رواية جامدة جدا رهيبة القصول 5-6-7
يديه وكان هو يتظاهر بالنوم حتى تنسحب هى من بين داخل أحضانه وتتحرك من الفراش ثم يخرج بعدها بفتره لا بأس بها كأن كل ذلك يحدث بمحض الصدفه البحته وليس من ترتيبهم الخاص !!
وفى اليوم التالى مساءا جلست أسيا فى مقابله ليلى التى عادت بصحبه عائلتها بمجرد سماعهم خبر إصابه مراد للاطمئنان عليه لاحظت ليلى شرود صديقتها منذ دخولها غرفتها لذلك هتفت بقلق متساائله
زفرت أسيا بحيره ومررت نظراتها على محتويات الغرفه بأكملها قبل أن تعود النظر إلى صديقتها قائله بتخبط
صدقينى مش عارفه يا ليلى أول مره ألاقى نفسى محتاره لدرجه أنى مبقتش فاهمه نفسى أنا أزاى كده !! ازاى مش زعلانه أن فرات سابنى
شفتى بقى !! حتى أنا كمان مستغربه زيك وأكتر تخيلى أن حتى مفكرتش أتواصل معاه !! أطمن عليه !!من ساعه اللى حصل ممسكتش التليفون اشوفه حتى بعتلى رساله ولا لاء !! زعلى كله أنه حطنى فى موقف سخيف ومراد صلحه لكن هو كشخص كأنه ممرش فى حياتى !! معقول سنتين من عمرى عشتهم فى وهم !! أنا بجد محتارة
عارفه الأسوء اللى مش قادره حتى اتقبله أن طول الوقت بعمل مقارنات بينه وبين مراد لما طنط سميره قالت كلام بايخ ومراد دافع عنى وأنا مش موجوده عارفه أول حاجه جت فى بالى أيه! ذكرى فضفتى مع فرات عن موقف سخيف ضايقنى وقتها لقيته بيهاجمنى من قبل ما يعرف حتى التفاصيل والمصېبه الأكبر أنى مكتشفتش أن علاقتنا كان فيها خلل غير لما شفت موقف مشابهه ليه بس التصرف كان مختلف انتى فاهمانى يا ليلى !
انتى محتاره ليه !! أنا قلتلك من زمان أنتى وفرات مختلفين بس أنتى كابرتى كنتى رافضه تسمعى صوت حد غير صوت عقلك اللى وهمك أن فرات بيحبك وعليه أنتى اقتنعتى أنك كمان بتحبيه بس صدقينى أنتوا الأتنين أبعد ما تكونوا عن الحب
الحب يا
أسيا يعنى الأمان كفايه عليكى أنك تحسى بوجوده فى نفس المكان عشان تكونى مطمنه حتى لو مش عارفه تلمسيه أنه يكون أهم عندك من نفسك أنك تحبى أى حاجه وكل حاجه ليها علاقه بيه وتخافى عليها زيه بالظبط أنك تبصى فى عيونه تنسى الدنيا بكل تفاصيلها ولو خيروكى بين العالم وبين نظره من عينيه هتختاريه هو من غير ما تترددى لحظه واحده أنك تحسى الدنيا ضيقه عليكى بس لما تشوفيه تلاقي الضيق ده أتحول لبراح أنك تكونى حافظه كل تفاصيله وملامحه وتعشقيها بعيوبها عارفه ليه لأنه محفور هنا
ظلت أسيا تستمع إلى أبنه عمها بأنبهار ثم هتفت بعدها متسائله بأشفاق
ياااه يا ليلى كل ده حب فى قلبك ليه
أبتسمت ليلى بۏجع وأخفضت رأسها هاربه بنظراتها من صديقه عمرها ثم قالت بخفوت
كل اللى قلتهولك ده ميوصفش حاجه فى حبى ليه صدقينى لما تحبى بجد هتعرفى أنا قصدى إيه
زفرت أسيا بضيق قبل أن تقول بتمنى
أنا بجد محتاره نفسى أهرب من كل ده ياريتنى كنت سمعت كلام دكتور طارق الدكتور بتاعنا وصممت أنى أشتغل معاه فى المستشفى بتاعته فى المدينه يمكن فعلا كنت طلعت طاقتى فى الشغل زى ماكان بيقولى وحققت حاجه مهمه فى حياتى بدل مانا متلخبطه بالشكل ده
تنهدت ليلى بأحباط ثم قالت بواقعية
مانتى جربتى يا أسيا وعرضتى عليهم وجدو قالك هيقول رأيه بعد مراد اللى رفض وبشده كمان كنتى هتعملى أيه يعنى ! وبعدين المهم دلوقتى هتنزلى معايا المستشفى أمتى أنا لوحدى من غيرك هناك
أجابتها أسيا بأصرار وهى تعود لتستند بظهرها على الوساده الوثيره الموضوعه خلفها
فكرتينى بالموضوع ده أنا فعلا كنت ناويه أكلم مراد النهارده فيه وأساله
هزت ليلى رأسها موافقة ومشجعه ثم عادت تسألها بأستفهام بعد فتره قليله من الصمت
أسيا صحيح فاكرة المرجع اللى دكتور طارق عطهولك هديه ! محتاجه اراجع فيه حاجه ضرورى لو ينفع تسليفهولى بكره
أجابتها أسيا بحماسة شديده وهى تتحرك من مقعدها
أه طبعا موجود هدورلك عليه والصبح إن شاء الله هيكون على مكتبك
ابتسمت لها ليلى بسعادة ثم سألتها وهى تتحرك من جلستها لتقف قبالتها
أنتى رايحه فين دلوقتى !
قالت أسيا وهى تتحرك بخطواتها نحو باب الغرفه للخروج
ولا حاجه هدور على الكتاب وهشوف لو مراد رجع عشان أتكلم معاه
لوحت لها ليلى بيدها مودعه ثم أرسلت لها قبله فى الهواء وداخلها يتمنى لو تجد صديقتها سعادتها المنشودة مع أحب إنسان إلى قلبها أخيها مراد
أما عن أسيا فقد توجهت مباشرة نحوغرفتها تبحث بأهتمام عن ذلك المرجع الهام بلهفه فإلى جانب أهميته العلميه كانت قد تحصلت عليه بفضل تفوقها خلال العام كتذكار من دكتورها المحبوب طارق على أجتهادها وتفوقها على زميلاتها وليلى بفارق طفيف أستحقت أسيا من خلال ذلك المرجع النادر وبجداره بحثت أسيا بداخل غرفتها كامله عن ظهر قلب ولم تجده لذلك قررت التوجه لغرفته والدتها للأستفسار عنه
دلفت أسيا غرفه والدتها والتى لحسن حظها كانت مستيقظه لذلك الوقت ثم سألتها مباشرة بقلق واضح
ماما من فضلك الكتب اللى كنت حطاها فى مكتبى فين !!
أجابتها والدتها برزانتها وهدوئها المعتاد
حبيبتى لما خلصتى دراسه وكنا بنرتب
الأوضه عشان رجوعك نقلت كل الكتب فى أوضه المخزن تحت السلم عشان أوفرلك مساحه
زفرت أسيا بضيق ثم قالت بأعتراض وهى تترك الغرفه بأكملها
يا ماما !! أزاى تعملى كده !! دى كتب مهمه جدا هنزل أشوفهم تحت
حاولت السيده جميله إيقاف أبنتها ولكن الأخيرة كانت قد تحركت من كامل الغرفه بعد نطقها بجملتها المعترضه مباشرة
وفى الأسفل وقبل دخولها لتلك الغرفه الواقعه تحت الدرج أسترقت أسيا عدة نظرات نحو غرفه المكتب للتأكد من وجوده بداخلها وأثناء فعلها لذلك تفاجئت بالخادمة جليله تخرج منها حامله بيدها فنجان القهوه الفارغ أستنكرت الخادمه استيقاظ مخدومتها لذلك الوقت فتحدثت تسألها مستفسرة بفصولها المعتاد
يا هانم !! أساعدك فى حاجه !
أجابتها أسيا بأنشغال وهى تحاول فتح باب الغرفه المغلق
لا أنا هدور على حاجه هنا متشغليش بالك أنتى وروحى نامى كفايه أنك سهرانه لدلوقتى
كانت جليله أكثر من مرحبه بأجابه مخدومتها تلك فهى بالفعل كانت تتوق للذهاب إلى مخدعها والملحق بالقصر من الخلف حتى تستريح قليلا من إرهاق اليوم لذلك تحركت مسرعه نحو المطبخ وقد أنتوت الخروج منه إلى غرفتها مباشرة دون تأخير وبمجرد دخولها المطبخ شهقت بقلق فقد تفاجئت من وجود مخدومتها الأخرى سميره بداخله سألتها جليله بأهتمام كاذب
أساعدك فى حاجه يا هانم !
أجابتها سميره بعجرفتها المعتادة
لا مفيش أنتى عارفه علي مش بيشرب القهوه غير من أيدى أنا روحى يلا شوفى كنتى هتعملى أيه
وضعت جليله صينيه القهوه الفارغه فوق الطاولة دون تعليق ثم شرعت فى التحرك نحو الباب الخلفى المطل على الحديقه الخلفيه للقصر أوقفها صوت سميره قبل خروجها تسألها بفضول
أستنى هنا قوليلى كنتى بتكلمى مين برة !
قالت الخادمة بأستفاضه
دى أسيا هانم كانت بتحاول تفتح اوضه المخزن وقالت هتدور على حاجه جواها
لمعت عينى سميره بخبث ثم قالت مسرعة بلهفه
تمام روحى أنتى وأنا كمان هصب القهوه وأطلع على طول
أنتظرت بعد أعطاء أمرها للخادمة بالأنصراف حتى أختفت أمامها ثم بدءت تتحرك للخارج وقد لمعت فكره خبيثه فى عقلها وقد انتوت تطبيقها فى الحال
تحركت سميرة على أطراف أصابعها حتى وصلت إلى الدرج ونظرت حولها بحرص يمينا ويسار لتتأكد من عدم وجود أحد فى الجوار ثم قامت بسحب باب غرفه المخزن ببطء شديد وأغلقته بعدما تأكدت من وجود أسيا فى الداخل فجميع من بالقصر يعلم أن أسيا مصابه برهاب الأماكن المغلقه بسبب حاډثه مماثلة تعرضت لها فى الصغر إذا تلك هى فرصتها المناسبه للأنتقام منها ومن مراد خصوصا بعد تقريعه وتهديده لها بسبب زوجته التى فضلت شريكه عليه تأكدت سميرة من وجود المفتاح من الخارج ثم قامت بأنزال زر الضوء ليحل الظلام داخل الغرفه ثم ركضت بعدها نحو الأعلى ومنه إلى غرفتها
أنتفضت أسيا ړعبا بمجرد حلول الظلام داخل الغرفه الضيقه وبدءت أنفاسها فى التسارع تلقائيا خاصة عندما حاولت الخروج فوجدت باب الغرفه مغلق حاولت فتحه مرة أخرى وقد بدءت يديها فى التعرق وجسدها فى الأرتجاف حاولت أخذ نفسا عميقا تهدء به من روعها ولكن هيهات فالظلام مع ضيق الغرفه جعلها تفقد السيطرة على أعصابها تماما فبدءت تصرخ وتدفع باب الغرفه بقوه فى محاوله بائسه منها للخروج
اما فى غرفه مكتبه وصل إلى مسامع مراد صرخه أستنجاد خافته سرعان ما اختفت فظن للوهله الأولى أنها من وحى خياله ولكنها سرعان ما عادت
لتخترق سمعه مرة أخرى بنبرة أقوى فقرر إرضاء فضوله وأتباع مصدر الصوت للأطمئنان والتأكد ولالفعل بمجرد خروجه من الغرفه وتحركه فى الممر الواصل بين غرفه مكتبه والدرج أستمع إلى صوت صړختها المستنجده أتيا من غرفه المخزن المقابله له
الفصل السادس ..
نطق مراد أسمها مستنكرا بقلق وهو يركض فى أتجاه غرفه التخزين
أسيا !! .. أسيا !!!...
كان صوته العميق الذى تسلل إليها عبر الجدران الفاصله هو كل ما كانت تحتاجه من نجده وربما أكثر بلعت لعابها بصعوبه وأجابته بلهفه شديده ويدها لازالت تحاول بيأس فتح باب الغرفه المغلق
مراد .. مر..اد الحقن نى .. مراد .. طلعنى من هنا ..
لم يكن ينتظر أستنجادها به ليبدء عمليه أخراجها من الداخل فبمجرد وصوله إلى باب الغرفه وهو يحاول بأستماته فتح ذلك الباب المغلق أمامه للوصول إليها ولكن أولا عليه محاوله بث الطمأنينة إليها رغم افتقداه له شخصيا فى تلك اللحظه لذلك قال مطمئنا رغم الذعر الباديا فى نبرته
مټخافيش انا هنا .. ثوانى وهطلعك مټخافيش ..
أنهى جملته ونظر حوله يمينا ويسارا بتشتت للبحث عن أى شئ أو أداه تساعده فى فتح ذلك الباب المغلق بأحكام دون جدوى هتفت هى أسمه مره أخرى بتوسل حقيقى وصوتها متحشرج من أثر البكاء
مراد .. أنا خاېفه .. أنقذنى .. مش عارفه أتنفس ..
حسنا لن يتركها بمفردها للداخل لثانية أخرى مضيعا الوقت فى محاولاته العقيمه لفتح ذلك الباب اللعېن لذا أخذ نفسا عميقا ثم قال بثبات وهو يستعد بجسده
أسيا .. أبعدى عن الباب ..
لم يستمع إلى إجابتها فأنطلق يدفع بجسده نحو الباب