الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية جامدة جدا رهيبة القصول من 1-4

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الاول ..
مسح الجد عثمان فوق شعر أسيا بحنان ثم سألها بأهتمام ابوى خالص لم تشعر به سوى معه ومع تؤام روحها العائد 
أسيا يا حبيبه جدك محتاجه حاجه اعملهالك !.. 
اجابته أسيا على استحياء بعدما رمقت مراد بنظره عاشقه 
شكرا يا جدو .. ربنا يخليكم ليا ..
ابتسم الجد لها بود ثم عاد ليقول مساكشا 

طب ايه رأيك امشى العيال دى واقضى معاكى انا الليله النهارده وبكره نرجع البيت سوا ..
اخفضت رأسها بخجل ولم تعقب فسارعت ليلى تقول وهى تغمز لجدها بخبث 
لا يا جدو تقضى ايه بس .. انت لازم تروح عشان الدوا بتاعك وترتاح وبعدين احنا اتفقنا مع طنط جميله.. مراد هيقعد مع أسيا الليله دى وبما ان الدكتور كتبلها على خروج يعنى بكره الصبح هنلاقيهم منورين البيت من تانى ..
اجابها الجد بأستحسان 
والله يا بت يا ليلى يا اوزعه انتى عندك حق .. خلاص يا جميله يلا بينا احنا ومتقلقيش على أسيا مادام مراد معاها .. مش كده برضه يا مراد !..
نطق جملته الاخيره وقد توجهه بكليته نحو حفيده الاكبر الذى كان يتابع الموقف بصمت والذى اومأ برأسه مؤكدا قبل ان يقول بنبره خاليه 
متقلقش .. اتفضلوا انتوا وانا موجود ..
تحرك الجد عثمان بمجرد سماعه لجمله حفيده طابعا قبله ناعمه فوق شعر أسيا ومودعا لها ثم افسح المجال لوالدتها لتوديعها هى الاخرى ومن ثم أعقبتها ليلى قبل ان يتركوها وانصرفوا لتجلس وحيده فى صحبته لم يوجهه لها حديث منذ الصباح سوى جملته التى تفوه بها مستفسرا عن حاجتها ثم لاذ بعدها بالصمت مرة اخرى حتى وقتها الحالى تنحنحت هى بخجل ثم قالت بأحراج 
على فكره انا كويسه وبما ان فى سرير تانى فى الاوضه تقدر ترتاح لحد الصبح .. ليلى قالتلى انك كنت سهران الايام اللى فاتت وتعبت معايا ..
سده فوق الفراش وأغمض عينيه على الفور ثم زفرت بأحباط وهى تعود برأسها لتستند فوق الوساده الوثيره وتفكر بيأس لماذا يستمر فى تجاهلها حسنا لقد اثبت لها بتصرفاته منذ الصباح ان مكوثه بجوارها لم يكن سوى بدافع الواجب وقضى على اخر أمل قد دب فى قلبها من حديث ليلى الصباحى زفرت مره اخرى بضيق ثم اغمضت عينيها هى الاخرى عائده بذاكرتها إلى ذلك اليوم الذى انقلبت به حياتها رأسها على عقب ذلك اليوم الذى وضعها القدر فى طريقه قبل ان يرتبط مصيرها وقلبها معه .
قبل٥ أشهر ..
كانت أسيا قد انتهت من حزم اخر حقيبه سفر لديها ثم تحركت لتجلس فوق الفراش وهى تتنهد بأرتياح اخيرا انتهت دراستها الجامعيه وحان وقت عودتها إلى منزلها وبلدتها المحببه حيث مسقط رأسها ومسكن عائلتها نظرت إلى رفيقه دربها ليلى التى كانت تعبث بهاتفها الخلوى ثم قالت بنبره حماسيه 
اخيرا يا ليلى هنرجع البيت .. 
رفعت ليلى رأسها تتفحصها جيدا ثم قالت بخبث وهى تغمز لها بطرف عينيها 
كل الفرحه دى عشان البيت برضه !!.. لا بجد صدقتك ..
جاوبتها اسيا بأرتباك متصنعه عدم الفهم 
ايوه عشان البيت هيكون عشان ايه يعنى !.. 
ضيقت ليلى عينيها فوق صديقتها المقربه ثم قالت بأستخفاف وهى تسير داخل الغرفه مقلده نبره أسيا 
يمكن عشان حد طويل وأشقر وعيونه ملونه واسمه فرات وموعدك انه هيقابلك بكره مثلا ..
رمقتها اسيا بعده نظرات حانقه ثم انحنت بجذعها لتسحب احد الوسادات الموضوعه فوق فراشها داخل غرفه سكنها المشتركه مع ابنه عمها ثم القتها بقوه فى وجهه ليلى التى تفادتها بسهوله وهى تضحكت عاليا من حنق صديقتها الغير مبرر.
كانت ليلى تماثل اسيا فى العمر تقريبا لا يفصل بينهم سوى اشهر قليله وبحكم ترعرعهم فى منزل واحد اصبحت أسيا وليلى أصدقاء مقربين منذ الطفوله وازداد تقاربهم مع مرور الوقت حتى أصبحا كالتوأم الملتصق لا ينفصلان ابدا حتى فى دراستهم كانت اسيا تحلم منذ الصغر ان تصبح طبيبه واثر ذلك على ليلى التى اجتهدت هى الاخرى فى دراستها ليلتحقا معا بكليه الطب ولم يفصلهم سوى التخصص اختارت اسيا طب الاطفال تنفيذ لرغبه والدها المتوفى وتخصصت ليلى فى مجال العظام رغبه به اما عن ملامحها فكانت تختلف كثيرا عن أسيا فقد ورثت جمالها الأخاذ عن والدتها السيده عزه فشعرها المموج يشبه سنابل القمح من حيث لونه يتخلله بعض الخصلات البنيه الرائعه مع وجهه ابيض بيضاوى وعيون عسليه واهداب طويله تشبهه عيون الريم مع شفاه مكتنزه وجسد ضئيل متناسق إلى جانب روحها المرحه التى تجعل كل من يراها يعجب بها على الفور .
بعد فتره قصيره انتهت خلالها الفتاتان من مراجعه حاجياتهم والتأكد من حزم جميع حقائبهم بدءتا فى التحرك إلى خارج البنايه السكنيه فاليوم انتهت رسميا اخرايام دراستهم وحان وقت العوده إلى قريتهم حيث مملكه جدهم السيد عثمان لإفادة اهل بلدتهم الصغيره بكل ما تعلماه خلال السنوات المنصرمة فقد كان ذلك هو هدفه منذ البدايه .
هتفت ليلى بعجاله وهى تمسك بحقيبه سفرها موجهه حديثها لآسيا التى كانت تعبث بهاتفها 
يلا يا اسيا وسيبى تليفونك شويه كلها يوم واحد وتشوفيه تانى وتتكلموا براحتكم .. مش عايزين نتأخر على الطياره عشان لو فاتتنا جدو مش هيرحمنا ..
زفرت أسيا بضيق ثم اجابتها بأنشغال وهى تتحرك خلفها 
خلاص خلاص .. جيت اهو اتفضلى يا ليلى هانم اتحركى قدامى انا عارفه كويس انتى مستعجله على ايه .. 
رفعت ليلى رأسها بكبرياء ثم سألتها بثقه وهى تتحرك نحو سيارة الاجره 
مستعجله على ايه يا أينشتاين عصرك !.. 
اجابتها أسيا بغموض وهى تجر حقيبتها وتسرع فى خطواتها لتصعد قبلها داخل سياره الأجرة المنتظره 
لما ننزل من الطياره هقولك ..
ضغطت ليلى فوق شفتيها بتوعد ثم حركت رأسها يمينا ويسارا بعدم اهتمام قبل لحاقها بصديقتها والصعود جوارها داخل سياره الاجره بدءا لرحله عودتهم للبلده .
فى احدى القرى الصغيره وبالتحديد داخل قصر عائله السويدى والذى يعود تاريخ بناءه إلى اواخر الدوله العثمانية جلس الجد عثمان على رأس مائده الافطار كعادته وجلس حوله كلا من السيده جميله والده أسيا وجوارها سميره زوجه ولده الأصغر علي وبجوارها زوجها اما فى الجهه الاخرى فقد جلس جواره كالمعتاد مراد حفيده الاكبر والأقرب إلى قلبه والذى وكل إليه تيسير كافه اعماله التى تحتل القريه بأكملها فمراد إلى جانب ذكائه وحنكته ورث عن جده قوه شخصيته وقيادته ومعظم طباعه الاخرى الامر الذى جعله يوليه اهتمام خاص ويعهد بنفسه إلى تربيته وتعليمه منذ الصغر حتى اصبح نسخه اخرى منه لا يفهمه ولا يخضع سوى له تنحنح الجد عثمان ثم سأل بهدوئه المعتاد بعدما جاب بنظره فوق المقاعد 
امال فين عزه وفايق منزلوش ليه !..
فتح مراد فمه لإجابته ولكن أوقفه صوت والده السيد فايق يجيب بصوته العميق وهو يخطو داخل غرفه الطعام وخلفه زوجته ووالدة ابناءه مراد وليلى 
احنا اهو يا بابا .. صباح الخير عليكم الاول .. حضرتك عارف النهارده رجوع البنات وعزه كانت بتكلم ليلى تتأكد من انهم ركبوا الطياره خلاص ..
بادله والده تحيه الصباح ثم قال بعدما اشار لهم بعينيه لاتخاذ مقاعدهم المعتاده 
كويس انك اطمنتى عليهم يا عزه .. 
صمت لوهله موزعا نظراته بين جميله وعزه ومراد ثم عاد ليسأل بأستفسار 
المهم يا جميله انتى وعزه استدعيتوا لرجوع بناتكم وجهزتوا كل حاجه !.. وانت كمان يا مراد حضرت العربيه اللى هتروح تجيبهم !..
طمأنته عزه بنبرتها الناعمه على الانتهاء من كافه التجهيزات قبل ان يتحدث مراد بأنشغال وهو يعبث بهاتفه المحمول 
كله تمام متقلقش.. كرم هيكون فى المطار قبلها بيستقبل فرات وهيستنى لحد ما طيارتهم توصل ويجيبهم معاه ..
لوت سميره والدة كرم فمها بأستياء ثم تمتمت ممتعضه بخفوت 
ابنى هيسيب شغله ويشتغل سواق للهوانم ..
نهرها زوجها بصمت من خلال نظراته الغاضبه رافضا ما تفوهت به والذى وصل لمسامع الجد بوضوح ولكنه اثر تجاهله وحرك رأسه بأستحسان ثم علق موافقا 
عال .. ابن عمهم يوصلهم احسن بكتير من حد غريب .. انا كده هكون مطمن عليهم ..
اومأ مراد برأسه هو الاخر موافقا ثم دفع مقعده للخلف ملتقطا هاتفه بعدما استقام فى وقفته استعدادا للخروج أوقفه صوت والدته السيده عزه معترضه بأستنكار 
حبيبى انت رايح فين !.. على الاقل افطر كويس كفايه عليك تعب طول اليوم !!..
حرك مراد رأسه رافضا ثم اجابها بأختصار وهو يربت فوق كتفها بحنان
فى مشكله مع واحد من الفلاحين وانا وعدته امر عليه النهارده .. يادوب الحق قبل الاجتماع ..
كان الجد عثمان هو من تحدث نيابه عنها قائلا بفخر وهو ينظر نحو حفيده 
روح يابنى .. مصالح الناس اهم وخصوصا الغلابه منهم ..
ابتسم مراد بأقتضاب تعليقا على حديث جده ثم قام بتودعيهم قبل تركه للغرفه استعدادا لبدء يوم عمل شاق كالمعتاد .
بعد مرور ثلاث ساعات كانت ليلى تسير بجانب أسيا فى طريقهم للخروج من بوابات المطار عندما شهقت ليلى پصدمه ووكزتها أسيا بمرفقها بخفه وهى تهتف بمرح 
كرم جاى يوصلنا بنفسه .. وانا اقول ليه الناس مستعجله من الصبح ..
رفعت ليلى رأسها بكبرياء وهى تجر حقيبه سفرها خلفها وثم تمتمت بعدم اهتمام 
ايه المشكله يعنى .. زيه زى اى حد على فكره ..
ردت أسيا بخبث وهى تراه يتقدم نحوهم بثقه مراقبه ردود افعال صديقتها التى تحفظها عن ظهر قلب 
عندك حق زيه زى اى حد على فكره خالص .. بس بالراحه على قلبك اللى صوت دقاته واصل لحد عندى ..
كان كرم هو ابن عمهم علي وترتيبه بين الأحفاد الثانى بعد مراد تحديدا يمتاز بالذكاء وقوه الشخصيه والعصبيه الشديده رغم تحذيرات مراد المستمره له عن اهميه التحكم فى انفعالاته كما انه يعتبر ذراع مراد اليمنى والذى يعتمد عليه اعتماد كلى فى كثير من الامور الخاصه بأمبراطوريه عائلتهم اما عن ملامحه فكان يشبه مراد لحد كبير مع فارق طفيف فى الطول يتفوق به الاخير وملامح وجهه اقل صرامه وعبوسا مع بشره برونزية رائعه وعيون عسليه دافئه توقف امامهم برشاقة ثم قام بتحييتهم وهو ينحنى بجذعه للأسفل لحمل حقيبه أسيا ببساطه دفعت ليلى بفظاظه يده التى تحركت نحو حقيبتها هى الاخرى قائله بجمود شديد 
متتعبش نفسك .. شنطتى وانا هتصرف فيها ..
استقام فى وقفته بعدما رفع رأسه للاعلى ورمقها بنظره خاليه ثم قال بعدم اهتمام قبل ان يتحرك من مكانه تاركها خلفه 
اتصرفى براحتك .. انا اصلا مش شيال عندك ..
نظرت ليلى بأحباط نحو اسيا التى كانت تراقب

انت في الصفحة 1 من 10 صفحات