رواية خالد من 1-5
اللى تلعب بيه وبمشاعره وتعتبره لعبة فى إيديها ممكن تلعب بيها شوية وتكسرها وبعدين تدور على لعبة غيرها..لأ..مبقاش أنا إن ما خليتها تركع على رجليها أدامى..تتمنى منى السماح وساعتها بس همسح صورتها من قلبى وإسمها من عقلى وحبها من تكوينى..ساعتها بس هنساها..للأبد.
قال نبيل بقلق
هتعمل إيه يامؤيد
قال مؤيد فى صرامة
كان خالد يلاعب طفلته الصغيرة ..يبتسم بحنان على طفوليتها وضحكاتها البريئة العفوية..ليتذكر صاحبة الضحكات التى تماثلها عفوية وسحرا..تلك التى سلبته راحة البال وأصبحت تشغل عقله..يتساءل عن سبب غزوها لأحلامه التى تقض مضجعه ولكنها فى الوقت نفسه تمنحه شعورا رائعا بالحياة..أفاق من أفكاره على يد تلك الصغيرة التى قرصته بخفة فى وجنته ليقول بحنان
قالت ريم بشقاوة محببة
عشان تبطل تسرح وأنا جنبك يا بابى..حتى لو كنت بتفكر فى مامى..مش مسموح طول ما إنت معايا..مفهوم
إتسعت إبتسامته وهو يقول
حبيبتى الصغيرة كبرت وبقت بتغير على بابى.
قالت ريم ببراءة
عشان بحبك لازم أغير عليك..عادل قاللى كدة.
إتسعت عينا خالد بدهشة قائلا
عادل ده مين ياريم
زميلى فى المدرسة يابابى..بيحبنى وأنا بحبه..بس هو كان زعلان منى عشان انا مبغيرش عليه من ساندى ..وقاللى عشان أكون بحبه لازم اكون بغير عليه.
قال خالد بحنق
حب إيه وغيرة إيه فى سنكم ده..انتى قلتى الكلام ده لمامى ياريم
قالت ريم ببراءة
قلتلها يابابى..
قال خالد
وقالتلك إيه
قالت ريم
ضحكت هي وطنط ماهى .
ضحكت ! دى أم بتربى دى..حاجة تعلى الضغط.
ليقول بتروى موجها حديثه إلى ريم
بصى ياريم..إنتى عندك ٧ سنين..يعنى لسة صغيرة أوى على موضوع الحب ده..عادل زميلك وبس..وإنتى كمان زميلته وبس..لما تبقى أد مامى..هتحبى وتنحبى..ومن هنا ورايح متقعديش مع عادل ده ولا تكلميه أصلا..اقولك..أنا بكرة هنقلك من المدرسة دى خالص.
ليه بس يابابى..سيبنى فى مدرستى دى ..انا بحبها وبحب المدرسين اللى فيها.
قال خالد بحزم
معلش ياقلبى..عشان أنا بحب ريمو وخاېف عليها..لازم أعمل كدة..إتفقنا
اومأت برأسها وهي تطرقه بحزن..ليقبلها فى رأسها قائلا
تصبحى على خير ياحبيبتى.
همست ريم قائلة
تلاقى الخير يابابى.
قال خالد
فين بوسة بابى.
قبلته ريم فى وجنته قبل أن تتجه إلى السرير تتضجع عليه ليدثرها خالد برفق ويقبلها فى جبهتها ثم يغادر الحجرة مغلقا الباب خلفه ..ليتجه إلى حجرته حيث توجد زوجته المستهترة..والتى يدرك أنها فى أعماقها تحب طفلتها ولكنها فقط لا تجد الوقت مابين عملها وحفلاتها لرعايتها..لتتركها هكذا..وحيدة..وتقريبا....بلا أم.
لا تسخروا منى وتقولون فتاة خيالها واسع
تريد بطلا كأبطال رواياتها ..رومانسي رائع
الكون خال منهم..وليس هناك حقا نجم ساطع
كلا .....بل يوجد فى هذا الكون نجمي اللامع
فقط سأنتظره أو أبحث عنه..لن أيأس ولن أتراجع
دلف خالد إلى حجرته ليجد شاهيناز جالسة أمام المرآه تضع بعض الكريمات على يديها وقدميها..إتجه إلى سريره بصمت وخلع عنه تيشيرته ثم إضجع عليه بهدوء..يضع يديه تحت رأسه ناظرا إلى سقف الحجرة لثوان ثم مغمضا عينيه ..شعر بها تقترب من السرير..يسمع حفيف ثوبها.. لكنه اليوم لا له مطلقا فى أن يقترب منها أو حتى ..ليتساءل فى نفسه......
منذ متى كانت لديه تلك الجامحة بها العاشق بمعشوقتهربما أبدا لم تكن لديه تجاهها..أفاق من شروده على صوتها الهامس بإسمه فى إغراء قائلة
خالد.
فتح عيناه يطالعها ..فإقتربت منه تود ليشيح بوجهه عنها ثم ينهض فجأة..لتعتدل عاقدة حاجبيها وهي تقول
مالك ياخالد
نظر إليها فى حيرة لايدرى بما يجيبها..أيخبرها أنه فقد بها منذ زمن طويل.. ربما منذ أن أدرك أنه تزوجها دون إرادة منه حقا..وأنه كان غرا ساذجا عندما ظن أنه ربما أحبها بعد الزواج..وأنه لا بأس بزواج المصلحة هذا..أم يخبرها أن فتاة أحلامه قد شغلت عقله وقلبه ولم تدع فيهما مكانا آخر لغيرها..ستظنه حتما مچنون..
أم يخبرها أنه ينفر منها لإنه يستشيط منها ڠضبا بسبب إهتمامها بعملها وحفلاتها وصديقاتها..وإهمالها إبنتهالا يدرى حقا ماذا يقول لها..ليفضل أن يخبرها بشعوره الأخير.. يهاجم ذاتها الأنانية المستهترة والتى لاتكترث بأحد ..ليعقد حاجبيه وهو يقول بحدة
لما ريم جتلك وقالتلك على موضوع عادل..ليه محكيتليش وإزاي تضحكى إنتى وماهينار على حاجة زي دى..مش المفروض كنتى إتكلمتى معاها وفهمتيها بالراحة إن ده غلط وإنها لسة صغيرة على الكلام ده
نهضت شاهيناز وهي تقول بعصبية
فيه إيه بس ياخالدالموضوع ميستاهلش كل الكلام ده..دول أطفال..يعنى كل ده لعب عيال على فكرة.
نظر إليها قائلا ببرود
إنتى شايفة الموضوع ميستاهلش..بس أنا شايفه يستاهل..بنتك لازم تاخدى بالك منها..هي صحيح عندها ٧ سنين بس اللى هتتربى عليه دلوقتى هو اللى هتكبر عليه..ومفاهيمها دلوقتى بتتكون..يعنى لازم تعرف إيه الصح وإيه الغلط..مفهوم
نظرت إليه بحنق..ليردد بصرامة
مفهوم ياشاهيناز
قالت شاهيناز فى ضجر
مفهوم.
تأملها للحظة قبل أن يأخذ تيشيرته ويلتفت مغادرا الحجرة لتستوقفه قائلة
رايح فين
توقف وهو ينظر إليها بجانب وجهه قائلا
نازل الجنينة أشم شوية هوا.
ثم أكمل سيره مغادرا الحجرة بهدوء..لتجلس شاهيناز على السرير..زافرة أنفاسها بغيظ..قائلة
الوضع كدة مبقاش مريحنى ياخالد ..ولازم أشوف حل قبل ما تضيع منى وتضيع معاك فلوس عيلة نصار..وده مش ممكن يحصل.....أبدا.
.....بعد مرور عدة أياااام.
كانت ليلة تجلس مع صديقتها لبنى فى كافيتريا الجامعة..ينتظران موعد المحاضرة القادمة..حين زفرت ليلة بقوة قائلة
على فكرة يا لبنى ..الرواية اللى قلتيلى عليها معجبتنيش خالص..بصراحة مقتنعتش بشخصية أبطالها..إزاي بس ظابط فى المخابرات ويطلع بالشخصية الضعيفة الهشة دى
إبتسمت لبنى قائلة
كنت عارفة إن ده هيكون رأيك..على فكرة أنا كمان لما قريتها إنبارح حسيت نفس الإحساس..وإتصلت بسوسن وبهدلتها ..وقلتلها ياتقوللى على رواية كويسة ..ياتقطع علاقتها بية نهائى.
ضحكت ليلة برقة قائلة
بالذمة مش عيب علينا..نبقى إتنين محترمين فى آخر سنة فى كلية طب ويبقى ده حالنا..مجانين روايات.
شاركتها لبنى ضحكاتها وهي تقول
لأ ومش بس كدة..سايبين أبطال الواقع وغرقانين فى حب أبطال الروايات..أهو ده الجنان الرسمى.
إبتسمت ليلة قائلة
نعمل إيه بس إذا كان أبطال الروايات أحلى كتير من الحقيقة..زي ما بنحلم يكون فارس أحلامنا بالظبط..وسيم..رزين..رومانسى..وبيعشق البطلة من أول نظرة.
قالت لبنى بلهجة ذات مغزى
ما انتى عندك بطل فى الحقيقة كدة..دكتور وليد..وسيم وغنى وبيعشقك من أول مرة شافك فيها.
ظهر الإستنكار على وجه ليلة وهي تقول
وليدإيه بس..إنتى بتقارنى وليد بأبطال الروايات لأ طبعا..مفيش مقارنة..وليد بتاع بنات وخفيف كمان..أنا بطل أحلامى غير.
هزت لبنى شفتيها يمنة ويسارا قائلة
خلينا كدة بنتأمر على خلق الله لما هنعنس.
إبتسمت ليلة ولم تعلق..لتقول لبنى
المهم..مقلتلكيش بقى..سوسن وكتعويض منها لينا على اللى حصل..قالتلى على إسم كاتبة أقل حاجة تتقال عنها إنها رائعة..وده كلام سوسن طبعا..اللى قريتلها رواياتها كلها أحببتك وإنتهى الأمروأنفاس حياةوكانت بتقرالها أقدار الحبروايتها الجديدة واللى لسة نازلة السوق إنبارح فى المعرض .
مطت ليلة شفتيها الجميلتين قائلة
هي أسماء القصص تشد الصراحة..بس مبقاش عندى ثقة فى إختيارات سوسن نهائي يا لبنى.
هزت لبنى كتفيها قائلة
ولا أنا.. بس هقولك حاجة ودى بقى انا واثقة منها..سوسن مش ممكن تدفع فلوس فى ٣ روايات لكاتبة إلا لو كانت بجد تجنن.
نظرت إليها ليلة قائلة فى حماس
طب وإحنا مستنيين إيهقومى بينا
عقدت لبنى حاجبيها قائلة
على فين
قالت ليلة
على المكتبة طبعا نجيب الروايات.
قالت لبنى
طب والمحاضرة
قالت ليلة بلهفة
إعتبرى إن الدكتور إعتذر..قومى بقى.
لتبتعد بإتجاه سيارتها بخطوات سريعة..لتنهض لبنى تتبعها وهي تقول بإبتسامة
صاحبتى ومچنونة..زيي بالظبط..هنعمل إيه بس
لتتجه بخطوات سريعة إلى حيث سيارة صديقتها ..وبداخلها شغف مثلها تماما لرؤية تلك الروايات التى تحكى عنهم صديقتها سوسن..تتمنى أن تكون تلك الروايات حقا.....رائعة.
دلفت سها إلى حجرة مكتب لين قائلة بعصبية
إنتى تشوفيلك حل فى مرات أخوكى دى يالين..ياهقدم إستقالتى وحالا.
نهضت لين من على كرسيها وهي تقول
طب إهدى بس وأقعدى وفهمينى بالراحة..إيه اللى حصل
جلست سها وهي تزفر قائلة
الهانم ياستى مفكرانى مديرة مكتبها هي.. مش مديرة مكتبك إنتى..وكل شوية تبعتلى أخلصلها شغل..مع إن معاها مروة ومروة شاطرة جدا فى شغلها زي ماإنتى عارفة..بس كبرت دماغى.. وكل ماتبعتلى شغل كنت بخلصه.
لتأخذ نفسا عميقا قبل أن تستطرد
بعتتلى شغل إنبارح وطبعا بسبب ضغط الشغل بتاعنا مقدرتش أخلصه..لقيتها بتكلمنى دلوقتى فى التليفون وبتزعق..أنا مسكت أعصابى بالعافية ..أولا لإنها مرات أخوكى فعملتلك حساب..ثانيا لإنى مش هنزل فى حوار لمستوى مش حباه..بس أنا مش شغالة عندها وهي ملهاش حق تكلمنى بالشكل ده أبدا.
جلست لين أمامها وربتت على يدها قائلة
معاكى حق وحقك علية أنا..أنا هكلمها ومش هخليها تبعتلك شغل تانى ولا تضايقك..روقى بقى لإنى مش حابة أشوفك بالشكل ده.
تنهدت سها قائلة
أنا آسفة لو إتعصبت يالين..بس الست دى مستفزة أوى..مغرورة كدة وفاكرة الكل شغال عندها ..أنا مش عارفة أخوكى بس مستحملها إزاي ولو إنه كتير بيشبهها.
تراجعت لين فى مكانها لتستند على ظهر مقعدها قائلة
ده اللى بيحاول خالد يظهره للى حواليه..بس خالد من جواه طيب أوى..مش بالبرود ولا القسۏة اللى بيتعامل بيها مع الكل..حنيته وطيبته بتظهر بس مع الناس اللى بيحبهم.
قالت سها
زيك كدة يالين..بتحاولى تظهرى للكل قوية وباردة و self independent woman..مع إنك من جوة أرق من النسمة وأضعف من هالة القوة اللى رسمتيها حواليكى دى.
زفرت لين قائلة
يمكن انا كنت كدة زمان ..بس دلوقتى بحس إن من جوايا فراغ بارد..وقسۏة اتغلغلت لقلبى وسكنت فيه..قسۏة كان سببها حاجات كتير مريت بيها علمتنى مآمنش لمخلوق ولا أظهر ضعفى أدامه لإنه ساعتها هيبقى سهل عليه أوى يجرحنى..وأنا قلبى مبقاش حمل چرح جديد.
أدركت سها أن لين تتحدث عن زوجها السابق..فقد ترك بداخلها چرح جعلها تتحول بنسبة ١٨٠ درجة .. تشعر بأن صديقتها ممزقة المشاعر بين عشقه الذى ينبض به قلبها وكرهه لما فعله بها..ولكنها قررت أن تستمر فى حياتها رافضة أن تخضع لمشاعرها.. بل نحتها كلية من حياتها وإنغمست فى العمل نهار والحفلات ليلا..حتى لاتدع لنفسنا فرصة للتفكير بماضيها الأليم.
أفاقت من أفكارها على صوت لين وهي تقول بهدوء
مش هتيجى معايا حفلة عيد ميلاد نور النهاردة
قالت سها
انتى عارفة إنى مليش فى الحفلات دى يالين..روحى انتى وإبقى سلميلى عليها.
قالت لين برجاء
طيب وإن قلتلك عشان خاطرى..أنا ببقى لوحدى ومحتاجاكى معايا ياسووو.
نظرت إليها سها وأمام نظرات الرجاء فى عينيها لم تجد أمامها حل سوى قبول الدعوة..لتقول بهدوء
هاجى بس مش هلبس فساتين سواريه..أنا هلبس لبسى العادى ..موافقة
اومأت لين برأسها فى سعادة وهي تقول
طبعا موافقة..انتى فى أي حاجة بتجننى ياسو.
إبتسمت سها وهي تنظر إلى صديقتها لين والسعادة البادية على وجهها..لتطمئن إلى قرارها بالذهاب معها إلى الحفل رغم نفورها من تلك الحفلات..فيبدو أن صديقتها تشعر بالوحدة وتحتاج إلى من يؤازرها ويؤنس وحدتها..وهي خير كفيل بذلك.
كانت ليلة تتنقل بين أروقة المكتبة ..تقرأ عناوين الروايات الرومانسية..وهي تنتظر صديقتها لبنى التى تشترى تلك الروايات اللاتى سمعا عنها.. حتى إستقرت عيناها على قصة بعنوان قلب بلا مرسى..أعجبها العنوان والغلاف فمدت يدها كي تأخذها..ولكن يدها توقفت فى الهواء وهي تستمع إلى صوت صديقتها القلق وهي تنادى بإسمها..إلتفتت إليها تنظر إلى ملامحها المتوترة وهي تمسك بالروايات فى يدها..لتعقد ليلة