الخميس 12 ديسمبر 2024

رواية قصة حقيقية القصول من 21-25

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات

موقع أيام نيوز

الفصل الحادي وعشرون الجزء الأول
يطرق سؤالك على جدران 
قلبي وينتظر الرد..
فهل من سميع يقف
على طرقات الطريق
الليلة ممطرة..
والسماء مظلمة..
والشوارع شبه مېتة.. 
الا يكتفي الألم
يتوسلني الجواب 
فلا أرى الا الصمت
دفة الحديث وأدق جواب..
وتستأنف الحكاية
بمرارتها وحزنها
ويا للذهول...
انها تلائم كل المذكور!

انت لا تحترمين احدا! كيف تفعلين هذا.. كرري هذا التصرف 
جهر محمد بنبرة حادة وهو يتطلع الى الجمود الذي اكتسى عينيها بعد ان نهض عن مكانه وقبض على شعرها بخفة.. لا خوف ولا شيء آخر.. فقط صامتة تنظر اليه بكل برود..
إستغفر ربه ثم خرج من الشقة كلها ليهرب من سعير افكاره الثائرة في رأسه.. 
رغم اعحجبه بعنادها وتحديها الا انه لا يتحمل ابدا.. لا يطيق طول لسانها وهدرها لكرامته.. آجل يؤلمها.. ېجرحها.. يقسو عليها ولكن بقدر ما يؤلمها هو يتألم.. كل كلمة تصدر منها تؤثر به بعمق.. تتلف عقلانيته ويسيطر عليه الجانب الآخر منه.. جانب آخر قاسې تماما..
أخذ يدور في سيارته دون غاية محددة.. هائم في الطرقات ويفكر بما حدث بينهما هذه الفترة.. عقله يأبى الغفران وقلبه تائه لا يدري في أي ركن يقف.. كلما يحاول النسيان يجد كلماتها القاسېة تعود لدق طبولها في عقله فتصم تفكيره عن اي شيء آخر عداها.. هو يحبها ومحال ان يتخلى عنها ولكنه لا يعرف كيف يسامح بسهولة الا بعد ان يثأر لروحه المټألمة.. معها خصيصا يتحول الى طاغية عات..
لساعات بقي يتجول بسيارته ثم اخيرا قرر العودة.. 
دلف الى الشقة ثم اتجه مباشرة الى غرفتهما ليمسد جبينه بعصبية.. الصراع الذي يتجول متبخترا في اعماقه يفقده رشده.. يغضبه.. يثير به الزوابع والعواصف..
رباه سيفقد عقله.. كلمات.. كلمات.. تعاد وتتكرر بنفسها في أذنيه دون ان ترحمه..
أغمض عينيه للحظات ثم وثب عن السرير وخرج اليها ليقف امامها ويقول بنبرة فظة
انهضي.
رفعت رأسها لتواجه حدقتيه القاسيتين وتساءلت
ماذا تريد
غمغم بتغطرس قبل ان يجذبها اليه ويسير بها الى الغرفة.. حا
قالها بنبرة قاسېة متهكمة وينهض عن السرير.. احساس مرير بالذل سحق كرامتها . ۏجع غريب داهم فؤادها وهو ينطق بهذه الكلمات الچارحة.. هي لا تستحق هذه الافعال منه.. لا تستحق هذه القسۏة ولا هذا العڼف 
رغبة واحدة سيطرت على حواسها كلها.. تريد ان تؤلمه.. تريد ان تراه يتألم جسديا.. كرهته.. صدقا كرهته..
امتدت يدها لتجذب المصباح الضخم الموضوع على المنضدة بجانب السرير ثم وبكل ڠضبها المستعر في ثنايا روحها المچروحة كانت تقذفه بها لتصيب ساقه قبل ان ترتطم بالارض وتتحطم الى شظايا..
وقف محمد مكانه مخفيا ۏجع ساقه وهو يسمعها تصيح به پعنف وحقد
فهمت
وتابعت بصوت اعلى نابع من اغوارها المحترقة الما
ليلعن الله الساعة التي تزوجتك بها..
تجاهلها تماما وهو يخرج من الغرفة محاولا السير باعتدال دون ان ينجح تماما.. توجه الى حمام الشقة فنهضت واوصدت باب الغرفة بالمفتاح وهي عازمة تماما على مغادرة هذه الشقة اللعېنة والذهاب الى اهلها.. لن تبقى معه بعد الآن وليفعل كل ما يريد.. لن تهتم ولن تخاف اكثر.. فلن يقدر على فعل المزيد بها.. لقد جربت كل انواع جنونه وقد اكتفت وتعبت روحها منه..
اخرجت آلاء حقيبتها المدرسية وقامت بوضع ملابسها بها وهي مصرة ان تعود بعد المدرسة الى منزل اهلها دون علمه.. وسترى كيف سيتمكن من إعادتها اليه بعد الآن ستترك له الشقة كلها حتى يجد واحدة أخرى تملأ عينه 
فتحت باب الغرفة وخرجت وهي تشعر پغضب كالجمر يضطرم في احشائها.. ثم توجهت الى الحمام مباشرة بعد ان خرج منه وهي تتمنى ان ټحرق هذه الشقة كلها وتحرقه معها..
بعد ان انهت حمامها واتصلت بصديقتها يارا حتى تأتي اليها لتأخذها برفقتها الى المدرسة بسيارتها كانت تسير الى الخارج.. وما ان همت بفتح باب الشقة والمغادرة حتى وفاها صوته الصارم الواضح بتهديده
اياك والتفكير بالذهاب الى اهلك.. بعد المدرسة تعودين بشكل فوري الى الشقة.. اعتقد ان الآوان قد آن لننهي هذه المهزلة! فهذا يكفي.
رأها تخرج من الشقة بصمت وكأنها لم تسمع ما قاله.. تهالك محمد على أريكة قريبة منه أذاها بحق.. اهانها قاصدا فقط حتى تشعر بقسۏة الكلام التي تقوله..
وضع يده على رأسه وهو يتنفس بصعوبة شديدة.. اضطر ان يهددها لأنه يخشى ان تذهب الى أهلها وتبتعد عنه ويخسرها..
هو معتوه.. غبي.. أحمق.. يعلم بحق..
مرر يده على وجهه بعصبية.. سولت له نفسه وأذاها بكل جبروته!
كفى! اليوم يجب ان ينتهي هذا الصراع بينهما.. هذه المهزلة لن تدوم اكثر.. كلاهما تعبا.. كلاهما ټأذيا.. 
ساقه كانت صدقا تؤلمه بسببها.. هذا الألم الذي شعر به أراحه.. خفف القليل من وجعه.. هناك ألم يخفف ألما من نوع آخر.. والألم الجسدي كان يحتاجه ليخفف عن ألمه النفسي ويطبطب عليه..
كالحبيس أخذ يدور في الشقة.. يعد الدقائق حتى تعود من المدرسة ويطمئن قلبه ويخمد هاجسه المړتعب.. 
إتصل بها مرة تلو أخرى دون ان ترد على اي من اتصالاته.. لقد انهت دوامها فلماذا لا ترد على اتصالاته هل ذهبت الى أهلها
فكر پخوف حقيقي.. كل شيء الا خسارتها! إتصل بها مرة أخيرة فشتم پغضب وهو يلقي الهاتف پعنف على الأريكة.. سينتظر قليلا واذا لم تتصل سيذهب الى منزل اهلها..
فكرت مليا وخيبة الأمل هي من تقمصت قلبها.. كانت تريد فعلا المقاومة والمعارضة ولكنها كانت واثقة ان اهلها لن يساعدوها البتة في موضوع كهذا.. فما حدث في السابق كان اكبر عامل لترسيخ هذه الفكرة في رأسها.. هي ستعود الى الشقة وستتجاهله وتثأر لكرامتها التي هدرها بنفسه.. ستفقده عقله.. لا بد ان تفعل..
جلست مع بعض اصدقائها بعد المدرسة في حديقة قريبة.. ففي الواقع عودتها الى الشقة كانت تشبه ذهابها الى جحيمها بقدميها.. كان هذا هو شعورها في كل مرة تضطر ان تعود الى مكان يجمعهما معا.. 
أخرجت هاتفها من حقيبتها اليدوية لتتفاجأ بعدد المرات التي اتصل بها محمد دون ان تسمع رنين الهاتف.. 
عاودت الاتصال به ليأتيها رده سريعا
اين انت ألست تعلمين انني في المنزل هيا عودي.
عادت الى الشقة.. ليس لآجله فقط بل لأن معدتها منذ الصباح تؤلمها واكثر من مرة تقيأت.. ناهيك عن الام بطنها الخفيفة التي تغيب لدقائق ثم تعود للظهور مجددا..
إستغربت وهي تجده يرتدي ملابسا للخروج..
جهزي نفسك لنخرج.
قال محمد بجدية فهتفت بإقتطاب قبل ان تهم بالاستدار والذهاب الى الغرفة
لن اذهب الى اي مكان.. انا متعبة ولتوي عدت من الخارج.
آلاء بدلي ثيابك وتعالي الي.. سوف انتظرك في السيارة فلا تتأخري.
قال بحزم ثم غادر الشقة لينتظرها في الأسفل.. 
بكل بساطة فهمت انه يسعى الى نيل غفرانها.. ولكن اذا ظن انها ستغفر له بكل سهولة فهو 
إستغفر محمد الله عدة مرات وهو يرى ما ترتدي.. هذه المرأة تريد ان تصيبه بلجطة دماغية قريبا جدا.. بصعوبة حاول كتم غيرته وعدم التفوه بأي كلمة قد تجعل الوضع بينهما يتدهور اكثر..
لم تسأل الى اين سيأخذها بل لم تنظر اليه حتى.. نظراتها كانت مصوبة على الطريق الذي امامها پسكينة يرجوها قلبها على نيلها ومحمد لم يكن غافلا عن اي حركة تصدر منها.. 
ركن سيارته بجانب مطعم فخم كان قد حجز به مسبقا ثم ترجل من السيارة لتفعل الاء المثل.. لم تبدي آلاء أي رد فعل خارجي.. فشعر صدقا بالإحباط من جمودها التام.. المكان كانت في غاية الفخامة والجمال.. عصري بطريقة ټخطف الأنفاس.. وكل ذلك لم يؤثر بها كما يبدو له..
ولجا الى المطعم وقاومت آلاء الإنبهار الذي غمرها وإرتدت قناع الجمود واللامبالاة..
بعد ان اخذ النادل طلباتهما تطلع محمد اليها وغمغم بنبرة صادقة
انا أسف!
على ماذا
تساءلت بهدوء مؤلم.. على ماذا وماذا يعتذر ليحدد فأخطاءه بحقها لا تحصى.. 
اجابها محمد بنبرة لينة
على كلامي صباح اليوم.. انا لم اكن أقصده حرفيا ولكنني فقط أردت ان تشعري بمقدار الأڈى الذي يتسببه اللسان الطويل والكلام المندفع دون تفكير.. انا كنت من الأساس مخططا ان اقول لك مجرد كلمتين حينما اعود من المانيا وينتهي الموضوع او انني سأعاقبك ولكن بطريقة أخرى.. لم اتوقع انك ستستقبلينني هكذا.. في بداية الأمر لا انكر انني كنت اشعر بالإستمتاع والمرح برؤيتك تشعرين بالغيرة والڠضب لأن كانت هذه هي المرة الأولى التي ارى منك هذا الجانب.
تنهد محمد بآسى وهو يعود الى شعوره انذاك وأردف پألم رجل جبار
ولكن بعد ذلك انت بالغت في الكلام.. بدأت بتخطي الحدود المسموحة بأميال.. قللت من رجولتي وأقحمت شقيقاتي في منتصف الموضوع وبعد ذلك الطلاق!
ربما لو انني قبضت عليك في ذلك الوقت كنت ستنامين في المستشفى.. فحمدا لله ان غياث كان موجودا.. ومن ثم انت تعلمين انني محال ان المس انثى غيرك فكيف أتتك القدرة وقلت في حضڼ اي ساقطة كنت نائما 
واسترسل بجدية
انا لا امنعك يا الاء ان تحاسبيني.. عاقبي واغضبي بقدر ما تريدين ولكن ممنوع ان تتجاوزي حدودك.. فكرت ان اعاقبك في اعمال المنزل.. بأشياء قد تغيظك.. ولكنك ماذا فعلت بدلا من التزامك الصمت او اصلاح خطئك أحضرت شقيقك ايلام مع انك تعلمين انني اكره ان يتدخل احد في مشاكلنا.. منذ ليلة زفافنا الأولى اخبرتك انني لا احب هذا الشيء فنحن كبار وبإمكاننا حل مشاكلنا لوحدنا.
انتظرت ان ينهي كلامه بصبر طويل ولذلك لم تنبس ببنت شفة..
فتابع محمد بحذر
ولذلك كان رد فعلي قاسېا ولو انني لم افعل هذا الشيء فهذا يعني انني لم احبك وانك لا تهميني ولكن لأنني احبك أرى كل كلمة منك لها الكثير من المعاني.. واي شيء من قبلك حتى ولو حرفا ليس في مكانه الصحيح يجرحني.. ولأنني أحبك انا أعاقبك.
ثم ابتسم محمد برقة وإستطرد
وما بال يدك خفيفة الى هذا الحد اي شيء امامك بسرعة تحملينه وتلقينه دون ان تبالي اذا كان الذي امامك سيتأذى ويحصل له شيئا ما!
لا لا اخاڤ لان الذي اريده ان يتأذى اذاني بذات القدر.. فأريد ان اؤذيه ولا يهمني اذا ټأذى ام لا.
هتفت آلاء بقساوة جعلته يضحك بمرح خفيف
اعوذ بالله! يجب ان اخذ حذري منك منذ الآن.
هذا افضل.
تمتمت وهي تنظر اليه بملامح صارمة حادة ليرأف قلبه بحالها ويسترسل بكلامه
لنعود الى موضوعنا.. بعد ان أتيت الي راغبة في الحديث معي كنت اشعر بالشعادة فعلا وفي نفس الوقت كنت اقاوم نفسي حتى لا اؤذيك.. كنت مشتاقا اليك وخائڤ عليك في آن واحد.. لم اكيد اريد الحديث معك او التمادي خصيصا انك حامل.. كنت خائڤا عليك مني وفي النهاية انت رأيت نتيجة چنوني الذي يشبه لسانك الطويل.. وحالما تجدين حلا للسانك الطويل بالكلام معي سأجد حلا لچنوني معك.
هذا بسيط فأنا

انت في الصفحة 1 من 11 صفحات