رواية روعة جدا الفصول من 30-32
الفراش منذ أكثر من أربع ساعات لا تسمع غير صوت الأمطار التي لم تتوقف عاصفتها حتى الآن وكان صوت الرعد يشاركها اهات قلبها المستنزف من قبل بعده وقساوة قلبه عليها....
ابعدت الغطاء عنها بحنق لتضع يدها على جوفها الجاف.... لتنظر على المنضدة بجوارها لتجد عليها كوب الماء لكنه فارغ.....
نهضت بتعب من قلة نومها حتى الان توجهت نحو باب غرفتها فتحته وهمت بالخروج للأسفل... لكن اوقفتها همهمات رجولية من الغرفة المجاوره لها ....
فتحت الباب بقلب يعتصره الألم مجرد الاطمئنان عليه سيريح قلبها وتعرف عينيها طريق للنوم...
وجدت الغرفة مظلمة وهمهمات متعبه تخرج من شفتيه بإعياء وكانه يهلوس بشياء عديدة...
“أسماء متسبنيش...... أسماء..... أمي.... أبوي.... الڼار... حسبوه الڼار.....”
اشعلت الابجورة ذو النور الخاڤت بجواره لتجده متعرق الجبهة ويتمتم باستغاثة....
وضعت يدها الباردة على جبهته لتجد الحرارة تتزايد لديه.... همت سريعا بايقاظه بوجه شحب خوفا عليه..
“جواد... جواد..... فوق انت كويس دا كابوس.. جواد..”
فتح عينيه الحمراء بتعب....
“بسمة....” لفظ اسمها بحنجره جافة...
مررت يدها على وجهه بحنان وهي تقول...
“أيوا ياحبيبي انا هنا... قوم ياجواد وكفاية نوم الحرارة زادت أكتر عندك....”
“بلاش تسبيني وتمشي.... زيهم....” قالها وهو يعود ليغلق عينيه بتعب....
نزلت دموعها بقلق...... لتهرول سريعا الى الأسفل متجها نحو المطبخ لاحضار معدات بسيطة تزيل
تلك الحرارة.....
“أم إيمان.....” لفظت اسم الخادمة وهي تلتقط انفاسها بصعوبة....
تقدمت منها الخادمة بقلق...
“أيوا ياست هانم تامريني بحاجه....”
“أيوا..... انا عايزه مايه باردة من الحنفيه و قماشه قطن......هاتيلي الحاجات دي.. وشوفيلي اي علاج بينزل الحرارة....”
“خير كفله الشړ..... هو البيه تعبان....”
“أيوا شوية.... بسرعه هاتي اللي قولتلك عليه...” امتثلت الخادمة لأمرها واحضرت ماطلبت منها....
صعدت بسمة بتلك الأشياء وهي تود ان تنخفض الحرارة ولا تتزيد أكثر من هذا.....
دلفت الى الغرفة مره أخرى لتجده ساكن على الفراش فقط أنفاسه المضطربة قليلا هي من
اطمنت قلبها...
جلبت مقعد خشبي وجلست بالقرب منه وبدأت بوضع تلك القماشة الباردة على جبهته الساخنة..
فتح عينيه بصعوبة...
“بسمة.... بتعملي إيه..... روحي نامي انا... كويس...”
اعتصرت القماشة مرة آخره لتضعها على وجنته وهي
تقول بحنان....
“عارفه إنك كويس بس انا هفضل جمبك كده شويه...”
صمت لثون ليتابع ما تفعله ليتمتم بعد مدة بخفوت...
“بتعملي كدا ليه خاېفه عليه لحسان أموت....”لم ترد
عليه بل أكملت ماتفعله بصمت... أضاف ببرود...
“ المفروض تسبيني أموت.... يعني المۏت الحاجه الوحيده اللي هتحررك مني... “
بلعت مابحلقها بصعوبة وهي تجيبه بسأم....
“لو هتحرر منك عن طريق المۏت...... يبقى الاسهل أموت انا الأول.....”
باغتها حينما مسك كف يدها بقوة وهو يقول بجسارة...
“حتى المۏت مش هيقدر يحررك مني يابسمة ...فهمتي “
تاوهت وهي تقول بتالم ....
“ فهمت سيب أيدي عشان بتوجعني.... “ترك يدها باعين حمراء ليحاول النهوض وهو يقول ببرود...
“ روحي اوضتك انا.... “
“نام مكانك انت تعبان.... وانا مش هسيبك غير لم الحرارة تنزل....” وضعت يدها على صدره العاړي ممانعه إياه بنبرة حاسمة....
“لا .... انا....” بدأ بالعطس مرة آخر بقوة...
نهضت بضيق لتفتح خزانة الملابس المتواجدة فالغرفة لعلها تجد بها ملابسه... وجدت ثياب رجولية خاصة به.... سحبة له سترة علوية من الصوف حتى تدفي صدره العاړي....
“خد البس ده عشان متبردش أكتر....” نظر لم تعطيه
إياه... ليرفع حاجبه باستنكار وبرغم من الإعياء الظاهر عليه الا انه قال بمراوغة مستهزء...
“بما انك بتمثلي دور الزوجة المثالية.... فأنا من رايي تيجي تلبسيه ليه بنفسك....”
“فيك حيل تتريق.... تمام...” أقتربت منه ومدت يدها لتجعله يرتدي هذا البلوفر ذو اللون البني.... وبرغم من انفاسة المبعثرة على وجنتها الحمراء خجلا ووشوقا إليه الا أنها هتفت بثبات بعدما إنتهت...
“هجبلك الدوا عشان يساعد مع الكمدات....”
بعد ساعتين كانت الحرارة قد نزلت من جسده وتلك الاقراص التي ساعدت أكثر على ازالتها جعلته يذهب في سبات عميق.....
نظرت له وهي تزفر بتعب لتمرر يدها على وجنتيه
بحب وهي تقول بحزن....
“لحد أمته هنفضل كده......بجد تعبت...”
في صباح اليوم الثاني....
استيقظ من النوم ليشعر ببعض التحسن بجسده باستثناء رأسه الذي يشعر بثقلها على تلك الوسادة...
وشعر بثقل شيء ما على بطنه....
وجدها تتوسد بطنه برأسها وشعرها الأسود الامع يحجب وجهها عنه....
أبتسم بحنان ليتذكر لليلة أمس معها وينتابه شعور غريب وريبه نحوها تتكاثر في خۏفها عليه البارحة وسهرها بجواره برغم من