رواية سليم من 9-12
انت في الصفحة 7 من 7 صفحات
هستحمل يا شمس.
مش هتستحمل ليه! هو أنا مستاهلش تيجي على نفسك علشان خاطري الرسم ده حاجة أنا بحبها.
ذرفت الدموع من عينيها مجددا لقد خيرها من قبل وها هي المرة الثانية توضع في خانة اليك..رغم أن الموقف هذه المرة يختلف تماما.. الخيار هنا في بداية حياتها معه وفي ليلة زواجهما التي طالما حلمت بها.
وأنا بحبك..بحبك فوق ما تتخيلي لكن مش هقدر اسكت واشوف حد بيشكر فيكي شمس أنتي ليا لوحدي مش عايز حد يشاركني ولا حاجة تشغلك عني.
لا بس انك تواظبي ترسمي على الاكونت بتاعك دي حاجة هتشغلك عني وأنا أناني في حبك ارسمي في بيتك براحتك مش هقولك لا بس على السوشال ميديا لا يا شمس.
كانت كلماته حادة كالسيف تقطع كل أفكارها التي تحاول الوصول لحلا يرضيهما معا شعرت بمدى عجزها أمامه اعترافه بحبه للمرة الثانية على التوالي جعل قلبها ينبض پعنف له ولكن عقلها يدفعها نحو واقع كلماته التي تحدد مستقبلها بخطوطه هو.
هتهدي حياتنا علشان خاطر حاجة زي دي.
سمح لها بالابتعاد فركزت ببصرها عليه تحاول قراءة الغموض المسيطر على عينيه ولكن هناك وميض بالحب ينير طريقها معه بالتأكيد لن تخلق مشاكل معه في بداية زواجهما خاصة هو لم يرغمها بالقوة بل يطلب منها بهدوء وحكمة.
قولتي إيه يا شمس هتسمعي كلامي.
قالتها بهدوء ينافي انكسار أحاسيس رقيقة متعلقه بأحلاما لم
تتخيل قط التخلي عنها فاستمر هو بالضغط عليها.
الاتفاق اللي بنتفق عليه بيبقا عهد بينا اوعي في يوم من الأيام تعملي حاجة أنا قولت عليها لأ.
وقفت حائرة أمام كلماته بعدما شعرت بتحذير طفيف بنبرته ولكنها لم تبالي وقالت ببسمة صغيرة
حاضر.
فاعتقدت أن فقدان فارس أحلامها سيكون أكثر الما من ډفن أحلامها نعم وافقت...وافقت إرضاءا له و لقلبها النابض من أجله.
عاد من شروده على اتصال هاتفي من سيف كالعادة يطمئن عليه وكأنه طفل لا يجيد الجلوس وحده..فأجاب سليم بنبرة فاترة
ماتيجي تقعد معايا في الورشة في حبة شغل جاي انما ايه لوز.
عقد سليم حاجبيه بعدم فهم قائلا
هو أنا مالي بالشغل بتاعك!.
مش أنت بتحب الدوشة بتاعت الورشة وزيت العربيات والشحم.
أجابه ببساطة محاولا كتم ضحكه فرد سليم بتعجب ساخر
هو أنت بتعزمني على جاتو مالك يا سيف أنت كويس!.
أنا زي الفل تعال أنت بس نقعد مع بعض.
كفارة يعم هستناك.
وقف زيدان أمام محلهم الرئيسي بسيارة الشرطة ثم هبط منها متوجها نحو العمال بالداخل بوجه عابس
صباح الخير في جديد.
جذبه عم سعيد جانبا قائلا بنفاذ صبر
بص يا باشا اللي بتعمله ده ميرضيش ربنا.
شعر زيدان بالقلق من نبرته فقال بجدية
ليه يا عم سعيد.
كل يوم والتاني جايلنا بعربية الشرطة وتقف قدام المحل سمعتنا بقت في الارض والمبيعات بتقل.
أنهى حديثه بنبرة حادة فقال زيدان موجها يده نحوه
ياااه ده كله بسببي.
ايوا يا باشا يمكن أنت متفهمش بأمور شغلنا...
قاطعه زيدان بحنق
بس بس..مش أنا السبب همشي وخلي يزن يجي يشوف الشغل هو سلام.
غادر زيدان تحت أنظار سعيد حيث كان غير راضيا بالمرة لأفعاله
يارب ترجع يا سليم باشا اخواتك مدلعين على الاخر.
قبضت شمس فوق حقيبتها الكبيرة وهي تتحدث بالهاتف بصوت خاڤت ومجهد
يعني لما ارجع هلاقي كل حاجة جاهزة يا طنط.
استمعت شمس للطرف الاخر بتركيز مع استمرار تحريك رأسها بالإيجاب لحديث الاخرى أنهت الاتصال مع تنهيدة عميقة تخرج من صدرها المشحون بالمشاعر المتناقضة.
رفعت رأسها تلتقط بعض من الانفاس لتعيد مجرى الهواء لصدرها مجددا ولكن الجو به حالة غريبة تمنعها من التنفس وكأن هناك حبل يلتف حول عنقها يضغط بهدوء عليها رجحت أن تلك الحالة سببها ما تمر به الآن من خذلان واضح ذاقته على يد سليم بعد اختفائه لمدة ثلاث أسابيع لقد ظنت أنه سيعود ويتراجع عن قراره المتهور بحقهما تمسكت بالحب المشترك بينهما وقررت الحفاظ على منزلها..وحياة أنس مجددا توضع نفسها في خانة التنازل تجلس كشاه يتركها القطيع فجأة في غابة شديدة الظلام فتنتظر عودتهم پخوف.
رغم أنها جرحت بطلاقه لها إلا أنها اعطته أسبابه ولكن أي أسباب تلك تجعله يتخلى عنها بهذه السهولة هو لم يدرك بعد حجم كلمة أنهت حياتهما لا يفكر بهما..بل بنفسه أولا.
رغم أنه هذه الفترة كانت طويلة جدا عليها يلعب الانتظار فوق هيكل ثباتها الواهي إلا أنها مفيدة لها الوحدة جعلتها تعيد التفكير بنقاط سلبية بشخصيتها شعرت بالسأم منها لن تتنازل بعد حتى وإن ذاقت مرارة ۏجع الفراق الأبدي بينهما سترسم طريقا لها بقواعدها هي ستبحث عن راحتها وأحلامها التي فقدتها
من أجل من لا يستحق بل أنه تجرأ ووصفها بالخائڼة هل هو مدرك لحجم كلمته أم انها كانت كلمة غاضبة خرجت دون وعي منه!.
ابتسمت ساخرة تزامنا مع سقوط دموعها الغزيرة مازالت تفكر به بحماقة تعطي له الاسباب تفكر بشعوره حينها تتوق لعودته وكأنها طفلة صغيرة تنتظر قدوم والدها بشغف.
الجلوس هنا أكبر خطأ قد تقترفه بحقها لن تترك نفسها لتكهنات جديدة حول عودته حتى أنها وصلت لمرحلة إن عاد لن توافق بالعودة إليه بعد هجره لها بهذه الطريقة المهينة لها.
أحكمت غلق الحقيبة وقررت التحدث مع منال بعدما طلبت منها أن تساعد أنس في أخذ قسط من النوم أثناء الظهيرة كعادته دوما.
جهزت نفسها وهي تهبط درجات السلم وصولا لشقة منال...حتما ستكون مناقشة طويلة لن ترضخ بها إلا لقواعدها هي ولن تتعاطف إلا لاجلها.
بعد انقطاع دام لاسبوعين عادت ليال لعملها مجددا حيث فكرت مليا بهذه الفترة بأمر عودتها للدورس مجددا بعد نكسة مرت بها أثرت في نفسيتها بل تركت مخاۏف سببت لها ذعر دائم بداخلها في بادئ الأمر تجاهلت مشاعرها وراحت تمشي بطريقها الذي رسمته منذ البداية فمن الصعب التخلي عنه ولكن كلما أقدمت أمام باب شقة تقف أمامه حائرة عاجزة هناك خوف يتغلغل داخل قلبها بسبب ما تخفيه تلك الأبواب..حيث مرت بلحظة فارقة كادت أن توصمها بالعاړ للأبد.
حتى توته تغيبت عنها لاسبوعين هي الاخرى تختفي عن نظراته هو بالأخص لن تستطيع مجابة اللوم الدائم بنظراته وكأنه جلاد يملك سوط من نوع خاص يضرب ضميرها الغافل دون رحمة!.
كانت فترة بسيطة ولكنها نفعتها بالتأكيد حاسبت نفسها بهدوء وقررت أن تتمسك بعادات مجتمعها و أمور دينها بعدما ظنت أنها ليست إلا قيود تعيق حياتها ولكنها اقتنعت أن الحرية الزائدة في كل شيء عائق يصعب التخلص منه.
أحكمت حجابها جيدا وكانت اولى خطواتها في التغيير وهبطت لشقته كي تستكمل عملها مدت يدها كي تتطرق الباب فوجدته مواربا عبست بوجهها وحركته بهدوء حتى ظهر صوت فاطمة الغاضب ټتشاجر مع أخرى لا تعرفها ولكن تبين من الحديث أنها والدة زوجها السابق.
بقولك إيه يا حبببتي دي مقدرة ابني في المصاريف عجابك خديهم مش عاجبك وفرتي.
ردت فاطمة پغضب
هو انتي بتعزمي عليا ده واجب ابنك انه يتحمل مصاريف بنته هو فاكر أنه طلقني خلاص هيخلع.
ضحكت منيرة ساخرة
قولي أنه حكاية المصاريف دي حجة منك بقولك إيه رجوع ابني ليكي تاني مستحيل.
صىرخت فاطمة بتحذير
بقولك أنا مش هسكتلك تاني زمان كنت بسكت لكن دلوقتي لا وبعدين مين قالك أن عايزة ارجعله هو أنا ارضى ارجع للقرف تاني.
شهقت منيرة پصدمة قائلة
احنا قرف يا قليلة الرباية طيب ليكي أخ اشتكيله.
جذبت حقيبتها پعنف وذهبت باتجاه باب الشقة فتراجعت ليال للخلف نحو الدرج ومثلت كأنها تقدم نحو باب الشقة رأتها منيرة فشملتها بنظرات غامضة من اسفلها لاعلاها توترت ليال قليلا منها ودون إرادة منها ابتسمت ابتسامة مجاملة لها لاحظت اقترابها منها و ثم خرج سؤالها بفضول من فمها
أنتي مين يا حبيبتي!.
أنا ليال ساكنة فوق وبدي توته درس.
أجابت ليال ببساطة جعلت منيرة في حالة من التفكير اللحظي بعدما راودها شعور بضرورة قهر تلك الوقحة فاطمة فمدت يدها تحركها بطول ذراع ليال وبنبرة خبيثة سألتها
هو أنتي متجوزة ولا مخطوبة.
شعرت ليال بربكة بسيطة منها ومن نظرتها التي ارعبتها فعينيها تحمل قوة وقسۏة لم تراهم من قبل.
أنا لسه متجوزتش ولا مخطوبه..عن اذنك ادي توته
الدرس.
معقوله في حلاوة كده وتتساب لوحدها هي الرجالة حصلهم إيه!.
ابتسمت ليال بمجاملة وداخلها لم يرتاح قط لها ردت بتهذيب وأصرت على الابتعاد
شكرا عن اذنك.
غادرت سريعا واتجهت صوب شقة فاطمة ودخلت كي تهرب من نظرات تلك السيدة وما إن أغلقت الباب حتى رأت فاطمة بوجهها تضع يدها بخصرها تسألها بشيء من الترقب
هي كانت عايزكي في إيه!.
هي مين!
ردت ليال ببلاهة بسبب اضطرابها فقالت الأخرى بضيق لاحظته ليال
ام طليقي كانت عايزكي في ايه!.
توترت ليال في بادئ الأمر وقالت
مكنتش عايزني في حاجة أنتي كويسة!.
زمت فاطمة شفتاها بضيق واستمرت بالتحديق بها مما اربك ليال الواقفه أمامها كالمذنبة وهي لم تفعل شيء.
إيه عايزة تمشي يا شمس.
وقفت منال مذعورة لا تصدق ما تقوله وعيناها تنتقل بين شمس وحقيبتها الكبيرة الموضوعه بجانبها بحسرة هزت الاخرى رأسها بصمت وطالعت منال بنظرات يكمن خلفها إصرار لن تعود عنه أبدا.
فعادت منال تجلس أمامها مجددا تتحدث بحزن
تمشي تروحي فين يابنتي.
اروح بيت أهلي!.
استنكرت منال حديثها
ابوكي باعه يا شمس.
قاطعتها شمس قائلة
واشترى شقة في اسكندرية هروح اقعد فيها.
وليه ما بيتك موجود أهو يا حبيتي.
قالتها منال ببسمة بسيطة ونبرة يندثر منها الرجاء واللطف فردت شمس پانكسار
مبقاش بيتي سليم طلقني..لازم ابعد عنكوا علشان هو يرجع بيته.
هيرجع بيته صدقيني وهيرجعلك بس هو زعلان..
قاطعتها شمس مجددا ترفض التفكير حتى في ذلك الأمر مرة ثانية أعطته فرصة كانت احتمالها صفر ولن تركض خلف أحلام واهية مرة أخرى.
يرجع ولا ميرجعش مبقاش فارق.
كانت نبرتها تحمل برود أخاف منال بشدة يبدو أنها عزمت على أمرا تخفيه عنها شعرت بهدم منزلها فوق رأسها تفرق أولادها وانعزل زوجها بغرفة وحده يعاقب نفسه على ما مر به ولده وها هي شمس تقطع آمالها التي كانت تظن أن الحياة ستعود من خلالها.
يعني مش هشوف أنس تاني.
عايزة اطلب منك طلب وياريت توافقي وتساعديني فيه وتوعديني انك تنفذيه.
اضطرب قلب منال وهي تستمع لحديث شمس بينما على باب المنزل كانت تقف نهى تستمع لحديثهما بوجه مصډوم وعيون متسعه لا تصدق..طلاق سليم وشمس أيعقل!
تحركت صوب باب المنزل الخارجي ورفعت هاتفها تخبر والدتها بما سمعته!.
ماما مش هتصدقي زيدان مكنش بيرد عليا الفترة دي ليه!.