رواية خالد من 1-5
كل تلك المشاعر التى وصلته..هل تحمل حقا شوقا إمتزج بالعتابنفض مشاعره التى تعجب لها وهو يقول ببرود
حضرتك دلوقتى كويسة
ياالله ..هل بات يحدثها الآن وكأنها غريبة عنههل يتجاهلها عمداأم هو رجل آخر كلية وليس حبيبها فهدليطول شرودها..ويكرر خالد سؤاله بصوت أكثر حدة قائلا
حضرتك بقيتى تمام دلوقتى
اعتدلت جالسة وهي تومئ برأسها دون كلمة..ليلتفت خالد إلى فراس الواقف بجواره قائلا
قال فراس بإستنكار
لأ طبعا.
ليلتفت فراس إلى جورى قائلا بتوتر
هي يعنى.. عشان بس الصدمة ....
صمت فراس وهو يراها ترمقه بنظرة محذرة..ليقول مستطردا بعد ان تنحنح
إحمم..يعنى حضرتك كنت خيال كاتبة وفجأة إتجسدت أدامها طبيعى إنها تتوتر أو يغمى عليها من الصدمة زي ما حصل مع جوري بالظبط.
لينهض خالد قائلا بحدة
يعنى إنت عايز تفهمنى إن وجود صورى على الغلاف كان خيال من الكاتبة..وحطيته على الغلاف فطلع بقدرة قادر زي صورتى بالظبط.
ده اللى حصل فعلا.
لا يدرى خالد لما دق قلبه بتلك السرعة لسماع نبراتها الرقيقة..يشعر بالألفة تجاه هذا الصوت الملائكي ليلتفت تجاهها ببطئ يتأمل ملامحها بوجه خال من التعبير ..ليقول بعد ثوان ببرود
مين اللى رسم الصور دى
أجابته بهدوء ظاهري يحمل اضطرابا بين سكناته
ظهرت الدهشة على ملامحه لثوان ولكنها مالبثت ان إختفت فجأة كما ظهرت فجأة..وهو يقول ببرود
وانتى مشفتيش لية أي صورة أو لقاء على التلفزيون
غشيت عيونها الدموع وهي تومئ برأسها فى صمت.. ..هي لا تكذب..فهي فعلا لم تفعل ذلك..ولقاءها به كان مختلفا بالمرة ..وهذا مادفع الدموع لتسقط على وجنتيها بصمت أيضا..ليشعر خالد بغصة فى حلقه لمرأى تلك الدموع..إنتفضت جورية على صوت تلك المرأة التى تدعى أنه زوجها وهي تقول
قال فراس بعصبية
يامدام أنا مسمحلكيش.
قالت شاهيناز بحدة
وإنت مين إنت عشان تسمحلى أو متسمحليش
هدر خالد بقوة قائلا
إنزلى إستنينى فى العربية ياشاهي.
قالت شاهيناز بحنق
بس ياخالد...
قاطعها قائلا بصرامة
قلتلك إنزلى إستنينى تحت.
نظرت إليه پغضب ثم ألقت نظرات حانقة على الجميع قبل ان تتجه إلى الخارج بخطوات غاضبة..ليلتفت خالد لليلة التى وقفت صامتة طوال الوقت ټلعن غبائها الذى تسبب فى تلك الفوضى..ليقول بنبرة هادئة
فكرت جورية..هل يحبها لتلك الدرجةأيخشى عليها تبا..كم يؤلمها هذالتستمع إلى صوت تلك الليلة الرقيق كالنسمة وهي تقول
حاضر ياخالد..عن إذنكم.
لأول مرة يلاحظ فراس وجود تلك الفتاة بينهم..إنها صهباء فاتنة..قشدية البشرة..هو يعلم أن الصهباوات ناريات الطبع ولكن تلك الفتاة تختلف عنهن كلية..فإلى جانب نعومة صوتها ورقة نبراته..فهناك أيضا تلك الرقة والتى تقبع فى عيونها بلا حدود..أرسلتها إلى جورية فى نظرة إعتذار تقبلتها تلك الأخيرة بهزة رأس صامتة..لتلتفت ليلة مغادرة الحجرة يتابعها فراس بعينيه يتمنى فقط لو تعرف إليها اكثر ولكن يبدو أنه ونظرا للظروف الراهنة لن يسمح له بذلك ...أبدا.
هفترض دلوقتى حسن النية وان وجودى على أغلفتك من وحي خيالك ورسمك..رغم إنه شئ صعب يتصدق..ورغم إنه يرضى غرورى كراجل شفتيه إزاي معرفش صورة واحدة و مناسبة لكل أبطالك..بس للأسف ..مش هقدر أسمح بالموضوع ده..حتى لو حسن النية موجودة.
قال فراس وهو يعقد حاجبيه قائلا
قصدك إيه
نظر إليه خالد قائلا فى تحدى
يعنى الأغلفة دى ..هتتشال صورتى من عليها بأي شكل من الأشكال وإلا هرفع قضية على الدار وأكيد هكسبها.
إزداد إنعقاد حاجبي فراس قائلا
بس اللى بتقوله حضرتك مستحيل.
قال خالد بسخرية
مفيش فى قاموس خالد نصار كلمة إسمها مستحيل..أنا مش مستعد بنتى أو حد من عيلتى يتصدموا..و بدل مايشوفوا صورى على مجلات المشاهير ورجال الأعمال ..يشوفونى مهرج على أغلفة روايات رومانسية سخيفة.. ياتشيلوا صورتى من الأغلفة..ياهوديكم فى ستين داهية..أدامكم فرصة لآخر الأسبوع.. وده آخر كلام عندى.
ليلقى نظرة على جورية التى ظهر على ملامحها أعتى ملامح الألم..كاد أن يتراجع عن كلماته..ولكن شئ ما فى أعماقه رفض هذا الضعف الذى شعر به يعتريه تجاه تلك المخلوقة..ليقرر وبكل حزم أن يوأد هذا الشعور فى مهده..لذلك وبكل برود خرج من الحجرة تتابعه عيناها الحزينتان..ليقول فراس بعد إنصرافه ورؤيته لجورية تقف بضعف
رايحة على فين ياجوري..خليكى شوية عشان ترتاحى ..إنتى لسة تعبانة.
هزت رأسها نافية وهي تقول بحزن
أنا كويسة يافراس..بس محتاجة أكون لوحدى شوية.
قال فراس فى شفقة
بس احنا محتاجين نتكلم فى اللى حصل النهاردة.
أغمضت جورية عيناها قبل أن تفتحهما مجددا قائلة
من فضلك يافراس..خليها وقت تانى..بعد إذنك.
قال فراس بقلق
طب تحبى أوصلك
هزت رأسها نفيا قائلة
لأ..أنا كويسة متقلقش..سلام.
غادرت الحجرة بخطوات بطيئة تتابعها عينا فراس فى شفقة..فهو يدرك كم كانت صدمة اليوم قوية عليها..إنها صدمة لايتحملها أعتى الرجال فما بالك بفتاة رقيقة كجورية ..حقا كم يشفق عليها.
كانت لين تهز قدميها تناغما مع تلك الموسيقى التى يصدح صوتها عاليا فى ذلك الحفل..لتقول لها سها بملل
يلا بينا بقى يالين نروح..أنا بجد مليت.
إبتسمت لين قائلة
نروح فين بسدى الحفلة لسة هتبدأ..والسهرة للصبح.
قالت سها بإستنكار
صبح إيه بسلأ طبعا هي نص ساعة كمان ولو مروحتيش معايا..انا هروح لوحدى..دى حفلة مملة أوى..وانا بجد زهقت.
إتسعت إبتسامة لين قائلة
مسمعتكيش نور وانتى بتقولى على حفلتها مملة..كانت ندهت للبودى جارد بتوعها وخليتهم يرموكى برة الفيلا.
قالت سها بسخرية
تحبى أروح أقولها الكلام ده بنفسى..واهو بالمرة أقولها إنك قلتيلى إنها كانت سمينة أوى فى ثانوى وكانوا مسميينها البرميل.
إتسعت عينا لين پصدمة وهي تقول
بس ..يخربيتك..هتفضحينا ..هو ده جزاء اللى تدى سرها لعيلة زيك.
قالت سها فى حنق
أنا عيلة يالين..ماشى ..طيب أنا ماشية..ومش هتشوفى وشى تانى.
لتمشى سها بالفعل فنادتها لين وهي تضحك قائلة
تعالى بس يامجنونة ..رايحة فين أنا كنت بهزر.
لم ترد سها عليها وواصلت سيرها..بينما ضړبت لين كف على كف وهي تقول بإبتسامة
مچنونة والله..بس بمۏت فيها.
إلتفتت تنوى الإستئذان من صاحبة الحفل ثم المغادرة مع سها..ولكنها مالبثت أن إرتطمت بصدر صلب لرجل يرتدى بذلة أنيقة للغاية ..أسندها لثانية ثم تركها وكأنها أفعى لدغته..عبقت رائحته المكان برائحة تبدوا مألوفة لديها..تعشقها وتكرهها فى آن واحد..رفعت عينيها ببطئ من صدر هذا الرجل حتى عنقه لتبتلع ريقها بصعوبة تشعر أكثر بأنها تعرف هذا الرجل فمن غيره يمتلك هذا التأثير عليها..يشتت كيانها ويزلزله..ينثره إلى ذرات..وصلت عيناها إلى وجهه ليتوقف الزمان والمكان عند تلك اللحظة..لتتجمد كلية وعيناها تواجهان عيناه..تمتلئ عيناها پصدمة رغما عنها كانت واضحة جلية على محياها كله..بينما عيناه باردتان..تحملان بعض السخرية فى طياتهما..كما يحملها صوته تماما وهو يقول
إزيك يالين
إبتلعت ريقها بصعوبة فأمامها تماما وقف من تتمنى أن ترتمى بين ذراعيه الآن ومن تتمنى فى نفس الوقت أن تقتله.. وقف أمامها من حاولت مرارا وتكرارا أن تنساه..وعندما ظنت أنها نجحت فى ذلك..ظهر أمامها من جديد..إنه معشوقها ومعذبها..زوجها السابق....مؤيد.
الفصل الرابع
أضعت تفاصيلي كاملة..
ومازال قلبي الأعمى فيك نابضا.
لاتقترب أكثر وتشعل عود ثقابك
أنا ڼار........................................
هل رأيت يوما ڼارا ټحرق
لملم أعاصيرك الهوجاء من حولي
فأنا وإن بدوت صحراء مسالمة
أستطيع إغراقك كليا برملي...
لا تركن إلى الخداع مرة أخرى
إحذر صمتي............................
لم أعد أنا هي أنا......................
فقد خاصمت جميع أطهار ملائكتي
و تعاقدت سرا مع أعتى الشياطين .
كانت سها تتحرك فى عصبية وهي تتجه إلى سيارتها..ټلعن قرارها الغبي اليوم بمصاحبة لين إلى هذا الحفل..فهي لا تحب تلك الحفلات بتاتا..تشعرها بالتوتر..تظن بأن العيون كلها تكون مركزة عليها يستنكرون ماترتديه دائما من بنطال فضفاض وبلوزة قطنية ..ورغم انها تبدو رائعة فى هذا الزي إلا انه بالتأكيد لا يتوافق مع حفل كهذا يرتدون فيه الفساتين القصيرة التى تكشف أكثر مما تستر..
تعجبت سها فى نفسها كيف اصبحت لين تهوى تلك الحفلات وهي التى كانت تشبهها تماما فى النفور منهم ..وكيف إرتضت بإرتداء تلك الفساتين ..لتهز رأسها يمنة وشمالا وهي تدرك ان تجربتها الأليمة مع مؤيد هي ما حولتها بتلك الصورة..ليهيأ لسها فى بعض اللحظات ان تلك الفتاة ليست بصديقتها على الإطلاق..لتعود وتدحض افكارها وهي تدرك ان بداخل تلك المرأة التى تظهر للجميع قوية مستقلة ولايهمها أي شئ..تقبع تلك الفتاة الخجولة الرقيقة التى لطالما عرفتها سها..
توقفت ټلعن حظها حين إنكسر كعب حذائها الأيمن..لتتجمد تماما وهي تسمع صوت يأتى من خلفها يقول بهدوء
روقى ..مش مستاهلة ..بتحصل على فكرة.
إلتفتت إليه سها تطالعه بعيون ضاقت على ملامحه ..تحاول ان تستشف موقفه..هل يسخر منها ام ان كلماته عادية يبغى بها مؤازرتها فحسبلتجد ان ملامحه خالية من السخرية تماما فإطمأن قلبها..وزفرت قائلة بتلقائية
آدى اللى بناخده من الحفلات دى..پهدلة وخلاص..همشى إزاي للعربية حقيقى مش عارفة.
تأملت عيناه ملامحها بمهل أربكها..وجعل الحمرة تغزو وجنتيها ثم إقترب منها بهدوء..لتشعر بدقات قلبها المتسارعة.. تطرق جسدها پعنف..خاصة عندما توقف أمامها تماما وهو يمد يده إليها قائلا بهدوء
هاتى الفردة التانية.
إتسعت عيناها فى دهشة قائلة
أفندم
أعاد كلماته أمامها بتروى قائلا
بقولك هاتى الفردة التانية.
لم تدرى كيف إستجابت لطلبه وخلعت عنها حذائها ثم رفعته تمنحه إياه..وسط هالة تبدو ساحرة النسمات..فعينا كل منهما لم تبرح الآخر..كليهما غارق فى تلك النظرات..ليقطع هو تلك الهالة السحرية آخذا منها الحذاء ووسط ذهولها قام بكسر الكعب الآخر دون أن يغمض له جفن..ليناولها إياه مجددا قائلا بهدوء
كدة أكيد أحسن.
أخذت الحذاء منه كالمسحورة..ثم إرتدته لتشعر بالراحة فعلا..رفعت عينيها إليه قائلة بإمتنان
فعلا ..معاك حق..متشكرة أوى.
إكتفى بإبتسامة بسيطة زادته وسامة ..لتتيه فى ملامحه..لثوان قبل ان تفيق من سحره وهي تتنحنح قائلة
احمم ..عن إذنك.
قال بإبتسامة مازحا
طب على الأقل قوليلى إسمك..إحنا بينا عشرة عشر دقايق وكعب جزمة مكسور.
نظرت إليه تبتسم وهي تقول بمشاكسة
يمكن مرة تانية ..بس دلوقتى ..أكيد لأ..سلام.
لتتركه واقفا وتغادر ينظر فى إثرها..تتسع إبتسامته..إنها مميزة تلك الفتاة..لا تشبه هؤلاء الموجودات فى هذا الحفل البغيض..ولكنها تركته ومضت دون ان تمنحه أي معلومة عنها قد تسهل له الطريق إليها..تماما كسندريلا..ولكنها السندريلا خاصته..لذا سيبحث عنها وسيجدها ووقتها لن تكون لسواه.
ظلت لين صامتة ..تنظر إلى مؤيد پصدمة..تتساءل منذ متى جاء إلى مصر فآخر أخباره التى وصلتها هو سفره إلى فرنسا منذ اعوام..هل إزداد وسامة عن الماضى..تبا لقد فعل..لتفيق من أفكارها على صوت مؤيد وهو يقول بسخرية
إيه يالينمش هتقوليلى إزيكعيب عليكى..ده إحنا حتى كان بينا عيش وملح وكرواسون.
إستفزتها سخريته لتنفض صډمتها وتنحى مشاعرها الضعيفة تجاهه جانبا وهي ترسم قناعا من البرود على وجهها قائلة
عايز إيه يامؤيد
هز مؤيد رأسه يمنة ويسارا قائلا
تؤ تؤ تؤ ..يعنى بعد المدة الكبيرة دى كلها متقوليليش حتى إزيك
قالت فى برود
وأقولك إزيك ليه ماإنت أدامى أهو..ماشاء الله واضح إنك زي الفل وعايش حياتك بالطول والعرض.. ولا إيه
إختفت السخرية من ملامحه لتظهر خالية التعبير تماما ولكن هيئ للين انها رأت لمحة حزن سريعة عبرت عينيه ولكنها لم تظهر فى صوته الخالى تماما من المشاعر وهو يقول
إنتى كمان..واضح إنك مبسوطة فى حياتك..الظاهر إن فيها