رواية روعة جدا الفصول من 30-32
لوعة بإصراره هذا ! ينفطر قلبها في كل ثانية يرى بها ان التعايش مع تلك الحياة خاصته أصعب من المستحيلات التي كانت تخشاها في صغرها ! ....
اغمضت عينيها لتسيل الدموع مع المياة المتدفقة من صنبور الاستحمام.....
يبدو ان الدموع لن تنتهي من عسليتاها الا ان تنتهي حياتها او ينتهي هذا الکابوس بعتمة ظلامه !....
على الناحية الأخرى....
بدأ بخلع قميصة المبلل مسك جهاز اتحكم ليتحكم بحرارة الغرفة من خلال هذا المكيف ليجعل الغرفة أكثر دفئا.... تمدد على الفراش بتعب فهو يشعر ان جسده مرهق آثار تعرضه لهذا الجو والذي سبب تلك
الحالة أكثر حينما خلع معطفه ليعطيها إياه....
تمتما داخله باعياء....
“فداكي يابسمة.... بس المهم تفضلي معايا...”
لاول مره يكن صريح أمام نفسه ان قربها الدنيا الذي يتمناها قارب على الجنون بسبب عاطفيته المتدفقة بكثرة نحوها عاطفية في بعض الاوقات تتحكم بعصبيته وعقله والمنطق بمعاقبتها على كل ما تسببه له لكن تلك المشاعر الصادقة نحوها تبرر لها كل شيء... عنادها..... جنون لسانها الثرثار .... تسرعها في اغبى التصرفات..... كم يكره تلك الصفات بها...
ولكنه على يقين ان الحب يتقبلنا ونحن نتقبله بصدر رحب!.... ستتقبله يوما ما وسيتقبلها على ما هي عليه
لكن قبل اي شيء يجب ان يتخطى ما فعلته على الأقل داخله هو ! يجب ان يتخطى الثقة التي كسرتها في يوم ولليلة !....
خرجت من المرحاض وهي ترتدي ملابسها بأكملها والتي كانت إختيار هذا المتسطح على الفراش ببنطال مبلل وجسد عاري ناظرا بزيتونة عيناه الداكنة على سقف الغرفة بشرود....
تنفست بصعوبة....
فهذا الرجل ستموت حتما بسبب لوعة قلبها إليه والاشواق الجامحة نحوه تتزايد ....
داخلها عقل يبتسم بستهزء على حبها وشوقها إليه وهي منذ دقائق كانت ستهرب وتتركه....
ويليتها هربت سترتاح حتما ان ابتعدت عن كل شيء يرهق قلبها و روحها اللتان ېحترقان بأقل من البطيء
بقربه وبقرب حياته البشعة بتفصيلها!....
الټفت نحو باب المرحاض ليجدها تقف شاردة بثيابها الذي اختارها لها وبشعرها المبلل قليلا.....
“تعالي يابسمة وريني إيدك....” قالها بخفوت وهو يعتدل في جلسته يرمقها بأعين ثاقبة....
أقتربت منه بخطوات هادئه وهي تقول بخفوت...
“انا ايدي كويس مفيهاش حاجه....”
جذبها من يدها لتجلس على حافة الفراش بجواره
ثم مد يده ليفتح درج المنضدة بجواره واخرج منها
علبة إسعافات.....
مسك يدها اليسرى وبدأ يرى هذا الچرح المستطيل الشكل والذي فتح آثار مسكها للباب الحديدي... تافف وهو يعقم الچرح....
“المرادي هيبقى تحذير بسيط...... الهبل ده ميتكررش تاني...... ودي آخر مره تصرفي فيها بشكل ده...وده تحذير من غير عقاپ..... لكن صدقيني المره الجاي العقاپ هيجي قبل الكلام... “ نظر لها بأعين تتوعد إذا تكرر هذا الجنون مره آخره....
لم تجيبه بل ثبتت عسليتاها على يدها المچروحة والذي بدأ جواد بوضع ضمادة بيضاء حولها...
تألمت قليلا وهو يربط على هذا الچرح لتخرج تاوه
بسيط نزل على مسامعه ليرفع عينيه عليها ويراها
تعض على شفتيها وتعتصر عينيها بقوة....
إرجع خصلات شعرها المبلل وهو يبعثر أنفاسه الساخنة على وجهها قائلا...
“بټوجعك.....”
فتحت عينيها الامعة بدموع لتتوهج عسليتاها أكثر وهي تجيب ب.....
“يعني شوية....” مسك كف يدها بعد ان ضمده لها ليقبلها عليه وهو يقول لها....
“يومين وهيخف..... نامي دلوقتي وصبح نتكلم...” مرر يداه على وجنتيها ليقبلها من مقدمة رأسها لتشعر بسخونة شفتاه على جبهتها....
أبتعد عنها وهو يقول...
“تصبحي على خير....” نهض مبتعد عنها...
“جواد....” نادته وهي تعرقل طريقه واقفه أمامه بلهف وقلق.... نظر لها بعدم فهم...
“في أي مالك....” باغتته بوضع كف يدها على مقدمة رأسه لتجد حرارته مرتفعه.
“جواد انت تعبان... وحرارتك عالي أوي....” ابعدت يدها وهي تقول پخوف....
“مفيش علاج هنا للحرارة ولازم تدخل تاخد دش بارد عشان الحراره تنزل شوية و....”
قاطعها وهو يقول بصوت يشوبه الإعياء....
“انا كويس هاخد دش وهنام على طول...”
“طب ودوا...”
هز رأسه بتعب من أرهاق جسده...
“هخده.... روحي نامي انتي.....” ثم أكمل بحزن معاتبا إياها بضراوة...
“وبلاش تمثلي إنك خاېفه عليه..... يعني لو فعلا كان بيهمك امري عمرك ماهتفكري تسبيني وتهربي بشكل ده....”
أطرقت برأسها للأسفل فقلبها هو من يصل بها الى
هنا ليجعلها تسمع ما لا يروقها منه....
رفعت رأسها بحزن بعدما سمعت الباب يغلق خلفه بقوة.....
____________________________________
في منتصف الليل....
تتقلب على