رواية نور بارت من 4-7
العنوان ....طوال الطريق كانت تنظر من النافذة إلى الطرقات بسعادة لاتوصف لاتعرف لما شعرت براحة رهيبة مع هذا الشخص الغريب عنها ...
نعم غريب فهي لاتعرف عنه شئ وماتفعله الآن مجازفة ولكنها تريد أن تحيا مثل قريناتها فقد قضت سنين طويلة تبحث عن نصفها الآخر ولم تعجب بأحد في يوم من الأيام
ولكن ما إن وقع نظرها على أيمن في ذلك اليوم حتى أقسمت بأن قلبها كاد أن يخرج من بين ضلوعها من شدة خفقانه في ذلك الوقت ....
ميرسيى أوي ...تعبتك معايا ....
بادلها الإبتسامة وهو يقول على إيه ده واجبي
صحاب ....قالتها وهي تمد يدها لتصافحه ليقطب الآخر جبينه بإستغراب من حركتها هذا لتقول بتوضيح
إيه رأيك نبتديها صحاب ونشوف المركب هتودينا لفين
ثم أخذ ينظر لها وهي تنزل وتدخل من بوابة البناية بعدما لوحت له بيدها ...
ليتنهد ويقود سيارته ليتوجه إلى فيلا الهواري الذي يقيم بها و ما إن دخل حتى توجه إلى غرفة المكتب ليرسل بعض الملفات عبر الفاكس ويدرس بعض الملفات الأخرى وكل هذا وسارة لم تفارق خياله ولو لثانية واحدة
غاص بجسده تحت المياه الباردة لعلى هذا يجعل عقله يرتاح ويهدأ ويتوقف عن التفكير بتلك الجنية المشاغبة ولو قليلا ...ولكن زاد الأمر سوء ما إن أخذت كلماتها الشقية وضحكاتها تتردد بأذنه مثل الصدى يتكرر ويتكرر دون أن يرحمه ..
اااانا رحت شفتها عشاااان أكسر فضولي من ناحيتها مش ااااكتر ولا أقل وعشان كمااااان أبطل تفكير فيها مش عشان تصدعلي دماغي ..
قال الأخيرة وهو يخرج من الماء و قد قرر مع نفسه بشكل نهائي بأنه سيمحي أخر أسبوعين من حياته أي منذ ظهور سارة فيها ..ويكمل روتينه وكأنه لم يحصل له شئ ...
هذا هو جنس آدم ياسادة ما إن يشعر بخطړ الحب يحوم حوله حتى يهرب منه ...ولكن من منا أستطاع أن يهرب من مشاعره ونجح في هذا حقا ..
.........................................
تيتو حبيبي وحشتني ....قالتها ريهام بإشتياق حقيقي وهي تدخل من باب شقتها بعدما عادت من عملها فذلك القط أصبح من أجمل مافي يومها لتنحني بجذعها وتحمله بين يديها ما إن بدء يحوم حول قدميها بلطافة
لتنظر لها عمتها بعدم رضا لحالها هذا وأخذت تقول
بسخرية
يتربى فى عزك ...
ميرسيى ياعمتو ...قالتها ريهام
لتغتاظ نادية من فعلتها وأخذت تصرخ بها
ميرسيى اااايه وزفت اااايه إنتى عاااايزة تجننيني ...
نظرت لها ريهام بتساؤل وهي تقول
في ايه بس ياندوش مالك عصبية كده ليه
نادية بإنفعال شديد من برودها
لا أبدا وأنا أتعصب ليه..هو إنتى بتعملى حاجة تعصب يا قلب عمتك
والمصېبة إنك فاهمة وعاملة نفسك ولا هامك ...اللي قدك ياهانم عيالهم بتجري قدامهم ...مش بس إتجوزو
ريهام بتفاجئ مصطنع
بجد ...تصدقي ماكنتش أعرف ..قالها بإستعباط وهي تنظر لها ببرائة مصطنعة مما جعل الأخرى يتفاقم ڠضبها وهي تقول
ريهاااام بلاش طريقتك دي أحسلك ..أعقلي كده وشوفي حياتك ...إنتى مش صغيرة إنتى عديتي ال 30
ريهام بعناد وعدم إقتناع
ما انا شايفة حياتي ومرتاحة جدا ...هو أنا لازم أتجوز يعني ...وبعدين إيه يعني عديت ال إحنا مش فى مصر عشان تخافى عليا أعنس ...
نظرت لها نادية وهي تقطب جبهتها خاېفة إيه ده إنتى عنستي فعلا
بقا كده ياندوش ...قالتها ريهام پصدمة
نادية بتمني
يابنتي إسمعيني ...أنا نفسى أشوفك عروسة وأفرح بيكي ...بقا بذمتك عجباكي قعدتك دي ...حياتك كلها شغل في شغل ...الست ياريري محتاجة راجل في حياتها يحبها ويعشقها أكتر من روحه ويتحدى الكل عشانها ويدعمها ويسمعها كلمة حلوة تحسسها بأنوثتها
والراجل ده يونس مش كده ...قالتها بترقب وهي تنظر لها لتؤكد الأخرى وهي تقول
أيوة هو ...تنكري إنه بيحبك تنكري إنه دعمك نفسيا وكان واقف معاكي بكل خطوة وااا
لوسمحتي ياعمتو أنا تعبانة بجد ومش حمل مناهدة ...
تصبحي على خير ...قالت الأخيرة بصوت مخڼوق وهي تنهض وتدخل غرفتها لتحتضن القط وأخذت تبكي پقهر وهي تتكلم معه وكأنه يفهم ما تقول
صاحبك غدر بيا ياتيتو ...وجعني ...أسامحه إزاي ...
آه بحبه مش هنكر بس على قد حبه إللي في قلبي على قد ماهو جرحني ..
تعرف إنه كان حالف يكسرني وفعلا كسر قلبي كان ناوي يبكيني ونجح وأديك أهو شايف لحد دلوقتي أنا بعيط بسببه
بس نادية معاها حق يونس وقف جنبي وسندني في وقت كنت لوحدي وهو ده اللي خلاني أحبه وياريتي ماحبيته ...
flash back
قبل أربع سنين في إحدى المقابلات للأداء كانت تقف في قاعة الإنتظار وهي تفرك يديها ببعضهما لا تعرف أهو من سبب البرد القارس أم السبب التوتر
رفعت رأسها بتفاجئ ما إن وجدته يحتضن يديها الناعمتين كالثلج بخاصته ليبدء ينفخ بهم وهو يفركهم
ليتسلل الدفئ الى أوردتها وهو يقول بعتاب
بقالي ساعة قدام بيتك يامفترية وفي الآخر أعرف إنك مش موجودة ...ليه مستنتنيش
وأستناك ليه ....قالتها بجفاء لينظر لها بدقة ثم تنهد بإعجاب فهي حقا رائعة الجمال والأناقة ليقول بمشاكسة
منطق بردو ياقمر ...
فهمت على نظراته لتغتاظ منه وهي تقول بتحذير وصوت منخفض لكي لاتلفت النظر لهم يونس حل عن دماغي أنا مش فيقالك
أخذ يقول بتشجيع ما إن إبتعد
قلب يونس ونور عينه ...يلاااا يا مارشميلو دورك جه أدخلي واعملي الإختبار وأنا متأكد إنك هتنجحي أنا كلي ثقة فيكي
نظرت له بهدوء مصطنع وقلبها رجف من فعلته هذه التي على مايبدو بأنها بدأت ټحطم حصونها أما حروفه التي نطقها زلزلت كيانها الضعيف الواهي ...أخذت تنظف حنجرتها وهي تلتفت وتذهبت دون أن تنطق بحرف ...
ليذهب خلفها وأخذ يراقب أدائها القوي وثقتها بنفسها التي دائما ما تتميز بها ...لتستغرب هيا ما إن وجدته داخل غرفة الأداء لتعرف بأنه إستخدم نفوذه فقط ليكون معها بهذا الموقف ...
لمعت عينيه بفخر وإبتسم بسعادة وهو يرى موافقة اللجنة عليها بشكل مباشر مما جعل الأخرى تخرج بهدوء بعدما إستأذنت وهي لاتصدق هل تم كل شئ الأن أم هي تحلم ...نعم تم وهذه أولى خطواتها نحو النجاح ...
أخذت تنظر حولها وكأنها تبحث عنه خرجت إلى الساحة الخارجية المليئة بالثلج لعلها تجده هناك ولكن لم تعلم بأنه كان يراقبها من بعيد وقلبه يكاد أن يطير من شدة الفرح هل تلك المتمردة تبحث عنه حقا
أخذ يعود إلى الوراء حتى لاتراه وهو مستمتع بلهفتها الواضحة تجاهه فهذا يعني بأنه أصبح قريب جدا من هدفه ...إنسحب بهدوء من المكان
في المساء كان يقف أمام أحد المطاعم وهو ينظر لها ويراقب ملامحها الحزينة عبر الجدار الزجاجي بإبتسامة إنتصار فهي قامت بدعوته هو وصاحبتها إستيلا وزوجها نيكولا وعمتها للعشاء بمناسبة نجاحها في الأداء ...
ولكنها شعرت بالإحباط ما إن أخبرها نيكولا بأنه يعتذر نيابة عنه وأن الآخر مشغول ببعض الأمور ...
وبينما كانت ريهام تتناول طعامها بلا روح لفت إنتباهها بأن النادل وضع لها منديلا بخفية وذهب ...
لتسحبه بهدوء وما إن فتحته حتى وجدت كلمة واحدة
فقط لا غير وهي
مارشميلو
ما إن قرأتها حتى رفعت رأسها ليقع نظرها عليه يقف بعيد ثم أخذ يخرج ببطء من المطعم مما جعلها تستأذن وتخرج خلفه وما إن خرجت من باب المطعم الخلفي حتى وجدته يسحبها إلى ممر جانبي ضيق ليحتضنها بقوة جعل جليد الذي يغلف قلبها يذوب ..
وحشاني يا مارشميلو ...
إنكمشت بجسدها بشدة ما إن مرت بهم نسمة هواء بارد فالجو في النهار قارس أما في الليل نستطيع أن نطلق عليه زمهرير
نظر إلى فستانها القصير نوعا هذه المچنونة خرجت دون أن ترتدي معطفها ...أغمضت عينيها ما إن وجدته يضع يده خلف ظهرها ويسحبها نحوه وهو يحاوطها بمقدمة معطفه هو لتذهل من حركته الجريئة تلك ...
كادت أن تبتعد إلا ان تيار مر بها لها ويلتصق بها وهو يقول بخبث
بردانة ...إبتسم بتمكن ما إن أومأت بنعم وهي تريح بلا وعي منها أو نستطيع أن نقول لحظة ضعف ..
مارشميلووو
back
نهضت پغضب وقامت بتكسير كل شئ تصل له يدها وأخذت تصرخ پقهر وكأن جرحها حديث العهد وليس من أربع سنوات
غبية ....!!!!! انا وحدة غبية .....!!!
رمت كل العطور وكسرت مرآة الزينة ثم جلست على الارض بين الزجاج واخذ تبكي بصوت عالي وهي تحرك قدميها بإنفعال شديد لتنجرح تزامنا مع إرتفاع صوت طرق باب غرفتها لتستمع لصوت عمتها وهي تقول
ريهام حبيبتي إنتى كويسة ...
أنا كويسة ياعمتو متقلقيش بس ....بس قلبي مش كويس ...لم تصرح بالأخيرة
أخذت تبعد قطع الزجاج من أسفل قدمها ثم إحتضنت نفسها وهي تبكي پقهر
نادية بترجي إفتحي الباب ياريهام ...إفتحي يابنتي ..
ماتوجعيش قلبي عليكي بالشكل ده ...عشان خاطري إفتحي ...
نهضت ريهام وفتحت الباب وما إن نظرت لها نادية حتى أرتمت ريهام بأحضانها وهي تقول بصوت مبحوح من أثر بكائها وحرقتها حبيته والله حبيته ...بس هو كسر فرحتي ...ابن الهلاااااالي دمرني يااااا نادية ومش راضي يبعد عني ولا يسيب قلبي و يرحمه ...
خلااااااص يقلبي اهدي كده ..قالتها وهي تتوجه بها نحو السرير وجعلتها تستلقي عليه ثم جلست الى جانبها وهي ټحتضنها بقوة ويدها تملس على شعرها بحنية ودموعها