رواية جامدة جدا رهيبة الفصول 22-23-24
اللى عنده ويكون تحت عينينا .. بس أطمنوا فى المجمل عثمان بيه كويس .. كل اللى محتاجة شوية راحة ..
هتف علي متسائلا بلهفة شديدة بعد أنتهاء حديث الطبيب
يعنى نقدر نشوفه دلوقتى يا دكتور !..
حرك الطبيب رأسه نافيا ثم أجاب معترضا بنبرته العملية
أفضل أنكم تشوفوه بكره عشان يقدر يرتاح .. بكرة الصبح أن شاء الله هنفتح الزيارة ..
هز مراد رأسه متفهما ثم تحدث موجها أمره للجميع
مادام الزياره ممنوعة لحد بكرة الصبح .. أظن مفيش داع لوجودكم هنا .. كله يروح على البيت وتعالوا الصبح ..
صدرت بعض همهمات الأعتراض فى الرواق أسكتها مراد عندما تحدث مرة اخرى آمرا بحزم
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
قاطعته أسيا معترضة بلهفه وهى تتخذ مكانها بجواره وتحتضن بكفها كفه
لا مادام مراد هيفضل أنا هستنى معاه ..
أوشك مراد على فتح فمه والأعتراض ولكنها قاطعته مستطردة بتوسل ونبرة خافته
عشان خاطرى .. خلينى أفضل معاك ..
ضغط مراد فوق شفتيه ثم أومأ بعينه موافقا على مضض دون تعقيب لترمقه هى بعدها بأبتسامة ممتنة قابلها بجمود رغم لمعة عينيه الواضحة .
وبعد منتصف الليل بساعة كان مراد يجلس فوق أحد مقاعد المشفى وهو يضع رأسه بين كفيه أخذت أسيا
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
تنهد مراد مطولا بحزن ثم عاد واستند برأسه فوق المقعد وأغمض عينيه بتعب حيث ينتظره ليل طويل عزائه الوحيد فيه هو صحبتها .
مع ظهور خيوط الشمس الأولى فتح مراد عينيه فرأها تستند برأسها فوق كتفه بكسل وهى مغمضة العينين مسح مراد فوق شعرها وهو يهمس أسمها بصوته المتحشرج
أسيا ..
تململت أسيا فى نومتها ومع هتافه الثانى أنتفضت من غفوتها تسأله بقلق
جدو حصله حاجة !..
حرك مراد رأسه نافيا ثم اجابها وهو يعيد بكفه خصلاتها الواقعة فوق جبهتها وعينيها
لا مفيش .. بس هشوف الدكتور لو أقدر ادخله دلوقتى ..
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ها يا مراد .. فى جديد !..
أجابه مراد بجمود تام
لا مفيش كنت لسه هشوف الدكتور لو يسمحلنا نشوفه ..
قال كرم معقبا على حديث مراد
طب خليك أنت وأنا هشوف الدكتور وارجع أبلغكم ..
لم ينتظر كرم الأستماع إلى موافقة أحد منهم فقد سارع بالتحرك بالفعل نحو غرفة الطبيب حيث كانت المشفى بأكملها فى حالة أستنفار تام لوجود مالكيها بداخلها وبعد عدة دقائق عاد كرم وهو يقول بتحذير
الدكتور وافق أننا ندخله بس بيقول مش كله مع بعض وللأحتياط ولعدم أجهاده مش اكتر من ٥ دقايق وكل اتنين سوا .. وياريت بلاش كلام ..
وافق الجميع على طلب الطبيب قبل توجههم إلى غرفة العناية المشددة أستعدادا لرؤيه الجد وعندما حان دور مراد فى الدخول هاله ما رأه فلقد كان جده رمز القوة مستلقى فوق الفراش بلا حول ولا قوة والأجهزة متصلة بصدره وجسده من كل جانب زفر مراد مطولا وهو يشيح بنظره بعيدا عنه فرغم كل شئ لم يجد الشجاعة لمواجهه جده بعد حديث البارحة الچارح ذاك وما بدر منه سارعت أسيا بالربت على ساعده مشجعة قبل توجهها نحو الجد ثم أنحنت بجسدها نحوه تطبع قبلة محبة فوق وجنته وهى تقول بحنان
قلقتنى عليك أوى يا جدو .. أنت عارف مراد مسابش المستشفى دقيقة واحدة من ساعة ما حضرتك اتنقلت هنا ..
رفع الجد ذراعه بوهن ومسح على شعرها وهو يبتسم بخفوت فى علامه على فهمه لمغزى حديثها ثم قال بهمس متعب
أنا مليش غير مراد .. يعنى مفيش داع تلطفى بينا يأم ضحكة حلوة انتى ..
فى تلك اللحظة هرول مراد نحو الخارج غير قادرا على المكوث أكثر ولا مواجهة ذلك الموقف الذى من وجهة نظره أوضح كم هو ضعيف وللمرة الأولى فى حياته لم يحسن تقدير الأمور لحقت به أسيا بعد دقيقة واحدة ثم تحدثت إليه برجاء
مراد ..
جدو بقى كويس ممكن ترجع القصر ترتاح شوية !..
لاقى حديثها أستحسان الجميع بما فيهم كرم الذى سارع يقول تعقيبا على حديث أسيا
أيوة أسيا عندها حق .. الدكتور طمنا وقال شويه وهيتنقل غرفة عادية ولو فضلت الحالة مستقرة هيخرج بكرة أو بعده بالكتير .. يعنى قعادك ليل ونهار ملهوش لازمة ..
حرك مراد رأسه رافضا بقوة فعادت أسيا تقول متصنعة التعب
طيب أنا تعبانة وعايزة أروح أرتاح شوية .. على الأقل تعالى وصلنى وغير هدومك وأرجع تانى
أدار مراد رأسه ينظر نحوها بتردد فسارعت ليلي تقول مشجعة
أسيا عندها حق روح غير هدومك وخد دش وأرجع .. وأنا قاعدة طول اليوم والنهاردة مناوبتى وكرم أكيد معايا ..
رد كرم مجيبا على حديث ليلي ومؤكدا
أه طبعا .. أنا هفضل مع ليلي لحد بكرة الصبح .. عشان كدة قعادك مش هيفيد بحاجة صدقنى ..
لاحظت أسيا ارتخاء ملامحه بداية على تقبله للأمر فسارعت تتعلق بذراعه وتدفعه للأمام وهى تقول ملوحة للجميع بيدها الأخرى
لو حصل أى حاجة بلغونا .. دقايق وهنكون عندكم ..
أومأت ليلي برأسها مؤكدة ورد كرم قائلا بحسم
أه طبعا ..
سار مراد معها على مضض إلى حيث الخارج يقاوم رغبه ملحة فى العودة والجلوس بجواره حتى يستعيد الجد كامل عافيته .
بداخل غرفتهم سارعت أسيا بمجرد وصولها إلى جناحهم الخاص بالذهاب إلى الحمام لتبديل ثيابها وأخذ حماما سريعا تزيل به أرهاق الليلة الماضية ويعيد إليها جزءا من نشاطها المفقود وعند خروجها رأته يجلس فوق الأريكة الموضوعة بجوار باب الغرفة مغمضا عينيه ومستندا برأسه على ظهرها تسللت أسيا إلى حيث خزانه الملابس وقامت بسحب تيشرت بيتى مناسب ثم عادت تسير بهدوء شديد إلى أن وصلت إليه ثم جلست جواره بهدوء حتى لا تتسبب فى أزعاجه وظلت تتأمل ملامحه المتجهمة رغم أغلاقه لعينيه شعر مراد بحركتها جواره فقام بفتح عينيه على مضض دون تحريك رأسه بل أدارها قليلا فى أتجاهها حتى يتسنى له رؤيتها بشكل كامل ثم بدء يحدق بها فى صمت مدت أسيا أصابعها المرتبكة تحل أزرار قميصه ثم قامت بخلعه عنه وتمرير القميص البيتى من رأسه والبسته أياه فى صمت تركها مراد تفعل ما تشاء فقط كان يتحرك معها حركات شديده الألية وهو يحدق بها بأحتياج حتى أنتهت مما تفعله ومن ثم أبتلعت لعابها بقوة قبل أن تهمس مواسية
مش أنت على فكرة ..
أبتسم مراد أبتسامة باردة لم تصل حتى إلى عينيه ثم سألها بنبرة مريرة
مش أنا أيه يا أسيا !..
أجابته أسيا بأختناق وهى تزحف بجسدها نحوه قاطعه المسافة البسيطة الفاصلة بينهم وتحاوط بكفها شطر وجهه الأيمن
الندم اللى فى عيونك ده ملهوش لازمة .. مش أنت السبب فى اللى حصله متحملش نفسك فوق طاقتها ..
لوى مراد فمه بأبتسامة جانبية متهمكة ثم سألها بضيق
أمال أحمل مين !!. حد غيرى هو اللى واجهه !.. حد غيرى اللى قال الكلام اللى أنا قلته !.. ولا حد تانى هو اللى مراعاش كبر سنه وأهانه قدام عيلته كلها !.. يبقى أزاى مش أنا !!..
فلتت من داخل جفنى أسيا دمعة واحدة عنوة سرعان ما سيطرت عليها ثم أجابته بصوت متحشرج من أثر الدموع
أنا عارفة أنك بتلوم نفسك على اللى حصل .. وعارفة أن يمكن كلامى ميأثرش فى تفكيرك ولا يغير فى أى حاجة جواك .. بس جدو كان غلطان .. أه أنت قلت الكلام بطريقة قاسېة
لأن محدش فينا يقدر يواجهه جدو عثمان زى مانت واجهته النهاردة .. بس جدو مينفعش يعمل كدة .. يظلم حفيده .. حد ملهوش أى ذنب سابه يعيش فى عڈاب لحد ما يقرر ينتقم مننا كلنا على حاجة ملناش ذنب فيها .. يمكن بمواجهتك النهاردة تمنع حاجة زى دى تحصل فى المستقبل تانى .. ويمكن المواجهة دى ترجع حق كان غايب لصحابه .. فعشان خاطرى مهما كانت نتايجها أو قسۏتها بطل تلوم نفسك .. لأنى متأكدة لو فى ضحېة بعد أسماعيل فهو أنت .. أنت اللى أخوك بينتقم منك من غير أى ذنب أو مبرر ..
تنهد مراد بحزن ثم انحنى بجسده يستند على كتفها ثم قال هامسا بتعب
أنا محتاجك ..
مسحت أسيا فوق شعره بحنو بالغ ثم قالت هامسة وهى تطبع قبلة مطمئنة فوق جبهته
جنبك من قبل ما تفكر أو تطلب ..
بعد فتره من الصمت بدء مراد فى تقبيل عنقها ببطء شديد صعودا إلى وجهها وفمها كانت تعلم أن فى تلك اللحظة تلك هى طريقته المثلى للتنفيس عن إحباطه لذلك تركته يفعل بها ما يشاء كيفما يشاء فقد أكتفت بأغلاق عينيها مستمتعه بلمساته والتى رغم ما حدث كانت لاتزال ناعمة إلى الحد الذى يجعلها تذوب بين يديه .
فى اليوم التالى كان الجد قد أستعاد عافيته بقدر كبير وعليه فقد تم نقله إلى أحدى الغرف العادية بالمشفى وسط تجمع أولاده وأحفاده حوله كما سمحت له بالزيارة الكاملة والحديث شرط عدم التعرض لأى ضغط نفسى أو عصبى لذلك تحدث إلى أحدى ولديه يسأل باهتمام
علي .. كرم وليلي ومراد فين !..
أجابه علي شارحا وهو يعدل من وضع الوسادة خلف ظهر والده
كرم ومراد عندهم مراجعة على شوية أوراق قالوا ينتهزو االيوم ويخلصوها فى المكتب .. أما ليلي فعندها مرور تخلصه وترجع لحضرتك ..
حرك الجد رأسه متفهما بهدوء ثم قال أمرا بحزم رغم شبهه التلهف التى تغلف نبرته
عايز كرم وليلي ضرورى ومن بعدهم مراد .. يخلصوا ويجولى فى أسرع .. وأسماعيل كمان ..
أجابته أسيا التى كانت تجلس فوق الفراش بجواره مطمئنة
اللى أنت تؤمر بيه هيكون عندك .. أرتاح أنت بس وأنا بنفسى هروح أبلغهم ..
أجابها جدها بحب بعدما أستدار برأسه نحوها حتى ينظر إليها
أنا راحتى لما تكونوا أنتوا مرتاحين