجعي أو تضعفي لازم تفهمي إن اللي فيه إياد ده شئ طبيعي ...ۏجع وچروح سنين طويلة وحرمان وإدمان وغدر وضياع اللي كان فيه مش هيتعالج كله فى سنتين ...
ولو جينا ع الحق السنة الأولى مش هتتحسب لإنه كان مدمن ومش واعي بجد للي بيدور حواليه ..
وكان إسم على مسمى مچنون ليلة ...ومع كده إنتى  ميأستيش أبدا تقومى تيجي دلوقتي تيأسي بعد ما عديتي نص الطريق ...وبقى ياخد باله منك وحس بقيمتك
نظرت لها بترقب وهي تقول يعني إيه ...
سارة بتوضيح 
يعني نهدا كده ونطول بالنا عشان الراجل شكله كده والله أعلم هيبقى مچنون نور قريب أوي ..بس إنتى  ماتقاطعيش وقولي يارب  ...
نور بعدم إستيعاب 
إستني بس ..إنتى بتتكلمي عن مين
هو في غيره مچنون الهواري إللي سرق قلب بنتنا وطيرلها العقل الصغير اللي كان عندها ....قالتها وهي تدفعها من كتفها
إااايااااااد ....قالتها الأخرى بهيام شديد وإبتسامة حالمة
سارة بذهول من تغير مزاجها كليا
شوف البت وسهوكتها ...أيوة ياستي إياد
إعتدلت نور بجلستها وهي تمسك يد الأخرى وتقول بلهفة قولي لي معنى كلامك ده إيه ...وهو إنتى بجد شايفة إنه ممكن يبقى في يوم مچنون بيا أو حتى يبصلي
تصدقي طلع ممكن ... ليكي حق والله أنا كمان مكنتش أصدق لو ماشفتش بعنيا ...قالتها بتفكير لتسحبها الأخرى من يدها وهي تقول بلهفة
شفتي إيه إنطقي  ..
رفعت قدميها لتعتدل بجلستها على الأريكة وأخذت تقول شفت أبن الهواري ناره مولعة وكان عامل زي القنبلة الموقوتة و إنفجرت فى المستشفى كلها 
ومن وقت ماعرف إنك مش موجودة بقيت في حالة ترقب لرد فعله...ده كان پيتخانق مع الكل و عايزني أكلمك فون وأخليكي تيجي فى الوقت المتأخر ده و إزاي أصلا تمشي من غير ماتقوليله ولاااا كله كوم وطريقته بالكلام معانا كوم تاني يكونشي فاكر نفسه مدير المستشفى وإحنا كلنا بنشتغل عنده
أخذت نور ترمش بجفنيها ببلاهة وهي تقول
انتى بتتكلمي جد يا سارة الكلام ده حصل ونبى 
وجد الجد كمان أنا طلعت وجيت هنا وهو زي ماهو لسه كان بياكل فى نفسه وشكله كده مش هينام الليلادي 
..قالت الأخيرة وهي ټضرب ظهر كفها بباطن يدها الاخرى  بتأكيد
يااااا حبيبي ....وإنتى يازفتة لسه فاكرة تقوليلى إخص عليكي ماكلمتنيش ليه من وقتها...قالتها وهي تنهض بسرعة لتخرج ولكن أوقفتها صاحبتها وهي تقول بإستفسار على فين
نور بإستعجال 
هروح ع المستشفى طبعا عشان أشوف إياد كان عايز إيه مني وااا...
قاطعتها سارة بضيق
إيه السذاجة دي بلاش هبل تروحي فين .. ده من يوم ماشافك وهو متعود إنك دايما معاه ومهما عمل وبهدلك مش بتزعلي ...ويوم ما القدر إتدخل بنفسه عشان يساعدك ويخليه يحس بقيمة وجودك معاه تقومي تجري عليه وتبوظي كل حاجة .. أنا لو مكانك أخد أجازة  بكرة كمان عشان أسيبه يستوي ع الأخر على ڼار هادية ويكون ليه درس وبكده هتاخدي حيز كبير من تفكيره ..
نظرت لها نور بحزن ثم جلست بمكانها مرة أخرى وهي تقول بۏجع
أنا عارفة إن كلامك صح بس الحب ياصرصورة الحب هيييييييح أعمل إيه فى قلبي اللي عاندني وراح حب واحد شبه مستحيل إنه يكون ليا ...
أخذت تملس على شعرها بحب وهي تقول 
خلاص ياستي ماتزعليش بكرة روحي وشوفيه
نور بلهفةلالا أنا عايزة أشوفه دلوقتي ...قالتها وهي تنهض وتتجه نحو الباب لتلحق بها الأخرى وهي تقول بذهول
فين دلوقتي انتى هبلة الوقت إتأخر أوي
نور وهي تسحب حقيبتها وترتدي حذائها وتقول على عجلة 
إتأخر إيه إحنا عايشين في مدينة ناسها تصحى بالليل أكتر من النهار ...وأنا لاهعرف أنام ولاهعرف أقعد كده غير لما أشوفه
يابت إستني بلاش جنان ...الساعة عدت 12 بعد نص الليل ...قالتها سارة بغيظ من عنادها الذي سيؤدي بها إلى حتفها يوما ما
الجنان جزء لا يتجزء من إياد ونور ..قالتها بعشق ثم أخذت تنزل ع السلم بهمة وحماس ...لتفتح سارة عينيها 
من أفعالها الطائشة ثم أغلقت الباب ونزلت تجري خلفها وهي تنادي عليها
نورررر إستني ....
توقفت نور وأخذت تقول  بإصرار 
في إااايه بس لو هتقوليلي ماتروحيش وفري على نفسك الكلام هروح يعني هروح
سارة بمسايرة 
حاضر هوفر على نفسي الكلام ..بس هنروح المستشفى بإيه ومافيش تكاسي دلوقتي 
ايه رأيك نعملها جنان بجنان ...ونجري لغاية المستشفى ....قالتها بإبتسامة لاتبشر بخير
سارة برفض
نعم ...لا طبعا...!!!
صحبتي حبيبتي اللي مش هتسبني أتمرمط لوحدي ..
يلا بينا ...قالتها وهي تمسك يدها لتبدء تجري معها بين طرقات تلك المدينة الغريبة إرتفعت صوت ضحكاتهم ما إن اخذو يتسابقون مابينهم على من يصل أولااااا
وصلوا أخيرا عند البوابة وهم يمسكون خاصرتهم بتعب وصوت نهيج أنفاسهم العالي ملئ المكان..أخذو ينظرون إلى بعضهم البعض لينفجروا بالضحك على فعلتهم الطفولية هذه ...
فعلا الصداقة الحقيقية كنز لا يفنى
أما في الأعلى بالتحديد في غرفة إياد الهواري الموحشة فهي كانت باردة جدا وخالية من أي دفئ ومظلمة كحياته تماما لا ينيرها سوى نور القمر الذي كان يتسلل من نافذة الشرفة ....
فتحت الباب ببطء لتجده ينام على سريره بهدوء ..
إقتربت منه بترقب وجلست أمامه على الأرض لتنظر إلى وجهه بعشق وهيام وشوق وكأنها غائبة عنه منذ سنين ليست ساعات معدودة ...رفعت يدها وأخذت  تمرر باطنها على شعره المبعثر الناعم الذي عكس شعرها تماما ...
إبتسمت بحب وأخذت تبعد خصلاته عن جبهته وهي تنطق إسمه بهمس وخفوت شديد 
إاايااااااد ....أنا أسفة ياحبيبي أسفه مش همشي تاني وأسيبك بس أنا كنت مخڼوقة وموجوعة من كلامك مش بإيدي والله ..أوعى تزعل مني
إنفجرت نور بالبكاء الحارق وأخذت ټضرب نفسها پقهر ما إن وجدته يعود إلى النوم مرة أخرى هذا يعنى إنه تحت تأثير المخدر ...
سحبت شعرها إلى الخلف وهي تنهض لتخرج بعدما بكت على كرامتها التي إنكسرت بينها وبين نفسها وهي تفكر كيف وصل بها الحال لتنزل بنفسها إلى هذا الحد ...
إذا كان هو مخدر فما بالها هي أخذت تلملم چروحها و تمسح دموعها التي كانت تنزل لتواسيها لا اكثر ..سحبت نفس عميق ما إن وجدت سارة تقترب منها وهي تقول بإستغراب
يادي النيلة هو إنتى لسة بټعيطي ...مټخافيش عليه أوي كده أنا روحت سألت عليه الدكتور المناوب وقال إنه كويس بس هو حقنه بإبرة مهدئة عشان مايتعرضش لاڼهيار عصبي إحنا في غنى عنه ...وبكرة الصبح هيفوق إن شاء الله وهيبقى كله تمام ...وانا اخذت الإذن منه إننا النهاردة هنبات بأوضة الإستراحة بتاعتنا ...
أومأت لها بشرود وذهبت معها لترتاح قليلا قبل طلوع الشمس ولكن عن أية راحة نتكلم وهيا عاشت أجمل وأسوء موقف في حياتها  ....
إستلقت على سريرها وأخذت تستغفر ربها بصوت خاڤت وهي تبكي وترتجف معا على ما إرتكبت من معصية وذنب كبير ...وعلى إنكسار قلبها بهذا الشكل ...اخذت تبكي لوقت طويل لا تعرف كم بقت هكذا ولم تهدء من نوبتها هذا الا عندما أخذها سلطان النوم لتغفي بمكانها وهي بحالتها تلك
في صباح اليوم التالي بالتحديد في غرفة إياد الهواري
كان يجلس بشرفته وهو شارد تماما ... أرجع رأسه إلى الخلف وهو مغمض العينين ولكن سرعان ما فتحهم ما ان داهمته ذكرى ليلة أمس وقبلته لها ....إعتدل بجلسته وأخذ يتأفأف پاختناق لينهض ويسند يديه على السور الحجري وهو غاضب من نفسه
مسك القلم ليرسم ليله

انت في الصفحة 1 من 9 صفحات