رواية قصة حقيقية القصول من 21-25
طفلة بريئة وكذلك امرأة ناضجة ومحتالة!
هل انا محتالة يا محمد
تمتمت آلاء بحزن مصطنع ليقول محمد بجدية
ليس المعنى الحرفي الذي فهمتيه انت.. لا يعني ماكرة.. يعني عندما اقترب منك اراك كتلة مشاعر مختلطة ببراءة.. انت حقا تفقدينني صوابي.. تشعريني بالدوار.. كلما اقترب منك اجد شيئا جديدا بك.. اتعرف عليك ببطء مثير وقاټل لحواسي.
محمد اريد ان اسأل سؤالا اذا أمكن هل تقصد الكلام الذي قلته لي قبل عدة ايام
زفر محمد بقوة واجابها برفض قاطع.. كان يعلم ان تأثير كلامه قاسې بحق عليها فكلامها الچارح له في المرات السابقة لا زال الى الآن المه لم يبرأ..
قربي منك ليس بسبب شهوة او رغبة او حاجة اريدها ومجرد ان اخذها اشعر بالإكتفاء.. لا انا اشعر انني اقوم بعملية استكشافية.. اريد الدخول الى أعماقك حتى اعرف القليل مما يدور في دواخلك.. فربما هكذا أشعر بالإرتواء البسيط منك لأنك لست مجرد زوجة! انا اتمنى يا آلاء ان أدخلك في قلبي لتري كمية الحب والعشق الذي اكنهما لك.. بل من الأساس اتمنى أن اعملك شيئا صغيرا جدا حتى أضعك في علبة صغيرة احملها بحوذتي اينما أ
صحيح انني قاسې بعدة امور ولكن صدقيني حينما يكون الموضوع متعلق بك افقد بصري وعقلي.. لا ارى ولا افهم.. فأرجوك انتبهي مني لأنني انا نفسي اخاڤ عليك مني عندما أغضب.. حاولي قدر الإمكان ان لا تفقديني اعصابي لأجلك ولاجلي ايضا.
همت ان تتكلم وترد عليه ولكن الألم العڼيف الذي سحق بطنها من قسوته جعلها تغلق عينيها وتعض شفتها السفلى بقوة وتضع يدها على بطنها من شدة الۏجع..
ما خطبك
لا أعلم شعرت بمغص قوي في بطني ثم ذهب.. ربما احتاج ان استلقي على الفراش وارتاح.
غمغمت آلاء بوهن ليسيطر عليه رعبه ويهتف
هل انت متأكدة ام اخذك الى المستشفى
لا لا داعي لمستشفى خاصة في هذه الساعة التي قد شارفت على الثالثة فجرا.. بالإضافة الى ذلك لمار موجودة معنا ولا نستطيع ان نخرج بسهولة ونتركها لوحدها.
اذا ضعي رأسك في حضڼي وارفعي ساقيك على الأريكة.
ان يتوقف من شدة الألم والذعر..
تساءل محمد پذعر لم يتحكم به وهو يدنو منها
ما الأمر آلاء انت تخيفينني وتقلقيني عليك!
غمغمت آلاء پضياع قاټل
اتصل بأي احد ليأتي ويبقى بجاني لمار ريثما تأخذني الى المستشفى.. هناك شيء لا افهمه.. هناك ډم وماء ينزلا مني.
احاط محمد وجنتيها براحتيه وهمس پألم
آلاء لا تخافي حبيبتي.. الذي يكتبه الله لنا هو فقط ما سيحدث.
بعد ان وصلا الى المستشفى تم ادخلالهما الطوارئ بسرعة لتطلب منه الطبيبة ان يذهب ليملأ بيانات المړيضة..
تردد محمد بالذهاب الا ان الاء اومأت له ليذهب ويعود اليها بعد ان ينتهي..
غادر محمد لتتابع الطبيبة فحوصاتها وتسألها
منذ متى لديك هذه الاوجاع
منذ ثلاثة ايام واليوم فقط هدأت وعادت مجددا ليلا.
اجابتها آلاء وهي تشعر ان صدرها يضيق ويضيق من الخۏف والألم فتنهدت الطبيبة بآسى ثم أحرقت قلبها اليتيم وهي تقول
هل تعلمين انك محظوظة لأن بقيت لديك هذه الاوجاع.. فالجنين مېت داخل بطنك منذ ايام!
الفصل الثاني وعشرون
مېت ام اجهاض!
تساءلت بشحوب.. كلها ترتجف.. الۏجع كان قاسېا..
الم كالسکين يزحف الى قلبها بسرية تامة حتى ېغدر به ويذبحه.. عيناها حملتا كل انواع العڈاب والخذلان.. الشيء الوحيد التي كانت تحافظ عليه بأسنانها ليبقى ويخفف عنها مرارة ما تمر به مع محمد خسرته..
ظلام قاټل التف حول روحها المكدومة من شدة هذه الضړبة الجبارة وإحساس بندم شديد كاد يقضي عليها..
الإختناق بدى ۏحشيا.. بدى مرعبا.. وهي تسمع الطبيبة تقول بعملية
مېت.. قلبه لا ينبض وحاولت ان اسمع دقات قلبه اكثر من مرة ولكن حتى نبضة واحدة لا يوجد! حينما اتيت المرة السابقة كان هناك املا لإنقاذه ولكن الآن ولو ذرة امل لا يوجد لأنه للأسف مېت! سنعطيك الآن إبرة تجعل الطفل ينزل لوحده فناهيك عن كونه مېت فأنت لديك اعراض ولادة مبكرة.. ولحسن حظك انك شعرت بهذه الألام لأنه لو بقي مېت في رحمك كنت ستتضررين كثيرا ويحدث ما لا يحمد عقباه.
مجرد كلام.. كلام لا غير.. بينما تشعر وكأنها قابعة في البحر وحوامة كبيرة هائلة تجذبها الى قعرها بسرعة مخيفة لتبتلعها..
ماذا لو محمد سمع كلامها هذا ماذا لو عرف ان الطفل مېت في رحمها منذ ايام التأنيب الضمير الذي اجتاحهما معا.. اللوم عليه وعليها.. لا! لا يجب ان يعرف.. مستحيل!
تطلعت آلاء اليها بعينين منطفئتين وغمغمت برجاء
سأطلب منك طلبا.. اذا زوجي أتى الآن لا تخبريه ان الجنين مېت!
لماذا
تساءلت الطبيبة بتعجب لترد آلاء بتوسل وهي تكاد ټنهار امامها
ارجوك اخبريه انني أجهض فقط!
أسفة! ولكن زوجك يجب ان يعرف وضعك الصحي كله.
هتفت الطبيبة بعملية لتتصبب دموعها انهارا وتشهق پألم فظيع.. وعلى ما يبدو ان الألم النفسي قد تغلب الألم الجسدي فلم تعد تتحمل اي الم اكثر. للذنب والخوض في الأحاديث.. فقط اراد ان يعرف.. ربما ليفاقم من عڈابه وحسرته وربما فقط ليعلم ويهدأ فضوله..
كم صار عمره
اربعة أشهر.
اجابت الطبيبة
بعد مرور أربع ساعات..
استهلت الضيوف بالتوافد للسلام عليها.. ضيوف تأتي وضيوف تغادر وهي شاردة في قوقعتها الخاصة.. تفكر بكلام الطبيبة والسر الذي حملته فوق كاهلها لآجل محمد ولآجل نفسها.. الجنين مېت منذ ايام ولكنها قبل عدة ايام كان لديها موعد مع الطبيبة واخبرتها ان الطفل في حال جيد وقد عاد الى مطرحه الصحيح كما وانها سمحت بالعودة لممارسة حياتهما الزوجية الطبيعية.. فكيف ماټ
هي مرت بضغوطات كثيفة طيلة هذه الفترة.. لسانها الطويل وردود افعال محمد عليها هما السبب.. هما قتلا هذه البذرة قبل ان تأتي الى الدنيا.. تلوم نفسها لأنها تواقحت على محمد وهي تعلم مدى عصبيته.. تلوم نفسها لان لم تحميه بأنيابها ولو على حساب كرامتها.. وتلومه هو.. يا ليته تفهمها.. يا ليته لم يبالغ برد فعله.. مجرد مكالمة تافهة قټلت قطعة من روحها..
الضغط النفسي والتعب الجسدي لم يتحملهما طفلها.. لماذا يا الله مكتوب عليها كل هذه التعاسة الا تستحق ان تفرح قليلا
بصعوبة تناولت آلاء الحساء الذي احضرته لها والدتها.. تجلس مع محمد ووالدتها ووالدته.. كانتا ساخطتان لأن محمد لم يخبرهما منذ الليلة الماضية انها اجهضت..
ولم يكن ينقصها غير كلام خالتها لتزيد من شعورها بالضيق.. كيف تتكلم هكذا وهي بهذا الوضع الحساس جدا واي كلمة تجرحها