الثلاثاء 07 يناير 2025

رواية خالد من 1-5

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

حاجبيها قائلة فى حيرة
مالك يا لبنى ..فيه إيه
رفعت لبنى تلك الروايات التى تمسكها أمام ليلة ليظهر غلافهم جميعا..وتتسع عينا ليلة فى صدمة.
....ظلت هكذا لمدة دقيقتين جامدة السكنات..عاجزة عن إبداء أي رد فعل..قبل أن تقترب من صديقتها تأخذ منها تلك الروايات تتأمل غلافهم فى ذهول تام..فعلى غلاف كل منهم قبعت صورة لأخيها كبطل للقصة..مرة كفارس روماني ومرة كضابط فى الجيش..أما هذا الأخير فصورة طبق الأصل منه فى بذلة سوداء أنيقة..تكاد تقسم أن لديه شبيهتها ..ويرتدى عليها ربطة عنق رمادية كتلك التى فى الصورة تماما..لترفع عينيها إلى عيني صديقتها القلقتين..تقول فى دهشة
ده أخويا مش كدة
أومأت لبنى برأسها دون أن تنطق بكلمة..لتقف ليلة بجوارها تنظر إلى الأغلفة مستطردة بدهشة
وإيه اللى خلاه موجود على غلاف كل الروايات دى
هزت لبنى رأسها فى حيرة قائلة
مش عارفة..جايز الدار شافت إن أخوكى وجه سينمائى فحطت صوره على رواياتها..وبصراحة أخوكى وسيم أوى ومنور الأغلفة.
لتبتسم مستطردة فى مزاح
أخوكى أصلا بينور فى الضلمة ياليلة.
وكزتها ليلة قائلة فى حنق
وده وقت هزار يالبنى 
لتنظر إلى الروايات قائلة فى حيرة
إزاي بس دار النشر دى عملت كدة من غير ماتستأذنه..إنتى عارفة لو أخويا شاف الأغلفة دى هيعمل إيه
قالت لبنى
عارفة طبعا..هيطربقها على دماغهم.
لتستطرد فى حيرة قائلة
طيب وهتعملى إيه دلوقتىهتقوليله
زفرت ليلة قائلة
مش عارفة بس لازم أقوله..الموضوع مش سهل على فكرة..ده يأثر على شغله طبعا..ولازم يعرف.
قالت لبنى
ربنا يستر بقى.
تنهدت ليلة وهي تنظر إلى غلاف الرواية والتى يطالعها فيه رسم لأخيها ببذلته السوداء الرائعة.. تحمل عيناه نفس نظرته الصارمة..لتقرأ ماكتب تحتهاأقدار الحب..للكاتبة جورية..دار المبدعون للنشر والتوزيع..لتغمض عينيها قبل أن تفتحهما وقد ظهر فيهما الحزم..لقد إتخذت قرارها.. ستخبر أخاها بالأمر..وليكن ما يكون.
قال خالد بعصبية
قلتلك مليون مرة ياشاهى..قبل ما تاخدى أي قرار لازم ترجعيلى..لكن انتى مبتسمعيش إلا كلام نفسك وبس..مش كدة ..وآدى النتيجة..هنضطر نلغى العرض بتاعنا ونتحمل شرط الجزاء كمان.
قالت شاهيناز بحدة
كنت هعمل إيه يعنى ياخالد..دبسونى وخلونى أمضى..عارفة إنى مراجعتش العقود كويس بس مكنتش أتوقع يعملوا كدة خالص..هم إتعاملوا بشكل شيك أوى..يخلى أي حد ينخدع فيهم.
قال خالد بصرامة
مفيش حاجة فى شغلنا إسمها مكنتش أتوقع..فيه إن إمضتك متكونش على ورقة مش مدروسة كويس من المحاميين بتوعنا..إنتى جرالك إيه بساللى أعرفه إنك أذكى من كدة.
قالت شاهيناز فى ضجر
أووف ياخالد..خلاص بقى..مكنش ديل ووقع منى..المرة الجاية هاخد بالى.
قال خالد بحنق
مفيش مرة تانية خلاص ..أنا هسحب توقيعك من على العقود.
إتسعت عينا شاهيناز وهي تقول پصدمة
إنت بتقول إيه..مستحيل تعمل كدة.
قال خالد بصرامة
أنا مبقلش حاجة مقدرش اعملها ..شوفينى وأنا بنفذ كلامى ياشاهى..أنا مش مستعد كل يوم والتانى أخرجك من مشكلة وأخسر فلوس..ده قرار نهائي ..مفهوم
كادت شاهيناز أن تتحدث حين قاطعها صوت طرقات على الباب..ثم دلوف ليلة أخت خالد..والذى ما إن رآها حتى إنفرجت أساريره المتجهمة وهو يقول
إدخلى ياليلة ..واقفة عندك ليه
نقلت ليلة نظراتها بين شاهيناز الحانقة ملامحها..وبين أخاها خالد لتدرك بوجود خطب ما بينهما..لتقول بقلق
هو أنا جيت فى وقت مش مناسب
قال لها خالد 
لأ طبعا ..بتقولى إيه..إنتى تيجى فى أي وقت.
إقتربت ليلة من المكتب قائلة
إزيك ياشاهى
جلست شاهى على المقعد تضع قدما فوق الأخرى قائلة بضيق
كويسة.
إبتلعت ليلة ريقها بصعوبة..فإستدار خالد حول المكتب وهو يشعر بتوتر ليلة وقلقها البادى على ملامحها ليقترب منها قائلا بحنان
خير ياحبيبتى..إيه سبب الزيارة الحلوة دى
إبتلعت ريقها مجددا وهي تنظر إلى شاهيناز تتمنى خروجها ولكن يبدو من ملامحها أنها تنوى البقاء لتقول ليلة بإرتباك وهي تنظر لأخيها
الحقيقة ..أنا كنت فى المكتبة من شوية مع لبنى ..بنشترى روايات زي ماإنت عارف.
أومأ برأسه وهو يقول مستحثا إياها على الحديث
وبعدينإحتجتى فلوس
هزت رأسها نفيا وهي تقول
لأ..معايا..بس...
صمتت مجددا لينظر إليها فى تساؤل دون أن ينطق بحرف..يتيح لها الفرصة كي تملك زمام شجاعتها فمن الواضح أن هناك خطب ما يقلق راحتها..لترفع هي تلك الكتب بيدها تعرضها أمامه قائلة
وهناك فى المكتبة لقيت دول.
عقد خالد حاجبيه بشدة وهو يأخذ منها الكتب ..يطالع أغلفتها..فعلى غلاف كل كتاب قبع رسما له.. فى زي مختلف ربما..ولكنه يظل صورة منه طبق الأصل فى الملامح ..ليقول بذهول
إيه دول
نهضت شاهيناز تمسك إحدى الكتب منه وتطالع الغلاف عاقدة الحاجبين بينما قالت ليلة
دول روايات لكاتبة إسمها جورية..الظاهر دار النشر اللى بتنشر ليها شافت صورة ليك على الإنترنت وحست إنك تنفع تكون بطل لرواياتهم.
قال خالد پغضب
وإزاي يعملوا كدة من غير ما يستأذنونى..هما إتجننوا..مش عارفين أنا أبقى مين..طيب.. أنا هوريهم.
قالها وهو يسحب مفاتيحه وهاتفه ويتجه إلى الباب بخطوات غاضبة بينما قالت ليلة بجزع
إستنى ياخالد..رايح فين أنا جاية معاك..
لتسرع خلفه..بينما حذت شاهيناز حذوها..تريد أن ترى من سولت لهم أنفسهم ليأخذوا صورة زوجها ويضعون رسما له على أغلفة تلك الكتب..ألا يدرون من هو خالد نصار..حسنا..قريبا جدا..سيعرفون.
الفصل الثالث
هل هذا أنت يافهدى يامن لطوفان عشقك إستسلمت..أم أن هذا هو طيفك ..خرج من أحلامى متجسدا ..أو توهمت أم هو شبيه لا يمت لك بصلة..ومنه حقا قد نفرت
من أنت حقا فلتخبرنى..قد حيرتنى الظنون وأتعبتنى ..وإن لم تشفى غليلى بإجابة..سأدرك حقا أنى قد جننت.
قال فراس بإبتسامة
قصتك الأخيرة ورغم ان مبقالهاش يومين معروضة إلا إنها محققة أعلى نسبة مبيعات فى تاريخ الدار..ألف مبروك ياجوري.
إبتسمت جورية قائلة بهدوء
الله يبارك فيك..متتصورش فرحتى أد إيه وأنا بسمع منك الكلام الحلو ده.
إتسعت إبتسامته قائلا
يلا بقى شدى حيلك وألفيلنا حاجة جديدة بسرعة..عشان معرض الكتاب اللى جاي.
قالت جورية
والله يافراس أنا بفكر آخد بريك وأتصل بجدى يجيلى..أهو نقضى مع بعض يومين حلوين كدة أرتاح فيهم من ضغط الأعصاب اللى مريت بيه الفترة اللى فاتت عشان أخلص الرواية..ويمكن ساعتها أفكر فعلا فى كتابة رواية جديدة..أو أأجل وآخد بريك السنة دى ومش مهم المعرض.
إتسعت عينا فراس بإستنكار قائلا
مش مهم إيه ياجوريده إنتى كاتبة الدار الأولى ولازم يكون ليكى رواية جديدة فى المعرض..ده غير رواياتك القديمة طبعا.
كادت أن تقول شيئا ولكن طرق على الباب قاطعها.. لتدخل منار سكرتيرة فراس وعلى وجهها يبدو التوتر وهي تقول
أنا آسفة لمقاطعتكم ياأستاذ فراس بس فيه ناس طالبين يقابلوا حضرتك والآنسة جوري دلوقتى فورا ومن غير تأجيل.
عقد فراس حاجبيه قائلا
ناس مين دول
ليدلف خالد إلى الحجرة بهيبته تتبعه شاهيناز و ليلة..نظر خالد إليهم بصرامة وهو يتأمل وجهيهما قائلا
خالد...خالد نصار.
إتسعت عينا فراس فى دهشة بينما أصاب الذهول قسمات جورية لتظهر الصدمة جلية على وجهها..وهي تنهض ببطئ..تتأمل ملامح هذا الرجل الماثل أمامها.. بضعف..بشوق ..بحنين ظهر فى ملامحها..توقن أنها تحلم..ولكن تجاهل خالد التام لها و كلماته التالية والموجهة لفراس جعلتها تدرك أنها فى كابوس وليس حلم..وهو يقول پغضب مشيرا إلى تلك الرواية بيده
ممكن أعرف إزاي تحطوا صورتى على أغلفة الروايات دى..أنا مش بس هقفلكم الدار..لأ..ده أنا كمان هوديكم فى ستين داهية.
ليظهر التحدى على وجه فراس على الفور بينما عجزت جورية عن قول أي شئ تماما..بل دارت بها الدنيا وشعرت بسواد يحيط بها ..يسحبها إلى أعماقه لتستسلم له وترحب بأن يضمها بداخله......فى صمت.
قالت جليلة بجزع وهي ترى عزيز يمسك بقلبه بعد أن سقط من يده فنجال القهوة لېتحطم بقوة إلى شظايا
عزيز ..مالك..إنت بخير
جلس عزيز فى مقعده وهو يأخذ نفسا عميقا يهدئ به انفاسه المتسارعة وذلك الألم فى قلبه ثم يقول بضعف
أنا بخير ياجليلة..شوية ألم بسيط فى قلبى..والحمد لله بقيت كويس.
قالت جليلة فى قلق
الموضوع ميطمنش ..إنت لازم تروح تكشف عند الدكتور وتشوف سبب الألم ده إيه..ده مش أول مرة يجيلك..وأنا قلقانة عليك..قصدى يعنى..جوري لو عرفت...
قاطعها قائلا بسرعة
اوعى تقوليلها حاجة..مفهوم ياجليلة..جوري فيها اللى مكفيها..ومش حمل توتر ولا قلق علية.
أومأت جليلة برأسها متفهمة..لتقول بعد ثوان
هي متكلمتش النهاردة
هز عزيز رأسه نفيا قائلا
كلمتنى انبارح وقالتلى مش هتكلمنى غير بالليل ..مشغولة أوى بعرض روايتها الجديدة.
قالت جليلة بفخر
بعتتلى نسخة منها..منمتش غير لما خلصتها..ما شاء الله عليها..عندها موهبة تجنن وقلم حساس أوى.
شرد عزيز قائلا
طالعة لجدتها بالظبط..فى كل حاجة.
نظرت جليلة إلى ملامح عزيز الشاردة والتى تؤكد أنه هائم تماما داخل ذكرى زوجته الراحلة..لتطرق برأسها فى حزن..فعزيز لن يراها أبدا وذكرى زوجته مازالت حية بداخله..كم هي بائسة حقا..أحبته لسنوات طويلة بعد ۏفاة أختها.. حبا صامتا مغمورا داخل طيات قلبها..وهاهو يجعلها تدرك مرارا وتكرارا أن حبها سيظل للأبد....بلا أمل.
أفاقت من أفكارها على صوته وهو يقول
إيه رأيك ياجليلة لو نروح لجوري القاهرة ونعملهالها مفاجأة
إبتسمت جليلة إبتسامة باهتة..وهي تقول
مفاجأة حلوة فعلا..بس إنت نسيت إنك وعدت عابد إنك هتجوز بنته علا ..والفرح الشهر الجاي..يعنى ورانا حاجات كتير عشان نجهزها.
أطرق عزيز برأسه بخيبة أمل قائلا
فعلا نسيت..بس ده معناه إنى هفضل شهر كمان من غير ماأشوفها.
قالت جليلة تواسيه وقد شعرت بالشفقة عليه..لتقول بحنان
هون عليك ياعزيز ..مش يمكن هي اللى تيجى..ونشوفها كلنا.
رفع عزيز عيون مټألمة إليها..مزقت قلبها حزنا عليه وهو يقول بمرارة
إنتى عارفة إنها مستحيل هتيجى هنا تانى.
أومأت برأسها فى أسى..تدرك أنه محق..فقد کرهت جوري هذا الوادى والذى يذكرها..بحبيبها الذى عشقته بكل جوارحها ليختفى ذات يوم من حياتها للأبد..تاركا إياها فى أسوأ حال..لا هي بالحية ولا هي مېتة لتقرر الرحيل عن هذا المكان الذى تذكرها جنباته بحبيبها الضائع..ليقاطع افكارها دلوف فتحى المسئول عن مزرعة عزيز قائلا بسعادة
عزيز بيه..عزيز بيه.
نظر إليه عزيز قائلا
خير يافتحى.
قال فتحى بإبتسامة
مهرة بتولد ياعزيز بيه.
لمعت عيون عزيز وإنفرجت أساريره وهو ينهض بسرعة متجها إلى الإسطبل يتبعه فتحى..لتتنهد جليلة وهي تتابعهم بعينيها..تدرك مدى عشق عزيز لمهرة.. فرسة جورية ..تماما كعشقه لزوجته الراحلة وحفيدتهما من بعدها..تتمنى فقط لو عشقها بنصف القوة التى عشق بها كل هؤلاء..ولكن للأسف ليس كل ما يتمناه المرء....يدركه.
أحست جورية پألم شديد فى رأسها والضباب حول عقلها ينقشع تدريجيا..تسمع صوت إمرأة تقول بحدة
على فكرة بقى..دى تمثيلية بايخة أوى منها عشان تتهرب من الوضع اللى هي فيه وصورة جوزى الموجودة على أغلفة رواياتها كلها.
زوجها..هل قالت فعلا أنه زوجهاهل حقا فهد متزوج من تلك المرأةلتستمع إلى صوت فراس وهو يقول بحدة 
من فضلك يامدام..جوري مش بالشكل ده خالص..دى إنسانة محترمة أوى على فكرة ومستحيل تتصرف بالشكل ده.
قالت المرأة بحدة
طبعا..ما إنت أكيد هتقول كدة ..مش انت صاحب دار النشر اللى طابعينلها الرواية وغلافها.
هدر صوته الذى تحفظه عن ظهر قلب..والذى كانت نبراته تشعل دقات قلبها سعادة وعشقا ولكنها الآن نبرات صارمة خالية من الحنان الذى كان يعبق به صوته..صوته القريب منها الآن تلفحها أنفاسه الساخنة وهو يقول
خلاص ياشاهى..مش وقته خالص الكلام ده..تفوق الآنسة ونبقى ساعتها نتكلم.
فتحت عيونها ببطئ لتطالعها عيناه..واللتان رغم صرامتهما إلا أن هناك قلق دفين رأته فى عمق تلك العيون..لترمقه بنظرة طويلة صامتة حيرته..ورغما عنه وجد نفسه ينجذب بقوة لتلك العينين..يغرق فيهما حرفيا..تأسره نظرتهما..يتساءل بحيرة..هل تحمل نظراتها

انت في الصفحة 3 من 6 صفحات