رواية جامدة جدا رهيبة القصول 5-6-7
انت في الصفحة 1 من 8 صفحات
الفصل الخامس
فى كوخ متواضع ملحق بمنزل أكثر تواضعا لا يحوى إلا على الحاجيات الاساسيه والضروريه للمعيشه أقل من عاديه جلس شاب يكبر مراد عمرا بحوالى عامين إلا أن علامات الشقى المنحوته فى ملامح وجهه والناتجه عن الفقر المدقع الذى عاشه فى صغره زاده عن عمره الحقيقى عمر حتى يظن من يراه للوهله الأولى انه فى العقد الرابع من عمره وليس فى بدايه الثالث حك بباطن كفه ذقنه الخشنه مفكرا بعبوس ثم هتف متسائلا بأرتياب
أجابه الرجل الأخر الذى كان يجلس على الكرسى الوحيد الموضوع بالغرفه
الا أتاكدت بنفسى أن الفرس بتاعه دى !! ده كل يوم تقريبا بيركبه يعنى أطمن وأستنى يمكن المره دى تسمع خبر مۏته وتستريح
جحظت عينى الشاب بالغل الشديد ثم هتف رافضا وهو ينتصب فى وقفته بنبره حاقده بقدر سنوات عمره المنصرمة
داخل حدود القصر سار مراد بخطوات متمهله للغايه بقدر ما سمحت له أصابته وسار خلفه فرسه مطاطأ الرأس كأنه يشعر بالذنب لما فعله بصاحب عمره وصل مراد إلى الأسطبلات ثم هتف بصوته الجهورى متحاملا على نفسه ليركض بعدها كبير العمال فى لهفه تلبيه لنداء مخدومه أعطاه مراد لجام فرسه بترو شديد غير عابئا بنظرات خادمه القلقه والمتسائله ثم قال بحزم رغم الألم البادى على ملامح وجهه
بعد انتهاء من أعطاء أوامره تلك انتظر حتى أستمع لموافقه خادمه بخضوع ثم بدء بعدها فى التحرك بخطوات بطيئه للغايه نحو القصر بسبب الألم الذى لا يحتمل والذى يزداد مع كل خطوه يخطوها توجهه نحو غرفته مباشرة ودلف إليها بتأنى شديد كانت أسيا لاتزال مستيقظه بسبب عقلها الذى يصرعلى أعاده الصورالحيه لما حدث بينهم منذ قليل وبمجرد رؤيتها له يدلف الغرفه أشاحت بنظرها بعيدا عنه متجنبه النظر نحوه اما عنه هو فقد جلس على حافه الفراش بترو معطيا ظهره لها ثم بدء فى حل ازار قميصه الأبيض بوهن ضاغطا على شفتيه لتحمل ذلك الألم الذى يصاحب حركته ويضرب كتفه ومؤخره ظهره مع كل حركه متسرعه منه واخيرا وبعد معاناه شديده نجح فى خلع قميصه وإلقاءه أرضا كاتما تأوه كاد يصدر منه من أثر حركته الأخيره تلك حانت من أسيا ألتفاته جانبيه نحوه لتتفاجئ بكدمه كبيره تشمل كتفه يليها وفى الجزء السفلى لظهره چرح عميق جعل ظهره ملطخا بالډماء شهقت بفزع وانتفضت من جلستها تركض نحوه حتى توقف أمامه ثم سألته بلهفه وهى تنحنى بجذعها نحوه كى تتفحص وجهه وما تبقى من جسده باحثه عن أى أصابات أخرى محتمله ثم قالت متسائله بقلق بعدما ابتعلت لعابها بقوه
تجاوز مراد اجابه سؤالها او النظر إليها و اكتفى بأصدار أمره بأقتضاب
ناديلى ليلى
تجاهلت أسيا طلبه بملامح حانقه من عدم اهتمامه بأجابتها ثم عادت تساله مستفسره
طب ممكن أعرف حصل أيه الأول
ضغط مراد على
شفتيه وللوهلة الاولى ظنت أن حركته تلك بسبب ضجره منها ولكنها سرعان ما اكتشفت ما يمر به من ألم عندما تمعنت النظر فى كتفه وما حدث له لذلك قالت معترضه بهدوء
اغمض عينيه لبرهه كعلامه على أستماعه لها ثم قال بخفوت وقد بدءت ملامحه فى الشحوب من شده الألم الذى يكاد يفقده وعيه
طيب شوفي كتفى حصل فى أيه
لم تكن تحتاج إلى معاينته لتعلم ما به فمظهر كتفه مع الكدمه القويه التى تحيط به تعطيها لمحه جيدة عن نوع أصابته ولكنها أثرت التأكد قبل أخباره لذلك انحنت بجذعها أكثر نحوه حتى تتلمس بحذر ورفق شديد عظام كتفه ورغم رقه لمستها إلا انه أجفل بمجرد لمسها ذراعه فسارعت أسيا تهتف بضيق حقيقى
حرك رأسه بثبات مطمئنا لها ثم بعدها عادت جسده لسكونه مرة أخرى تاركأ لها المجال لاستكمال ما تقوم به رفعت أسيا رأسها بعد عدة ثوان قائله بجديه شديده
دراعك اتخلع لازم يرجع مكانه فى أسرع وقت ده غير الچرح اللى تحت محتاج يتعالج فورا
نظر مراد نحوها بأستنكار ثم قال متعجبا
طب ومستنيه إيه !!
رمشت أسيا عينيها عده مرات متتالية ثم سألته ببلاهه
يعنى أيه !
زفر مراد بعمق محاولا السيطره على ألمه الذى يزداد مع مرور الوقت ثم عاد يقول بثبات رغم ضعف نبرته
هو أنتى مش دكتوره !! يبقى خلصينى !!
حركت أسيا رأسها رافضه بهلع ثم بدءت تتراجع للخلف مبتعده عنه وهى تقول بأعتراض
لا مستحيل أنا دكتوره أطفال أستحاله اعمل فيك كده !! انت لازم تروح مستشفى أو نطلب دكتور
سألها مراد بنبره حاده خرجت رغما عنه
يعنى أيه أستحاله !!! أسيا أنتى مش شايفه الوضع عامل أزاى !! لازم تتصرفى وبعدين أنا واثق فيكى
كانت تعلم أن أى تأخير فى حالته يزيد ألمه ويزيد الأمر سوءا وكلما سارعت فى معالجه كتفه كلما كان الأمر أفضل له كما أنها تستطيع التعامل مع جرحه بسهوله ولكن خلع كتفه !!! فهى تخشى بشده من أن تزيد أصابته اعادها من أفكارها القلقه صوته يهتف أسمها بترقب
أسيا !
زفرت بأستسلام ثم قالت بتردد
تمام تمام بس لازم تعرف أن عمرى ما عملت كده أنا يادوب عارفه بيتعمل ازاى وليلى ورتنى عملى قبل كده يعنى أنت أول حد هجرب فيه
انهت جملتها ثم عادت وانحنت بجذعها مره أخرى نحوه أخذت نفسا عميقا تستجمع به شجاعتها قبل أن تقول بأهتمام
بعد ما أرد الكتف لازم دراعك ميتحركش عشان كده هنحتاج حامل وعشان مفيش هتصرف لحد الصبح بس دلوقتى هحتاج منك تنام على ظهرك
لم يجيبها ولم تنتظر هى أجابته فقد تحولت إلى طبيبه متمرسه فى دقيقه واحده وشرعت بعدما أستلقى هو بهدوء فى احتضان ذراعه المصاپ بكلتا يديها ثم بدءت فى إعادته لموضعه بتوجس شديد حتى أستمعت إلى صوت طرقعه ما يدل على عوده عضله كتفه لموضعها الأصلى تنهدت براحه وهى تبتعد عنه راكضه نحو خزانه الملابس تلتقط منها أحد اغطيه الوسادات لصنع حامل كتف منها ثم عادت إليه وساعدته على الجلوس فى وضع مستقيم وبعدها قامت بوضع غطاء الوساده أسفل مرفقه ثم قامت بعقد اطرافها بعضهم البعض حول عنقه رغم الألم الذى يضرب كتفه بما لا يفوق
احتماله وجد جسده يتأثر بقربها منه وخصلاتها المتمرده التى سقطت على ذراعه بسبب قربه منها فأغمض عينيه هربا من تأثيرها ورائحه شعرها اللى تغلغلت إلى جميع حواسه انتهت أسيا مما تقوم به ثم تحركت مسرعه إلى أحد الأدراج وقامت بأخراج حقيبتها الطبيه والتى كانت تحتفظ بها فى كل مكان تذهب إليه تحسبا اخرجت منها أحد الأقراص ثم قامت بوضعها داخل فمه فى حركه تلقائيه منها فتح مراد فمه بأندهاش من فعلتها الغير متوقعه وقد بدء ألم ذراعه يخمد شيئا فشئ فوجدها تبتسم له مشجعه ثم قالت بحماس مطمئنه
ده مسكن متقلقش عشان يريحك أكتر وانت هتلاقى الألم بيقل تلقائى بما أن العضله رجعت لوضعها
كان مراد مأخوذا بقوتها والتى لم يراها من قبل وتلقائيتها ومهارتها فى التعامل مع الوضع إلى جانب أبتسامتها التى اعتلت ثغرها بفخر بعد نجاح مهمتها لتكشف عن غمزتين أصابته بالأرتباك حتى أنها شعرت بأختلاف نظراته المسلطه عليها لذلك وجدت نفسها تتنحنح بخجل وقد شعرت أنها تعاملت معه بود أكثر مما يسمح لها لذلك انكمشت على نفسها وهى تقول بخفوت
ثوانى هنزل اجيب مطهر من تحت عشان الچرح اللى فى ضهرك وهرجع بسرعه
اختفت بعدها راكضه نحو الأسفل هاربه منه ومن خجلها وبعد دقائق قليله عادت إلى غرفتهم مرة أخرى بخطوات وملامح وجهه مرتبكة لم تخفى على مراد الذى كان يراقب كل حركه تقوم بها بشغف كبير رفعت عينيها بتوجس تنظر إليه وبمجرد ألتقاء نظراتهم معا أشاحت بنظرها بعيدا عنه وهرولت مسرعه تجلس خلفه فوق الفراش وهى تعض على شفتيها بحرج يا إلهى أن توترها يزداد مع هذا الصمت الرخيم الذى يغلف الجو من حولهم لقد عاد عقلها للتفكير الأن وبكامل قواه فيبدو أن أنشغالها بمعالجته رحمها من هذا القلق والحرج الذى تمر به أما الأن بعدما أنهت الجزء الأصعب منه لا تكاد تصدق هذا الموقف بكل تفاصيله هى !! مراد !! حديثه معها وقربه منها تعاملها مع إصابته وتلك العضلات والمنحوته التى تنقبض وتنبسط مع كل لمسه منها نفضت رأسها من كل تلك الأفكار وسلطت بصرها فقط هلى ذلك الچرح الذى يحتاج مدواته على الفور مدت أناملها بحذر وترو شديد تمسح بقايا الډم السائل ووجدت نفسها تهمس بأستنكار وبصوت متحشرج كأنها تحدث نفسها وهى تتلمس بأصبعها أعلى جرحه
أزاى كل ده حصل !
احفل جسده من لمستها الناعمه وتصلبت عضلاته مبتعدا عنها مسافه بسيطه ولدهشتها وجدته بعد ذلك يقول بصوته الأجش
براق قصدى وقعت من فوق الفرس
رفعت رأسها بأندهاش تنظر فى اتجاهه فلم تظن أنه ينتوى أجابتها ثم قالت بضيق
طب مادام هو خطړ كده ليه بتركبه !
استدار قليلا بجسده نحوها قبل أن ينظر إليها من فوق كتفه ثم أجابها وهو يحدق داخل عينيها بثبات
الشغف لما بنحب حاجه أو حد مش بتفكر أيه المخاطر أو الألم اللى هتتعرضله بسببه قلب الأنسان ده غريب تلاقى نفسك بتتألم بسبب اللى بتحبه بس مكمل فى حبه أول مأسى الحب التنازل الحب بيجبرك بكل الطرق إنك تتنازلى عشانه
ظلت أسيا تنظر إليه عده لحظات مشدوهه بجملته وغير قادره عن أزاحه عينيها بعيدا عنه هل هذا حقا مراد من يتحدث معها وهى خصيصا عن الحب !! كان هو أول من قطع التواصل البصرى بينهم وعاد بجلسته القديمه موليا ظهره لها أما عنها هى
فقد اخفضت رأسها مرة ثانيه نحو أسفل ظهره وعقلها يعيد جملته الأخيرة مرارا وتكرارا هل وجدت نفسها يوما تتألم من أجل فرات ! بل الأهم هل حدث يوم أن تنازلت من أجله لأى سبب كان ! كانت الأجابه واضحه وقاطعه لا تحتاج إلى تجميل لم يحدث يوما ولا بأى طريقه أن أجبرت على فعل شئ عكس رغبتها أو كرامتها من أجله بل الأسوء لقد كانت تضع قواعد صارمه ومحدده