الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية قصة حقيقية القصول من 21-25

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

ممسكة بساني منذ عدة ايام.
تمتمت آلاء بسخرية ليقول محمد وهو يتذكر افعالها العڼيفة
ويدك ما شاء الله صارت تعمل وتجتهد پعنف.. انت تعوضين شيئا بشيء آخر.
نظرت اليه بضيق شديد وكادت ان ترد على كلامه ولكن اوقفها وصول النادل بالأطباق الشهية.. 
بعد ان سار النادل مبتعدا غمغمت بۏجع وحسرة على نفسها
ولكنك ما شاء الله لم تتواني وتتريث في اذيتي.. جعلتني اكره نفسي واكرهك واكره الساعة التي تحدثت بها معك.
لقد اخبرتك ان توقيتك كان خاطئا.
قال محمد بجدية لتعقد حاجبيها برفض ويدها المستريحة على فخذها تتكور بإرتجاف.. كيف تنسى بهذه السهولة الأيام المريرة التي كانت تتلوى في لهيبها 
تخلل الألم صوتها الشاحب وهمست بعنفوان لا ارادي
وما هو المطلوب مني الآن
لم يفته اي من اختلاجات وجهها المتوتر.. كان يدري ان السبيل اليها طويلا والوصول الى مغفرتها متعبا مرهقا.. 
همس محمد بأسف حقيقي
لا شيء.. انا فقط اعتذر منك واعلم  اليه ليغمغم
اعلم انك ستقولين لماذا لا تقول لنفسك هذا الكلام لقد فعلت يا آلاء اكثر من مرة ولكن لم تكوني انت الوحيدة العنيدة فسلطان كبريائي وغروري أعند من كلانا.. دعينها ننهي هذا الموضوف فقد أذينا بعضنا البعض كثيرا.
انظر الى نفسك وقل هذا الكلام.
تمتمت ليأخذ نفسا عميقا ويتساءل
هدنة ام لا
أجل لماذا لا انا ايضا مللت من هذا الوضع.
غمغمت بوهن حقيقي.. لقد سئمت من كمية الضغوطات هذه.. ليقول محمد بلهفة
اي انك سامحتيني اليس كذلك
لا انا قلت هدنة ولم اقل انني سامحتك.
قالت بخشونة فضحك محمد وكأن جزءا من روحه قد تحرر من ظلامه ليبصر النور من جديد.. السواد كان يلتف حول روحه فيؤلمها ويثير الڠضب به.. لا بأس اذا تأخرت بغفرانها فما فعلاه بحق بعضهما البعض لم يكن هينا ابدا.. 
حسنا حسنا لقد فهمت.. اعلم انني سأتعب ولكنك تستحقين يا عمري. ليكن الله في عوني فقط الى ان ترضي..
الفصل الحادي وعشرون الجزء الثاني
تمر الأيام وغير البرود لا يجد منها.. جامدة لا تتكلم معه الا عند الضرورة القصوى.. الهدنة التي وافقت عليها كانت لآجل نفسها.. لترمم شظاياها المکسورة وتلملم أفكارها الضائعة.. ربما بإمكان المياه ان تعود الى مجاريها ولكنها تحتاج الصبر والتفكير الملي وإختيار الواجهة الصحيحة لتعود فعلا.. 
إتخذت عزلة لنفسها بعيدا عن كل الضغوطات النفسية والجسدية التي أهلكت أوصالها.. كانت تهتم بنفسها قاصدة.. كلماته الچارحة أوجعتها بحق ولا زالت الى الآن تزعزع ثقتها بنفسها.. هي فعلا شعرت بقساوة الكلام الذي يقال دون تفكير.. الكلام الچارح يعذب اكثر بأضعاف من طعڼة السکين.. لقد أخذ حق كرامته الموجوعة والتي هدرتها بكل سهولة.. رد لها ضړبة لسانها المتهور بضړبة 
ليعطيك الله العافية. 
قالتها آلاء بجفاء ليغمغم بنبرة هادئة
اذا كنت ترغبين بالذهاب الى منزل اهلك وزيارتهم بعد المدرسة بإمكانك ان تفعلي وانا سأتي لأخذك حينما أعود.
لا ليس هناك مشكلة فسأعود الى شقتنا.
هتفت ببرود ليومئ موافقا قبل ان يهمس بلوعة
لولو.. اشتقت اليك!
أسترخى بجسده فيطج مقعد السيارة وتأوه بعذاب من صمتها وجمودها معه.. لقد تعب والله بقدرها.. تعب من تدهور علاقتهما.. من سيء الى اسوأ.. يريد ان يستقر معها في مكان واحد.. هذه التخبطات والعقبات التي بينهما باتت تؤرقه.. لا يستوعب كيف من خطأ بسيط بل خطأ تافه انقلبت السفينة بهما ليغرقا في مشاكلهما دون مرسى.. الفجوة التي أمست بينهما ټخنقه.. يعلم انه لا يستحق السماح بسهولة ولكنه تعب وندم وكما يقال للطاقات حدود..
الألم لم تكن وحدها من تحمله.. كان يتلظى به مثلها تماما.. يرتوي من عڈابه معها.. ربما له دور الأكبر في الأخطاء نظرا لقوته الجسدية وعقله الشيطاني.. ولكنها ايضا لم ترحمه ولن ترحمه كما يرى.. البرود الذي تولد بينهما فأصبحا كغريبان في منزل واحد مرهق لأعصابه وهو رجل قليل الصبر.. حرمانه منها بعد ان تتزين بأبهى حلة وكأنها تعاقبه على اهانته لأنوثتها..
هي ايضا اهانته اكثر من مرة برجولته ولكنه استمر معها وتناسى فلتفعل المثل..
ساد الصمت بينهما.. لم تعلق بحرف على الشغف الذي انساب مع شوقه لها.. أغمض عينيه وتنهد بصوت مسموع.. ثم تساءل بابتئاس ترح
الا يوجد امل ان أعود واجد الوضع بيننا طبيعي وبخير لقد أعتذرت منك واعترفت بخطئي وانت لم تكوني بريئة ايضا مما حدث.. كنت في ذلك الوقت السبب.
محمد الآن ليس وقت هذا الكلام.
غمغمت بإضطراب.. لا تود ان تضعف.. لا تود ان تغفر.. ما فعله في حقها صعبا ومن الصعب عليها كل مرة ان تغفر.. هو صعب المراس يحتاج الوقت ليغفر وهي ترغب ان تكون قاسېة القلب ولا تغفر بسهولة..
تمتم محمد بتعب حقيقي وبنبرة اقرب الى الرجاء
أرغب ان اعود واجد كل شيء طبيعي.
عسى ان تصل سالما.
قالتها على عجلة من امرها حتى تنهي المكالمة فهتف محمد بإصرار وكأنه على حافة الهاوية وخائڤ من الوقوع..
اليوم سأرى هذا الموضوع.. يجب ان نتخلص من هذا الوضع الذي بيننا.
تمتمت بإيماءة باردة وشعرت فجأة بالصداع يجتاح رأسها پعنف.. قد يكون محقا بكلامه ولكن هل ستقدر على سماحه بكل هذه السهولة صعب.. صعب جدا ما يهفو اليه..
احتاجت ان تفرغ كل شحناتها السلبية التي طال كبتها پبكاء حاد.. سفره المؤقت كانت بحاجة اليه لتتخذ زاوية جانبية في الشقة وتنتحب پبكاء مرير.. بكاء طويل سببه كل الضغوطات التي مرت بها هذه الفترة وأثرت بقسۏة عليها.. 
كانت تعلم انه في طريقه اليها الآن.. لا تعلم فعلا اي خطوة تتخذ.. بينهما طفل لا زال لم يسلك طريقه الى النور بعد..
بعد ان وصل كانت تجلس برفقته في الصالة تسمعه يقول براحة
حمدا لله لقد انهيت كل اعمالي.. لن اضطر للسفر مرة أخرى.
اومأت آلاء بهدوء ليستهل بسرد احداث يومه عليها كطفل عاد من المدرسة ويريد ان يخبر والدته بأحداث يومه الحافل.. ربما هو طفل ولكن طفل وقح وقليل تربية ويحتاج الى تأديب قاسې.. لم تتفاعل كثيرا مع كلامه الذي يحمل الكثير من اللهفة في حروفه.. 
مع انه انتبه لعدم رغبتها بمشاركته الحديث واكتفت بإيماءات بسيطة او شرود من قبلها الا انه كان يواصل حديثه دون ان يمل.. يود كسر هذا الحاجز الجامد الذي تغلف نفسها به.. هذا البرود لا يتماشى اطلاقا مع نيرانها المستعرة دائما في عينيها.. برود قاسې يحجبها عنه ويضطرب قلبه لآجله..
كان متعبا من السفر وصداع شديد اثر النعاس يكاد يهلك رأسه فإنسحب بخفة بعد ان قال انه سيدخل لينام قليلا.. 
قبل ان تزفر انفاسها كان يصيح بأسمها بصوت عال جعلها قلبها ينتفض داخل ضلوعها..
آلااااااااااء
رباه اي مصېبة ارتكبت ليصيح بأسمها هكذا.. سارعت بالدخول الى الغرفة لتقف بجانب الباب وتتساءل بلهاث بينما الخۏف يضيء مقلتيها الشجيتين..
ماذا ماذا هناك محمد
ضحك محمد بحنو على خۏفها الواضح.. تقف قرب الباب وكأنها تعد نفسها للهروب منه!.. 
قال محمد بمرح مطمئنا لها
اقتربي.. لماذا انت خائڤة انا لن افعل لك شيئا
تطلعت الى جلسته على السرير بإسترخاء ثم شمخت برأسها بغرور وتحدي وقالت
اعلم انك لن تفعل لي اي شيء ومن اخبرك انني خائڤة
إبتسامة رقيقة جميلة جدا خطتها شفتاه وهو يغمغم بعبث
اجل انا أرى!
بشجاعة دنت منه وجلست بجواره على طرف السرير ليخرج علبتين فخمتين كان يضعهما بجانب وسادته ثم وضعهما في حجرها واردف
انهما لك.. رأيتهما اليوم ونالا كثيرا على اعجابي وتلقائيا رأيتك ترتديهما.. انا اعلم انك تحبين هذه الأشياء.
القت نظرة بسيطة على العلبتين دون ان تعلم بعد ما يوجد داخلهما ثم بهدوء نظرت اليه وتساءلت
هل هذه رشوة حتى أغفر لك ام ماذا
بيأس اجابها
اعتبريها كما تريدين.. ولكنني اشعر انني أقصر معك في هذه الأمور وانت لا تطلبين دوما تصمتين.. فقررت كلما ارى شيئا جميلا أشتريه لآجلك.
في الواقع شعرت بفضول كبير لتفتح العلبتين وتعلم ما يوجد داخلهما.. ولكن رغبة الأنثى في الحفاظ على كرامتها والتحلي بڠضبها وضيقها والإستمرار في عقابه كانت اقوى.. 
ترددها بدى واضحا له فليرحمها من حرب الأفكار هذه قال برفق
افتحيهما والقي نظرة.. أخشى ان لا يعجبك ذوقي.
فتحت العلبة الكبيرة ذات اللون الأسود لتجد ساعة يد ثقيلة جدا من الذهب الناصع ثم فتحت العلبة الذهبية الثانية والتي كانت صغيرة الحجم وعبارة عن قرطين مزخرفين بشذر ابيض..
بصعوبة قاومت انبهارها ثم أغلقت العلبتين وقالت برقة
شكرا لك.. وانت لا تقصر معي من هذه الناحية.. دوما تحضر الأشياء قبل ان افكر وأرغب بها.. وانت تعلم جيدا ان هذه الأشياء لا تهمني.. ما يهم هو أشياء مختلفة تماما.
زفر محمد ثم قال بجدية
اعلم انها لا تهمك.. ولكن هذا حقك.
شكرا لك.
همست 

انت في الصفحة 2 من 11 صفحات