رواية جديدة جامدة الفصول من السابع عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة

و متابعته فى تسجيل عقد الزواج إلى أن يستخرجه رسميا و يتسلمه منه كما أعطاه مفتاح السيارة و طلب منه اخفائها فى أى مكان بعيد حتى لا يستدل على مكانهما من خلالها.
عاد مرة أخرى لعروسه البائسة دخل عليها بابتسامته الجذابة و لكن سرعان ما اختفت بسمته عندما رآها تجلس شاردة و العبرات متجمدة بعينيها و يبدو على ملامحها البؤس و الوجوم فأدرك ما تشعر به و يدور بخلدها و يختلج بخلجات قلبها فتقدم منها و جذبها برفق بالغ من كتفيها ليوقفها أمامه و قال لها بنبرة حانية
عارف إنك مكنتيش تتمنى إن كتب كتابنا يبقى فى الظروف الصعبة دى و لا فى الحالة النفسية الۏحشة اللى انتى فيها...بس هعوضك يا أثير و هعملك أحلى فرح و وعد منى مش هلمسك و لا هتمم جوازنا غير لما تلبسى الفستان الابيض و أعملك أحلى فرح و تفرحى و ترقصى فيه للصبح.
لوت ثغرها لجانب فمها بابتسامة تهكمية قائلة بجدية زائفة عكس ما يموج بصدرها من مشاعر
انت بتحلم يا يزيد..
و ان شاء الله هحقق الحلم..
متفتكرش ان أنا زعلانة علشان الكلام الفاضى اللى بتقوله دا...لأ...أنا زعلانة لأنى مضطرة أعيش مع انسان كداب و غشاش و أنانى زيك حتى لو مؤقتا.
كفاية كدب بقى...لو كدبتى على الدنيا كلها مش هتعرفي تكدبى عليا. 
اقترب منها للغاية حتى اختلطت أنفاسهما و تلاقت عينيهما فى نظرة طويلة متمعنة كل منهما يقرأ ما يراه فى عينى الآخر فرأى لهفة و دعوة صريحة منهما ليأسر عينيها بين عينيه فى عناق طويل بينما هى ترى ساحرتيه تنطق عشقا كم حاولت أن تحيد عن النظر لهما و لكنه أسرها بينهما و قضى الأمر لم يستطع الصمود أمام نظراتها المتعطشة لحبه و باغتها بجذبها بقوة من خصرها لتستقر بين أحضانه قاومته بضعف و تردد لا تريد الاستسلام لحضنه الدافئ و إلا إنهارت حصونها المنيعة أمام الأمان الذى يغمرها بعناقه إلا أنه أبى أن يفك حصارها حتى اڼهارت حصونها و هوت قدرتها على الصمود أكثر من ذلك فتشبثت به أكثر و شددت من احتضانه ابتسم براحة إثر فعلتها تلك و زاد من قوة عناقه لها حتى كاد أن يدخلها بين ضلوعه او استطاع و شعر برجفة جسدها و دوى صدى تلك الشهقة الخاڤتة التى انفلتت منها فى صدره فلكم صارعتها لتمنعها من الانفلات و لكنه أحسها و سمعها فشدد أكثر من عناقه و قال لها بنبرة هائمة و بصوت أجش
ابكى يا أثير...قولتلك قبل كدا البكا عمره ما كان ضعف...كفاية كبت و طلعى كل اللى جواكى..ابكى ف حضنى يا حبيبتى و أنا مش هسيبك أبدا.
و كأنها كانت رهن إشارة منه و كأن دموعها كانت على حافة الهاوية و ما إن أذن لها حتى هوت بغزارة و زادت رجفة جسدها و علت شهقاتها و تحررت عبراتها الحبيسة من مآقيها و بكت.. بكت بكل ما أوتيت من قوة حتى ابتل قميصه من شلال دموعها المنهمر و كلما زاد بكائها زاد من قوة احتضانه لها و بعد دقائق من البكاء المستمر هم بابعادها عن حضنه لكى يجفف عباراتها إلا أنها أبت أن تترك أحضانه الدافئة و ظلت متشبثة بقميصه من الخلف بقوة رضخ لرغبتها و أدرك أن كبريائها منعها من أن تريه وجهها الباكى و بقيا على هذا الوضع لعدة دقائق أخرى إلى إن بدأت شهقاتها تقل شيئا فشيئ و هدأت رجفة جسدها تماما و زاد ثقل رأسها المستند على كتفه فقد غطت فى النوم دون أن تشعر. 
أبعد رأسها عن كتفه و أسند جزعها العلوى على ذراعه ثم انحنى ليحمل رجليها على ذراعه الآخر و سار بها إلى غرفة النوم الصغيرة وضعها على الفراش برفق بالغ و دثرها بالغطاء ثم طبع قبلة رقيقة على وجنتها و جبينها و استلقى بجوارها و غط فى سبات عميق سريعا.
الفصل الثامن عشر
فى صباح يوم جديد يشرق بشمسه الدافئة على أرواح بائسة و أخرى هائمة أو سعيدة يأتى مفعما بالمفاجآت الكارثية للبعض و السعيدة للبعض و الغريبة للبعض الآخر. 
يأتى ليقلب حياة أحدهم رأسا على عقب فهناك من انتقل من العيش بالقصور إلى العيش بالمنازل القديمة المتهالكة و منهم من أخذ من منزله و عيشه الهانئ مع عائلته ليلقى مصيره المحتوم بين أربعة جدران كريهة ليقضى بها سنوات من عمره جراء ما اقترف من جرم مشهود و حقائق أغرب من الخيال كشف عنها الحجاب فهنا شامت و هناك متوعد و بين هذا و ذاك تتخبط تلك المسكينة التى لا حول لها و لا قوة سوى أنها أتت إلى هذه الدنيا لتودى بها الأقدار إلى قصر مهيب ثم تلقى بها إلى مصير مجهول لا يعلمه إلا الله.
تسلل شعاع رفيع من الضوء عبر فتخة ضيقة من النافذة