رواية روعة جدا الفصول من 30-32
“ماشي.... نتكلم لم نروح....” سحبت يدها مره اخره بقوة وهي تهدر بحنق....
“قولتلك مش هروح معاك سبني بقه سبني....”
اوصلته لذروة غضبه لېصرخ في وجهها بعصبية...
“اسيبك إزاي في الجو ده انتي اټجننتي... اعقلي يابسمة انا لحد دلوقتي بتكلم معاكي بالعقل... بلاش
تزودي على نفسك أكتر من كده لأني خلاص جبت أخري معاكي....”
“بتكلمني بالعقل... بتزعق وبتشنج وطبقت أيدي بين ايدك وراجع تقولي بالعقل...فين العقل ده.. “
“بنسبه ليه دا العقل والصبر لكن أقسم بالله لو ما سمعتي الكلام وجيتي معايا دلوقتي بالاحترام والأدب كده ه....”
“هتعمل إيه يعني....” قاطعته بعنادها الغير منتهي بينهم....
قرب وجهها منها اكثر وهسهس بنبرة مهيبة...
“هتروحي معايا برده بس وانتي على نقاله ياحضرة المحامية...”
رفعت حاجبها من ټهديدة الصريح....
تفقد جواد بعينيه يدها التي مزالت تسيل منها قطرات الډماء...عض على شفتيه پغضب وهو يحملها
بالاجبار على كتفه لتصرخ بصوت مرتفع تطالب
باستغاثه لكن بدون جدوى وضعها بقوة في سيارة في المقعد الامامي جواره رٱبط حزام الأمان بقوة عليها ليحاصرها بسيارته وهو يهتف بصلابة متوعدا إياها بضراوة.......
“حسابنا لس مجاش وقته يابسمة....وشغل العيال ده والهبل إللي عملتي في الحارس هيطلع عليكي..”
انطلق بسيارة ليصل بعد عدة دقائق للمنزل داخلا بها الى المزرعة من خلال هذا الباب الحديدي الذي عانت
حتى تسلكته كانت تظن أنها ستنجح بالفرار منه لكنه باغتها بهذا العنوان اللعېن لن احرركلتكن الآن معه في قلب تلك المزرعه من جديد ومحاولتها للهرب كانت فاشلة بكل المقاييس....
ترجلت من السيارة معه وعلى وجهها علامات الخيبة من فشلها عن الإبتعاد من كل ما يسبب لها الآلام هنا...
دلفت الى المنزل لترى ام ايمان تلك الخادمة ذو الوجه البشوش تنتظرهم في بهو المنزل....
تسأل جواد بفتور...
“الشنطه وصلت يأم إيمان....”
“أيوا ياساعت البيه لسه وصله....”
أومأ لها وهو يصعد على السلالم ويداه المتملكة كانت
تسحبها معه وكأنها دمية بلا روح.....
فتح تلك الحقيبة الكبيرة ليرى ملابس بسمة التي جلبها لها من غرفتهم الخاصة في فيلة الغمري....
أخرج كنزة شتوية برقبة طويلة تنقسم الى لونين الأول من اللون الابيض ولاخر من الوردي عليها بنطال ابيض اللون من القماش المريح.....سحب أيضا طقم خاص لها من الملابس الدخلية وضعها في مقدمة ثياب ....
“ادخلي غيري هدومك ولبسي دول...”مد يده بتلك الثياب الذي اخرجها منذ ثواني....
نظرت الى يده الممددة لتسري حمرة الغيظ والخجل وهي تسحب منه الملابس بحدة....
“انت إزاي تنحكش في حاجتي كده....وبعدين مين قال اني عايزه أغير....”
مسح على وجهه بضيق وهو يقول بنفاذ صبر...
“ادخلي غيري وكفاية رغي....وبعدين مش مستهلة الاحراج دا كله انا جوزك وطبيعي انحكش في هدومك زي ما بتقولي لا وكمان طبيعي اخترلك هدومك بنفسي وبذات لو كانت داخليه...”أبتسم بتهكم عكس تلك الوقاحة اللذيذة الذي يعلنها الآن عليها والتي جعلت جسدها يرتجف باشواق تلتهب
إليه فبعد كل شيء مزالت تركض معه في تلك الحلقات المغلقة !...
خطت عدة خطوات لدخول الى المرحاض لتجد نفسها تقف لتلتفت إليه فهو يوليها ظهره ويعطس
بشدة وبمرات متتالية .....
تراجعت اليه وهي تهتف بقلق واهتمام....
“جواد مالك انت تعبان....”كادت ان تلمس منكبه لكنه ابعد يدها سريعا وهو يقول بهدوء عكس ما يعتريه من خزي وحزن إتجها....
“انا كويس ادخلي انتي عشان تغيري هدومك المبلوله دي عشان متتعبيش....”
“طب مانت كمان هدومك مبلوله ادخل غير و....”
رمقها بعتاب حزين...
“مش دلوقت لم أشوف إيدك المتعوره دي كمان...”
هل يمزح معي...
سينتظر بهذا الشكل حتى يداوي تلك الچروح التي توقف الڼزيف بها آثار تلك الأمطار التي كانت تتساقط فوق رأسها......
“جواد مينفعش انت....”
“ممكن تبطلي جدال وتسمعي الكلام لو مره واحده...”قالها بقلة صبر وسأم من جدالها
المتزايد بكثرة ولكن تلك ميزة المحاماة اليس كذلك...
امتثلت لأمره فهو لن ينصت لها على اية حال....
وقفت أمام الماء الدافئ وهي تفكر في تلك الدوامات اللعېنة...
هل تعترف له بالحقيقة....
وهل تلك الحقيقة ستفرق معههل ستغيره وهل سيفعل شيء يساعد القانون ويساعده من هذا الوحل الذي كلما صمت عنه ينغرز به أكثر وأكثر وهي تقف معه لكن عن بعد ترى اختفى جسده تحت هذا الوحل القاتم والغريبة أنه لا يبالي بما يحدث! وحتى ان كانت حياته لا تفرق معه ولا يشفق على عمره الذي يهدر هباء منثورا فاليشفق على قلبها إذا فهي أكثر القلوب