رواية جديدة جامدة الفصول من السابع عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة

تحسى بذل أو مهانة و كسرة نفس...صدقينى يا أثير انتى بقيتى حتةمنى و مش هتحمل انك تحسى الإحساس دا...و بعد شوية هتكونى مراتى...
احم...علشان هنقضى مع بعض فترة لوحدنا الله أعلم هتكون قد إيه و مينفعش أعيش معاكى فى شقة مقفولة علينا بدون صفة شرعية. 
دقائق من الصمت و السكون مرت عليهما بعدما انتهى من سرد اعترافه الصادق لها و كلماته الرقيقة التى خرجت من أعماق قلبه و اخترقت حصون قلبها المنيعة بسهولة إلا أن كبريائها أبى أن يجعلها ترفع رايتها البيضاء له و زادها إصرارا على عدم تصديقه و موافقته فيما هو مقدم عليه ترى الحب الصادق يشع من ساحرتيه و تسمع قلبه النابض يستغيث و يتوسل إليها لترضى عنه إلا أنها أقسمت فى نفسها ألا تثق بمخلوق بعد اليوم و لتغلف قلبها الرقيق بغلاف من القسۏة فإن استطاع شق غلافه فنعم و بها و إن لم يستطع فلا يستحق أن تضعه بقلبها و حينها ستلفظه من قلبها و حياتها بالكامل.
ارتدت قناع القسۏة و تظاهرت بالجمود و قالت بنبرة جليدية قاټلة
أنا لو وافقت على الجوازة دى فاعرف إنى مضطرة لكدا...و اليوم اللى هثبت فيه برائتى هيكون آخر يوم أشوفك و تشوفنى فيه...و ساعتها هتطلقنى و هكون حرة نفسى...و إوعى تفتكر ان اللى انت بتعمله معايا دا تضحية منك..لأ دا تمن بسيط جدا بتدفعه ليا مقابل خداعك و كدبك و استخدامك ليا كوسيلة فى مهمتك و إثبات نجاحك و جدارتك... أظن أنا ساعدتك فى مهمتك و دا رد الجميل بتاعى معاك. 
نزلت كلماتها عليه كالسوط الذى يجلده بلا شفقة مخلفا علاماته القاسېة على قلبه النابض باسمها.
أبعد كل هذه الكلمات التى تحدث بها قلبى قبل لسانى.
و ما زلتى لا تصدقيننى يا من امتلكتى كيانى و وجدانى.
و قسى قلبك الرقيق و ليس هذا من شأنك و لا شانى.
و زادت بيننا المسافات التى قطعتها لقلبك الحانى.
متى تخضعين لقلب لم ينبض إلا بحبك الجانى.
حب أهلك روحى و شرد عقلى و قلبى حتى أعيانى.
يا من أسرتى يزيد بين ثنايا قلبك و أثيرك الثانى.
أثير إن لم ترتضى بى زوجا فلن أنعم بعيشك الهانى.
كان هذا هو لسان حال يزيد بعدما سمع كلماتها القاسېة و لكنه ليس أمامه الآن إلا أن يجاريها و يفعل ما تريد حتى إشعار آخر فرسم على ملامحه الجدية و قال ببرود
أوكى موافق...بس يا ريت بلاش شرط الطلاق دا علشان الجواز يبقى صحيح...و نلاقى نفسنا عايشين مع بعض فى الحړام و احنا مش حاسين.
ابتسمت بتهكم ثم قالت
اوكى..مش هتفرق كتير...كدا كدا احنا هنعيش مع بعض زى الإخوات.
رمقها بعينين جاحظتين من الڠضب و صاح بها بانفعال
أثير...مش انتى اللى هتقررى نعيش ازاى..
هبت من جلستها و قالت بحدة و عناد
خلاص مش موافقة ع الجواز...
زمجر بها پغضب بعدما أفقدته أعصابه
يعنى إيه!..هو لوى دراع!
لم تجبه و انما أشاحت بوجهها بعيداعنه بعدما سيطر عليها العند اللعېن فأخذ يستغفر ربه و يهدأ من وتيرة تنفسه و انفعاله حتى لا يسوقه شيطانه لفعل ما يندم عليه لاحقا و اضطر لأن يسايرها حتى يمتلكها و حينها سيريها من ستكون له الكلمة النافذة.
بعدما هدأت أعصابه قال لها بهدوء يوارى خلفه شړ منذر
أوكى يا أثير هانم...أوامرك...و اتفضلى يلا قبل ما المأذون يطفش مننا.
رمقته بتحدى بعدما رسمت على ثغرها بسمة انتصار تظن أن كيدها غلبه و لكنه رد عليها بابتسامة ساخرة و سبقها إلى الخارج و لحقت به لدى المأذون.
ما إن رأى المأذون العروس ذو الحالة المذرية من ملامح ذابلة و وجه متجهم و ليس به أى نوع من أنواع الزينة التى يتحاكون عنها و رأى العريس ذو الملابس البيتية السوداء أيقن أنه قد وقع فى فخ و راح يطالعهما باستغراب و وجل فى آن واحد هب من مقعده ليعترض على إتمام هذه الزيجة إلا أن يزيد سبقه و قبض على ساعده و هو يقول 
تعالى معايا يا عم الشيخ نقعد برا شوية و أنا هفهمك على كل حاجة..
سار معه لخارج الغرفة باستسلام و بعد نصف ساعة من الهمهمات و المناقشات بينهما عاد يزيد و معه المأذون و أعطى له البطاقات الشخصية له و لأثير و الشاهدين ماجد و زايد و بعد البسملة و القاء خطبة الزواج بدأ فى عقد القران فى جو من الصمت المطبق الذى لم يقطعه سوى كلمات المأذون الأخيرة 
بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير 
تنهد يزيد بارتياح بينما الأخرى تجاهد العبرات التى تهدد بالنزول لم تكن تتوقع أبدا أن يكون هذا هو حال عقد قرانها على من عشقته پجنون لا تصدق أنها كتبت على إسمه و هى فى حالة ترثى لها و الحزن مسيطر على جوارحها و الصدمات ټصفعها من كل جانب بلا هوادة.
أعطى يزيد المأذون مستحقاته المادية و طلب من شقيقه توصيله لمنزله