رواية جامدة جدا رهيبة الفصول 22-23-24
..
أستدار برأسه إلى الجهة الأخرى حيث كانت تجلس عزة بصمت ثم أردف يقول بود شديد
وأنتى يا عزة كمان .. بينا كلام كتير .. بس أقعد مع مراد الأول ..
أجابته عزة وهى تتحرك من مقعدها متوجهة إليه ثم أنحنت بجسدها نحوه وأحتضنت كفه بكفها ثم قالت بثبات وقوة
متقلقش .. طول ما مراد هنا متشلش هم حاجة .. أنا واثقة فى أبنى ..
ربت الجد على كفها مستحسنا ثم قال هو الأخر بفخر وثقة
وأنا كمان مطمن طول ما هو هنا ..
وفى منتصف اليوم أنتهت ليلي من مرورها المعتاد وعادت إلى غرفة الجد تجلس جواره وبعد عدة دقائق دلف كرم خلفها الغرفة وهو يتسائل بقلق
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
حرك الجد رأسه بهدوء ثم قال آمرا للجميع بجدية
سيبونى مع كرم وليلي لوحدنا ..
أستدارت ليلي برأسها تنظر بعدم فهم إلى كرم الذى بدءت ملامحه تتجهم فى صمت أنتظر الجد خروج الجميع ثم تحدث يقول بندم بعدما سحب نفسا عميقا يستجمع به شجاعته
ليلي .. فى حاجه مهمة
عنك وعن كرم لازم تعرفيها ..
أعترض كرم هاتفا بجمود
جدو .. مفيش داع أنت تعبان وال......
قاطعه الجد بنبره واهنه وعينيه تلمع بتأثر واضح
لا فى داع .. بعد اللى حصل ده مبقتش ضامن عمرى .. ومش هسيبك تشيل وعدى على كتافك أكتر من كدة .. من حق ليلي تعرف ..
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
هو فى أيه بيحصل بالظبط .. أنا كدة قلقت ..
همس الجد بخزى مجيبا على تساؤلها رغم نظرة كرم المحذرة له
فى أنى محتاجك تسامحينى يا ليلي .. سامحى راجل عجوز معرفش يقدر الأمور وكان فاكر نفسه فاهم أحفاده وبناءا عليه بيحاول يحميكى .. وأعرفى أن نيتى كانت خير وكنت مفكر وقتها أنى عارف مصلحتك ..
قاطعته ليلي متسائلة بوجوم ودقات قلبها تتعالى بترقب شديد
أسامحك على أيه يا جدو أنا مش فاهمه حاجة .. كرم !..
نطقت كلمتها الأخيرة بقلق شديد ونظراتها مسلطة فوق كرم الذى أشاح بنظره بعيدا عنها فأستطرد الجد يقول پانكسار
شهقت ليلي بعدم تصديق وتراجعت عدة خطوات للوراء وهى تحرك رأسها غير مستوعبة ثم همست بذهول
أنت يا جدو !..
صمت الجد لوهلة وأطرق برأسه أرضا غير قادرا على مواجهتها ثم عاد يقول بخفوت
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
أخذت ليلي نفسا عميقا تسيطر به على دموعها التى تهدد بالأنهمار ثم أجابته بحزن بعدما رفعت رأسها تنظر إلى كرم وتقول بأسى
لو كرم سامحنى على اللى عملته فيه .. صدقنى يا جدو ساعتها هسامحك من كل قلبى ..
أبتسم كرم بخفوت وهو يتقدم نحوها ثم قال هامسا أمام وجهها وأبهامه يمسح فوق وجنتها بحب
نظرة واحدة من العيون الحلوة دى .. تنسينى العالم باللى فيه مش بس شوية حركات عبيطة منك ..
أتسعت أبتسامة ليلي وهى تدير رأسها جانبا حتى يتسنى لها طبع قبلة محبة داخل كفه ثم تمتمت بخجل شديد
ربنا يخليك ليا يا كرم ..
أجابها كرم وهو يحتضن وجهها بكلتا كفيه
ويخليكى ليا يا ليلتي ..
تنهد الجد بأرتياح ثم غمغم قائلا بسلام نفسى
الحمدلله .. دلوقتى ضميرى أرتاح من ناحيتكم .. فاضل أسماعيل .. كرم ناديلى مراد من برة عايزه ضرورى ..
أومأ كرم له برأسه موافقا وهو يحتضن ليلي ويسير بها نحو الخارج والأبتسامة السعيدة تملئ وجهيهما .
وبعد عدة دقائق أخبر كرم خلالها مراد رغبة الجد فى رؤيته دلف مراد للغرفة بتردد شديد فإلى الأن لم يتواجهه مباشرة وبمفرده مع عثمان بعد تلك الحاډثة ولم يدر ما الذى يجب عليه فعله فى تلك المواضع التى يجد نفسه فيها للمرة الأولى شعر عثمان
بتخبط حفيده ذلك لذا سارع يقول بنبرته التى تحمل الحنان والقوة معا
تعالى يا مراد .. أقعد جنبى هنا .. فى حاجة مهمة محتاجك فيها ..
تحرك مراد حيث المقعد الذى أشار إليه الجد وجلس فوقه وعينيه لازالت تهرب من النظر فى عين عثمان أبتسم عثمان بتفهم ثم قال بكبرياء شديد
مش مراد اللى يخبى عينه من حد .. حتى لو كان الحد ده أنا ..
رفع مراد رأسه ينظر إلى الجد بأرتباك حاول عثمان تلاشيه بالتحدث فى الموضوع مباشرة لذلك قال بجدية
أنا عايزك تنسى كل اللى فات .. ويمكن اللى هقوله ده يشفع لتصرفاتى أو زى مانت بتقول خيانتى ليك ..
حاول مراد فتح فمه للأعتراض ولكن أوقفه صوت عثمان الذى أستطرد يقول بتركيز وجدية شديدة
أسمعنى ومتقاطعنيش يا مراد .. اللى هقوله ده خطېر ومحدش يعرفه دلوقتى غير أنا وربنا وحد تالت ندل وجبان .. وخاېف أروح قبل ما أسلم السر ده لحد عارف أنه هيقدر يحافظ عليه ولما يجى وقته هيقف قدام الندالة زى الأسد .. عشان كده أسمع اللى هقولك عليه بتركيز وأعرف أنى عمرى ما هاكل حق أسماعيل .. بس يمكن كنت مستنى الوقت المناسب وأنت سبقتنى .. بس قبل كل حاجة أوعدنى محدش هيعرف حرف عن اللى هقوله غير لما يجى وقته ..
حرك مراد رأسه موافقا ثم بدء يستمع بتركيز تام إلى حديث الجد .
وبعد حوالى ساعة أو أكثر بقليل خرج مراد من غرفة الجد ليجد الجميع جالسا فى الرواق منتظرا خروجه حتى يتسنى لهم العودة للداخل تحرك مراد مباشرة نحو غرفة مكتبه فكل ما كان يريده فى الوقت الحالى هو الأختلاء بنفسه لترتيب أفكاره ولكن قبلها أوقفته يد أسيا تسأله بأهتمام
أنت كويس !..
أجابها مراد بنبرة خالية
أه تمام متقلقيش ..
ضغطت أسيا فوق شفتيها بخجل وقد توصلت إلى قرار أخير فإلى الأن لم تخبره بمشاعرها نحوه وتظن أن تلك هى فرصتها المناسبة خاصة فى ظل الظروف التى يمر بها لذا أستجمعت شجاعتها ثم قالت برقتها المعتادة
فى حاجة عايزة أقولك عليها .. لما تكون فاضى ياريت نتكلم ..
قطب مراد جبينه بعبوس ثم سألها بقلق
حصل حاجة !..
أجابته أسيا نافية بقوة
لا خالص .. بس كنت عايزة اتكلم معاك لوحدنا ..
نظر مراد حوله ثم أجابها بتفكير
طب تعالى نتكلم فى الجنينة شوية ..
فى تلك اللحظة تهادى إليهم صوت أحد الأطباء الخاص بقسم النساء والتوليد يستوقف مراد بلهفة
مراد بيه .. لو سمحت ..
توقف مراد عن السير وأستدار بجسده ينظر نحو الطبيب بتسائل فعاد الطبيب يقول برجاء
مراد بيه .. لو سمحت محتاجك فى حاجة لا تحتمل التأجيل ..
كانت ملامح الطبيب قلقة لدرجة جعلت أسيا تقول بقلق هى الأخرى
مراد أتفضل أنت شوف محتاج أيه وأنا هستناك فى الجنينة لحد ما تخلص ..
أومأ مراد لها برأسه موافقا ثم سار بجوار الطبيب إلى غرفة مكتبه فى الطابق العلوى ..
وفى الخارج جلست أسيا فوق المقعد الخشبى الموضوع بداخل حديقة المشفى تنتظر عودة مراد ودقات قلبها تدوى بسرعة كلما فكرت فى رد فعله على ما لديها من حديث وشعورها نحوه سحبت نفسا عميقا تهدء به توترها فقد فات أوان التراجع والأن وقت المواجهة نعم لن تؤجل تلك الخطوة لأكثر من ذلك أعادها من تركيزها وقع خطوات شخصا ما يسير خلفها تحركت أسيا من مقعدها وأستدارت بجسدها تواجهه القادم وهى تغمغم
بأبتسامة واسعة
مرااا..
أبتلعت باقى كلمتها بداخلها حيث ألجمتها الصدمة ولم تقوى على الحديث أبتسم فرات بسخرية ثم سألها بأستنكار شديد
مالك يا أسيا وشك أتخطف كدة ليه !! شفتى عفريت !..
تراجعت أسيا عدة خطوات للوراء لتفسح المجال بينهم ثم قالت بخفوت بعدما أزدردت لعابها بقوة
لا مش قصدى .. بس متوقعش أنى أشوفك هنا ودلوقتى بالذات ..
هز فرات رأسه عدة مرات موافقا على حديثها ثم أجابها بهدوء وقد تحولت نظراته للجد
عندك حق .. بس لما عرفت باللى حصل لعثمان .. قصدى عثمان بيه مكنش ينفع مجيش .. يمكن ضميره يصحى ويقولك عمل فينا أيه !!.
سألته أسيا بتعجب وعدم فهم
عمل فى مين !. مش فاهمة قصدك !!! ..
أجابها فرات وهو يتحرك بخطواته نحوها
أنا وأنتى .. مانتى لازم تعرفى الحقيقه وأنى مسبتكيش بمزاجى .. عثمان هو اللى هددنى وأجبرنى أمشى يوم فرحنا بعد ما أجبرنى أكتب الجواب التافهه ده ليكى ..
فراااااااات ..
أستدار فرات برأسه ينظر إلى مصدر الصوت الهارد الذى دوى من خلفه رغم علمه جيدا لهوية المتحدث أما عن مراد فقد واصل التقدم نحوهم نحو بجسد متشنج وملامح وجهه لا تبشر بخير وهو يصيح بتحذير قوى اللهجة
أبعد عن مراتى ..
الفصل الرابع والعشرون..
واصل مراد تقدمه إلى حيث موقع وقوف أسيا ثم أستدار يقف فى مواجهه فرات ويصنع بجسده حائل بينها وبينه وهو يحرك ذراعه إلى ظهره ليحاوط جسدها من الخلف سارعت أسيا تتلمس كفه الممدودة نحوها بلهفه دون أن ترى وجهه ثم شبكت أصابعها بخاصته كأنها تتلمس منه الحماية تابع فرات حركتها تلك بتركيز شديد ثم رفع رأسه ينظر إليهم بحسرة قبل أن يتحدث مراد قائلا بتوعد شديد اللهجة
أسيا خط أحمر يا فرات .. من دلوقتى مش مسموحلك تقرب منها ومتنساش أنها مراتى ..
لوى فرات فمه بتهكم ثم قال بسخرية ذات مغزى
مش لما تكون مراتك برضاها الأول !! .. ولا أيه يا مراد !.. أظن بما أنها متعرفش باللى عمله عثمان بيه .. يبقى متعرفش أنك كمان خبيت عليها زيك زيه ..
أرتبكت ملامح مراد وهو يستمع إلى حديث فرات الخبيث أما عن أسيا فقد هتفت تسأل مراد بأستغراب
مراد .. أنا مش فاهمة هو بيقول أيه .. وأيه علاقتك بالموضوع وبعدين الكلام اللى قاله عن جدو عثمان ده صح !!! ..
أخفض مراد رأسه فى أتجاهها ينظر إليها بطرف عينيه دون تعقيب فسارع فرات يجيبها پشماتة واضحة عند رؤيه الأرتباك الذى أصاب مراد
معندهوش رد صح !! هيقولك أيه !! أنه كان عارف من الأول أن عثمان بيه