رواية جديدة جامدة الفصول من السابع عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة

المغلقة فشق ظلام الغرفة الصغيرة و بدأ يزعج زوج من العيون الساحرة حيث تململ يزيد بنومته بانزعاج و فتح عينيه رويدا رويدا و دار بهما بين حوائط الغرفة لوهلة فقد قدرته على التذكر و بدأ يسأل نفسه أين أنا!..و لكن سرعان ما نشطت ذاكرته بعد برهة من الخمول و تذكر أحداث الليلة الماضية ابتسم بهيام ما إن رأت عيناه حوريته المستلقية بجواره بالفراش و اعتدل على جانبه الأيمن ليلتقى وجهه بوجهها النائم تحسس بأنامله ملامحها الحزينة التى ما زالت آثار البكاء تترك علاماتها عليه بقسۏة و لكنه اعتدل سريعا و استلقى على ظهره و تصنع النوم عندما هزت رأسها ببطئ إثر لمسته الرقيقة...
بدأت تفتح عينيها بانزعاج من ذلك الضوء الذى داعب جفنيها و ظنت أن ربما حشرة أو شيئا من هذا القبيل كان يداعب وجنتيها أيضا جالت عيناها فى أنحاء الغرفة باستغراب فقد اعتادتا على رؤية الغرفة الواسعة ذو الحوائط الوردية المزرقشة و الستائر النفيسة المرصعة بالزينة نهضت و جلست بالفراش و الألم ينهش بظهرها حيث اعتاد النوم بالفراش الناعم و الوثير و ليس ذلك الفراش القاسى.
تنهدت بعمق ثم نظرت للنائم بجوارها بسلام لا تدرى أتمقته و تزدريه لأنه قلب حياتها رأسا على عقب أم تمتن له لأنه فتح عينيها على حقائق كان و لا بد من إزاحة الستار عنها و لكنه فى كل الأحوال چرح كرامتها و كبريائها و دعسهما بنعليه عندما خدعها و استخدمها وسيلة لتنفيذ مهمته دون إخبارها بحقيقة الأمر منذ البداية تقسم أنه لو أخبرها لساعدته و حفزته فى ذلك و لن تبالى.
و رغم كل ذلك فإن قلبها المتمرد ينهرها بشدة و يطالبها بالاقتراب منه أكثر و اشباع عينيها من قسماته الوسيمة بالفعل استجاب جسدها لإشارات قلبها و مالت عليه قليلا و امتدت يدها لرأسه بتردد بالغ و خللت أناملها المرتعشة بين خصلات شعره الناعم الطويل كم تمنت فعل ذلك كثيرا و قد واتتها الفرصة فكيف لا تستغلها و تفعلها ظلت تمرر أصابعها بين خصلاته ببطئ و هى تقول له بهمس حتى لا يستيقظ
بحبك و مش مصدقة إن احنا بقينا لبعض بس مش قادرة أصفالك و لا أسامحك إنت وجعت كرامتى أوى أوى يا يزيد و دوست عليها جامد...بس مش عارفة أبطل أحبك.
اقتربت من شفتيه ببطئ شديد فى صراع بين عقلها الذى يحثها ألا تفعل و قلبها الذى يتوسل إليها لتفعل فسلمت الأخير زمام جسدها و استمرت فى الاقتراب حتى اختلطت أنفاسهما فبدأ قلبه ينبض بقوة و زادت وتيرة تنفسه من قربها المهلك و أخذ يحث نفسه على الثبات حتى لا يبادر بجذبها إليه بقوة و يفعل هو ما تنوى فعله و لكنها تراجعت فى اللحظة الأخيرة و هى توبخ نفسها بخفوت قائلة
ايه الجنان اللى كنت هعمله دا!...اثبتى يا أثير و خلى نفسك طويل معاه...لازم اتحكم فى قلبى أكتر من كدا..
أزاحت الغطاء عنها و نهضت من الفراش لتسير باتجاه باب الغرفة تريد أن تستكشف تلك الشقة الصغيرة التى لا تساوى نصف مساحة جناحها الفاخر. 
و ما إن خرجت من الغرفة و أغلقت الباب حتى نفض عنه الغطاء بعصبية و جلس بالفراش و هو يزفر پعنف و يمسح وجهه و رأسه بكفيه و هو يقول لنفسه بصوت مسموع و بذهول 
يا نهار أسود!!... كان فاضلى لحظة و أتهور.... أوف... استغفر الله العظيم.. كان لازم أعمل فيها هيرو و أوعدها بفرح و فستان... اشرب بجى يا ولد الوزير 
بدأت معدتها تصدر أصواتا كناية عن تضورها من الجوع فدخلت المطبخ الصغير و فتحت الثلاجة وجدت بها أغذية معلبة و خبز و عدة أنواع من الجبن التقطت علبة فول و أخذت تديرها بين كفيها و هى تحدث نفسها 
و الفول دا بيتعمل ازاى بس يا ربى 
أعادتها مكانها ثم التقطت الخبز و الجبن و أغلقت الثلاجة و هى تتأفف بضجر وضعت الطعام على المنضدة الصغيرة و بدأت فى صنع شطيرة جبن و هى تتحدث مع نفسها 
هعمل ساندوتش حبنة و أمرى لله.... إيه العيش الغريب دا!.. مش عارف كان يجيب توست 
شعرت بحرارة تغزو جسدها نظرا لضيق مساحة المطبخ فاضطرت لنزع قميصها النسائى التى كانت ترتديه عازمة على ارتدائه مرة أخرى ما إن تهدأ حرارة جسدها قبل أن يستيقظ يزيد و علقته على حامل الملاعق المثبت بالحائط المجاور للباب و بقيت ب بادى بحمالات رفيعة و استكملت أكل الشطيرة بنهم فقد كانت جائعة للغاية غافلة عن ذلك الذى يراقبها من الخلف بابتسامة عاشقة منبهرا بمظهرها المثير الذى يراها به لأول مرة يكاد يلتهمها بعينيه التى تعشق جميع تفاصيلها التقط القميص و ألقى به على الأريكة الكائنة بالصالة و اقترب منها بخطوات بطيئة حتى لا تشعر به و عندما وقف خلفها تماما اختطف قبلة سريعة من كتفها