رواية جديدة جامدة الفصول من السابع عشر للعشرين بقلم الكاتبة الرائعة

الفصل السابع عشر
مر يومان هادئان لم يحدث فيهما جديد يذكر سوى عودة نادين و أميرة من نزهتيهما و إخلاء سبيل فادى بعد تحليل المادة التى كانت بحوذته و تبين أنها كانت سكر مطحون بعدما قضى ليلة سوداء فى سرايا النيابة. 
يقف كعادته أمام غرفة مكتبها بالشركة اتصل به أحمد فأجابه بلهفة قائلا 
أيوة يا أحمد.. فى جديد! 
عادل لسة واصل من حوالى ساعة و صلاح لسة قافل معاه دلوقتى.. 
طاب اتكلموا ف حاجة مهمة 
أجابه بابتسامة حماسية 
خد عندك يا معلم... صلاح بلغه ان الشحنة جاهزة و الكوماندا عايزه يحدد يوم لاستلام الشحنة فعادل اختار يوم الخميس يعنى بعد تلت أيام بالظبط... 

ابن اللئيمة مختار يوم قريب علشان محدش يلحق يعرف حاجة عن الشحنة سواء من المباحث او من المنافسين بتوعه.. 
بس على مين... ميعرفش ان يزيد بيه الوزير كشفلنا كل حاجة. 
تنهد يزيد بعمق ثم أجابه بوجوم 
ربنا يستر يا أحمد و المهمة دى تخلص على خير و بدون خساير
اعتبرها خلصت يا يزيد.. و ان شاء الله مفيش خساير. 
هز رأسه عدة مرات بأسى ثم قال بنبرة حزينة 
تمام يا أحمد.. لو فى أى حاجة جدت بلغنى فورا.
أكيد طبعا من غير ما تقول...مع السلامة يا بطل.
أغلق يزيد الخط و هموم العالم قد تراكمت فوق كاهله فجأة كالجبال فهو الآن لا يفكر فى مهمته السرية و لا فى نجاحها من عدمه انما كل ما يشغل عقله و كيانه بالكامل الآن هى حبيبته أثير لابد و أن يتحرك سريعا و يجد حيلة ما لكى يبعدها عن الملحمة التى ستحدث بين المباحث و بين شركتها ما ان يتم اكتشاف المخډرات داخل العلب سيأخذها و يهرب بها بعيدا عن الجميع و إن كلفه ذلك فقدانه لعمله و ضياع مستقبله فما قيمة حاضره و مستقبله بدونها!
واتته فكرة ما و قام بالاتصال بشقيقه زايد...
يزيد بخفوت
ألو..ازيك يا حبيبى عامل ايه.
يزيد...فينك يبنى من زمان..و الله انت ابن حلال كنت لسة هكلمك النهاردة.
اسمعنى يا زايد كويس لأنى عايزك فى حاجة ضرورية جدا..
قول يا حبيبى انا سامعك.
عايزك تشوفلى شقة مفروشة ايجار فى أسرع وقت..يعنى هنقل فيها يوم الأربع ان شاء الله..يا ريت تكون فى اى منطقة قريبة من الجامعة..
أجابه زايد باستغراب
ليه يابنى دا كله..قلقتنى..
مش وقت شرح خالص يا زايد..شوفلى الشقة بسرعة و كلمنى و لو مش هتقدر عرفنى علشان أتصرف..
خلاص هلاقيها ان شاء الله...دا مفيش أكتر من الشقق الايجار هنا...متقلقش.
تمام يا زايد..ربنا ما يحرمنى منك.
و لا يهمك يا حبيبى..طاب و موضوعى اللى عايزك فيه!
لما تلاقى الشقة و نتقابل فيها هنتكلم براحتنا..انما دلوقتى مينفعش...هبعتلك فلوس تدفعها مقدم للايجار على الفيزا بتاعتك...تمام!
خلاص استنى منى تليفون على بكرة بالكتير.
اوكى..فى انتظارك...سلام.
أغلق الخط مع شقيقه و ظل يفكر فى عشرات السيناريوهات عن كيفية إخبار أثير و مواجهتها بالحقيقة المرة و أى مرارة هذه فحقيقة واقعها و حياتها التى تعيش بها أمر من الحنظل وخزات قاټلة تغزو قلبه بضراوة كلما تخيل هيئتها عندما تعلم حقيقة أبيها الذى ليس بأبيها و حقيقة نشأتها الأليمة و أخيرا عندما يكشف لها نفسه ترى هل ستتقبل أمر كذبه عليها و تلتمس له الأعذار أم أنه سيكون عندها من ضمن المذنبين فى حقها.
فى منزل أمجد بسيونى...
يجلس أمامه فادى بغرفة مكتبه جسده يرتجف و قلبه يكاد يغادر مكانه ړعبا من ذلك الشيطان الذى أقحمه بعالمه الخبيث رغما عنه ازدادت وتيرة تنفسه من نظراته الحاړقة ففادى لم يحرز أى تقدم يذكر فى اتفاقه السابق ابرامه معه...إنه يجلس الآن بالمقعد يدعو على حاله و يلعن اليوم الذى عرف به يارا التى كانت السبب الرئيسى فى حالة الړعب الذى يعيشها الآن.
أدار أمجد دفة الحديث قائلا بملامح ثابتة و بصوت كفحيح الأفاعى و كأنه يبث سمه القاټل من بين أحرفه التى تخرج من بين شفتيه الخبيثتين
ها يا فادى!..و أخرتها معاك..بقالك أكتر من شهر مجبتليش معلومة واحدة مفيدة عن صفقة المخډرات اللى عادل أخدها منى...شكلك كدا مستغنى عن روحك.
فر الډم من عروقه و جف حلقه و تقلصت أمعاؤه من نبرته الممېتة و تهديده الصريح فابتلع ريقه بصعوبة بالغة و أجابه بتلعثم و خوف
ي ي يا باشا عادل مش سهل و مش مخلى وراه أى حاجة ممكن تكشفه..و اللى عرفته إن الصفقة باسم أثير بنته و باسم شركتها و هى اللى ماضية على العقود بنفسها...يعنى عادل مالوش أى دخل بالصفقة دى..
طرق سطح المكتب بقبضة يده پعنف بالغ انتفض على إثرها فادى من مكانه و صاح به أمجد بانفعال
يعنى ايه!!...انت عايز تفهمنى ان بنته هى اللى بتنافسنى دلوقتى و هو برا الليلة...طاب تيجى ازاى دى!...أنا متأكد إن هو اللى بيتفق فى الصفقات دى و بيختار مواعيد تسليمها كمان.
أخذ فادى