الجمعة 27 ديسمبر 2024

رواية فراشتي الذهبية الفصول من 13-22

انت في الصفحة 8 من 15 صفحات

موقع أيام نيوز

على صوت السيدة أنجا التي وقفت بحضرة الملك تنحني ثم قالت
أمر مولاي
سيدة أنجا ميرورا تريد الأعتذار منكي
حاولت رنا التغاضي عن تعمده مناداتها بذلك الاسم ونكران أسمها الأصلي لكنها تحاملت على نفسها ورفعت عيناها لأنجا التي تطالعها بأعين ثاقبة حذرة تسأل ماذا خلفها إلى أن همست رنا
أعتذر منكي سيدة أنجا وآمل ان تتقبلي أعتذاري.
نظرت لها أنجا بتوجس.... رضا تلك الفتاه العنيدة على الأعتذار عن ذنب لفقته هي لها لهو أمر مثير للريبة والأستغراب.
فقالت بحذر
وأنا قبلته.
ثم نظرت للملك تستأذن في الرحيل فسمح لها وغادرت على الفور فبقى الملك مع رنا التي نظرت له بتوتر.
ظل واقف ينتظر سؤالها التالي وقد حدث ما توقعته فسألت
هل سلمت الفتاة لأهلها
بادلها النظر بجمود وجسد متيبس ثم قال 
هل تريديني ان أفرج عنها
ياليت
وهل أنتي على أستعداد لدفع الثمن
وهل الملك ينتظر ثمن مقابل الحق
رد ببرود ولا مبالاه
ظل على وقفته يشبك يداه خلف ظهره وينظر لها كأنه ينتظر تعالت أنفاسها وزادت ضربات قلبها من الخۏف والهلع تحت نظرات عيناه الباردة.

لم تكن تعلم بتلك اللحظة هل تفرح أم تحزن لكنه صړخ فيها
هيا غادري حالا.
خرجت من عنده بحزن تجر قدميها جرا والحزن واليأس وقلة الحيلة تسيطر عليها.
فيما وقف الملك حزين لأنه رغم ما سمعه عنها مازال لديه حنين تجاهها لا يعلم ماذا يفعل معها.
مرت الأيام وهو يمنع نفسه بالقوة من رؤيتها أو الذهاب إليها
وذات يوم كانت أنجا تجلس في غرفتها تدرس بعض الأوراق المهمه فإذ بها وجدت خادمتها تدخل وهي تلهث ثم قالت
سيدتي سيدتي
ما بكي ماذا جرى
لقد هربت الفتاة البيضاء.
هبت أنجا من مكانها پصدمة
ماذا! كيف
لا اعلم 
وهل علم الملك
لا حتى الآن لم يصله الخبر.
وقفت أنجا وعقلها يكاد يجن كيف هربت ومن ساعدها فهي بنفسها سبق أن ساعدتها وفشلت فمن ذا الذي نجح في مساعدتها وكيف ستخبر الملك بما جرى
الفصل التاسع عشر
الصمت كان حليفها الوحيد وهي تجلس على الفراش لم تبرحه إلا للذهاب للمرحاض الذي لا تحتاجه كثيرا فهي لم تأكل أو تشرب شيئا منذ غادرت بيته آخر ما نزل لجوفها كان من بيته بماله.
ضغطت بأسنانها على شفتها السفليه تحاول منع دموعها وألا تبكي فقد تعبت عيناها للأن لا تستطيع أن تنسى تلك اللحظه التي عليها فيها يمين الطلاق
عودة بالزمن قليلا للخلف...
كانت لاتزال بين ذراعيه تبتسم بكشوف والفراشات تغزو صدرها ومعدتها تطرب من الفرحه إلا ان تلك البسمه تلاشت وتبدلت لصمت إستحال لصدمه.
صډمه جعلت عقلها يتوقف ويسأل هل ما سمعه كان صحيح أم ماذا حتى لو صحيح فكان لدى قلبها رغبه قويه بعدم تصديقه .
لكن ثبات وتجهم ملامحه زاد الشك بداخلها أنه ربما صحيحا ومع ذلك فضلت الا تصدق وسألت
زيدان أنت بتقول أيه بتهزر صح.
جوابه كان ثابتجامد ومن جحوده كان مختصر حين قال
لأ.
فاتسعت عيناها وسألت بتيه
هو ايه الي حصل طيب أنا عملت حاجة غلطبس حتى لو عملت حاجة غلط مش كان المفروض تيجي تتكلم معايا!
لأ أنتي ما عملتيش حاجة
بكت بحرقه وسألت
أمال ايه الي حصل
أنتي كنتي مستنيه أيه يحصل أنتي ناسيه احنا إتجوزنا إزاي أصلا وليه
شهقت پصدمه
أيه!!
وهذا ما يفرق معها للأن ...... أنها إنهارت أمامه وظهر تمسكها وحدها به .
عادت لواقعها وهي تخبط رأسها بظهر السرير الخشبي من الحزن والندم فدلفت أمها بسرعه أثر سماع الصوت تشهق بفزع
بت يا حوريه بتعملي إيه
لكن حوريه كانت مغيبة مستمرة فأقتربت منها تضمها بسرعه و هي تضع كفها كحاجز بين رأس حوريه وخشب السريرتربط بيدها الأخرى على كتفها تردد
بس يا بنتي بس ماتعمليش في نفسك كده
قالت حوريه بضعف و إنهيار
صعبان عليا نفسي قوي يا ماما أنا رخصت نفسي قوي...قوي يا ماماقعدت أعيط له واسأله طب أنا عملت حاجة غلط في حاجة وهو ولا هو هنا.
ضمتها والدتها بحزن وحوريه تبكي وتشهق بصورة موجعه تتمنى لو فقدت الذاكرة من شدة كرهها لتلك الأحدات التي مرأت فيها .
في بيت شداد على سفرة الطعام
وضعت فردوس أخر صحن على الطاولة أمام شداد الذي لم يمتثل للشفاء التام بعض مازال يعاني ثم سأل
عامله كل الأكل ده لمين هو حد له نفس للأكل.
في تلك اللحظة دلف محمود بأبهى حله يرتدي ملابس سينييه باهظة الثمن وتقدم بخيلاء يردد
ماحدش له نفس ليه ايه الي حصل.
نظر له شداد بعدم رضا ثم قال
روحي صحي زيدان يا فردوس 
مش هيرضى وهيقولي ماليش نفس
جربي ولو قالك كده زني عليه لحد ما يوافق
فسأل محمود بجهل شديد
هو في أيه!
ليتفاجأ وكذلك والديه بخروج زيدان من غرفته القديمة وتقدمه لحد الطاولة ثم جلوسه بصمت رهيب فتبادل شداد و زوجته النظرات بتعجب وتفاجئ قد زاد وهما يرانه قد جلس بلا عزيمه بل ومد يده التقط رغيف العيش وقضم كسره يغمسها في صحنه ثم تناولها مرددا بهدوء
البامية محتاجة لمون يا أمي.
أتسعت عينا فردوس التي نظرت لزوجها پصدمة ثم غادرت سريعا تحضر الليمون قائلة
عينيا حاضر.
لكنه كعادته أوقفها يمنعها وقال
عنك أنتي هجيب أنا إنتي رجلك وجعاكي.
ذهب ليحضر الليمون وفتح المبرد يقف أمامه وهو يغمض عيناه يضغط على نفسه بطريقة غير عادلة كي يخرج عليهم بتلك الهيئة الغير مبالية .
وتقدم ليجلس يعصر الليمون على صحنه كأنه يعصره على نفسه حتى يأكل كل هذا و والداه ينظران له بترقب فسألت الأم
أنت كويس يا بني
رد بأقتضاب وهو يقطع لقمه جديده من الرغيف
الحمدلله.
فسأل محمود
هو في ايه
زيدان طلق جورية.
رفع محمود عينه المتسعه بتفاجئ على زيدان الذي وضع معلقة من الأرز في فمه وهو ينظر في صحنه فقط لا يريد النظر لأي شخص منهم يمثل ان ما حدث عادي.
وبينما كان محمود في حيرة من أمره وقف زيدان بهدوء قائلا
الحمدلله 
رايح فين يا زيدان
تحدث الأب بعدم رضا فرد زيدان
شبعت الحمدلله ونازل الورشة
أقعد عايز أتكلم معاك
بعدين يا حاج أنا عندي شغل متأجل وأنت لسه تعبان 
أنزل يا زيدان وأنا نحصلك على الورشه
غادر زيدان بالفعل وصمت الأب يرى أنه من الأفضل ان يتحدثا بمفردهما بعيدا عن محمود الذي يجلس الآن متخبطا يشعر بالتيه التام.
_________________
وقفت أنجا في الغرفة الفارغة و التي كانت مخصصة للفتاة البيضاء تنظر في أرجاء المكان ثم سألت الجواري من خلفها
هل سأل عنها الملك
حتى الأن لا 
منذ متى وهي مختفيه
منذ أمس لم تبت ليلتها هنا ولم تبرح الغرفه حتى وحين أتت الخادمة بطعام العشاء لم تجدها رغم تحديد الملك إقامتها هنا والملك كان في الديوان وقتها يعني أنها ليست عنده.
هل بحثتوا عنها في كل نواحي القصر
نعم سيدتي ولا أثر لها.
فكرت لثواني ثم قالت بصوت صارم
حسنا لا تبلغوا الملك الآنإنها مسؤليه كبيرة وسيغضب الملك كثيرا ان علم دعونا نبحث عنها في المدينه وحول القصر حتي نجدها دون التعرض لڠضب مولانا أو إتهامه لنا بالتقصير.
هزت الجواري رأسهن بهدوء فغادرت أنجا الغرفة مع خادمتها التي بدأت تهرول خلفها كي تجاري خطواتها المسرعه وهي تسأل
سيدتي هل أنادي كبير الحرس
لماذا
كي تأمريه بالبحث عن الفتاه البيضاء كما قولتي.
لا أتركيها أدعو ان يوفقها الحظ وتتمكن من الهرب بالفعل وأظن أنها ستسطتيع فمن تتمكن من الهرب من قصر الملك راموس يمكنها مغادرة المملكة كلها.
تنهدت أنجا بسعادة ثم قالت 
أااااه.... وأخيرا سأتنفس..أااه.
ثم تحركت تباشر باقي مهامها وهي تشعر بالسعادة والخفه .
بينما في غرفة الملك
فقد جلس على مكتبه منكب على بعض الأوراق الخاصه بالديوان يتابعها ليبتسم رغما عنه وقد تجلت صورتها أمامه بمخيلته فأغمض عيناه يتذكر حضنها ورائحتها حينما كانت بأحضانه وسحب بأنفه نفس عميق يتذكر رائحتها المميزة الممزوجة برائحة جسدها صانعه مزيج لن يتكرر.
قلب الصفحة راغبا في التوقف عن التفكير فيها والتركيز على شؤن رعيته فأخذ صفحه أخرى لكن عادت صورتها بذلك الفستان الأحمر الذي رأها فيه أخر مرة حضرت لعنده وكم كان بديع عليها لأول مرة يحب اللون الأحمر على أحدهم بل لأول مره يحب اللون الأحمر بالأساس وأقشعر جلده بلذاذه حين تذكر إحتضانها له من ظهره وكم جاهد نفسه على ألا يلتفت إليها ويأخذها بقوة فتصبح ملكه كان يريد معاقبتها قليلا حتى تتهذب وتتوقف عن أفعال الفتيات الطائشة تلك.
بتلك اللحظة توقف الملك عن التفكير وسأل نفسه منذ متى وهوصبور

هكذا! واجه نفسه متسائلا هل وقع في الحب كان يظنها فتاة جميلة حركت رغبته فقط.
________________
وقفت رنا بتعب على سطح أحد المراكب التجارية تنتظر للبر بتخبط ولم تشعر بالراحة إلا بعدما تحركت السفينة بالفعل من الميناء تغادر الشط فتنظر على الأرض التي ذلت فيها وتجردت من حريتها وكادت ان تشنق بلا ذنب لولا أن لحقها الملك..................الملك!!
تنهدت بتعب تعلم أنها ربما تفتقده ...لكن عادت ملامحها تتحول للجمود من جديد حين تذكرت كيف كانت في قصره فتاه للرغبه وقد تم نعتها بأنها فتاه للفراش فقط.
جلست على عقبيها تبكي تتذكر كل ما مرت به من أهوال منذ تركت مصر إنها قصة مروعه لو قصتها على أحد تقسم انه ما كان ليصدق.
حتى أنها للأن لا تصدق ما حدث معها ولا كيف هربت لولا تلك الخادمه التي حكت لها عن ما فعلته أنجا.
عودة بالزمن قليلأ.....
خرجت رنا من غرفه الملك وهي تبكي بحرقه واتجهت لعرفتها حيث أمرها بالمكوث فيها ولا تغادرها إرتمت على الأريكه وأخذت تبكي إلى أن دلفت لعندها تلك الخادمة تقول
من رأيي ان تتوقفي عن البكاء فهو لن يفيد فكري في خلاصك من هنا
لا أرى أي أمل
تنهدت الخادمة ثم قالت
الهرب هو سبيلك الوحيد.
كل محاولاتي بائت بالفشل.
لا تقلقي تلك المرة ستفلح أنا متأكدة.
الحسم والحماس اللذان كانا بصوتها جعل رنا تنتبه لها وتنظر لها بترقب متسائلة
أراكي تتحدثين بثقة 
لو لم أكن متأكدة لن أفعل فأنا لن أغامر بحياتي.
شهقت رنا 
هل ستهربين وتأخذيني معكي!
بل أنتي من ستفعل..ستهربين وتأخذيني معك.
أندهشت رنا تسأل
ماذا!! كيف
جاوبت الجارية بكلمة واحدة
الطبيب 
من!
نعمهو...طبيبب الملك هو من يريد مساعدتك وقد أرسلني لكي 
ولما قد يساعدني
النبلاء فقط من يعلمون قيمة الحرية
ولكن.......
لا تترددي فالفرصه لا تأتي إلا مرة واحدةهذه المرة وجدنا رجل نبيل گ الطبيب يساعدنا لأنه تعاطف معك لو ضيعتي الفرصه ربما لن تجدي رجل مثله مرة ثانية يجب علينا أغتنام الفرصه وقتها سيتحرك بنا ليلا يعني مع شروق شمس يوم جديد تحصلين على حريتك وقتها أنجا والملك سيكونان بالديوان معهم كبير الحراس ورجاله وسيسهل وقتها إخراجنا من هنا..فكري فالفرصة لا تأتي إلا مره واحده إما تقتنصيها أو تصبحي جاريه ذليلة طوال عمرك.
عادت من شرودها منتفضة على يد الطبيب التي وضعها على كتفها قائلا
أتشعرين بالندم
صمتت رنا ولم تجيب فقال نيمار
لقد عدتي حره من جديد...ماذا كنتي تتوقعين بربك كنتي ستظلين طوال عمرك جاريه محتقرة دوما مسلوبة الحريه والحقوق ربما إعجاب الملك بك

انت في الصفحة 8 من 15 صفحات